الى الرشيد حبيب الله ..

تحياتي يا د / بكري..

أردد دوماً مع نفسي ، و هذا حديث أفصح به لأول مرة ، لو ان والدي الأستاذ / حبيب الله التوم نمر جمع الناس و خاطبهم قائلاً ..

" أيها الناس .. لقد تعلم مني إبني / الرشيد اللغة الإنجليزية التي أصبحت مصدر رزقه هو و أولاده ، و نشجع المريخ سوياً ، كما أخذ مني إفتتانه بالراحل عثمان حسين و بالطبع أشعار بازرعة.. و لم يعُد له شئ عندي لأورثه له لأنه أخذ ميراثه مُسبقا .."

لقلت له حينها " أوفيت و كفيت يا والد و حاشاك ما قصرت و سوف أدعُوا لك بالرحمة و المغفرة حتى حشرجة رُوحي .. "..

و أضيف لو أن د / بكري عثمان حمد و هذا المنتدى أهدوني هذه الحلقة و التي تليها من توثيق للشاعر المرهف و ذو اليراع الهفهاف/ حسين بازرعة ، لكفاهم و كفاني و أكون قد نلت من التقدير ما يكفيني و من الإهداء ما يفي بحقي لمواسم و أعياد..

عزيزى الرشيد ..
ليست هذه بتلك كما تقول انت دائما ذلك ...
ولكن لكل ما كتبت وابدعت فى حق الاستاذ عثمان حسين والذى يمثل بالنسبة لى شخصيا احد اهم اعمدة الفن الراقى التى سوف يقف عندها الناس طويلا بحثا وتنقيبا ورصدا وتحليلا وان تاخر بدايتة ..هذا ما يلى الاستاذ ..
اما ما يلى المريخ فحقيقة ما اتى ذكر المريخ فريقا او ادارة نقدا للفريق او قيادة الا وتبادرت انت للذاكرة لما تسطرة فى مؤسسة المريخ ورموزة اتفق او اختلف حولها الناس ..
ويكفى اللغة الانجليزية انك انت الوحيد الذى يجادع فيها رغما من يقينى ان هنالك من يفك رموزها ويطوع حرفها لكنهم يعرضون عن ذلك وانا واحد منهم .. ولم تلتقط اذنايا لزمنا طويلا كلمة او عبارة انجليزية سليمة ام ركيكة من الناشئة ..لك التقدير ولاستاذنا واستاذ الاجيال حبيب الله التوم الذى اورثك من الميراث ما يجعلك تمشى زهوا بين الناس ..
والود والتقدير محفوظ وان تعددت مواعينة .. دم بخير

صباح الخير يا دكتور..
لدي ما أعود به معقباً هنا قريباً إن شاء الله..
و دمت

تحياتي مرة أخرى يا دكتور..
دعني أن أقول أن هذه بتلك هذه المرة حيث أنت تلقي بحديث الوُد و التقدير للوالد الأستاذ الجليل / حبيب الله التوم و لشخصي الضعيف و تقيِم بأفق (العارف) ما أكتُب في شتى المجالات الفنية منها و الرياضية و حتى باللغة الإنجليزية .و الأخيرة سعيت من قبل أن أنشئ لها مكتبة بإسم الوالد ، أطال الله في عُمره و عمرك ، كما أنشأت هنا منتدى فرعي للحوار باللغة الإنجليزية و جميعها لم تثمر ما كنت أنشده حيث كان التجاوب دون الطموح..
و أنا أعتبر تناولك لي شخصياً في هذا الشهر الكريم بمثابة تحفيز للحاضرين بقراءتهم و متابعتهم لهذا المنتدى و الغائبين عنه بالمشاركة الفعلية سواءً بالكتابة فيه أو أية مشاركة أخرى فعالة تخطوا به للأمام و أنا أحسبها دعوة حق تنشد إلى تحسُس مواضع الجمال للكُل و إستنفار لإعادة ما كان بهياً هنا يقرأه الناس و يتفاعلون معه حتى و لو بالصمت الخلاق و أنفس راضية..؟

و بعد ..
بعد أن قدم (الفراش الحائر) و (غرد الفجر) ، تفتحت كل أبواب النجاح و الشهرة أمام الراحل / عثمان حسين ، له الرحمة .. و قد أطلعه مراقب الإذاعة حينها (متولي عيد) على الخطابات و التلغرافات التي وصلت الإذاعة و كلها تطلب أغانيه و في مقدمتها أغنية (الفراش الحائر) للشاعر المجيد / قرشي محمد حسن.
و في هذه الأثناء وصلته رسائل إعجاب من طلبة مدرسة وادي سيدنا من حسين بازرعة و عبد الرحمن سوار الدهب و السر دوليب و أخرون يشيدون بدوره الرائع في إثراء الحركة الفنية. و إزاء هذا الإعجاب المستمر ، طلب حسين بازرعة من قرشي محمد حسن الذي كان يعمل صحفياً بجريدة (النيل) و يتعاون معه بازرعة كشاعر ناشئ أن يعرفه على الأستاذ / عثمان حسين. و قد كانت روح بازرعة الوثابة تبحث عن روح صادقة مثله تنقل أحاسيسه و مشاعره للناس.
و في الموعد الذي حدده لهما الشاعر / قرشي محمد حسن ، جلس عثمان حسين في مقهى جورج مشرقي بأمدرمان في إنتظار بازرعة على أحر من الجمر و يحضر بازرعة و هو في غاية الإضطراب و يجلس بجوار عثمان. و أثاء تناول البارد و الساخن من المشروبات ، يستمر الحوار بينهما و يستمر حتى تزول الحواجز و يشعر بازرعة بالإرتياح و يتشجع فعلاً و يشعر أنه عثر على ضالته المنشودة أو نصفه الأخر. و شعر كلاً منهما أن نصفه الأخر كان مفقوداً و ها هما الأن قد إجتمعا.
و على الرغم من أن بازرعة إبن ذوات في مظهره و شكله الخارجي و وسامته ، إلا أنه في تعامله و سلوكه يحمل صفات الإنسان البسيط ود البلد..
كان هذا اللقاء نقطة التحول الكبرى في حياتهما ، بل و في مسيرة فن الغناء السوداني ليبدأ معهما عهداً ماسياً من العطاء بدأ بأغنية (القبلة السكرى).

من كتاب (كانت لنا أيام) للأستاذ / نادر أحمد الشريف

» الرشيد ود حبيب الله
» إلى صغيرتي.. طلة الرشيد حبيب الله
» الأستاذ محمد سيد أحمد( الجكومي) في ضيافة دوت كوم.
» وداعا الرشيد حبيب الله
» محلية الحصاحيصا والجس البعد الضبح ( شكارتها دلاكتها)