الشرطة أولي بلحم ثورها !!
(#) عندما يكون الحديث عن وزارة الداخلية تحضر الشرطة بكل أفرعها و أقسامها لتملأ (رامات) الذاكرة .لا أحد يعرف أن هنالك عملا آخر ارتبط بالداخلية سوي أمن المواطن والأمن الداخلي للبلد علي الرغم من أن هنالك العديد من المصالح التي ألحقت بالداخلية والتي غلب عليها أنها وزارة الشرطة أو (البوليس) وأن الدفاع عن الوطن وترابه من أعداء الخارج هو مهمة الجيش الذي ارتبط بوزارة الدفاع (الأمن الخارجي) هذا قبل ظهور ما يعرف ب(أمن الدولة) والذي كان جزء من اختصاصات الداخلية وتقوم به الشرطة المختصة (البوليس السري ) .
(#) أثار تعيين الفريق أول عصمت عبدالرحمن رئيس هيئة اركان الجيش السابق ، وزيرا للداخلية الكثير من ردود الأفعال والاستنكار وسط المواطنين بشكل عام وداخل قبيلة (البواليس) بشكل خاص لجهة أن هنالك فرق كبير جدا بين عمل الجيش وبين الشرطة غير ما بينهم من حساسيات . قضايا الشرطة لا يدركها إلا من عمل بها وإحترق بنارها وعايشها عن كثب . الوزير (الدياشي) الجديد وصل أعلي مراتب الترقي في الجيش السوداني وبذل أقصي ما في وسعه ، أعطي الجيش وما إستبقي شيئا للشرطة التي هي أحق بلحم ثورها ..
(#) لم تشهد وزارة الداخلية استقرار و هيبة إلا عندما تقلد منسوبيها زمام الوزارة منذ الاستقلال بداية بالعميد (المهاب)عبدالوهاب إبراهيم حتى عندما تم حل وزارة الداخلية وتولي أمرها الفريق علي يسن في مايو. يتوالي الاستقرار حتى الانتفاضة في فترة الحكم الانتقالي عندما جاءها الفريق أول عباس مدني وأعقبه في الديمقراطية الثالثة الفريق أول الدكتور عباس ابوشامة الذي ختم عهد رجال الشرطة و منسوبيها الذين تولوا وزارة الداخلية .
(#) فترة حكم الإنقاذ من أكثر الفترات التي شهدت إنفراد قادة الجيش بوزارة الداخلية عندما كان علي رأسها ، اللواء فيصل أبوصالح ثم اللواء الزبير محمد صالح وأصبحت (دولة) بين العميد وقتها بكري حسن صالح و الفريق عبدالرحيم محمد حسين فترتين لكل منهما ولم يفصل هيمنة الجيش هذه سوي الأكاديمي البروفيسور الزبير بشير طه الذي يشهد له معاشيي الشرطة بتحقيق بعض مطالبهم ، معاش المثل والإكراميات التي تراجع عنها خلفه إبراهيم محمود الذي سلم راية الوزارة لمنسوب جهاز الأمن عبدالواحد يوسف لينتهي المطاف بالوزير الحالي الفريق عصمت.
(#) عدم الاهتمام بوزارة الداخلية انعكس بوضوح في الأداء الأمني الداخلي واتساع دائرة الجريمة وظهور جرائم دخيلة وظاهرة تراجع الالتحاق بالشرطة التي وضعت في مواجه الشعب وما نتج من عدم رغبة كثير من المنسوبين الحاليين في التجديد لفترة قادمة الي جانب القضايا الداخلية من عدم التدريب وضعف الاجور و المرتبات وأوضاع المعاشيين . هذه الفترة الحرجة التي تمر بها الشرطة التي ضحت بالكثير خاصة في مسيرة حكم الإنقاذ حري بأن يتولي أحد أفرادها وزارة الداخلية تكريما لهم علي الأقل هذا غير أن الخبز أولي به خبازو ولو يأكل نصو .