أحد الأصدقاء من صناديد هبة سبتمبر المجيدة يعلن عن زواجه فى شكل غير مسبوق عبر الفيس بوك وبلغة رفيعة ، أحببت أن نتشارك الإطلاع عليها :
إعلان عاطفي للاصدقاء ودعوة حضور زواج
الحُب أول العشب على الصخر ياxxxxxx
والصخر هنا يا اصدقاء كناية للمشاوير الاخيرة في الحياة والتي مشيناها معاً ، بجلد بالغ تحملنا غياب لايسد وتفتحت في القلوب جروح قبل ان تزهر بالحب والمودة ، وفي صباح كل يوم جديد خلال عامين او يزيد متكاتفين واجهنا صعابا لاتُعد وبفضل وجودها ما خبا لهيب الروح ولا انطفات شعلة الامل ومن عجيب الصمود ان يكون الجرح الكامل جرحك وانت طبيب كل من اصابتهم شظايا .
أنا رجل معروف للاصدقاء والصديقات بميل فطري للتحرر ونزوع حاد لرفض الاطر والمسميات ولكن ماحيلتي والتسرب تم عبر كريات الدم ، سمراء واضحة اينعت في منتصف الشريان وبحضورها الباهي انتظمت في القلب قصيدة ، ومن حسن حظي أن العقل وافق القلب في الاختيار فانى للعناد ان يعاند إن كان الامر كله رهين الفقد إن تلكات ويقيني ان كامل الندم سيكون مصيري متى ما افلتت xxxxx من مقبل التخطيط لحياة اثنين ، حياة مشتركة عمادها الايمان بحق كل منا ان يجد من شريكه حرصا على وضع الورود على طول الطريق ، وعود بالاضاءة والرضا والصفاء ، وحياة ناجية من الرياء والادعاء والانانية وحب النفس ، حياة مشتبكة يكون قوامها الحب والخير والاحترام وعدم الالغاء ، حياة ملتصقة يكون سرها الاجتهاد في ان تعطي وتحمي وأن نشيخ معا إن مد الله في الاعمار .
لطالما اضحكني قول انيس منصور منتقداً الزواج – مضى زمان لم يكن يشاركني فيه سريري احد ، ضحك المقتنع بحكمة العبارة لا الساخر منها ، حتى اتاني زمان افسح فيه بكامل الرضا فضاء حياتي لعزيزتي تشاركني التفاصيل كلها ، كلها ... ومن عجبي الا قلق وانا حارس بوابات الحرية بوثيق علاقتها بالفردانية والقعاد البراي : )
الامر ببساطة كيف لي ان افلت اميرة المواساة متى ما اطلت احزان ، الساخرة بفن متى ماوافق الامر طريف العبارة ، والفرحة بشقاوة لاتمل ، سيدة المراعاة متى مااحتاج الامر لرجاحة العقل واتزان العاطفة ، وحنين العبارات متى ماقست الحياة وقلبت ظهر المجن ، كريمة الضيفان متى ماقدموا ، نار بيتها لاتنطفئ ، وسكينها أحمر لم تختبر الاعين لونه ، حكيمة ردود الافعال في صعيب المواقف ، صاحبة الهدوء الناصع وليد الطبع لا التصنع والتي ترتب فوضاي بحنكة من يفهم نواقص الشخصية ومكامن الضعف فيها ، وابنة ابيها وامها الراسخين في اكرام وفادة الضيف ، كنت منذ العام 2000 اعيش في ضياف عمي المرحوم xxxxxxx، ولسنوات خلت وأنا الضيف المقيم افتح بوابات منزلهم للمنتديات واللقاءات بين الحين والحين فيحملون ضيوف ضيفهم على اكف الراحة ورقيق الاستقبال ، ثم يكتب اصدقائي في الصحافة ( استقبل منزل الاستاذ xxxxxx منتدى عن وعن ) فيضحك الاصدقاء من هذا الظهور الاعلامي المجاني فلا منزل لي ولم اشتري الطعام ولا طهيته – لطالما ذكرني الاصدقاء ان فعائلي في البيت موجبة للقذف من اعلى المبنى فاضحك وانا اليوم في حماس كبير ان تشاركني الحياة فتاة تفتح ضلف القلب للقادمين الجميلين في اي وقت ، اصدقائي أصدقاء منتصف الليل ما اصعب ان توقد النيران والفجر قريب ، ربما بدا الاحتفاء بذلك لايناسب الحياة الحديثة ولكن هل اكتب صادقا ام ادعي مايرفعني درجات في مفاهيم الحداثة لا انكر أن الحب يضج ويرتدي ربطة عنقه حينما تاتي بهدوئها العجيب للاصدقاء بعد وليمة اعدت بنعاس تشربوا شاي قهوة ؟ أنا مهما انهكتني الحوامة في عاصمة البلاد فانا ابن السواقي والاقاليم البعيدة وذاكرتي ملونة بابتسامات البنات العاليات بنات الخال والعم والجيران الفرحات بقدوم الضيف اينما ووقتما قدم .
واود ان اشارككم قصتي التي احب والتي مامملت ان احكيها للاصدقاء بعد خروجي من الاعتقال الاخير في سبتمبر ، كنت الح كل صباح ان يُسمح لي بالاتصال بوالدتي فعيد الضحية على الابواب ولم يسمح بذلك حتى الخروج في صباح العيد وانا وقتها شديد القلق عن كيف سارت الامور هناك ، فإذا بي اتلقى هدية جديدة منها في حسن التصرف والانتباه وسد الفرقة وما الحياة سوى الاستناد والاعتماد ، ثم ما العاطفة سوى الاجتياح والارتياح .
ولن انسى بطبيعة الحال جلوسها الطويل امام مكاتب الامن انتظارا واعتصاما ومشاوير الفواكه والاطعمة المرجوعة ، وجلابية العيد البيضاء النظيفة والتي استلمتها من مكاتب الاستعلامات بعد الخروج
هي من تقلم اظافر مزاجي الحاد المدبب بحنكة العالم ببواطن الشخصية ، ودراية الفاهم لمالات الامور ، سيدة البدايات الواضحة والنهايات الامنة ،سيدة الهدوء الذي على ضفافه تتكسر امواج الانزعاج والارتياب والغضب والمشاعر الشريرة
قصدت بهذا الحديث أن اعرفها على الاصدقاء والصديقات في هذا المكان الذين يهمني وجودهم في حياتي وبالتالي علي ان اعرفهم بشريكتي ، فهي xxxxxxx، خريجة مدرسة العلوم الرياضية جامعة الخرطوم في العام xxxxx ، والموظفة حاليا بشركة xxxxx
اعزائي رجائي ان تقبلوا ذلك كدعوة لحضور زواجي بها وتفاصيله كالاتي :-
العقد xxx / 4 بجامع مربع 18 شمبات
الحنة بصالة تاجوج بشارع النيل مساء xxxx / 4
الزواج بالصالة الذهبية ببحري مساء xxxxx/4
يشرفنا ان تشرفونا جميعا ، ناكل الماكولات ، ونشرب المشروبات ونفرح ونبتهج معاُ ، على ان يظل البيت ...بيتنا دائما حضن الاصدقاء الحنين .
بكأس الشراب المرصَّع باللازوردِ
انتظرها،
على بركة الماء حول المساء وزَهْر الكُولُونيا
انتظرها،
بصبر الحصان المُعَدّ لمُنْحَدرات الجبالِ
انتظرها،
بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع
انتظرها،
بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّةٍ بالسحابِ الخفيفِ
انتظرها،
بنار البَخُور النسائيِّ ملءَ المكانِ
انتظرها،
ولا تتعجَّلْ، فإن أقبلَتْ بعد موعدها
فانتظرها،
وإن أقبلتْ قبل وعدها
فانتظرها،
ولا تُجْفِل الطيرَ فوق جدائلها
وانتظرها،
لتجلس مرتاحةً كالحديقة في أَوْج زِينَتِها
وانتظرها،
لكي تتنفَّسَ هذا الهواء الغريبَ على قلبها
وانتظرها،
لترفع عن ساقها ثَوْبَها غيمةً غيمةً
وانتظرها،
وقدَّمْ لها الماءَ قبل النبيذِ ولا تتطلَّع إلى تَوْأَمَيْ حَجَلٍ نائمين على صدرها
وانتظرها،
ومُسَّ على مَهَل يَدَها عندما تَضَعُ الكأسَ فوق الرخامِ
كأنَّكَ تحملُ عنها الندى
وانتظرها،
تحدَّثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ إلى وَتَرٍ خائفٍ في الكمانِ
كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما
وانتظرها،
ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً
وانتظرها
إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ:
لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ
فخُذْها، بِرِفْقٍ، إلى موتكَ المُشْتَهى
وانتظرها!
موضوع: أجمل دعوة لزواج أقرأها فى حياتى 
الإثنين 31 مارس 2014 - 17:08
