المعارضة بين بنادوليا الصادق المهدي وصمود إبراهيم الشيخ!
كتب/ حسن وراق
(#) في تصريحاته لقناة اسكاي نيوز العربية يوم الأربعاء الماضي وفي بث مباشر قال الصادق المهدي أن القوي السياسية تقف بجانبه وحذر في ذات الوقت المعارضة من مقاطعة الحوار . عجيب أمر هذا الصادق ، ماذا كان ينتظر من القوي السياسية أن تتصرف حيال اعتقاله ؟ بالطبع لابد من أن تقف بجانبه معارضة ورافضة الاعتقال كما عارضت اعتقال الترابي من قبل وهو لم يصرح باستثمار هذا التضامن وكأنه تأييد مطلق له كما يظن الصادق الآن .
(#) اعتقال الصادق المهدي لقرابة الشهر وإطلاق سراحة بالواسطة في تهمة عقوبتها تصل إلي الإعدام يؤكد أن هذا الاعتقال لا علاقة له بتلك التهمة في مواجهة الصادق المهدي وهي ذات التهمة التي يواجهها الأستاذ إبراهيم الشيخ و هو خلف قضبان سجن النهود. القانون والعرف في هذه المسائل يتعامل بالسوابق .عدم إطلاق سراح إبراهيم الشيخ يكشف عن صفقة بين الحكومة و الصادق المهدي لان الحكومة إذا كانت جادة في اعتقال المهدي لما أطلقت سراحة بمسرحية أبطالها كومبارس .
(#) يمكننا تصديق أن القوي السياسية تقف بجانب الصادق لو أنه صمد داخل معتقله كما يفعل الأستاذ إبراهيم الشيخ ولم يكتب اعتذار او استرحام (بنادوليا) لإطلاق سراحه وهو أمر مذل جدا في أدب المعتقلات وفي تاريخ معارضة الأنظمة الديكتاتورية والشمولية ليس في السودان فحسب بل تحت نير كل الأنظمة المماثلة في العالم . رغم خلاف وجهات النظر بين الصادق المهدي والقوي السياسية إلا أن اعتذار المهدي كي يطلق سراحه أمر لا و لن تقبله القوي السياسية ( لزعيم) بقامة الصادق المهدي .
(#) الحكومة أرادت أن تحرق كرت الصادق المهدي ونجحت في ذلك باعتذاره (المهين ) الذي خجلت منه احدي كريماته ووصفته بالمدسوس . كلمات الاعتذار اختيرت بعناية فائقة وهي نفس الكلمات التي رفضها الأستاذ إبراهيم الشيخ عبر محاميه الأستاذ ساطع الذي أكد أن موكله يفضل الموت داخل السجن من أن يكتب اعتذار علي حديث لم ينكره ولا يشكل جريمة . من الذي يستحق أن تقف القوي السياسية بجانبه؟ إبراهيم الشيخ الذي يبرز مواقف بطولية مستمدة من تاريخ النضال السوداني أم الصادق الذي خرّ راكعا بالاعتذار لنظام يدعي معارضته
(#) المواقف من معارضة نظام الإنقاذ الحالي واضحة يا ابيض أو أسود ولقد ظل المهدي يفضل المواقف الرمادية والضبابية التي يعشقها وكلما تجد الحكومة نفسها في أزمة تكاد أن تعصف بها تعرف جيدا أن طوق نجاتها عند الصادق المهدي الذي لا ينكر أحد خذلانه المبين و المتكرر للمعارضة وهو لا يدرك أن الحكومة تسعي بكل ما أوتيت من قوة أن تدق إسفينا بينه وبين القوي المعارضة وتعمق الصراع بينه وبين صهره وفي كل مرحلة من مراحل السقوط . القوي السياسية علي قناعة تامة بأن الصادق (باع القضية) وهذه المرة بالحوار الذي رفضته القوي السياسية التي لن تقف معه كما يظن .