بحاول أقتطف أجزاء من "السرد" ، ولتكن البداية بـ ص 41 وما تلاها في حكاية "أبو حميد في قطار نيالا " ، حين تعطل القطار ، وتأجل "كونكان 14" ، وترجل "أبوحميد اللهو علي نفسه " ، من على القطار تاركاً زميله في الكونكان "علي الآخر" هناك .............
(( .............ظن الجميع عندما سار "عم علي" مبتعداً في ذاك الخلاء البهيم ، انه ذهب ليقضي احد حوائجه ، لكنه كان يسير على غير هدى ، خلف اقرانه غير المرئيين ، الذين كان يجادلهم عن افضل مكان لبيارة دائمة للمياه ، في هذا السهل الممتد ، كي يصير اخضر طيلة العام. فجاة انتشلته اصوات كانها اتية من عصور اخرى تناديه :
- يا علي يا علي اسرع القطر اتحرك.
ويركض حافيا كي يلحق به ، ويجد على سلم الباب علي الاخر ، زميله في لعب كونكان 14 لنصف يوم ، باسطا يده من سلم القطار كي يساعده على الركوب ، يشكره بحرارة ، وكأن "عم علي" قد نسي تماما من هو علي الاخر ، وهو ما زال يعالج افكاره في كيفية تخضير هذا السهل المنبسط الذي فقط يحتاج الى ماء متدفق كي ينتج ما يكفي ملايين الناس.
- شكرا ليك يا اخينا !
- ما بينا يا "علي" ، تشكرني علي شنو ؟ نحن ما زملاء واخوان.
- الاخ من وين في الاهل ؟ .
- يا ابو حميد ، انت نسيتني ولا شنو ؟!.
هنا ..
فكر "عم علي" سريعا ، ما دام هذا الرجل الغريب الذي امامه يناديه بلقب ابو حميد ، هذا يعني انه من اصدقاء طفولته ، او من اقاربه المتفرقين في انحاء البلاد كافة ، وافضل طريقة كي يتخلص من هذا المازق المحرج ان يعطي اجابة مموهة ، فقال له :
- كيف ما عرفتك ،عشان عملت ليك جلحات وشنب زي الساعة تلاتة وربع ....
- انت صحي صحي نسيتني ، يا علي بتبالغ لكن ....
ابالغ شنو يا اخي ! ، هو زمن نصاح من اخر مرة اتلاقينا فيها ؟.
وطارت بتلك الطرفة قطارات البلاد ، .............)).