هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  شوقي بدري يكتب عن المهن الهامشية في أم درمان القديمة (ابدااااع)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن وراق حسن

حسن وراق حسن



 شوقي بدري  يكتب عن المهن الهامشية في أم درمان القديمة (ابدااااع) Empty
مُساهمةموضوع: شوقي بدري يكتب عن المهن الهامشية في أم درمان القديمة (ابدااااع)    شوقي بدري  يكتب عن المهن الهامشية في أم درمان القديمة (ابدااااع) Icon_minitime1الأحد 30 يونيو 2013 - 5:14

مهن هامشيه فى أم درمان قديماً
06-30-2013 03:01 AM


الفتاته .
هذه ليست مهنه ولكن طريقه حياة بعض الناس وكانوا يعتبرون ان هذه مهمتهم فى الدنيا . كان هنالك مجموعه من الرجال متخصصين فى الصدقات . وظيفتهم كان اكل الصدقه واستلام حقهم فى وظيفتهم ومجهودهم الكبير فى اكل صدقه الميت . هذه المجموعه تطرقت لها انا فى كتاب حكاوى امدرمان . مكاتبهم كانت فى الجامع الكبير فى امدرمان بزعامه ابو الياء وحاج ابكر وآخرين . منهم كاسترو وهو متعلم يناقش السياسه له لحيه مستديره ونظيف الثياب يمتاز باللماضه والتطاول . كانت لهم عباره وهى الكبرى وقع . وهى بمثابه سر الليل كما عند الجيش . وتعنى ان هنالك صدقه مدنكله او عزومه .
من العاده ان يرسل الناس الصبيان لدعوتهم . ولهم حس مهنى عالى جداً فى تحديد الاماكن الجيده . وقد يحددون من شكل الصبى ولبسه وحزاءه . وقد تكون هنالك اكثر من مناسبه . ويختارون الاجود والاقرب . وبينما كانوا على وشك الذهاب الى مناسبه بعيداً فى بانت ظهرت مناسبه فى الملازمين فاعتزروا للاولين قائلين يعنى نحنا نتقطع . وذهبوا الى حى الملازمين .
كاسترو كان لا يأكل مع البقيه . وهنالك اتيام اخرى قد تشمل بعض الهواه وغير المحترفين قد يأتوا من العباسيه وفلاته . وكان يقول عن البعض ديل مرملين . وهؤلاء المرملين لا يشبعون ابداً . يقضون على الاخضر واليابس . وبعض الفتاته يقولون الزول لازم يكون فارش عشان يقدر ياكل . بمعنى ان لا يأتى ببطن خاويه . وكاسترو كان يقول عند تقسيم الصدقه التى قد تكون دبلانا او دموريه انه يريد حقه ( عيناً ) وينطقها بلغه عربيه فصحي يعنى كاش .
كاسترو كان يمكث فى المأتم عدة ايام اذا عجبه الحال وكان هنالك من يناكفه ويناقشه فى السياسه والدين عدة ايام . وعندما ماتت جدتنا ام الحسن ابتر ( التومه ) . والده الدرديرى نقد وحكيم باشى مستشفى امدرمان الرجل المرهوب الدكتور عبد العزيز نقد , كان كاسترو يمنى نفسه باقامه طيبه فى بيت المال . الا ان الخال عزيز نقد كان يقول بين كل ربع ساعه للمعزين الفاتحه الفاتحه ارتاحو ارتاحو يا جماعه . وعندما لم يتحرك كاسترو وضع الخال عبد العزيز يديه امام كاسترو وقال له الفاتحه الفاتحه ارتاحو ارتاحو يا جماعه . ولم يكن الخال يعرف ان كاسترو فاكه معاهو . وكان رد كاسترو مرتاحين يا ثقيل . ولم يراعى ان الفقيده والده الخال دكتورعزيز . ولقد سمعت الاخ بشاره يردد هذه الجمله فى براغ فى الستينات ويبدو ان بيت المال كانت ترددها .
من اشهر الفتاته فى امدرمان كان خوجلى الحمارى . وهو طويل القامه بشكل ملفت ونحيف . ويرتدى قبعه من الزعف . لا يتكلم كثيراً . يستطيع ان يلتهم كميات خرافيه . لا يشبع ابداً . اذكر ان العم خضر رحمه الله الياس ( الحاوى ) . قد قال ان الانسان يمكن ان يكسب مالاً كثيرا اذا اخذه الى اوربا كظاهره غير طبيعيه .
خوجلى كان حمارى . وفى احد الاوقات اعطوه خروفا مشويا من الفرن لتوصيله . وبدا يدخل يده ويظعط قطعه من الخروف وعندما وصل كان الخروف عباره عن كومه من العظام . وفى مره اعطوه شوال تمر . وعندما اوصله كان قد اكل ما يقارب نصفه . واحد خواجه فتح مطبخ ووظف خوجلي ولم يكن يعرفه فرجع الخواجه ووجد كل الحلل مغسلة ففرح ولكن لم يجد سوي عشرين قرشا . وتفسير خوجلي كان في كم واحد يا خواجه جوا اكلوا وانا فطرت لي فطور مسلمين . وامدرمان كانت تردد عندما يخرج الامر من اليد ,, فطور مسلمين .
لخوجلى ساحوته كانت وظيفه اخرى وهو انه يدخل الادبخانات . بعد ان يشلع الارضيه ويعمل فتحه تكفى لادخال قامته النحيفه . فكثيراً ما كانت حفله النساء تسقظ منهن وهن فى الحمام وتجد طريقها الى الفجوه . وما كان يزين المرأه قديماً هو عقد الفرج الله الذي يعنى كل مدخرات السيده . او يسقط جزلان احد الاغنياء من جيبه وهو فى الحمام .
رأيت خوجلى فى بيت المال وهو يربط نفسه بحبل وينزل الى داخل ( المستراح ) ويحمل لمبه مربوطه فى نهايه الحبل . واذكر انه كان يسب ويشتم بالفاظ بذيئه من داخل الحفره بالرغم من وجود النساء .
ولا اظن ان هنالك من يقوم بهذه المهنه الهامشيه الآن . سعدت عندما عرفت ان ابن خوجلى قد صار احد المليونيرات وله عماره فى امدرمان بعدة طوابق .
معدل الزريبه
... زريبه المواشى شيدت فى ايام الاستعمار . وكانت تقدم الخدمات البيطريه لاهل امدرمان . ذكر لى الدكتور سلمان بدرى ان البروفسور البريطانى اخذهم للزريبه وهم طلبه فى جامعه الخرطوم وقال للحراس مستفسراً عن ثور مات بطاعون البقر ( النينى ) . ولهذا يقولون يضربك النينى . ( وين جنازه ؟ ) فقال الحارس ( آآ خواجه التور ده قريبك سويتو جنازه . ) البعض كان ياتى بحميرهم او حصينهم او بغنمهم لعمليه ( التعشير ) . والمعدل هو كان من يتولى هذه العمليه . ويوفق بين انثي وذكر . وله حس مهنى ليعرف الطريقه المناسبه والوقت المناسب . ولقد يساعد فى عمليه الايلاج وهو مرتدياً جونت . وكان يقال ان هذه العمليه قد لا تتم ابداً بدون فراسه وخبره واجتهاد المعدل .
مهنه اخرى عرفت بعده اسماء وهى واسطه خير . ولا ناس باركوها
. وهو شخص يتواجد فى الزريبه . وعندما يأتى شخص لشراء خروف او خراف , يتدخل بطريقه قد تبدو عفويه وكأنه يريد الخير خاصه عندما يحس بأن العمليه لا تسير فى صالح البائع فيتدخل قائلاً كده يا ابن العم باركها . وبدبلوماسيه يجعل البائع يتنازل عن بضع ريتالات بعد ان حلف بالطلاق وحرم ويفتح الله وده والله ما راس مالو . وقد يقنع المشترى بان ما يكسر حلف الراجل . واذا كان المشترى حاداً وسأله انت دخلك شنو يقول يا ابن العم انا واسطه خير . وبما ان ثمن الخروف فى الخمسينات والستينات كان حوال الخمسه جنيه فواسطه خير كان يمكن ان يتحصل على خمسه قروش او عشره قروش من كل بيعه . وقد يكون رأس مال ويصير بعد فترة تاجر مواشى يبدا بعده رؤوس ويستدين بعض النقود ويصير تاجرا بعد فتره ويعصر لناس واسطه خير .
منادى السيارات
كان يتحصل على ( فرينى ) فى كل طرحه فالطرحه من امدرمان للخرطوم كانت بشلن والتكس ياخذ خمسه ركاب . والركاب عادة يتجهون نحو السياره التى تكون شبه ممتلئه وينادون الخرطوم نفر الخرطوم نفر . وعندما يركب آخر راكب ينزل احد الركاب الذى هو فى الحقيقه يساعد المنادى او سائق سياره اخرى تنتظر دورها . وعندما كنت فى طريقى الى قهوة شديد ومعى صديقى كيكس العجلاتى . طلب منا الحاج ان نجلس لنملأ العربه فتردد كيكس فقال الحاج اقعد خت صلبك فى السوسته . انت والله فى نفاس امك ما قعدته فى عربيه . انتو ما ساكنين قدام البحر فى ابروف امك فى اربعينها بس بكون درجوها للمويه , تكس ما جابوهو ليها . وجلسنا فى التكس . وعندما نادى على راكب للجلوس فتح الباب ليركب ولم يتعرف عليه الا انه عندما شاهد كيكس الذى كان يعمل فى ميدان البوسته فى الشارع قفل الباب قائلاً زولك ده الخرطوم بعينو ما شافها , ديل ما ركاب . ولقد صدق فكيكس لم يذهب الى الخرطوم الا عندما كان يعمل مع العم خدر الحاوى كفتوه عندما كان العم خضر الحاوى يدير العاب اللبس تكسب فى المقرن وحديقه الحيوان .
عمال الصحه . ( ود بانديه )
هذه المهنه لم تكن هامشيه ولكن الناس لم تكن تحس بها وتعتبرها هامشيه . فى بدايه القرن الماضى ادخل الانجليز نظام الجردل للتخلص من البراز . وكان المقرر ان تستمر تلك العمليه لبضع سنوات فقط الا انها استمرت لاكثر من نصف قرن . وكان يختار لها الاقوياء لان الجردل عندما يمتلئي يكون ثقيلاً . وفى كل السودان كان يقوم بها الاغراب او من اتوا من مناطق بعيده . فى امدرمان كان مرتبها جيدا وهى الدرجه الاولى وتعنى تسعه جنيه وخمسه وسبعين قرش زائد العلاوه وتصل الى اثناعشر جنيه وهو نفس المرتب الذى يبدأ به رجل البوليس او الميكانيكى الغير متدرب او البناء حديث التعيين فى الاشغال . ولهم بدلات تجعل المبلغ يصل الى خمسه عشر او سته عشر جنيها وهو مبلغ لا يستهان به قديماً . والعمل يكون فى الليل ولذا يكون هؤلاء الناس متبطلين فى النهار ويعملون بعد حلول الظلام . وقديماً كانت الجرادل تفرغ فى عربات جديديه ضخمه تجرها الجمال. وفى بدايه الستينات صارت تجر بالتراكترات . صديقى عبد العزيزجهاز كان يؤدى هذا العمل وعندما يمازحه البعض فى القهوه كان ينكر بشده وعرف بعبد العزيز جهاز لانه كان يردد دائماً . ينعل ......... ابو اى جهاز . اربعه حمير كان احد المصارعين فى ميدان الربيع كان يؤدى هذه المهنه . وشخص بشوش من اهل العباسيه اسمه كوكو . والجميع كانوا يرتدون ثياب جميله فى النهار وكأنما يعوضون عن الوصمه التى تتابعهم . والغريبه ان الناس لم تكن تحترمهم بل قد يجدون الاسأه والاستخفاف فى بعض الاحيان . وهذه مهنه مهمه وانسانيه . فى مصر كانت هذه المواد تتجمع فى احواض ضخمه من الرخام تفرغ بواسطه شخص يغطس فيها عارياً ويقوم بفتح صمام عباره عن سداده ضخمه . اخونا ...... كان يقود احدى هذه التركترات وكان يلف وجهه عادة بشال تعرفت عليه بواسطه صوته وهو امام كازينو الرفيرا عندما احتد فى الكلام مع احد العاملين .
من النكت التى تحكى فى امدرمان ان شخص وقف امام الرفيرا منتظرا اى نوع من المواصلات وهو موزون . وعندما شاهد نور التركتر قال لهم بالله يا جماعه ما ممكن توصلونا على بانت فطلب منه السائق ان يجلس على الكنبه وافهمه ان عندهم لفه . وكان يدقس ويصحى . وعندما وصل بانت قال لهم شكرا والله يا جماعه وصلتونا . لكن والله الفسه فيكم ده بالغ .
. نطلع العقارب والدبايب من البيت،
كانوا يتادون علي خدمتهم بالصوت العالي. البعض كان من غرب افريقيا ومصر وهؤلاء عرفوا بالرفاعية في مصر . احد المصريين ايقظ العم خضر الحاوي من نومه بالطرق علي الباب . ورحب به العم خضر . ولكن الرجل جلس محتارا. فهم يحضرون ثعابينهم معهم وهي من نوع البرل الغير سامة . ثعابين الرجل اختفت . الم خضر الحاوي قضي عشرة سنوات في الهند واسيا ، وهذا في العشرينات، وتعلم الموسيقي والسحر ..... الخ وبعد جرسة و تحانيس و الوعد بعدم ازعاج الناس في فترة القيلولة ارجعت له ثعابينه.
المعا قزاز والمعا نحاس
في البداية كان البعض يطوف علي المنازل ويشتري الزجاج الفارغ ، لكي يعود للتعبئة في مصنع البيرة ابو جمل ومصانع الشري ابو تركتر و ابو رحط ....الخ النحاس ظهر اخيرا في نهاية الخمسينيات . ملوك النحاس في حي السردارية كان الاخ رشا والاخ ,,الدب ,, حارس مرمي الفريق القومي عبد العزيز عبد الله وهو اول من عرفني بان الحنفية المكسورة يمكن ان تبتاع بقرشين وهذا يعني فلم كارب في سينما العرضة
ع . س .شوقي بدري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شوقي بدري يكتب عن المهن الهامشية في أم درمان القديمة (ابدااااع)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عندما يكتب شوقي بدري عن سوداني من جنوب السودان (يستحق المطالعة )
» شوقي بدري في الحصاحيصا دوت كوم
» شوقي بدري يحكي عن محن الشيوعيين
» الشذوذ الجنسي في السودان ( المسكوت عنه ) شوقي بدري
» عندما يكتب عثمان شبونة يحب ان نقرأه لانه يكتب بوجع (مقال جدير بالقراءة)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: