موضوع: خالدة زاهر .. امرأة وقَّعت على دفتر الوطن... الأحد 26 مايو 2013 - 16:46
خالدة زاهر
امرأة وقَّعت على دفتر الوطن...
ليست أول طبيبة سودانية فحسب، بل هي رائدة من رائدات الحركة الوطنية، وبلا منازع تعتبر ذؤابة جيل من النساء اللائي رسمن الخطوة الأولى على مضمار انطلاقة المرأة السودانية من حالة السكون إلى مدارات التحرر والانعتاق من قيود التقاليد المكبلة، والأفكار المتكلِّسة.
ولدت خالدة زاهر الساداتي عام 1926م وهي البنت البكر لضابط في الجيش السوداني، وقائد للفرقة السودانية التي حاربت في فلسطين عام 1948م، وأخت لتسع بنات وعدد مماثل من الأبناء، ووجدت نفسها في تحدٍّ مع الذات ومع المجتمع المنغلق في ذلك الوقت، عندما شجعها والدها -واسع الأفق- على مواصلة مشوار تعليمها. وكانت خالدة على قدر ذلك التحدي، حين التحقت بكلية غردون الجامعية كأول طالبة سودانية تصل إلى هذه المرحلة التعليمية، وتخرجت كأول طبيبة سودانية عام 1952م مع زميلتها (زروي سركيسيان) من أصل أرمني، وكان ذلك حدثاً مهماً ومشهوداً وخطوة رائدة في تاريخ تطور المرأة السودانية.
تدرجت د. خالدة زاهر في السلك الوظيفي حتى وصلت منصب وكيل وزارة الصحة. من خلال عملها جابت كل أقاليم السودان منادية وناشرة للوعي بصحة الطفل والمرأة، وحقوقهما، ومحاربةً للعادات الضارة. وعملت لفترة من الزمن مديرة لمركز رعاية الطفل بأم درمان. منحت الدكتوراه الفخرية من جامعة الخرطوم في احتفالها الماسي في 24/2/2000م اعترافاً بريادتها وإسهامها في تطور المجتمع السوداني ومساندتها قضايا المرأة. أحيلت إلى التقاعد عام 1986م بعد أن قضت كل سنوات عملها داخل السودان، حتى اختتمت حياتها العملية مديرة لإدارة أمراض الأطفال برئاسة وزارة الصحة.
شاركت د.زاهر الحركة الوطنية نضالها ضد المستعمر، وكانت قائدة للمظاهرات، وخطيبة اعتلت منبر نادي الخريجين في أواخر أربعينيات القرن الماضي، في زمن لم يكن يسمح للمرأة بالخروج من المنزل، وتم اعتقالها من جانب المستعمر نتيجة لذلك النشاط. وتواصل دورها السياسي والوطني بعد خروج المستعمر، مسهمةً بفعالية في كل القضايا التي تهم الوطن والمواطنين، ومدافعة بشدة عن الديمقراطية، ورافضة لكل أشكال الديكتاتورية، وظلت تكرس اهتمامها لقضايا تحرر المرأة السودانية، وإسهامها جنباً إلى جنب مع الرجل في تفاصيل الحياة، وتطور المجتمع، وسعت إلى تحقيق ذلك الهدف وهي في بداية تعليمها الثانوي، حيث كونت مع الأستاذة فاطمة طالب (رابطة المرأة) وأسهمت لاحقاً مع كوكبة من الرائدات السودانيات، أمثال حاجة كاشف، وفاطمة أحمد إبراهيم، ونفيسة المليك، وأم سلمة سعيد، وعزيزة مكي؛ في إنشاء تنظيم الاتحاد النسائي السوداني، ومن ثم اختيرت أول رئيسة له. لإيمانها بقضايا تحقيق العدالة الاجتماعية وقضايا تحرر المرأة. تقول عن مسيرتها الأولى خلال حوار صحفي: “حين دخلت مدرسة الاتحاد العليا، كنت أذهب بالترماي. وفي دهشة يسألون والدي: ليه تخلي بنتك تركب الترماي؟ أنا درست في الإرسالية وعندما (مشى) المرحوم أحمد هاشم المدرسة، كان بيدرس فيها بنات الإغريق فطلب من جدي محمد عجب أرباب أن يقدم لي ففعل فقبلت بها، ونحن عائلة كلها من الجيش، جدي لأمي كان ضابطا، وكذا عثمان مبروك متولي، وأبي أيضاً”. وتضيف في الحوار ذاته: “تزوجت وأنا طالبة في رابعة طب ومن شروط والدي لزوجي عثمان محجوب عثمان - شقيق المرحوم عبد الخالق محجوب - أن أكمل الدراسة. زوجي كان زميلاً لي في الجامعة بكلية الآداب”.
وتنقل عنها د.فاطمة بابكر محمود في كتابها (المرأة الأفريقية بين الإرث والحداثة( هذه الشهادة: “إن أهم المحاور النظرية لتحرر المرأة السودانية التعليم وبث الوعي بمطالبهن. لقد سبب الجهل كثيراً من المشاكل وتسببت قلة المعرفة في الإيمان بالدجل والشعوذة وقبول كل ما يقال لهن. ثانياً: ففي مجال الاتجاه إلى المرأة في الريف، فقد ظللنا على مدى نصف قرن تقريباً، ونحن نركز على عملنا في المدن ونناقش قضية المرأة من وجهة نظر نساء الحضر، بينما نجد أن 85 بالمائة من النساء يعشن في الريف والقرى الصغيرة على مستوى القطر” هذه مقتطفات من سيرة امرأة وقعت على دفتر الوطن.
حسن وراق حسن
موضوع: رد: خالدة زاهر .. امرأة وقَّعت على دفتر الوطن... الأحد 26 مايو 2013 - 23:07
التحية للدكتورة خالدة احد رموز حركة تحرير المرأة السودانية نسأل الله ان يمتعها بالصخة والعافية والتحية والتجلة لجميع افراد اسرة عمنا زاهر سرور الساداتي وخاصة الصديق وابن الدفعة عدلي شكرن ليك يا بوالطب علي البوست الرائع