الاظافر والخنافر -- من اوراق عام 93

اوراق قديمة
الاظافر والخنافر :--
ما اشبه الليلة بالبارحة نظمتها
عام 93 احتجاجا على الدفع الرهيب الذى كنا نقوم به فى المكاتب والمحابس والتفاتيش ونحن نرحل بضائعنا من الدمازين الى الخرطوم
وهو دفع يعبر عن الحالة العامة للمواطن آنذاك فهل من وجه شبه مع يجرى اليوم ؟ قلت
الصابرين على البلاء
الآكلين شفاههم
متزوقين فى عزهم
طعم الدماء
لا يسألون الناس الحافا
يحسبونه عندهم
كل ذلك ابتلاء
وبعلمون الفوز عند الله
لمن اجتاز الابتلاء
بصبرهم
مغبرين بضنكهم
يبحثون بين اكوام العذاب
عن الهناء
عائدين مساءهم
باكياس الشقاء
يأكل الاطفال قليله
والاباء باكلون بطونهم
ويقتاتون الهواء
بحسبهم لقيمات تستل
من اعماقهم اصوات الجشاء
الزاحفون على البطون
جيوبهم مقدودة الجنبات
يسحقها الهواء
ويعلمون بارثهم ان الذى
لا يعطى من القليل
لا يرى من الكثير له عطاء
فيدفعون ويدفعون ويدفعون
بتبرعون وبنكتون جيوبهم
ليعلو السودان هامات الرخاء
ويسقط الشيطان يجهشه البكاء
فيدفعون وبنكتون
بكل المخافر والمحابس
فى سخاء
بلا ضجر باسمين
بل فى وفاء
والصابرين يعجبون
فلا السودان ادركه الرخاء
ولا الشيطان اجهشه البكاء
واخونا صابر
شأن كل مواطن فى السودان
صابر او مجاهد اومحارب
لكنو كارب فى صبرو كارب
بل صار صبر الناس يا اخوتى
ضمن المواهب
واخونا برضو صابر
الا الشكوى لربه والتضرع
****
با الهى ليس لى حول سواك
لكى احارب
اصبحت صيدا تناهش جيبه
اظفار تعضدها المخالب
وليس لى سوا ما قلته مستسلما
الله غالب الله غالب الله غالب
****
فأننى يا اخوتى
ان قلت شعرا فيه اصناف المواهب
او قلت نثرا حاملا كل المطايب
ان كان رسما او كان فكرا
او كنت شراحا اغالب
ما كنت اوفى شارحا يا لوعتى
بعض انياب الصرائب
تصوروا
لو ان فكا طوله خمسون مترا
فى كل سنت منه ضرس
طوله كالعرض شبرا
وكذا الاسنان نالت
فى العض خبرة
ثم قيل لاحمق مسكين مثلى
يلا انجو
ما اسطاع ابدا يا اخوتى
عن الضحك صبرا
فكيف انجو ومن ورائى
الف ثعبان وكبرا
وماذا افعل سوى انى ادفع
وابكى بس طوعا وجبرا
****
ان اراد الناس وصفا للضرائب
فهى فى الجن كالادارة
نصف شهر نورا راخى
ونصفه عادم الشرارة
وكلما زادوا المواهى
زادوا تعريفة الاجارة
ابرزوا كل الاظافر غارزة
جوا فى المرارة
وقارئ العداد يأتى للقراءة
و يأتى بالفاتورة تارة
او بانذار مخصب كمبيوتر
الف جية
والبنية لما توصل شان تحاسب
يا شريعتنا الفتية
انت ما ادراك ما شكل البنية
ريحة راشا وحالة ماشة
وحنة ناقشة
وخصلة بداعب رقيبة ديما كاشفة
ثم ما ادراك ما شغل البنية
تضرب الارقام تبالغ تشوى شية
ضاحكة جنباوى بتحدى
الفاتورة يا مولانا هى هى
ابقى دافع واصلو دافع
وابكى زى ما كنت من قبال شوية
******
والجمارك احكى زى ما كنت حاكى
الله ان ختاك فى ايدن
حظك اغبر زى لباسن لونو كاكى
اصلو مكتول دا ميت
والبيضحك عندهم تلقاهو باكى
وديما شاكى
ديل جدادن ما بيركض اصلو ابدا
ديل جدادن طول حياتو
جداد بكاكى
يلا ادفع ما اصلو دافع
وابكى زى ماكنت قبلو
واحكى زى ماكنت حاكى
*****
والمجالس با دى المصيبة
لما تحسب فينا انفاسنا المجالس
كل خطواتك فلوس
وما اهم لو تبقى معدم
من هول افلاسك ترافس
وديما تلقاهن تفتش فى جيوبك
وتلقى جيبك قدو خافس
وتبقى قاعد محير فى رسومك يا المدارس
ابقى دافع واصلو دافع
وابكى زى ماكنت قبلو
لابد وصلك ابقى خالص
****
والتكاسى البكاسى
فوق لتسعيرة الحكومة الامر زايد فى المآسى
لو تبقى شماعتك تهبهب
او تبقى جالس فى الكراسى لا بد تدفع دفع قاسى
وحقو فينا الواحد اسكت ما احدد لانو آلاف المخالب قاعدة تنهش وكل انواع الاظافر
المجازر والمخابز والمتاجر الستاير والسجاير والفطاير وحتى بنزين الوقود تراه قد داس الضماير
المرابح والمضارب والمشارك
وعذاب تفتيش الجمارك
والبناطين السخيفة والمراكب والطحالب والثعالب
والتماسيح التحارب
قوت شعب صار حقل للتجارب
والخطوط محجوزة دايما
ما يسافر الا اصحاب المقالب والمكاسب
والحبايب فى الميادبن والشوارع
والبينضم ابقى عايب
والمداخل عند ابواب المدائن
امر شائن
صار مصدر دخل تافه لكل افاك وخائن
مايهمو لو يدبر فيك آلاف المكايد
ما اصلو استفرد بيك وخدك وما فى شاهد
عادى كلام المولى كأنو كلام جرايد
والف واحد سالى دقنو
لو تراهو تظنو عابد
بس بيكفى اصلى بدرى فى المساجد
عشان يلقى شاهد
لا يخارب لا يجاهد
والقتال فى شرحو واحد
انو بكنز او يخزن وكل يوم لدرجو جارد
والجهاد فى فقهو بس ان جهاد النفس وارد
كم ضميرا يحي بالقرآن يصبح ثم يمسى فينا صادق