سوء الحظ عباره عن متلازمه يمكنها ان تصاحب حتي الحيوانات ، فمثلا لنا في قصة ثور كوستي العبره الكافيه فالقصه نفسها ادت رسالتها بالكامل بأن مقدار العلوقيه والجنون في هذا البلد لا يحده حدود وأن اسوأ شيئ يمكن ان يحدث سوف يحدث الاسوأ منه .
القصه تبدأ بأن احد المسؤولين الكبار سوف يذهب لمدينة كوستي لافتتاح احد الشوارع هناك ، يتم تجهيز ثور ضخم علي شرف هذه المناسبه وبالفعل ومع الافتتاح يتم ذبح الثور امام المسؤول بعد التكبير والتهليل والدعوات لهذا البلد بالخير والنماء . ثم غادر المسؤول بعد انتهاء مهمته طبعا وعندما همت الجماهير باكياسها وسكاكينها بالثور اتي اربعه أشخاص ورفعو الثور في عربة بوكسي واتضح لاحقا ان الثور اصلا تم ايجاره من احد الجزارين بشرط الا ينقص منه الا الدم الذي اريق امام المسؤول والاكيد في الموضوع ان ثمن الثور كتب باضعاف مضاعفه في الميزانيه .
انتهت القصه طبعا وانتهت معاها احلام بعض الجماهير التي حضرت الاحتفال خصيصا لاخذ بعضا من لحم الثور وليس حبا في عيون المسؤول وانتهي معها كل مقدار العبث والجنون وكل ما لايمكن تخيله في لحظه واحده ومشهد واحد . اما الثور فهو صاحب اسوأ نهايه يمكن ان تحدث لثور ، يتم الزج به في قضيه لا دخل له فيها وبعد ذلك يتم المتاجره بموته والمصيبه الاكبر ليس بالبيع انما بالايجار .
تمعننا في القصه يعطينا فكره عن كيفية حدوث الاشياء في بلادنا الطيبه وكيف لمقدار السياقات الطبيعيه للامور ان تتحول بطريقه او باخري من عالمنا الاعتيادي نحن بني البشر ليصل لاعلي مراتب العلوقيه لحيوانات بني جنسها في عوالم اخري موازيه اطراف اساسيه في رياضات عالميه مثل مصارعة الثئران وخلافه ولا يمكن باي حال من الاحوال تضمنيها في مشاكل سياسيه لتكون طرفا فاعلا واساسيا فيها . لذلك علينا الا نستغرب ان تتصدر تسجيلات واتساب عبثيه واشياء من هذا القبيل الساحه السياسيه والاجتماعيه فالجميع يشترك في هذا الجنون .
لحظه من لحظات الثور المسكين تخفي وراءاها جرائم كثيره مسكوت عنها او مغضي الطرف عنها تلقائىا فبخلاف قضايا الفساد التي ازكمت انفاسنا من روائحها التي انتشرت في المكان وخلاف الموت والقتل الذي يحدث بصوره يوميه وراتبه في دارفور وغيره وغيره ... وتقريبا تبقي ثلاثه اشخاص ومعزتين لديهم بصيص امل في هذا النظام المتهالك لكن ما اود ان اشير اليه انه تم تاصيل ثقافة فساد نجدها مبرره في كل المجتمع حتي وصل الفهم للاغلبيه باان المال العام مال الحكومه وهو حلال كما يقولون .
وعلي الرغم من غير جدير الموضوع وسطحيته فعلينا ان نتعلمل مع كل العبث بكل الجديه ادراج القضيه من قضايا المال العام وحتي طرحها للتحلل او اي شيئ المهم لا يجب السكوت عنها فمثلما فعلنا بتصريح السيد الوالي وتحديه لاي عاطل ما لاقي شغل بان يحضر اليه في مكتبه ذهب الجميع وضرب بكلامه عرض الحائط
نعم لم يستلم اي شخص عقد عمل ولكن اوقفنا الاستهزاء والعبث وافهمناهم التعامل معنا بالجديه الكافيه فقط الجديه او العقلانيه علي عكس كلمات كثيره استعملت بافراط اعلاه ( الجنون , العبث ) .
هوامش :
* حكاية الثور الحزين
* حسرة حاضري المناسبه علي لحم الثور
* اي زول ما لاقي شغل يجيني في المكتب