محن سودانية 94 محن الشيوعيين 2
08-03-2013 06:46 PM
قبل اكثر من عشرة سنوات هاجم البعض الزعيم التجاني الطيب بابكر طيب الله ثراه , واتهموه وبعض القادة الشيوعيين بأستلام مرتبات من الامريكان والغرب . بعض المهاجمين كانواشيوعيين سابقين. وكنت احد المدافعين, لاقتناعي بخطل ذالك الادعاء . ولكن عشت محنة شيوعيين يرفعون دعوة مدنية في فرنسا ضد الشيوعي رحمة الله عليه خالد الحاج صاحب سودانيات, ومطالبة بتعويض مالي . السبب ان خالد الحاج , تطرق في مواضيع يمكن مشاهدتا في سودانبات . وهنا ادانة وادلة لمنظمة مكافحة التعذيب السودانية ومنظمة حقوق الانسان . والتعدي علي المال يقدر بملاييت الدولارت .
لقد حرمنا انفسنا من التعامل مع السودان تجاريا وكانت لي شركات مسجلة وعاملة في السودان حتي لا نقع في شبهة التعامل مع الكيزان . وفقدنا كل شئ ولم نهتم . وقام احد الزعماء الشيوعيين بالبلطجة علينا قبل سبعة سنوات ولم اصعد الامر . وهذه الايام يتصل البعض لان نفس المناضل الكبير يشتكي من تطاولي عليه . وسنعود لهذا.
واقتبس من الحلقة الثلثة. الشيوعيون الذين اعتقلوني وصردوني من تشيكوستوفاكية .
اقتباس
لا افهم ابدا بان يقال عن احد الشيوعيين ان انتمائه للحزب الشيوعي بسبب حبه للمال. و من المخجل ان يقال بان الزعيم التيجاني الطيب يمكن ان يفكر في المال . في سنة 1986 في مؤتمر السلام العالمي في كوبنهاجن كان هنالك وفد كبير من السودان ضم كل الوان الطيف السوداني من بعثيين الي حزب الامه ممثل في الاخ خمسين و اخرين من الاحزاب الاخري مثل ثريا الشيخ و خالده زاهر و محاسن كزام و هي من اسرة كزام و هم انصار. و العم كزام كان مسئولا عن عمل الكيك للسيد عبدالرحمن . فحول شاي العصر كانت تحل اغلب مشاكل حزب الامه و الانصار .
محاسن كانت تدرس ابناء القذافي في ليبيا. و لقد روت ان القذافي حضر في احد الايام و هو في حيره شديده فلاول مره يرفض شخص ان يستلم اي فلوس منه . فكل الوفود كانت تتباري في استجداء القذافي و ينسجون القصص و يظهرون ولائهم و لا يكتفون بما يعطي لهم بل يطالبون بالمزيد. الا ان الدكتور عزالدين علي عامر قد رفض رفضا قاطعا ان يستلم اي مليم من القذافي و كان يقول له ان الحزب لم يخوله لاستلام فلوس.
و بعد استشهاد الشفيع اتي شخص بشنطة فلوس لفاطمه احمد ابراهيم من الهندي رحمة الله عليه فرفضتها . و لم يكتفي نقد بذلك بل اصر علي تبليغ الهندي موضوع الرفض حتي يعرف، اذا كان الشخص المرسل قد تغول علي الفلوس .
العم ابارو في زكرياته التي نشرت، ذكر في انهم دققوا في مصادر الحزب الشيوعي السوداني . و تأكد لهم انه لم يكن للحزب الشيوعي اي موارد خارجيه فقط اشتراكات اعضاءه و تبرعات اصدقاء الحزب .
العم ابارو الذي كان علي رأس جهاز الشرطه السودانيه كان يعادي الحزب الشيوعي السوداني بضراوه . و هو رئيس الصول ود الكتيابي الذي صار ظابطا في ايام عبود لانه ابدع في مطاردة الشييوعيين. و عند ترقيته الي ظابط اقامت له السفاره الامريكيه احتفالا حضره ابارو و بعض الظباط الكبار . و بالرغم من هذا لم يجد ما يسئ للحزب الشيوعي السوداني .
الانضمام الي الحزب الشيوعي السوداني ، كان يعني التضحيه بالمال القليل الذي يتوفر عند الانسان . و احد العمال واجهوه بـ ( يا زميل المقوي..يا زميل التبرع ...يا زميل حق الميدان....يا زميل مشاركه....يا زميل....الخ) و عندما اتوا له قائلين ( يا زميل اختار اسمك الحركي ) قال لهم ( مرهج) و اضاف ( منو البدفع قدر كده غير مرهج؟) . و مرهج هو احد الشوام من اثرياء الخرطوم . و هنالك قصة العضو الذي بلغ عنه لانه برجوازي. لان له مسكن جميل و سياره و اصدقاء اثرياء . و في احد الاجتماعات واجه المنتقد قائلا ( انا مش بدفع المقوي ، مش بحضر الاجتماعات ، مش بعمل اي حاجه بطلبوها مني ؟ ) و عندما كانت الاجابه نعم ، اكتفي بان قال ( طيب مالك . و لا بس دي حسادة شيوعيه ؟) .
من الغريب ان هنالك فكره خاطئه عند البشر بان الشيوعي يجب ان يكون بائسا ، مفلسا ، يعيش علي الكفاف و لا ادري من اين اتت هذه الفكره .
ابن خالي علي اسماعيل ابتر و الذي نشأ اغلب الوقت في منزلنا لان والده كان يعمل خارج العاصمه و في منزل خالته زوجة احمد عبدالرحمن رجل الجبهه و وزير الخارجيه السابق، اتصل بي في بداية التسعينات عندما كان عصام ابن الترابي صديقه و صهره مسيطر علي كثير من التجاره في السودان ، لاعمال تجاريه فرفضت التعاون معهم بعنف و قرعت علي الذي هو بمثابة اخي الصغير و كنت انا اسكن عند والده في ملكال . و لم ينسي علي لي هذا .
في ديسمبر2002 كانت زوجتي و اطفالي في زياره للسودان . فدعاهم الاخ كمال الجزولي الي منزله و تصادف ان مجدي الجزولي كان في زياره للسودان كذلك و كان علي يصحبهم. و رسالة علي لي عن طريق زوجتي ( امشي وري شوقي ،اصحابو الشيوعيين ساكنين كيف . و هو ابا يشتغل معانا. و في شيوعيين ساكنين في قصور. ) .
ليس هناك ما يمنع ان يسكن الانسان في قصر طالما هو يتبع قوانين المجتمع الذي يعيش فيه . و لا داعي لاشتراكية الجوع كما كان يقول الاستاذ حسن الطاهر زروق . ففي احد المرات ارسل انسان لشراء سجائر فرجع بصندوق سجائر و 67 قرشا و السجائر وقتها بتسعه قروش فقال بلهجته المميزه ( انتو السجائر عندكو بتلاته و تلاتين صاغ ؟) و عندما قالوا له ( الباقي جبنا بيه سندويتشات فول للجماعه ديل من الصباح ما اكلوا و قاعدين يكتبوا ) فقال ( ما هو دي اشتراكية الفقر بتاعتكو دي .).
عبدالخالق محجوب قال ان اكثر انسان ضحي بيننا هو حسن الطاهر زروق فلقد كان له مرتب ضخم و وظيفه محترمه. انحنا دخلنا الشيوعيه كطلاب ما اتعودنا علي نعمة الوظيفه .
اظن قديما كان يدفع للمسجونين او المتفرغين مبلغ ثمانيه جنيهات . و في بعض الاحيان لا تتوفر . و لعدة مرات اخذ المناضل قاسم امين المبلغ منقوصا لاحد الامهات . و تصادف ان عبدالخالق اخذ المبلغ كاملا . و عند سؤال الام اذا كان ينقصها شئ قالت ( شكرا يا ولدي ، لكن القريشات ديل تاني ما ترسلوهم مع العب ده ببرشت منهم ) .
في سنه 1966 عندما مات عمر صديق عبدالخالق و لهذا سمي عبدالخالق ابنه بعمر ، كتب عبدالخالق ( ان الحياة لا تمنح الا مرة واحده ، فما اسعد الذين يمكن ان يقولوا في نهايتها ، لقد قضيت حياتي في خدمة انبل قضيه. انها قضية الاشتراكيه) . و لهذا لا افهم كيف يستطيع من كانوا اعضاء في الحزب الشيوعي السوداني و لسنين طويله ان يهاجموا الحزب و رموز الحزب . هذا يماثل البصق ضد الريح . حتي نحن الذين عندنا خلافات مع الحزب الشيوعي لا يسعنا الا ان نحترمه و نحترم رموزه .
في سنه 1998 و في القاهره و تلك هي السنه التي حضر فيها محجوب شريف و اول مره يترك محجوب السودان، تصادف حضور جلال اسماعيل الذي كنت اسمع عنه كثيرا . و يسكن في بورتسودان و بدأت علاقته ببورتسودان عندما كان نزيلا في سجن بورتسودان . و عندما تقابلنا في منزل الخال محجوب عثمان برفقة صلاح ابو جير و عبدالله نقد و اخرين. اقترحت اقامت حفل و طلبت من جلال ان يحدد اليوم فحدد يوم الخميس بعد ثلاثة ايام . فقمت بدفع قيمة خروف و لوازمه و حق الطباخ .
و ذهبت الي ابوظبي في الصباح و خلصت كل معاملاتي في 48 ساعه و غيرت حجزي و دفعت فرق سعر في التذكره . و لم يحضر محجوب شريف و لم يحضر جلال اسماعيل .
و محجوب قد اعتذر بانه انشغل بعمل النفاج و تسجيل شريط تبتبات . و صورة محجوب شريف و هو يحمل مريم في شهرها الاولي تطالعني الان و انا اكتب هذا الكلام .
اما جلال اسماعيل فلقد ردعلي بفظاظه و عندما سالته هل نسي المواعيد التي حددها هو بنفسه، كان رده انه لم ينسي و ابدي بعض الاستخفاف . و وجد البعض فرصه للاصطياد في الماء العكر و سمعت ( تستاهل ..لامي علي الشيوعيين ...ديل ناس ما عندهم فايده ....و الخ) الا انني شرحت لهم بان جلال اسماعيل لا يمثل الحزب الشيوعي السوداني و هذا ليس بمؤتمر و لكن علاقه فرديه لا علاقه لها بالشيوعيه و الحزب الشيوعي .
لسوء الحظ ان الناس عندما يتعاملون مع الشيوعي يقحمون الشيوعيه و الجدليه الماديه في كل شئ . و من الممكن ان جلال اسماعيل كمخلص قد خشي ان عزومتي فاتحه لان اطلب منه خدمه . و عندما ذهبت لزيارة المناضله فاطمه احمد ابراهيم في لندن بصحبة شاعر امدرمان عبدالله محمد زين و بابكر مخير . قالت لي ( في زول يا شوقي داير يعتذر ليك و اذا انته وافقته انا حاضرب ليه تلفون و هو بجي ) و عندما عرفت انه جلال اسماعيل وافقت مباشرة . و حضر و لم يحتج الامر لاعتذار او لوم من جانبي . و كثير من الناس يكرهون الحزب الشيوعي السوداني لان احد الشيوعيين قد اساء اليهم و كانما الحزب الشيوعي كله عباره عن فرد واحد.
في 14/10/1994 اتصل بي مجدي حسين و هو رجل اعمال من شركة اسبيكقلف بخصوص الاخشاب السويديه . لان الاخشاب التي يحتاجها السودان تقطع بمواصفات مختلفه و تحتاج لتجميع من عدة مناشير و هي من العاده خشب من الدرجه الخامسه و السادسه . و لان مكتبهم في استيرلنق هاوس و هذه منطقه جعيصه . فلذا قمت بالاتصال بالدكتور خالد الكد رحمة الله عليه الذي اكدت تحرياته انهم جبهجيه فارسلت له فاكس بتاريخ 20/10/1994 منه ( اذا اخذنا في الاعتبار ما يحدث في الوطن ،خاصه جنوبه ، و الجرائم التي تمس حق الكبار و قوت الصغار و امن النساء و الشيوخ ، لا يمكن ان اسمح لنفسي بعلاقه معكم . و اذا تأكد ان شركتكم ليست ذات صله بشيطان السلطه الحاليه في الوطن فستجدني مستعدا للتعامل .) .
و قام مجدي بالاتصال بي تلفونيا و قال لي ان التجاره هي التجاره و لا دخل لها بالسياسه ، الا انني رفضت و حاول اخرون اثنائي و لم يفلحوا . فاذا كنا نحن الذين لم ننظم في الحزب الشيوعي السوداني و لم نقدم قطره من المحيط الذي قدمه الزعيم التيجاني الطيب و الاخرون ، كيف يتجرأ اي انسان علي ان يدعي انهم يقبضون من الامريكان .
في 12/12/1994 اقيمت ندوه في كوبنهاجن برئاسة دكتور مصطفي اسماعيل و انجلو بيدا نائب رئيس المجلس الوطني و اقنس لوكودو والي جوبا و بدر الدين مدير شركة كوبتريد و فؤاد عبدالمنعم رجل اعمال و السفير في استوكهولم الفريق محمد احمد زين العابدين و رجل امن يدعي علي .
و طلب منا السفير ان نحاول ان نقنع المجتمع الاسكندنافي لتقبل حكومة الجبهه . فهاجمت الجبهه و ممارساتها و عدم احترامها لحقوق الانسان و جرائمها و غضب الجميع الا ان مصطفي كان يقول ( خلو شوقي يتكلم ) و لم اكن اعرف انه يعرفني . فلقد اتصل بي في بداية الثمانينات ، عندما كان في النرويج طالبا بعض اسبيرات الفولفو.و طلبت منه الاتصال بشقيقي العميد لانه كان يعمل مع الفولفو .
و بعد الاجتماع اتصل بي بدر الدين مدير كوبتريد الحكوميه التي استولي عليها تجار الجبهه و طلب التعاون معي لانه كان لي تعاون سابق مع كوبتريد و عندما قلت له انني لا اتعامل مع الكيزان قال لي ( انتو الشيوعيه بتدخلوا السياسه في كل حاجه؟) فافهمته بانني لست شيوعي الا انني لا اقبل التعامل مع رجال الجبهه .
قبل بضع سنوات و في نهاية التسعينات استضافوني في برنامج و قلت فيه ان الغرب و امريكا مسئولون عن خلق الارهاب الاسلامي . و ان امريكا قد اطلقت الجني من القمقم و يستحيل ارجاعه الان . و ان المخابرات الامريكيه قد استفادت من الفلوس السعوديه و الشباب المسلم الذي تعرض لغسيل مخ . و سيواصلون العمل الذي تدربوا عليه و لن يتوقفوا و كان هذا مباشرة بعد نسف السفاره الامريكيه في كينيا .
و شاركني في هذا البرنامج بروفيسيره من جامعة اوبسالا و دكتور من القرن الافريقي يعمل في جامعة اوبسالا لم يكن يشاركني الرأي و كان له اتجاه واضح و معادي للاشتراكيه . و بعد البرنامج اتصل بي الاخ الدكتور الهادي و هو محاضر في جامعة لوند كلية العلوم السياسيه و بحريني الجنسيه و من اذكي العرب الذين قابلت . و ارسل لي بحث قد كتبه هو مطابق لما قلته في البرنامج . ثم اتصل بي صحفي من الحزب اليساري السويدي( الشيوعي ) و اجري معي تحقيقا صحفيا و طلب ان ازوده بصور عن الحزب الشيوعي السوداني و لكن ليست صور افراد لان سياستهم ضد ذلك . و يفضلون صور نشاطات او اجتماعات .
و افهمت الصحفي بانني لست عضوا في الحزب الشيوعي السوداني . و اتصلت بالحزب الشيوعي السوداني في القاهره و حولوني الي لندن . و اتكلم مع فلان و اتكلم مع علان و بكره و بعد بكره . و عندما تضايق الوقت و مر شهران و الصحفي السويدي يطاردني طالبت بارسال الصور عن طريق الماسح الضوئي ( الاسكنر) و لكن لا حياة لمن تنادي .
و نشر الموضوع يحمل صور تجمعات اثيوبيين و معسكرات لاجئين لا دخل لها بالحزب الشيوعي السوداني و غضبت و قلت لنفسي انا مالي و مال المشاكل . و بعد مده راجعت نفسي و قلت الحزب الشيوعي نضال و تضحيه و ايديولوجيه لا يمكن ان نحارب الحزب نسبه لتصرف بعض الافراد فما قدمه الحزب الشيوعي من تضحيات لا يمكن تجاهلها .
التحية
ع . س. شوقي بدري
shawgibadri@hotmail.com