ﺳﻤﺎﺡ --:
ﻛﻨﺖ ﻣﺮﻫﻘﺎ ﺟﺪﺍ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻟﻢ ﺗﻤﻜﻨﻰ ﻣﻦ
ﻏﺴﻞ ﻳﺪﻯ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻛﻞ ﻻﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ
ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺟﺪﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ .
ﻭﺭﺃﻳﺘﻨﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﻐﺎﻟﺒﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻨﻮﻡ
ﺍﺫﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ .
ﺍﻓﺘﺤﻤﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻣﺮﺍﺀﺓ ﺑﺠﺮﺃﺓ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ
ﻗﻮﺓ ﺑﺎﺻﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﺷﺠﺎﻋﺘﻬﺎ.
ﺗﺤﻤﻞ ﻃﻔﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻭﺗﻘﻮﺩ ﺛﻼﺙ ﻭﻟﺪﻳﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻧﻬﻤﺎ ﺗﻮﺃﻡ
ﻟﻠﺸﺒﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﻄﻮﻝ
ﻭﺑﻨﺖ ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺑﺎﻯ ﺣﺎﻝ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻗﺘﺤﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻰ ﻋﺪﻡ
ﻣﺒﺎﺭﺣﺔ ﺍﻟﻤﺼﻠﺒﻦ ﻻﻣﺎﻛﻨﻬﻢ ﺑﻞ ﻋﻮﺩﺓ
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ .
ﻭﻗﻔﺖ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻻﻳﺒﺪﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻮﻯ
ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﻤﺮﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻛﻤﺎ
ﺗﺨﻴﻠﺖ .
ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﻭﺍﺿﺢ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﻤﻜﺒﺮ
ﺻﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺣﻤﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺛﻨﺖ
ﻋﻠﻴﻪ --:
ﺍﺧﻮﺗﻰ ﻓﻰ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻻ ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻟﻘﺎﺀ
ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﻻ ﺍﺭﻳﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ
ﺍﺗﺴﻮﻟﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺒﺘﻐﺎﻯ ﺑﻤﻜﻦ ﺍﻧﺠﺎﺯﻩ
ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﺍﺗﻴﺖ ﻫﻨﺎ ﻭﻟﻜﻦ
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﺨﺮﺕ ﺭﺑﻰ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺍﺭﺟﻮ
ﻭﺍﻃﻠﺐ ﺍﻭﻻ ﺍﻟﻌﻔﺎﻑ ﺛﻢ ﺍﺏ ﻟﻬﺆﻻﺀ
ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ .
ﻭﺍﻧﺎ ﺍﻻﻥ ﻣﻄﻠﻘﺔﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ﻭﻫﺬﻩ
ﻗﺴﻴﻤﺘﻰ .
ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻍ ﻣﻜﻨﻨﻰ ﻣﻦ
ﻧﻔﺴﻰ ﻓﻰ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻻ ﺍﻧﻰ ﺍﺧﺬﺕ
ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﺑﻰ ﻭﺳﻴﺤﻀﺮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻥ
ﻭﻓﻘﻨﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﺟﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﺄﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﺳﻬﻢ ﺍﻟﻄﻴﺮ .
ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻭﻟﻜﻨﻰ ﻗﻠﺖ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﻰ
ﻻﺻﺒﺮﻥ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻌﻠﻪ ﺍﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺍﺣﺪ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .
ﺧﺮﺝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﻮﺟﻮﻡ
ﻣﺨﻴﻤﺎ .
ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻭﻗﻔﺖ ﻗﺎﺋﻼ ﺍﻧﺎ ﻟﻬﺎ ﻭﺗﻔﺪﻣﺖ ﺍﻟﻰ
ﺣﻴﺚ ﻭﻗﻔﺖ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻋﻤﺮﻯ ﺍﻻﻥ
ﺗﺴﻌﺔ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺭﻏﺐ ﺍﻥ ﺍﻛﻮﻥ
ﺯﻭﺝ ﻟﻚ ﻗﺎﻟﺖ ﻭﺍﻧﺎ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ .
ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺣﺪﺙ ﺷﻴﺌﺎﻥ ﺩﺧﻮﻝ
ﺷﻴﺦ ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ. ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﺒﻨﺖ
ﻭﺗﻌﻠﻖ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﻳﺪﻯ ﻛﺄﻧﻬﻤﺎ
ﻳﻌﺮﻓﺎﻧﻰ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﺭﻏﻢ ﻣﺒﺎﺭﺣﺔ ﺍﻣﻬﻤﺎ
ﺑﻌﺪ ﺣﻀﻮﺭ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ .
ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻰ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺸﺒﻪ
ﺑﺎﺑﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻃﻠﻖ ﺍﻣﻬﻤﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺳﺒﺐ
ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺍﻭ ﻣﻘﺒﻮﻝ . ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻯ
ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﺍﺟﻌﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺗﻮﻓﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ
ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮﺓ .
ﺗﻤﺖ ﺍﺟﺮﺍﺀﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ .
ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺍﻥ ﻧﻮﺻﻞ ﺳﻤﺎﺡ
ﻭﺍﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ ﺛﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﻫﻮ
ﻣﻌﻰ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻰ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ
ﺍﺳﺮﺗﻰ . ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺘﻜﻤﻠﺔ ﺍﺟﺮﺍﺀﺕ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .
ﺍﺻﺮﺕ ﺳﻤﺎﺡ ﺍﻥ ﺗﻨﺰﻝ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ
ﻟﻤﻨﺰﻟﻬﻢ ﻭﻓﺪ ﻓﻌﻠﺖ .
ﺍﺳﺘﻐﺮﺑﺖ ﻟﻨﺰﻭﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﺼﻞ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ
ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﻟﻢ ﺍﺳﺘﺒﻴﻨﻪ ﺍﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ .
ﺫﻫﺐ ﻣﻌﻰ ﻭﺍﻟﺪ ﺳﻤﺎﺡ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻰ
ﻭﻟﻠﺼﺪﻑ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﻛﻞ ﺍﺑﻨﺎﺋﻰ
ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﺎﺳﺮﻫﻢ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻋﺪ .
ﺳﺮﺩﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﺣﺪﺙ ﻭﺑﺎﺳﻬﺎﺏ
ﺷﺪﻳﺪ ﻻﺑﻨﺎﺋﻰ ﻭﺑﺤﻀﻮﺭ ﻭﺍﻟﺪ ﺳﻤﺎﺡ .
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻘﺮﻕ ﺍﻻﻣﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺪ
ﻭﻃﺎﺭﻕ ﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺭﺣﻤﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻰ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﺩﻭﻥ ﺗﺮﺩﺩ ﺍﻥ ﺗﺰﻑ
ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﺎ .
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﻭﻧﺠﻦ ﻧﻮﺩﻉ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ
ﻃﻠﺐ ﺍﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺭﺣﻤﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻌﻼ ﻣﻘﺒﻠﺔ ﻧﺤﻮﻧﺎ ﻟﺘﺒﺎﺭﻙ ﻟﻪ
ﺯﻭﺍﺝ ﺍﺑﻨﺘﻪ .
ﺣﻴﺎﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼ ﻃﺒﻌﺎ ﺯﻯ ﺳﻤﺎﺡ ﻻ
ﺗﺼﺎﻓﺤﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻭﺍﺻﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﺎﺋﻼ
ﺑﻤﺎ ﺍﻧﻨﺎ ﺍﺻﺒﺤﻨﺎ ﺍﻫﻞ ﺍﺭﺟﻮ ﺍﻥ ﺗﻜﺮﻣﻮﻧﺎ
ﺑﺎﻥ ﺗﺘﻢ ﻛﻞ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻰ ﻣﻨﺰﻝ
ﺳﻤﺎﺡ ﺍﻟﺨﺎﺹ .
ﻭﻓﻌﻼ ﺗﻢ ﻛﻞ ﺷﻲ ﻓﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ
ﺍﻟﺬﻯ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺘﺴﻊ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻓﻘﺪ
ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﺷﻘﻖ ﻗﺎﻡ ﺍﻻﻭﻻﺩ
ﺑﺎﻳﺠﺎﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺨﺎﻟﺪﻭﻃﺎﺭﻕ
ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﻰ ﺳﻤﻴﺖ ﺷﻘﺘﻬﺎ
ﺍﻻﺭﺿﺒﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺷﻘﺔ ﺳﻤﺎﺡ ﺍﻟﺘﻰ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ
ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﺸﻘﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺎﺗﺒﻬﺎ ﻓﻰ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﻘﻴﻢ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ .
ﺳﺄﻟﺘﻨﻰ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺭﺣﻤﺎﺕ ﻋﻤﺎ ﻳﻀﺤﻜﻨﻰ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻳﻔﻈﺘﻨﻰ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ .
ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻓﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﺲ ﻧﺴﻴﺖ
ﺣﺘﻰ ﻏﺴﻞ ﻳﺪﻯ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻛﻞ ﻭﻗﺪ
ﻓﺎﺗﺘﻨﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
ﻟﻜﻦ ﺑﺮﺿﻮ ﻗﻮﻟﻰ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ
ﻭﺯﻳﻦ .
ﻭﺿﺤﻜﺖ ﻫﻰ ﺍﻳﻀﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﻤﺎ ﺣﻜﻴﺖ ﻟﻬﺎ