كان حافظ احمد, وانور محمد الحسن مضرب المثل في حينا في قوة صداقتهم
ووفائهم الي بعضهم البعض , ولايفترقون الا عند النوم وكانوا يدرسون مع بعض
في المدرسة في فصل واحد , ودخلوا الجامعة لكن في تخصصات مختلفة , وبعد تخرجهم من الجامعة عمل انور موظفا في نفس المدينة , اما حافظ فتم نقله الي مدينة كسلا في الخدمة المدنية, وظل يحضر في الاجازات السنوية فقط وعطلات الاعياد.
في ذات مرة قال حافظ لانور , اريد ان اتزوج ولكن عندما اسافر عليك بمراقبة الفتاة التي ساخطبها , واذا رايت اي شيئ غير مضبوط من( السمسمة) وهو المصطلح الذي كانوا يطلقونه علي الحسان, فعليك ان ترسل لي خطاب وتكتب فيه
(ارنب) وساقوم بفسخ الخطوبة فورا.
وبالفعل قام حافظ بخطوبة فتاة من حسان الحي , وظل صديقه انور يتابعها بالطوالة والمتابعة بالطوالة تعني المتابعة من على البعد ان تتابع الشخص من بعيد دون يشعر بك, وتابعها ذات يوم ووجدها تسير لوحدها بعد المغرب ووقفت بعيدا عن الحي وبعد اقل من ثلاثة دقائق ظهر شاب ووقف معها وتبادلا اطراف الحديث
وبعد ان تاكد من الموقف رجع بهدوء دون ان يشعر به احد الي منزله وكتب خطابا الي صديقه انور وصف له فيه الموقف وختمه بعبارة( ارنب نط), وفعلا قام الارنب
حافظ بالنط خير قيام فقام بفسخ خطوبته , وهكذا تكررت المواقف كلما راي انور
موقف يخبر صديقه حافظ, واكثر حافظ من التنطط.
وفي ذات مرة قام حافظ بخطب فتاة فراقبها انور شهورا ولكنه لم يجد عليها اي موقف خاطئ ففكر في ان يتزوجها هو لنفسه , ولكن كيف الحل والبنت مخطوبة
ففكر في حيلة ماكرة , فكتب خطابا الي صديقه قال له فيه ارنب نط وفعلا قام
حافظ بفسخ خطوبته , فقام انور بزواجها فورا , ولم يعرف حافظ بالخدعة الا عندما
جاءه خطاب من صديقه انور (الثعلب ) يخيره فيه بان تزوج السمسمه التي كان يخطبها هو سابقا فعندها تاكد بان صديقه عمل فيه ( ماسورة مقلوزة). وخدعه خدعة ماكرة.