محمد وداعة
السيد آدم جماع والى ولاية كسلا كشف للصيحة الغراء ان ( 24,000 ) أربعة وعشرون ألفاً ( نساءاً ورجالاً )، هم مجموع موظفى الخدمة المدنية بولاية كسلا ، يحصلون على علاوة الرضاعة وهي علاوة مخصصة للموظفات من النساء وفقط المرضعات ، السيد الوالى أكد أنه لا تراجع عن الاصلاح ، وفي اشارة ذات مغزى ، قال ان حكومته لا تواجه معارضة من قبل القوى السياسية الاخرى ، وان معارضي حكومته هم قيادات المؤتمر الوطني ، السيد الوالي لم يوضح حجم البالغ المهدرة و المعتدى عليها في علاوة الرضاعة التي حصل عليها ( 24 ) ألف من موظفي الخدمة المدنية ( رجالاً ونساءاً ) في الولاية ، ولم يحدد الفترة التي تم فيها الاستيلاء على هذه الاموال ، سيادته لم يحدد موقفه منها ، ولا تكييفها من الناحية القانونية ، ولم يوضح الاجراءات التي أتبعها في درء الاثار المترثبة عليها ، وهل يمكن اعتبار ماتم خطأ قانوني أم وقائعى ؟ وهل تمت محاسبة القيادات المسئوله عن هذا التجاوز ؟ وكيف يتم ( التحلل ) من هذا المال المعتدى عليه ، هل يكفي رده ؟ المخزي في الامر ان الخدمة المدنية في الولاية كلها ضالعة ووالغة في هذا الامر و كأن شعارهم ( دار ابوك كان خربت ، شيليك منها شيلة )، وهو أمر غير ملتبث ، هذه علاوة ( رضاعة ) ، يعني للنساء المرضعات ، فكيف يتم تصديقها وادراجها للصرف ، وكيف تصرف ؟
من الناحية النفسية ربما يتعين ان يستنتج شعور الرجال الذين صرفوا علاوة الرضاعة ، هذا الوضع يطرح مسأله أخلاقية مركبة وهي ربما لا تكون الحادثة الوحيدة أو الشبيهة ، يمكن في ظل الانفلات في الخدمة المدنية ان يصرف موظف علاوة لا يستحقها لا بحكم وظيفة او موقعه ، ولكن ماحدث يعتبر وضع مشين و احتيال واضح ، وهو وضع اشبه برجل ضبط متلبسآ بملابس النساء ؟ ما حدث له اثآر سالبة علي سياسة التمييز الايجابى ، و اعتبارها انجازآ نوعيآ للمرأة ، ما حدث يعتبر سلوك مدمر من الناحية الاجتماعية فى زحمة جشع غير مبرر، و لذلك لا يمكن تتبع و تحليل اثر السياسات الايجابية النوعية تجاه المرأة ،و من ناحية يعكس تكلفة غير حقيقية للخدمة المدنية ، و انعكاستها على ميزانية الوظائف الجديدة ، و التدريب و الترقى ، وهو ينسف الاساس النظرى و التنظيمى الذى قامت عليه اسس الخدمة المدنية ،و يتجاهل الاحتياجات المختلفة للرجال و النساء ، للسيد الوالى مطالب بان يعلن للراى العام و يكشف بالارقام هذه الفوضى وان يسترد المال الذى حصل عليه الرجال (المرضعات) الى خزينة الولاية ، و هولاء الرجال مطالبون بالاعتذار عن هذا السلوك المشين، بالله دا كلام ؟
الجريدة