هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إقترب سقوط "الانقاذ" .... ولكن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المحبوب أحمد الأمين

المحبوب أحمد الأمين



إقترب سقوط "الانقاذ" .... ولكن  Empty
مُساهمةموضوع: إقترب سقوط "الانقاذ" .... ولكن    إقترب سقوط "الانقاذ" .... ولكن  Icon_minitime1الأحد 29 سبتمبر 2013 - 15:54




أوّلا:
هل بوسع الإنقاذ النجاة من مشنقة الاقتصاد؟


لا. إذ يبدو أن المشهد الأخير من ثورة شعوب السودان الظافرة ضد نظام الإنقاذ قد بدأ، ذلك أن الأزمة التي دفعت بالجموع إلى شوارع المدن المختلفة هذه المرة هي أزمة غير قابلة للحل ضمن تركيبة نظام الإنقاذ، و هي أيضا بلغت مستوىً جديداً لن يستطيع أغلب السودانيين التعايش معه بعدما استهلكوا بالفعل ما راكموه من خبرات في ابتداع الحلول التي لا تخضع لمنطق الأرقام لتدبير المعاش.

قلنا إن هذا المستوى الجديد من الأزمة الاقتصادية غير قابل للحل في إطار النظام القائم، صحيح أن شرارة الانتفاضة الحالية أطلقها رفع أسعار المحروقات، و قد صدق القائمون على أمر الاقتصاد في الإنقاذ إذ قالوا أن ليس بأيديهم غير ذلك الإجراء. لكنهم لم يقولوا إن هذا الطريق باتجاه واحد بسبب ما يلي من معطيات:

1- الطبيعة الدكتاتورية للإنقاذ بشكل عام، ففساد النظام الحاكم و نهب منسوبيه لموارد البلاد هما من لوازم الدكتاتوريات، لأن الدكتاتورية هي في الأصل نظام يخلو من كفاءة الإدارة و يستقوي بالصرف على الولاء، و استبقاء الدكتاتورية هو أمر عالي التكلفة في كل الأحوال، الأداء الاقتصادي للدول التي تحكمها الدكتاتوريات متخم بالمشكلات لغياب الشفافية، الرقابة، المحاسبة، الشراكة و هي كلها من لوازم كفاءة الاقتصاد.

2- العقوبات الأمريكية المفروضة منذ العام 1997، لولاها لأمكن للنظام -مثل غيره من الدكتاتوريات- "استيراد" بعض المهدئات من خلال ضخ الاستثمارات و فتح الأسواق، هذه العقوبات هي ما أدت إلى ما يمكن تسميته بالـ Systematic collapse أو السم البطئ الذي حقنته الولايات المتحدة في شرايين الإنقاذ عقابا على تورّطها في دعم المتشددين الإسلامويين مطلع أمر الإنقاذ. العقوبات الاقتصادية هي أنظمة ناعمة و ذكية لضعضعة الخصوم، و حتى مع اقتصادات غنية مثل كوريا الشمالية و العراق و ليبيا و إيران، فإن العقوبات تعمل بنجاح.

3- الفكر السياسي للإنقاذ، فإذا كانت عقوبات أمريكا هي ما سدّ متنفسات الإنقاذ خارج البلاد، فإن مشروعها السياسي هو ما حرمها فرص الإنعاش الداخلي للاقتصاد، فالمكوّن الشعاري الإسلاموي و المنطلق العروبوي بل و القبلي الذي نظرت منه الإنقاذ، قد جعل البلاد طاردة لمن لا يشاطرونها هذه المقوّمات، فكان استمرار حرب الجنوب و انفصاله، و كان اشتعال الحرب في دارفور و الجنوب الجديد، بل إنه بسبب من هذه التوجهات لم يكن من الممكن أن تنشط الدولة في بعض المجالات ذات القدرة النسبية مثل السياحة. الإسلامويون بشكل عام و بسبب من شعاريتهم يتصف فكرهم الاقتصادي بأنه تجاري "طفيلي"، لا يؤمنون بتقوية قطاعات الإنتاج المباشر في الزراعة و الصناعة لكونها تعتمد على تعزيز فئات اجتماعية و أشكال من التنظيم غير محبذة لهم، عدا ما تتطلبه من إرادة بناء الدول، لذا فإن إنهيارات السكة حديد، و المشاريع الزراعية و المصانع لم تكن مصادفات.

حل الأزمة الاقتصادية الحالية، أي السبب المباشر في "الاحتجاجات"، لا يتمثل في التراجع عن قرار "رفع الدعم عن المحروقات"، و هو تراجع غير ممكن عمليا حتى لو أرادت اتخاذه الإنقاذ، فلم يبق حجر آخر للنبش تحته من الضرائب و المكوس و الأتاوات. الحل هو في تفكيك النقاط أعلاه، تفكيك الدكتاتورية، و نظام العقوبات و الفكر السياسي للإنقاذ، أي تفكيك الإنقاذ.

لا اعتقد أن عاقلاً يمكنه أن يتجرأ و يتنبأ بمسار الثورات، لا يمكن القول إن النظام سيسقط اليوم أو بعد شهرين، لا يمكن الجزم بأن التظاهرات ستستمر يومياً أم قد تعتريها حالات انحسار، لكن يمكن الجزم أن الأنقاذ ليس لديها حلول لامتصاص الأزمات البنيوية في الاقتصاد، و الخبر السار هو أنّه لن يكون القادم أفضل مما فات ما دامت مقاليد الأمور بيد الإنقاذ، لذا فإن من دفعتهم الأوضاع اليوم للاحتجاج، سيجدون في المستقبل مزيداً من الأسباب.

الشرطة و القوات النظامية غير الحزبية ستتخلى غداً عن حماية النظام، فمن السنن أنّه مع ذروة القمع تبدأ الإنقسامات، عدا عن أن منتسبي الشرطة ليسوا أفضل من باقي الفئات في مطحنة الحال، أصلا ترك 60% من الشرطيين عملهم باعتراف البشير في زلّة عقل و لسان، فصبراً و بشرى بنصر قريب.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحبوب أحمد الأمين

المحبوب أحمد الأمين



إقترب سقوط "الانقاذ" .... ولكن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إقترب سقوط "الانقاذ" .... ولكن    إقترب سقوط "الانقاذ" .... ولكن  Icon_minitime1الأحد 29 سبتمبر 2013 - 15:55




ثانياً:
مسألة القيادة


لم يفت الوقت على قيادة التظاهرات، رغم أنها انطلقت كاحتجاجات على إجراءات معينة، و في غمارها أناس لم يكونوا في العير الحزبي أو في نفير الحركات، و لكن هناك مقترحات يمكن أن تُقال في هذا الباب لمكونات نادي المعارضة "السياسية" من الأحزاب التقليدية و الحركات المسلحة و ما يُعرف بـ حركات الشباب.

لقد قامت الأحزاب السياسية المعارضة، المعروفة، بدور كبير طوال سني الإنقاذ، فرادى و في تجمعات، بل و تحمّلت هذه الأحزاب، بسبب من عزلتها، الكثير من أذى الإنقاذ، و ظلت كوادرها طول الوقت لا تجد أنيسا في المعتقلات، و لا سامعاً لندائها في الطرقات، و هي حالة يرثى لها بكل تأكيد. المهم أن هذه الأحزاب لا يجب أن تُحرم من دورها غدا بسبب قلة حيلتها أو ذهولها فيما مضى، فهي متى انتعشت و استعادت شيئا من حيويتها، مكوِّنٌ هام في تمثيل المزاج السياسي للشعب، طائفية و أفندية، فلاحين و نقابيين و غير ذلك. لا حجر على حق الأحزاب في إصدار بيانات لا يقرأها سوى من يهتمون لأمرها تؤيد فيها و تتحفظ، إنما نحسب أن المسعى المناسب اليوم هو مبادرة قيادات هذه الأحزاب إلى أجهزة الإعلام المرئية بالذات و هي ستستقبلهم بشهية و ترحاب، يؤمونها بكلام مباشر عن دعمهم للتظاهرات و تحميل الحكومة مسؤولية انفرادها بالحكم و سلامة المتظاهرين، و بما لا يترك مجالا لإعلام الإنقاذ لاجتزاء كلامهم و إعادة إنتاجه بما يثبط همة الفائرين.

و الحركات المسلحة، التي تحمي و تحتمي بالمُبعدِين من مركز البلاد، لها بين المحتجين في الشوارع من يميلون إليها و سيصغون لها بانتباه لأسباب معلومة جهوية و اجتماعية لا يتعارض الاعتراف بها مع معالجتها إن صلح الحال، فهي مما نسجت عليه الإنقاذ سياسة بقائها حين ابتُليت حماسة عقيدتها، هذه الحركات يُرجى منها ألا تتأخر في خدمة الرشد و الوفاق الاجتماعي و السياسي المطلوب عند تحرير شهادة وفاة الإنقاذ، خاصة و الأحزاب التقليدية مهيأة الآن للتخلي عن كثير من مفاهيم الماضي و الممارسات، لذا فإن سرعة لقاء الأحزاب و هذه الحركات، و التوجه بخطاب يعبر عن روح الشراكة، هو أيضا من ضمانات طمأنة و حسن توجيه هذه الاحتجاجات، و اجتذابها آخرين.

أما حركات الشباب، و هي الأعلى صوتاً بحكم وجودها المفرط في مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، على الطريقة المصرية، و بوجودها في أجهزة الإعلام الأخرى في غياب أو ضعف تواصل الأحزاب التقليدية مع تلك الأجهزة، فليس أفضل لها من هذه السانحة لمعالجة الخلل في بنيتها إن كانت جادة، أي بالتقليل من طابعها الصفوي و من حوار الـ Like-minded people الذي يعيق اقترابها من فئات تتصف بالتنوّع لا تساكنهم السايبر و لا تشاطرهم الاهتمامات، هذه سانحة للتواصل مع أندادهم بالجوار على وجه التحديد، فيعتدل توظيف التواصل الشبكي السايبري ليستقيم أداة تنسيق بين أشخاص يلتقون بآخرين خارج الانترنت حيث يقيمون، و هذا مقياس جدارة هذي الحركات في قيادة هذا التغيير الماضي على أي حال، فظروف السودان، و التجربة الحيّة، ترشحان الأحياء السكنية –لا ميدان التحرير- كأساس لإدارة التظاهرات.






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحبوب أحمد الأمين

المحبوب أحمد الأمين



إقترب سقوط "الانقاذ" .... ولكن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إقترب سقوط "الانقاذ" .... ولكن    إقترب سقوط "الانقاذ" .... ولكن  Icon_minitime1الأحد 29 سبتمبر 2013 - 15:56




ثالثاً:
العنف و التخريب


لا أرى حاجة لمحاولة نفي أعمال العنف و التخريب عن المتظاهرين، أو إلصاقها بقوات النظام، و لا جدوى من مثل هذا الغلاط مع ممثلي و خطاب النظام.

لا شك أن بعض أعمال التخريب المتعمّد قد قام بها منتسبون للنظام و بأمر أجهزته الأمنية في لعبة نار تكتيكية، كما لا شك أنّ بعضها الآخر قام به محتجون، لكن مسؤولية النظام قائمة في الحالين.

نقل هذه المسؤولية للنظام، و تهديده بتفلّت أشد، في خطاب كل من يتحدث من جانب المعارضة أو المتظاهرين هو أمر ضروري، فكل هبة جماهيرية تأخذ شكل و وعي و مطالب و أساليب القوى الاجتماعية التي تقوم بها، و الانتفاضة الحالية شملت قوى كثيرة ليس من واجب المعارضة السياسية للنظام السيطرة عليها أو التبرؤ منها أو حتى إدانتها، لأن النظام الحاكم دائما "هو" من يحدد طبيعة القوى الاجتماعية التي تنخرط في أي مشروع لإصلاحه أو استبداله، فكلما سد سبل التغيير الأكثر سلمية و نظافة، و الذي تنشده قوى اجتماعية و سياسية ذات كيانات معلومة و طرح مضبوط، فإنه برفضه ذاك، يدعو قوى أقل تأدباً و أشد فتكاً لمأدبة المحاولة.

نظام الإنقاذ، استهان و تلاعب بكل المساعي التفاوضية بدءا بتلك التي جرت من وراء ظهر الشعب في الغرف المغلقة، التي كان بوسعه لو تعامل معها بجدية بعيدا عن سياسة الاحتواء و شراء الذمم أن يفتح الطريق لتحوّل أنيق يزيل الاحتقان و يضع أسس دولة الوطن، و قمع نظام الإنقاذ كل أشكال التجمع السلمي التي تقف وراءها قوى ذات رشد سياسي و هويات معلومة مثل الوقفات الحضارية التي دعت لها جهات حقوقية أو نقابية أو فئوية في عديد المناسبات، بل و زيّف الانتخابات التي جرت تحت إشرافه بيديه، كما قمع كل التظاهرات الطلابية أو تلك التي دعت لها جهات معارضة مدنية، و هذه كلها أشكال من التغيير السياسي لو كان أفسح لها النظام مجالاً لكانت جنّبت البلاد و العباد كثيراً من الضرر.

الآن، و بعد أن أحبط النظام فرص التغيير الأكثر سملية و نظافة، و بعد أن وضع قوى أقل التزاماً بأجندات سياسية في دائرة الفعل عبر مفاقمة الأزمات، و زيادة إفقار و تهميش المنبوذين (عدا عن اتهامه بقتل المتشردين بالمئات في العاصمة حذر أن يكونوا جنوداً لمن قد يأتيها غازياً من مليشيات) فهو من استدعى الذين حصرت صدورهم لا عائل لهم سوى الفاقة أو السلب. بل إن النظام ما يزال، و برفعه يومياً لوتيرة القمع و البطش، يستدعي ما هو أكثر بأسا و عنفا، و هو العسكرة و التسليح، و هي درجة من الفوضى ينبغي أن يعلم رموز النظام أن لا مصلحة لهم في دفع الناس إليها، و ما تجربة القذافي منهم ببعيد، لأن دفع الأمور صوب ذلك الخيار، لا يعني فقط استباحة البلاد و دخولها نفق الدمار المحيق، و هذا لا يؤرقهم بالطبع، لكن ما يعنيهم، و يجب أن يحذروه، هو أنه بانتقال المواجهة إلى ذلك الدرك، فأمانيهم بمخارج آمنة أو حتى محاكم تليق، ستذروها الرياح، و لن ينالوا من وراء زرعهم البغضاء سوى السحل و أفعال الانتقام و الموت الشنيع، و دونهم التاريخ لو أنهم يعتبرون.

ما يزال القلم بيد النظام لكتابة سيناريو التغيير، و اختيار الممثلين في المشهد الأخير لدولة الحزب. أو يصيبهم صغار عند الناس و عذاب شديد بما أجرموا و ما كانوا يمكرون.

إنتهى النقل / محمد حسبو / سودانفوراول

المصدر / http://sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=7555&sid=e93ec4c95f723979dc7194d3f6a8fff0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إقترب سقوط "الانقاذ" .... ولكن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في ذكري انقلاب الانقاذ المشؤوم .. ابرز 100 حدث في تاريخ الانقاذ (منقول)
» سقوط معتصم
» المحبوب و .... سقوط محبوبته
» سقوط طائرة رش بالفريجاب
» من اين اتت الانقاذ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: