وداعــاً فارس الدرامــا السودانيــة : حمدنا الله عبد القادر
بقلم /عثمان عبد الله
غيب الموت بالامس 12 /اكتوبر أحد رواد الثقافة السودانية و فرسان الدراما الأذاعية والمسرحية، المؤلف والسيناريست الأستاذ/ حمدنا الله عبد القادر .
الأديب الراحل من مواليد الحصاحيصا 1935م تخرج في كلية الأداب جامعة الخرطوم والتحق بالسلك الإداري ــ مفتش حكومات محلية ــ وعمل في معظم مناطق وارياف السودان، مما كان له الأثر الواضح في ثقل مواهبه وتطوير مقدراته الفنية والأدبية، في أصعب مجال من مجالات الأبداع، وهو التأليف الإذاعي، او ما يطلق عليه (فنُّ الرؤيا عبر الأذن) وهذا النوع من الإبداع يحتاج لإمكانيات واسعة ــ مقارنة بالتأليف السينمائي والمسرحي ــ حيث يمكِّن المستمع/ المتابع من رؤية الشخوص والأماكن من خلال السمع فقط .
قدم للإذاعة اروع المسلسلات والتي إحتلت حيزاً واسعاً في وجدان الشعب السوداني حيث كانت شخوصه الدرامية التي ينتقيها عبارة عن أفراد بذات ملامح المكان والزمان في المجتمع المعني ، مما كان له الأثر الواضح في رفع درجة الوعي الإجتماعي وقتها، (خطوبة سهير) و(حكاية نادية) و( المنضرة) من إخراج البرفسور/ صلاح الدين الفاضل . وأيضاً (كشك ناصية) و(حكاية صديق) إخراج الأستاذ/معتصم فضل .
للراحل مواقف وطنية مشهودة . كان حريصاً علي مصالح الناس وحياد الخدمة المدنية ويشهد علي ذلك زملاءه في السلك الإداري .
كان الراحل يعيش الحياة بديموقراطية كاملة في كل مناحي حياته، وقد رسخ ذلك في كل كتاباته الأدبية كما كان يكره الدكتاتوريات (كراهية التحريم) فقد حكي لبعض أصحابه هذة القصة قال :
بعد غيبة طويلة من حوش الإذاعة قررت أسجل زيارة. عند البوابة وجدت هناك دبابتين بكامل عتادهما فاستدرت راجعاً ، وقلت: ياجماعة هل يعقل ان تكون الإذاعة منارة الوعي والثقافة الوطنية محروسة بالدبابات ؟
ضمن فعاليات جائزة الطيب صالح تم تكريمه، وقتها قلنا (شكراً حزيناً يا شركة زين) ولكن مثل هذا التكريم لا يليق بأمثال هؤلاء العمالقة المبدعين لان أستاذنا / حمدنا الله عبد القادر ليس أقل قامة من الذي سميت الجائزة باسمه، مع إعترافنا التام بإسهاماته الأدبية في مجاله، فلهما الأثنين الرحمة والمغفرة ، ويقيني انه سوف يأتي اليوم الذي يعلم الجميع وبلا إستثناء عظمة وقدر هولاء المبدعين .
اللهم ارحم الأستاذ/ حمدنا الله عبد القادر بقدر ما قدم للشعب السوداني من وعيَّ وإستنارة وإمتاع روحي ... آآمييين.
خالص التعازي لإبنه الأديب مولانا/ سيف الدولة حمدنا الله واخوانه وأخواته ولاهله ولكل من استمتع بفنه الراقي الهادف والذين سوف يأتون .