قد يظن بعض الناس ان للاستبداد حسنات مفقودة في الإرادة الحرة. فيقولون مثلا الاستبداد يلين الطباع ويلطفها ، والحق ان هذا يحصل فيه عن فقد الشهامة لا عن فقد الشراسة. ويقولون الاستبداد يعلم الفقير الجاهل حسن الطاعة والانقياد للكبير الخبير، والحق ان هذا عن خوف وجبانة لا عن اختيار وإذعان . ويقولون هو يربى النفوس على الاعتدال والوقوف عند الحدود والحق انه ليس هناك غير انكماش وتقهقر . ويقولون الاستبداد يقلل الفسق والفجور والحق انه عن فقر وعجز لا عن عفة ودين . ويقولون هو يقلل التعديات والجرائم ، والحق انه يمنع ظهورها ويخفيها فيقل تعديدها لا أعدادها.”
الكواكبي