ركبة الرئيس وفطور العريس
شهب ونيازك
عندما يستشفي رئيس أي دولة داخل بلده في مستوصف خاص فاعلم أن القطاع االصحي العام في ذاك البلد قد لحق أمات طه ، ولكن هذا ليس موضوعنا في هذا الحيز ، بل نعرج قليلاً لتساؤلات مهمة حول العملية الجراحية التي أجريت للرئيس في وقت سابق .
وبرغم أن القصر الجمهوري قد أعلن عن العملية قبل حدوثها،إلا أنه (بالغ) في حكاية سبب إصابة الركبة والتي نسبها للتدريبات العسكرية في سلاح المظلات عندما كان الرئيس ضابطاً بالجيش ( نحن وين والمظلات وين ؟!) .
ولأن الرئيس – نظرياً – موظف عام ولأنه –افتراضاً- يأخذ مرتبه من الخزينة العامة فإننا هنا نسأل كيف دفعت تكاليف العملية الجراحية ، وأي تكاليف أخري تطلبتها فترة النقاهة بالمستوصف الخاص ؟
والسؤال يطرح من باب الشفافية ،وهو حق من حقوق أي مواطن – بمن فيهم العبد لله- للإطمئنان علي المال العام الذي يؤخذ قسراً من دافعي الضرائب والعمال والمزارعين وكل الكادحين .
إذا كان القصر الجمهوري قد دفع التكاليف فالواجب أن يخطرنا ببيان علي الهواء حول ما إذا كان للرئيس بوليصة تأمين صحي وعلي أي شركة،وهل تغطي بطاقته كامل تكلفة العلاج،أم أن لها سقف محدد كبقية المواطنين،وكم تخصم الحكومة من مرتب الرئيس لقاء استمرار تأمينه الصحي، وكم يدفع المخدم وهو القصر الجمهوري ؟
وإذا كان المستوصف قد تبرع بكلفة العملية،فهو يكيل بمكيالين طالما لا يجري العمليات مجاناً للغلابة المحتاجين للعلاج والتداوي بأكثر مما يحتاجه الرئيس،وهو أيضاً يثير التساؤل حول الفائدة التي ينتظرها المستوصف من علاج الرئيس دون مقابل ..
وإن كان الرئيس قد دفع تكاليف علاجه نقداً من مدخراته فوجب أن تكون هذه المدخرات مرصودة في إقرار الذمة الذي كتبه الرئيس في وقت سابق،ولا بد من إعلانه علي الملأ يوماً ما
وإن غطي ديوان الزكاة نفقات علاج الرئيس فمن حق الجميع التساؤل حول من هو الأحق بأموال الزكاة خاصة عندما يتعلق الأمر بالفقراء الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء أمام أبواب الديوان دون جدوي !
ولن ينتهي سيل التساؤلات إلا بتوضيحات جلية ، علي وزن ( خليك واضح يا جميل ) .
ولن ينتهي كلامنا عن ( ركبة) الرئيس إلا بالطرفة حول ست النفر وفطور العريس ، فلما رأت المدعوة ست النفر وهي خالة العروس أن البيت ( قايم وقاعد ) بي حكاية فطور العريس ولوازمه ، خرجت بغتة إلي دكان ( الجرورة) وشالت قزازة لبن بارد وتوجهت صوب أهل العريس الذين كانوا يتهيأون للفطور ( المجهبز)، ووقفت عند منتصف البرندة ونادت علي أم العريس بصوت عال ( تعالي هاكي فطور ولدك دا أصلو قالوا عندو قرحة ) وناولتها زجاجة اللبن البارد وخرجت وسط دهشة سدنة العريس .
ربما كان العريس إلي يومنا هذا يستشفي في مستوصف خاص جداً،جراء صدمة الفطور برغم أن العسكر واقف طابور ،والهون ضرب التلفون،والفات الفات في ديلو 7 لفات
كمال كرار
kamalkarrar580@hotmail.com