وحدة الاسلاميين .. قديمة ، شوفوا غيرها !!
@ بعد رحيل الشيخ حسن الترابي ، الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي ارتفعت الاصوات المنادية بوحدة الاسلاميين في إشارة ضمنية واضحة تؤكد أن وجود الترابي علي قيد الحياة كان المعوق الاساسي لتلك الوحدة لأنه كان احد اسباب الخلاف الذي دبّ بينهم و ادي الي مفاصلتهم . لا أحد ينكر الغبن العظيم الذي لحق بالترابي من تلاميذه الذين علمهم الرماية ولما إشتد ساعدهم رموه خارج الحكم ، داخل السجون و المعتقلات ، تعرض انصاره و مؤيدوه الي الملاحقة في العمل و الرزق والتضييق حتي عاد بعضهم لصفوف المؤتمر الوطني في ذلة و إنكسار .
@ بعض الاقلام تكتب حول آخر أيام ، الترابي بشكل من المبالغة التي تصل الي حد التأليه و الكرامات وكيف أنه أسر الي بعضهم بدنوء أجله و أنه يريد أن يري السودان موحدا و آمنا وأضافوا (من عندهم) ، رغبته الصادقة في عودة الاسلاميين متوحدين بعد فرقة و شتات . الواقع يكذب ذلك ويثبت أنها مجرد أمنيات و أحلام و رأي الترابي القاطع حول هذا الشأن عبر عنه خليفته ، ابراهيم السنوسي الذي قالها بوضوح وبلا دبلماسية ، أن عودتهم للمؤتمر الوطني( مستحيلة )، الامر الذي أحبط (المتلهفين ) للوقوع في السلطة وحزبها أمثال كمال عمر و آخرين يجهزون في أوراق اعتمادهم علي إنفراد ، لو دعا الامر الي الوطني . داخل المؤتمر الشعبي هنالك تياران ، أحدهم يقف مع خط الترابي في (تقويض) حكم التلامذة وتيار آخر(عريض) يريد اللحاق بقطار الحكم يعبر عنه كمال عمر الذي تسانده بعض القيادات التاريخية التي أعياها (النضال) وتريد الحاكمية .
@ صراع الاسلاميين كان وسيظل بسبب الحكم وقبل أن يتفق بعض جماعة (المنشية) مع غالبية جماعة (القصر) حول وحدتهم التي أختزلت و صورت كأنما هي وحدة الاسلاميين السودانيين وهذا ابتسار مخل درجوا علي استغلاله وكأن الحركة الاسلامية التي يتخذونها مرجعية للحكم والتنظيم ، قاصرة عليهم وحدهم ،تناسوا عن قصد وعمد أنهم تيار يمثل الاسلام السياسي في حركة الاسلام في السودان التي تضم بشكل عريض كل مسميات الجماعات التي تدين بالإسلام من طوائف و جماعات و احزاب اسلامية غالبيتها تختلف اختلافا جوهريا و عقائديا مع تيار الاسلام السياسي المتدثر باسم (الحركة الاسلامية) التي تمثل اسم عريض لا يحمل أي صيغة او صفة تنظيمية معروفة وحتي الامين العام الحالي لما يعرف بالحركة الاسلامية الزبير احمد الحسن هو مجرد قيادي (منتدب) من المؤتمر الوطني الحاكم الذي اتخذ من مسمي الحركة الاسلامية مرجعية (وهمية) لا علاقة لها بالسلام و مسلمي السودان الذي يرون في حركة الحكومة الاسلامية مجرد تنظيم سياسي صفوي كرس لنظام حكم حزب الجبهة القومية الاسلامية .
@ اعضاء المؤتمر الشعبي وانصار و مؤيدي و أتباع شيخ الترابي ، قبل البحث عن خليفة يقود الحزب والجماعة وسط كم هائل من التناقضات والخلافات المخبوءة وسط سحابة الحزن ، كان عليهم ان يطرحوا رؤيتهم لوحدة الاسلاميين التي تملأ الساحة هذه الايام سيما وان كل عوامل المفاصلة ما تزال قائمة . إذا كان محور خلافاتهم كما يشاع أن الترابي يعارض التمكين والفساد الذي اتخذه تلاميذه اسلوب في الحكم فأن ، أي صاحب عقل و بصيرة يشك في ، ما يشاع أنه سبب للخلاف كان عليه ان ينبس منفجرا من السنة الاولي وليس بعد سنين حكم طويلة امتدت الي 10 اعوام من الفساد والتمكين الذي بدأ مع أول كشف للصالح العام والانقاذ لم تكمل نصف عام . لعل الترابي عندما وجد نفسه في موقف الضعيف وسط قوة انتهازية تلاميذه ، اراد ان يحتكم مستقويا بجموع الشعب ليصور نفسه ، معارض لانحرافات تلاميذه في الحكم خاصة حول (التمكين و الفساد). لو أن الترابي (البرجماتي) تمكن من ناصية الحكم واطاح بتلاميذه ، لتمسك أكثر بالتمكين حماية لنظامة و لما إستطاع الوقوف ضد الفساد تثبيتا لأركان حكمه .
@ كل الدلائل و المؤشرات تؤكد أن حزب المؤتمر الشعبي، كان يعتمد فقط علي كاريزمة شيخ الترابي الذي يسيطر علي كل مفاصل الحزب ، فهو المفكر والقارئ والمحلل والمقرر و الامين ، إستطاع تحويل العضوية الي مريدين بالسمع و الطاعة وأحيانا بالإشارة وحتي الذين يحملون رؤي فكرية من شباب الحزب لم يعمروا طويلا لانه و كما يقول المثل (لا يمكن لثورين ان يعيشا في زريبة واحدة ) . هنالك الكثير من وجهات النظر التي تحتاج لوحدة فكرية واخري لتوضيح و اهمها (ماهية ) الحركة الاسلامية التي اتخذها تلاميذ الشيخ مرجعية فكرية وتنظيمية وترياق مضاد لكل جماعات المسلمين الذين لا يدينون بالولاء و الطاعة لتيار الاسلام السياسي الحاكم الآن . الاسلام السياسي الحاكم لا يريد إي تيار اسلام سياسي معارض و من هنا تكمن فلسفة وحدة الاسلاميين دون تحديد أي اسلاميين و كل افراد الشعب السوداني مسلمون بمن فيهم الشيوعيون و الجماعات الصوفية وأحزاب الطوائف الاسلامية المختلفة ، علي جماعة الاسلام السياسي الحاكمة (المؤتمر الوطني) وجماعة تيار الاسلام السياسي المعارضة (حزب المؤتمر الشعبي) محاسبة انفسهم بما فعلوه بالسودان في سنوات حكمهم ، قبل توفيق اوضاعمها لأنهما المعنيين بالوحدة وليس بقية المسلمين .
تم الإرسال من جهاز سامسونج اللوحي.