ظاهرة الإعتداء الجنسي على الأطفال والإغتصاب أخذت منحى آخر
والأسباب تختلف ولكن في النهاية الإعغتداء وحشي بكل المقاييس
يستوي في ذلك المجني عليهم ذكور وإناس راشد ولا قاصر
للأسف نحن بنلعب دور كبير في إنتشار الظاهرة وبما لا نتصور
"عيب"
"أسكتي يا بت"
"دا كلام ؟؟ أحفرو ليهو وأدفنو"
ودا إمكن على مستوى المجتمعات في مناطق كثيرة
وحتى على المستوى الرسمي فقد تم تدوير آلة تكميم أفواه المجني عليهم
وما يؤسف له دخول "القضاء" كاداة هامة في تشتيت كرات الإتـهام
وفي كثير من الأحيان تم إلغاء الأحكام بواسطة المحاكم الأعلى
كما ان العفو الرئاسي شمل أشهر القضايا قبل عام تقريباً
وهناك تصريح للدكتورة صديقة كبيدة "منقول في بوست آخر"
مناسبته تدشين مبادرة (لا للصمت ) التي أطلقها مركز الفيصل الثقافي
وقد ذكرت بان أن الإعتداء الجنسي علي الأطفال يتم من داخل الأسر
وكذلك المدارس والمساجد التي باتت تشكل خطراً علي الصغار
وأبانت ان عدد الحالات المدونه بالمحاكم وصلت الي (3) الف حاله !!
وإذا دا العدد الفلت وكسر طوق الصمت فكم عدد الصامتين ؟؟
واذكر قبل عدة سنوات تم نشر حكاية اثارت كثير من اللغط
كتبها الاستاذ حمور زيادة ونشرها على ما أذكر في سودانيزاونلاين
أيدها كثيرون وإعترض على بعض تفاصيلها آخرون
ولخصوصية الموقع فإنني سوف أنقلـها مع إقتطاع الجزء المثير للهوا
ومع ذلك سنحيل القاري الكريم للرابط إن شاء الإطلاع عليـها كاملة
البداية :
حين تضحك ولاء يأتي العيد قبل موعده .
تسرى السحائب محملة بالخريف الشجي ..
تؤذن المساجد ..
تتفتح الزهور ..
ترقص الفراشات.. و يفرح الأطفال .
ضحكتها يأنس لها الحمام .
لأسراب الحمام موعد يومي لا تخلفه مع ضحكة ولاء .
عصر كل يوم تأتي الحمامات ليقفن على سور المنزل و يرقبن ولاء تلعب .
يمتعن نفسهن بمشاهدتها و يحرسنها من طيش طفولتها .
إذا تعثرت ولاء هدلت الحمائم في حزن .و حين تضحك ترفرف الحمامات ..
تطير حمامة بيضاء لها ريشات زائدات على صدرها فتنزل على الأرض أمامها .
تحمل ولاء الكرة و تجري مترنحة بأعوامها الخمسة و تضحك صارخة فرحاً بصديقتها الحمامة .
و قبيل الغروب يحيينها الحمامات بهديل واحد منغم .. و يطرن .
ولاء صديقة الحمامات.
و صديقة الجميع .
ولاء وحيدة والديها.
لكنهما لم يشعرا يوماً بحاجتهما إلى غيرها من أبناء .
تدخل ولاء المطبخ و تجلس قريباً من أمها.
تعينها وسع طفولتها ، وتحكي لها عن حلمها أن تصبح طبيبة لتعالج مجدي ابن عمها المريض.
تضحك أمها و تخبرها أن مرض مجدي عابر عارض.
لكن ولاء لا تهتم.
تريد أن تصبح طبيبة تعالج مجدي و الأطفال و الحمام و القطط الصغيرة.
فالقطة الرمادية صديقة ولاء كانت مريضة أيضاً.
حين أخبرتهم ماما سناء في الروضة أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها دمعت عيني ولاء.
تحب ماما سناء أن تسمع ترتيل ولاء للقرآن.
ولاء تحب سورة العصر.
تقرأها و هي مغمضة العينين.
حين ترجع إلى البيت يستوقفها والدها لتقرأ عليه.
بعد أن تنتهي تحتضنه و تطبع على وجنته قبلة و تمضي.
الأضياف يقصدون ولاء.
ما أن يستقر بهم المجلس حتى يسألوا عنها.
تدخل الصالون خجلة ..
تجلس و هي تؤرجح ساقيها.
حين تسود الإلفة تغني ولاء.
تنظر إلى جواربها الصفراء المطرزة بخيوط بيضاء
ترسم أرنباً ضاحكاً يحمل جزرة و تحرك رأسها يمنة و يسرة.
ولاء تحب أغاني نانسي عجرم و جواربها الصفراء المطرزة برسم الأرنب.
حين تخرج ولاء بضحكتها إلى الشارع تُسعِد الجيران
و تُبهِج الحيطان و تُفرٍح البيبان المتكئة على بعضها مللاً وتُطرٍب أعمدة النور .
صابر صاحب الدكان يوزع الحلوى فرحاً بضحكة ولاء .
و يكف الصبية في الميدان عن الشجار و يبتسمون .
لضحكة ولاء نكهة العيد .
لها إلفة التكبير و بهجة الأطفال بالهدايا و رائحة الخبيز و فوح الثياب الجديدة .
ضحكة ولاء هي العيد .
ذات نهار خرجت ولاء .
خرجت تعلن الفرح في كل الحي .
وقفت أمام الباب بفستانها الأخضر و ضفيرتها ترتاح على ظهرها .
تحمل عروسة بلاستيكية لها عينان واسعتان زرقاوان و شعر أشقر
تضحك إذا قلبتها على ظهرها .
لكن أحدا لا يسمع هذه الضحكة . الجميع يتسمع ضحكة ولاء .
حيّت المارة و الشمس و الحمام بضحكتها .
كانت الخالة سمية على باب منزلها تساوم بائعاً .
الخالة سمية بدينة قصيرة تحب النميمة و تهوى الشجار.
حين سمعت ضحكة ولاء سخت نفسها و ابتسمت .كفت عن المساومة .
حين سمع الضحكة رفع صابر صاحب الدكان رأسه عن قدر الفول .
رأى ولاء تتقدم إلى الطريق.
تذكر زوجته التي تركها في البلد و أولاده فدمعت عيناه محنّة .
أم ولاء لا تخشى عليها الطريق .
كل الحي يحب ولاء .
كل الحي يحب ضحكة ولاء .
تدخل ولاء أي بيت و إذنها ضحكتها . تلعب وتضحك . ثم تذهب مخلفة السعادة .
لا باب يغلق في وجه ولاء .
كل البيوت بيتها .
تقدمت ولاء و هي تتهادي .
ضفيرتها تترنح على ظهرها ذات اليمين و ذات اليسار و شرائط بلون الفستان تنسال منها .
دخلت بيت الخالة فوزية التي تحب ولاء سنها الفضية التي تلمع حين تبتسم.
هشت لها المرأة و ملأت جيب فستانها بالحلوى .
خرجت ولاء و هي تضحك بنكهة النعناع و البرتقال الحامض .
و في بيت عم إسماعيل الموظف المتقاعد اللطيف اكتسبت ضحكتها نكهة عصير المانجو الذي تحبه .
وزعت ولاء الفرح على كل البيوت التي دخلتها .
ثم قصدت بيت الخالة عواطف .
ولاء لم تكن تعلم أن عائلة الخالة عواطف سافرت قبل أيام لعزاء في مدينة بعيدة.
حامد ابن أخت الخالة عواطف جاء ليقيم في البيت ريثما يعود أصحابه .
لم تكن تعرف هذا .