الكاتب د. بابكر عبدالسلام
الأربعاء, 09 ديسمبر 2009 11:40
وإنتهى زمن القيادات الهشة، الضعيفة، الواهية، وقلناها مراراً بأن من لم يذُد عن حوضه يُهدَّم ولا أزد. وانتهى حلم اليقظة بتحالف الحركة والمؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة وكان ذلك واضحاً ومتوقعاً حتى قبل نيفاشا وذلك حين قالت الحركة سنحكم هذه البلاد بالقوة أو بالإنتخابات وكانت تقصد بأن المؤتمر الوطني انتهى زمانه بعد أن أدى غرضه، وقدّم خدمته مشكوراً بتأسيس نيفاشا التي صارت سرطاناً يمسك برقابنا ويرفض ديننا وينبذ علائق مجتمعنا- وينادي بالسودان العلماني الجديد. وعلى مثل هذه الغفلة تأسس «منبر السلام العادل» من شخصيات مرموقة ومعروفة للمجتمع السوداني - وكانت هذه الشخصيات من كل ألوان الطيف السياسي ومن كل أطراف الرقعة الجغرافية الشمالية، من الشرق كان أبناي، ومن الشمال كان عبد الوهاب عثمان، ومن نهر النيل كان الطيب مصطفى، ومن عطبره كان د. هاشم حسين، ومن كردفان كان مهدي بابو نمر، وحريكه عز الدين، ومن دارفور كان الصادق نور والصادق الرزيقي، ومن الخرطوم كان صلاح أبوالنجا وكابتن شيخ الدين والفريق إبراهيم الرشيد،فاروق حاج محمد،الباشمهندس عثمان السيد، العميد «م» عبدالرحمن فرح ومن الجزيرة كان شخصي. وغيرهم الكثير الكثير الذين لا يتسع المجال لذكرهم - كانوا شجعاناً وخالفوا أحزابهم «من دون أن ينفضوا أيديهم عنها» ورفضوا نيفاشا وكانت بالنسبة لهم الأمور واضحة وضوح الشمس، إذ كيف يجوز أن تحكم الحركة الجنوب بنسبة 001% وتشارك في حكم الشمال بـ 82% وكيف يجوز أن يكون الاستفتاء وتقرير المصير حكراً على الجنوبيين ويكون دور الشمال فقط هو أن يجتهد ليجعل الوحدة جاذبة - كيف نقبل بأقل من حدود 1956م «كما قالت ماشاكوس» وكيف نقبل ببرتوكول جبال النوبة والنيل الأزرق وأبيي - كيف نقبل بحصان طروادة هنا في الخرطوم وكانت الحركة لا تستطيع قواتها دخول ملكال وواو وجوبا قبل نيفاشا ونقبل بعد نيفاشا1500 جندي من الحركة الشعبية هنا في الخرطوم.
كيف نقبل تدخُّل الحركة في دارفور وتسليحها لأهل دارفور لتجعل الشمال في أضعف حالاته وهي تسعى بكل قوتها وعلاقاتها الخارجية المشبوهة للتسلُّح بأحدث الأسلحة «صفقة الدبابات من أوكرانيا» و«تدريب الطيارين في جنوب إفريقيا»؟!.
الآن وبعد موكب الاثنين الأحمر/ الأسود وبعد خروج قادة الحركة ووزرائها الاتحاديين في المسيرة نقول (بدون شماتة): - انتهى الدرس يا مجاهدين وانتهت «أحلام ظلوط» - وجاء وقت الجد بدون مرارات وبدون أن نتلاوم - بل ضمُّوا الصفوف واعتصموا بحبل الله وارفعوا درجة الاستعداد ومن كان يعبد نيفاشا فإن نيفاشا قد صارت في خبر كان ولا تحتاج لفراش عليها في الشمال - أتركوا للجنوب واجب العزاء وواجب النواح على نيفاشا فقد أعطتهم ما لا يستحقونه وأعطتنا الفوضى والضياع - ولا نقدسها ولا نعبدها.
هذا الشعب رائع ولمّاح - ذهب لصناديق التسجيل حتى ساعات متأخرة من الليل وبلغ التسجيل في يوم «المسيرة» الحمراء/ السوداء مائة وخمسين ألف فرد. هذا هو الرد الصحيح لهزيمة الحركة وأحزاب الضياع وكنا نتمنى تقديم الاستفتاء ليكون قبل الانتخابات للسبب الواضح بأن السيد نائب الرئيس ينادي بالانفصال ويشارك معنا في الانتخابات يحالف زيد ويكايد عبيد أليس هذا هو الظلم بعينه؟!.
أخيراً.. يجب أن نقبل التحدي وألا نصدّق بأكتوبر جديدة تحت غطاء «إجازة القوانين» ولا يفلُّ الحديدَ إلا الحديدُ ولا نامت أعين الجبناء.. وانتهى الدرس.
[color=red]نقلاً عن صحيفة الإنتباهة