ناقشت جامعة الخرطوم في قاعة الشارقة الكتاب الضجة (آذان الأنعام) لمؤلفه الكاتب الإسلامي الدكتور / عماد الدين محمد بابكر حسن وذلك بحضور القيادي بالرابطة الشرعية للعلماء والدعاة الشيخ / محمد عبد الكريم الذي شن هجوما هو الأعنف من نوعه علي (الكتاب) محل النقاش و(الكاتب) صاحب الدراسة والنظرية الجديدة في مجال خلق الإنسان والحيوان والنبات وتطور هذه الكائنات الحيّة عبر القرون وربما تشهد الساحة الدينية والدعوية والسياسية حراكا فكريا وجدلا فقهيا حادا بين مكونات مؤيدة وأخري معارضة وثالثة متحفظة حيال وتجاه الإصدارة الفكرية الجديدة التي قام بتأليفها عالم ودكتور سوداني مقيم ببريطانيا وصاحب خلفية إسلامية حيث كان أحد كوادر الأخوان المسلمين حتي الربع الأول من عقد التسعينات وطلب حق اللجوء السياسي من بريطانيا بعد إنسلاخه عن تنظيمه السابق واستقر بلندن وهو الكاتب الطبيب عماد الدين محمد حسن بابكر وساعده في تصنيف وصياغة الكتاب شقيقه المهندس علاء الدين محمد بابكر حسن وحمل الكتاب عنوان (آذان الأنعام) عبارة عن دراسة قرآنية علمية لبحوث داروين في الخلق والتطور والنشوء والإرتقاء...
(1)وقدمت بوابة الشروق الألكترونية تلخيصا وإضاءات عن محتوي ومضمون الكتاب والمؤلف جاء فيه : (الكتاب عبارة عن نظرية لكاتبيه لم تنتج كبحث علمي مقصود وإنما كانت نتاج تجارب حياة طويلة ومصادفات في حياة الكاتبين خاصة دكتور عماد حسن الذي كان عضوًا نشطًا مع الإخوان المسلمين بالسودان حيث نشأته في سبعينات القرن الماضي لكنه اختلف مع التنظيم فكريًا وسياسيًا حينما كان التنظيم يهتم أكثر بالوصول للسلطة على حساب تهيئة المجتمع من ناحية دعوة وإعداد تربوي بعد ابتعاد الكاتب عن الإخوان اهتم بالبحث في علوم القرآن والحديث لزيادة ثقافته العلمية بمجهودات شخصية ...
و بعد الإسلاميين للسلطة بانقلاب 89 اضطر للهجرة إلى بريطانيا لاجئًا سياسيًا وكان عليه ان يتأقلم مع المجتمع الغربي سريعًا لكن حتى لا يفقد هويته فقد اتخذ مقارنة الأديان نشاطًا فكريًا بديلا عن نشاطه السياسي في السودان ...
(2)وتمضي بوابة الشروق مواصلة في سردها وتوصيفها للكتاب بالقول : وهنا بدأت قصص القرآن تتعرض عنده للبحث العلمي حينما يقارنها بقصص التوراة في مواضيع (الخلق وآدم وحواء وقصة إبراهيم ونوح والمسيح عليه السلام)....
ومع مرور الزمن أصبحت لديه أسئلة كثيرة تحتاج لإجابات جديدة لم يجد لها حسمًا في كتب السلف من وجهة نظره خاصة في مسألة خلق الكون والحياة
كتاب "آذان الأنعام" طُبع أولا في السودان بصورة مبسطة لتقديمه لأهل العلم والاختصاص لتقييمه نسبة لخطورة محتواه في التغيير الجذري للكثير جدًا من المفاهيم الدينية والعلمية الكونية
بعدها تم توثيق نفس الطبعة مع دار أمريكية حفاظًا على الحقوق الفكرية عالميًا
طبعت أول طبعة عربية منقحة عن طريق دار وعد في القاهرة في آخر ديسمبر 2011 ونفدت الطبعة ( 1000 نسخة) في أقل من شهر داخل مصر وحدها ....
بعدها قرر الكاتب أن ينشر الكتاب بصورة عالمية على أوسع نطاق بعد مراجعة النسخة الأخيرة ثم قامت بإعادة طبعه دار الوطن بالرباط في مطلع العام 2013م وحظي بحفلات توقيع نظمتها الدار الناشرة في مسرح محمد الخامس الوطني بالعاصمة المغربية الرباط في يوليو 2013م
جدير بالذكر أن دكتور عماد محمد بابكر حسن من مواليد 1962 وهو طبيب بريطاني من أصل سوداني تخرج في كلية الطب جامعة الخرطوم سنة 1988 ثم هاجر إلى بريطانيا لاجئًا سياسيًا سنة 1991واهتم المؤلف بفلسفة مقارنة الأديان ودخل في حوارات كثيرة مع علماء من كل الأديان ونشر أربعة كتب باللغة الإنجليزية بالإضافة لوضع نظرية آذان الأنعام في الخلق والتطور مع شقيقه المهندس علاء الدين محمد بابكر ...
(3)ويجئ الكتاب الضجة ليؤكد جزئيا علي بعض ما أشار إليه داروين في نظرية (النشوء والتطور) التي أوضحت أن أصل الإنسان (قردا) ودعا الدكتور عماد الدين بابكر علماء المسلمين لتدبر آيات القرآن الكريم مجددا وبشكل عصري وحديث كاشفا عن سر تطور آذان الأنعام في القرآن الكريم ويتطرق الكتاب في مجمل صفحاته إلى حقائق مدهشة حول عملية تطور الأحياء من إنسان ونبات وحيوان منذ بدء الخليقة على وجه البسيطة وإلى غاية اليوم ويبرز المؤلف أفكار جديدة في موضوع خلق آدم وتطوره عبر ملايين السنين قبل أن ينفخ الله فيه من روحه ليتحول بقدرته من إنسان غير عاقل إلى إنسان عاقل …
وحسب المؤلف فإن الإنسان نبت من الأرض نباتا مع بقية الأحياء وعاش مراحل طويلة من عمره يمشي مكبا على وجهه (على أربع ) قبل أن ينشأه سبحانه تعالى ليتولى مقاليد الحكم خليفة لله فوق أرضه ويتطرق الكتاب إلى مسائل حساسة جدا تهم عقيدة المسلمين بالدرجة الأولى قبل غيرهم من الناس الذين لا يؤمنون بالإسلام فلحد الآن يعتقد المسلمون ومعهم كافة المؤمنين بالديانات السماوية أن آدم الذي ورد ذكره في القرآن والتوراة وغيرها من الكتب السماوية" إنما هو مخلوق خلقه الله مباشرة من الطين" على هيئة ـ تمثال ـ ثم نفخ الله في هذا التمثال من روحه فصار بشرا ذكرا وهذا ما ينفيه الدكتور عماد في نظريته الجديدة التي اتخذ من آذان الأنعام عنوانا لها ويمضي المؤلف لتوضيح التسلسل الزمني المثير منذ أن خلق الله السماوات والأرض ومنذ أن كان عرشه سبحانه وتعالى على الماء يسرد الكاتب بأسلوب – طبقا لنظريته وفكرته - كيف نبتت الحياة في أول قطعة من الأرض خرجت من تحت الماء وليست هذه القطعة الأرضية الأولى في عالمنا إلا منطقة "منى" في الجزيرة العربية وفي هذه البقعة الأولى من الأرض تمت لاحقا عملية النفخ في المجموعة البشرية الأولى التي أصبحت وفقا لمنظومة التطور "آدما" أي ملائمة وموافقة للتغيير فنفخ الله فيها من "روحه" أي فضله وسعته" مانحا إياها العقل لتبدأ مسيرة الإنسان العاقل في الأرض" وفي المنطقة ذاتها "منى" – حسبما ذكر الكاتب - تمت عملية السجود من قبل الملائكة لهذه المجموعة الأولى من الناس "آدم" لكن ما هي الملائكة التي سجدت ؟؟ وكيف رفض إبليس السجود وهو ليس من الملائكة أصلا ؟؟
وطبقا لنظرية" آذان الأنعام" فإن هذه المجموعة كانت تضم ذكرانا وإناثا وعددها 16 فردا من الذكور و16 فردا من الإناث ...
(4) وفي أول رد فعل في الأوساط الإسلامية علي المستوي المحلي ردّ القيادي في الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة الشيخ محمد عبد الكريم بعنف علي مؤلف كتاب (آذان الأنعام) الدكتور عماد الدين محمد بابكر ووصفه بالجهل وقال الشيخ محمد عبد الكريم في بيان نشرته شبكة الهداية الإلكترونية ظهر أول أمس الثلاثاء (أن الكتاب عبارة عن جهالة وضلالة وتلاعب بالقرآن الكريم وأن الكتاب أبطل الباطل وأشد الإفك ومضي الشيخ محمد عبد الكريم في تعقيبه علي فقرات الكتاب قائلا : وبدعوي الحداثة يزعم صاحب الكتاب أن أبانا آدم عليه السلام قد تكون من مجموعة من المخلوقات الدنيا كانت قد تطورت إلي حال أقرب إلي حال الإنسان اليوم لكن لم يكن لها عقل ولذلك كانت تفسد في الارض وتسفك الدماء بعد أن أصبحت تلك المجموعات آدم – أي – قابلة للتغيير فجمعهم الله في وادي وطورهم إلي إنسان عاقل بتدخل مباشر منه وحذّر الشيخ محمد عبد الكريم من تداول الكتاب في أوساط المسلمين لما يشمله من ضلالات وأفكار خاطئة ...
(5)في ذات الوقت الذي شارك فيه الشيخ محمد عبد الكريم بمداخلة من قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم جمعت المؤلف بالخارج مع كتاب ومثقفين ومفكرين في ورشة نقدية تعتبر الأولي من نوعها داخل البلاد بقيادات فكرية من خارج السودان ...
هذا وسبق للدكتور عماد الدين محمد بابكر وأثناء دراسته بكلية الطب بجامعة الخرطوم – منتصف عقد الثمانينات - أن أصدر منشورا مسيئا لحركة الإتجاه الإسلامي التي ينتمي إليها وقام التنظيم الإسلامي بحظر توزيع وتداول المنشور علي مستوي مؤسسات التعليم العالي أو تناوله في وسائل الإعلام واليوم يرمي الرجل بسلاح جديد وثقيل سيشغل الناس ويشعل الساحة وستتباين حوله ردود الأفعال بين مؤيدين له وآخرين رافضين لمحتوي الكتاب جملة وتفصيلا مما يرشح الساحة لمزيد من الجدل والمساجلات والتفاعلات وربما المواجهات الفكرية بين الأطراف والأطياف المختلفة التي قد تنتهي بتكفير الرجل وإخراجه من الملة والديانة الإسلامية ...
تقرير : الهادي محمد الأمين