في مقال بعنوان
ساعة من الجحيم) للأخ/ حبيب باب الله ــ مدير الإعلام بمحلية الحصاحيصا ــ بصحيفة (الأمكنة) العدد 201
بتاريخ12/ مارس جاء مايلي :ـــ
( وأطمئن الأخوة بمدينة الحصاحيصا بأن الجهات المسؤولة قد اتخذت من الأجراءات ماهو كفيل بعدم تكرار مثل هذه الحوادث والسيطرة
عليها إن حدثت لا قدر الله .
والدروس التي استفدناها من هذا الحادث إن الله اراد أن يرينا بان هذه النار رغم حرارتها العالية جداً لا تساوي إلا واحد من سبعين ضعفاً
من نار جهنم .
وإن الله هو الحافظ لكتابه لوجود المصحف الشريف سالماً داخل دكان المواطن/عبدالمنعم الفكي الذي إحترق كل ما بالدكان عدا كتاب الله
الذي قال : (انا انزلنا الذكر وانا نحن له لحافظون) ـــ صدق الله العظيم .
استهل ردي علي الأخ/ حبيب من أخره وخير ما افتتح به مقالي، الية الكريمة : ـــ
(انا انزلنا الذكر وانا نحن له لحافظون) ـــ صدق الله العظيم
هذا التفسير الذي اعتمده الأخ/ حبيب كدليل علي حفظ الله ــ عز وجل ــ لكتابه العزبز هذا التفسير قاصر وساذج، يقول الله تعالي في الحديث
القدسي : (لا تسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المومن). فحفظ الكتاب في قلوب المؤمنين الصادقين، واتباع نهجه الي يوم
الدين . وليس حفظ الورق وما بها من حبر من التلف والإحراق .
فإذا افترضنا صواب هذا التفسير هل الأتلاف الذي تعرضت له مئات المصاحف والمخطوطات الإسلامية في حملات هولاكو التتاري، أن
الكتاب غير محفوظ ؟؟ حاشي والله !
الأخ/حبيب ان مثل تلك التفسيرات والتبريرات الساذجة قد تدخلك في متاهه لا اول لها ولا أخر . فالنفترض ان احد المحامين الذين
إحترقت مكاتبهم بكامل اوراقها ومراجعها ومن بينها المصحف الشريف، ماذا يكون ردك ؟؟.
نأتي للجزء الأول من المقتطع :
( والدروس التي استفدناها من هذا الحادث إن الله اراد أن يرينا بان هذه النار رغم حرارتها العالية جداً لا تساوي إلا واحد من سبعين
ضعفاً من نار جهنم .)
المجموعات المتأثرة بالكارثة الفجيعة ـــ وليس الحادثة كما ذكرها مدير الإعلام في أكثر من موضع ــ المتأثرون هم بسطاء الناس الذين
يسعون في الأسواق رزق اليوم باليوم، ستات الشاي ، ناس الركشات والدرداقات، بائعئ الأكياس والليمون اصحاب ومرتادي الطبالي
والباحثين عن عمل !! انهم ليس قوم ثمود ولا عاد !! إنما هم (اهل الله) ــ بمعناها الصوفي ــ تولاهم اللطيف الخبير برحمته ولطفه . حيث
ان الأنفجار جاء في دفعات مما ساعد الكثيرين مغادرة مكان حمم اللهب، وهذه هي الحكمة والدروس التي (استفدناها) والمتمثلة في : إن الله
لطيف بعباده .
هذا إذا فهمت لمن يشير الضمير في (استفدناها) و (يرينا)
الأخ/حبيب أعلم تماماً (الأستراتيجيات) الإعلامية التي تتبعونها في مثل تلك المواقف والأحداث، ولكن ان تضرب بـ (المهنية) ومراعات
الذوق العام والتماهي في إستفزاز أهلك المنكوبين وأسر الضحايا فهذا مالا نرضاه لك .
مع إحترامي