الحصاحيصا.. مدينة تتنفس الإبداع والتعدد والتنوع.. هكذا كانت الحروف الأولى في دفتر هذا الكتاب (الوثيقة).. لم يكتب هذه العبارة الأستاذ عفيف اسماعيل كاتب المسامرة.. بل كتبها الدكتور الشفيع خضر.. فهو رجل لا تربطه بالحصاحيصا إلا لقاء واحد اجتمع هو بها وهو الإبداع.. الشهادة هذه من رجل يتنفس رياح المدن بخبرته الأدبية والفنية.. فيوصف ألوان الإبداع بأنفه قبل قلبه وعقله..
ساق هذا الأديب مقدمة هذا الصرح العتي.. وأظهر كما تستحق الرواية ثلاثة محاور لها.. الحصاحيصا.. وعفيف اسماعيل.. وهذا الكتاب..
شخص الدكتور هذا المثلث تشخيص العارف البارع الأديب.. وأعطى القارئ صورة مصغرة لما سيقرأ كحال معهود في مقدمات الكتب.. لم يخذله الإبداع وهو يتناول الحصاحيصا.. نيلها.. عمالها.. محالجها.. شجر نيمها.. مبدعيها.. ثقافتها.. أسرها.. ولولا محدودية سطور المقدمات دوماً لكتب عن أوزان هوائها.. وذرات ترابها.. ويكفيه تفوقاً أنه حسن الاختيار من بستانها وورودها ونداها..
كما وتناول كاتب المسامرة وهو الأستاذ عفيف إسماعيل.. مضايقة الأنظمة له.. نضاله.. أعماله المهنية والفكرية.. واحساسه بالناس.. تناول كل ذلك كأنه طبيب مختبر يفصل كل كبيرة وصغيرة بأسلوب متفرد وطرح بسيط..
ثم تكلم عن كتابه المسامرة وأعطاه قيمته الفنية والثقافية والفكرية.. مظهراً انضباط الكاتب في لغته.. و إرثه الثوري المنحاز للبسطاء..
هذه المقدمة العظيمة من رجل عظيم يحبنا ويحب مدينتنا.. تناولها بأسلوب يجبرك على قراءة مقدمته تلك أكثر من مرة.. ولو كان هذا حال صفحات هي من ملحقات الرواية فما حال الرواية وما فيها ومن كتبها!!؟؟
تعالوا نبحث في ذلك..