من هو الأكثر متابعة عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي؟
هل هو رئيس الدولة العظمى الأميركي باراك أوباما؟ أم هو بابا الفاتيكان بينيدكتوس السادس عشر؟ ماذا عن حساب مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس الذي ينفق ملايين الدولارات لأهداف خيرية؟ هل من الممكن أن يكون حساب الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون أو الدالاي لاما أو إحدى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان؟.
قد يفاجأ المرء إذا علم أن قائمة الخمسة الأكثر متابعة عبر تويتر لا تتضمن أحداً من هؤلاء، فاهتمامات عشرات ملايين البشر تصب في مكان آخر.
المرتبة الأولى تعود للمغنية الأميركية ليدي غاغا، التي تحظى بمتابعة أكثر من ثلاثين مليون شخص عبر تويتر!
المغني الكندي الشاب جستن بيبر يحل في المرتبة الثانية إذ يبلغ عدد متابعيه نحو تسعة وعشرين مليون شخص.
مغنية البوب الأميركية كاتي بيري تأتي في المرتبة الثالثة من خلال متابعيها وعددهم أكثر من سبعة وعشرين مليونا ونصف المليون متابع.
وتحتل المغنية ريهانا المرتبة الرابعة بنحو ستة وعشرين مليون متابع، أما بريتني سبيرز فخامسة عبر متابعيها الواحد وعشرين مليوناً.
وهكذا فإن قائمة الخمسة الأكثر متابعة عبر تويتر تعود إلى مغنّين شباب عالميين، ولكن لكل منهم ربما فضيحة جنسية أو مشكلة اجتماعية أو قضية إدمان على المخدرات...
لا جدال في أن للناس حرية اختيار من يريدون لمتابعته، لكنني أنتمي إلى جيل شبابي تعب من كثرة سماع عبارات من قبيل "قرية كونية" و"عولمة" و"عالم واحد" على مقاعد الدراسة وفي وسائل الإعلام!
إذا كانت هذه النتيجة توحي بشيء، فهي للأسف قد توحي بأننا في "زمن العار"...
عائلات بأسرها تباد في سوريا على مرأى من العالم كله، ولا من مجيب. المجاعة تضرب أطنابها في عدد من دول القارة السمراء ولا من مجيب.
أمراض مستعصية وأوبئة أو فيروسات خطيرة تصيب بقاعاً مختلفة من العالم لا سيما في الدول الفقيرة، ولا من مجيب.
هل هو حقيقة عالم التواصل الاجتماعي؟ أم هو في الواقع عالم يقوم على عملية اتصال خالية من أدنى حس بالمسؤولية والشعور الإنساني؟
محمد عنتر - سكاى نيوز عربية