موضوع: رد: ولك أن تتصور كيفما تشاء!! الإثنين 26 أكتوبر 2009 - 9:38
يا بكري بشكركم على الحضور الباهي الوجيه ، وشايفك معاك ناس كتار وبسبب الزحام والعربات والخلوق فرزت منكم بس وراق وودعيسى والمغارب ومدثر الجاهوري ، وماقصرتو الله يقدرنا على جزاكم ، قاعدين من ساعة التعب لمن خرجت الروح .
وكمان أبورائد ما قصر ، تعزية مجيهة ، والله كان ود الدسوقي بجي تاني كان تعزيتك جابتو يا أبو رائد ،، لكن الدوام لله وكل من عليـها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
يا ورقة يافنان الله يبوظ أعصابك ياخي خلعتنا ،، والله الكليت أنا قريتا الكلب ،، طبعاً خاتي "دعوتك علي بكلب الصرايات" في بالي ، الله يعضعض فشفاش الكان السبب ،،
وبعدين الواو في ((.. ، و تجلس .. ) للعطف ولا تفيد الترتيب ، وكان صاحبنا قال ((( .......ومنذ تلك الموقعة فقد حرصت بنت وقيع الله على أن تسود صحائف أطرافـها دون نقش ، ثم تجلس أرضاً على شفا مطمورة الطلح والسباغ ........))) كان كلامك طلـــــع صاح ،، إياهو ولا ما ياهو ؟ يخونا الموقع دا ما فيهو ناس بتاعين عربي مكربين وشفوت يحلونا من الشِبكة دي ؟ ، عموماً الملاحظة فيـها ذكاء لا ينقصك.
بعدين في داعي للزرزرة ، الواحد داير يشارك بحرفنة شوية ، ات قايلني حمور زيادة ولا شنو ؟؟ الجماعة هديلك بـهناك بكاهم حمور على ولاء التي لم تُعُد تضحك وبكوهم ناس الصخافة والمتبوعات على حمور ،،
بعدين تعالو هنا يعني نكتب وين والبِقرا لينا منو ؟؟ ما ياهن ناس الحصاحيصا ديل العلمونا نضحك بي أدب جم في بيت البـــكا ، ونبكي بحرقة من شدة الضحك ، وكلو بدموعو،، صاح ولا ما صاح ،،
ويا بورائد قالو نسيم جات عزت وبكت ، والناس القاعدة دي كلـها قعدت تبكي علي الميت وتوصف في نسيم ، وتزامنت جيتا مع جية بت وقيع الله المشت وصلت ود البشرى للبيت وجات تعزي بعد المغرب ، أها قالو ليك بت وقيع الله قلدت البنية لمن ضهرها طقطق ،، وقالو لمن جات جنب فوزية بنت الدقير ،، نسيم عقلت رقبتا ورفعت ليـها الفاتحة ساكت من بعيد لبعيد ،،
يلا نواصل ،، موت موت ،، حياة حياة ،،
ودعيسي
موضوع: رد: ولك أن تتصور كيفما تشاء!! الإثنين 26 أكتوبر 2009 - 21:30
كل من عليها فاااان..... وليك علي طلاق عذااابة مانا ماشين علا المراة تمرق من الحبس
المحبوب أحمد الأمين
موضوع: رد: ولك أن تتصور كيفما تشاء!! الثلاثاء 27 أكتوبر 2009 - 7:59
قابلت المرحوم حمد النيل الدسوقي قبل أكثر من ستة أشهر بأحد البصات السفرية في طريق عودتي لليعقوباب من رحلة للعاصمة ، وقد لفتت إنتباهي قسماته المتعبة وكأنه يحمل جبل الأماتونج على كتفيه المهدودتين ، وظللت أراقبه " دون أن أعرف السبب " طوال الرحلة من مقعدي في الجانب الأيمن من البص ، حيث كان يجلس أمامي على مقعد على الجانب الأيسر بمحازاة الفاصل بين مقاعد البص ، وقد ظل طوال الرحلة منكباً على قراءة كتاب قارب بينه وبين عدستي ــ نظارته ــ الزجاجيتين السميكتين بـهاندباق مغلفة بالجلد الأسود ، وضعـها على رجليه دون كلل أو ملل ، وبمجرد نزولي من البص ، قادتني خطى الفضول إلى حيث وقف الرجل في موقف عربات الأجرة ، سلمت عليه ، وسألته إن كان بإمكاني مساعدته ، فلم ترق له الفكرة في باديء الأمر ، وأطرق قليلاً ثم خاطبني بصوت وجدت صعوبة بالغة في إستبانته ،، وقال :
"أشكرك يا أخي وإن كان لابدّ من طلب المساعدة فأرجو أن تدلني على لوكاندة تأويني حتى صباح الغد " .
ولم أدع الفرصة ، فحال اللوكاندات عندنا لا يسر البال ، وإهتمامنا بـها لا يزيد على إهتمامنا ببقية المرافق الخدمية العامة ، وبالنسبة للوكاندات تحديداً ، فقد يعزى سبب عدم الإهتمام بـها لطبيعة العلاقات الممتدة لغالبية أهل هذا البلد الأمين ، والذين لا تخلو منازلـهم وبيوتـهم من أماكن تُعد خصيصاً للضيوف ، وللعابرين ، وللمناسبات المختلفة فرحاً كانت أم كرهـاً ، وبادرته سريعاً ، وقلت له :
"رايك شنو تمشي تبيت معاي وصباحات الله بخير" وقال "لكننننننن أنا " ، لم أترك له المجال للإعتذار ، وأصريت على دعوتي ، ووافق في نـهاية الأمر ، وإصطحبته إلى اليعقوباب بواسطة رقشة أنيقة جداً جداً كتب عليـها صاحبـها بخط لا يقل أناقة " عيون الصيد " ، وفي الحقيقة لم أستوعب طبيعة العلاقة بين الرقشة كأداة من أدوات التنقل زهيدة الثمن ، وعيون الصيد التي أعرفـها ، وتيقنت بأن صاحب الرقشة ــ لا محالة ــ قد وضع عيون الصيد سقفاً تتشابى إليه مقدرات الرقشة الجمالية ، وتذكرت ، حينـها ، كيف كانت عيون الصيد ملهمة لكثير من شعراء الحقيبة المُجيدين ، ولم أتصور بأن يتم إختزال كل هذا السحر الجمالي والثراء الوجداني في رقشة حتى لو تعثرت خطوات التنقل وباعدت بينها ــ على أقل تقدير ــ سوءآت الطرق وقلة المداخيل الكافية للتنقل.
وبمجرد الجلوس على كرسي الرقشة ، طرقت مسامعي أغنية يبثها جهاز ال "ام.بي.3 " المثبت في طبلون الرقشة ، وإحترت كثيراً عندما ردد المغني على إيقاعات التُم تُم الصاخبة والمحببة إلى نفسي " ........أرحل يا مدلل قلبي طافح كيلو ،،، أرحل قبل تعرف وتشوفا نار ويلو ،، وما سمعت الحكمة الزمان وتحويلو ،، ياغالي البفوت طيرو بيحكم طير بديلو ،، أنا ،، وأدمنت ريدك ،، عشقت ريد غيري ،، إن شاء الله ما تتهنى دعوة خالصة بضميري ،، أنا أدمنت ريييييدك ".
وبطبيعة الحال ، لم يكن إيقاع التُم تُم هو سبب حيرتي ، ولكنه ــ وفق ما جال بخاطري حينـها ــ الغياب التام إن لم نقل التغييب الواعي للمفاهيم العصرية المتعلقة بالحكم ومقتضياته ، ومن غير المتصور الإصرار على حكم طير بديل عند غيـــاب و/أو تغييـــــــــــب " سيان " الطير المحكوم " .... ياغالي البفوت طيرو بيحكم طير بديلو .............. " ، وضحك ود الدسوقي وكأنه قد قرأ ما بداخلي وقال : " يا أخي ما تمشي بعيد ، فليس في بال المغني ما يجول بخاطرك " ، وأخذت الأمر مأخذ جد وقلت له " ... على كل حال ، ليس في مقدوري تناول تلك الكلمات بمعزل عن البيئة التي أنتجتـها ... " .
ولم نسترسل ، وتوقفت بنا الرقشة حيث أشرت لسائقـها ، ونزلنا وحملت شنطة ود الدسوقي وتركت له الهاندباق الجلدية السوداء يحملـها في يده اليمنى وبيسراه النظارة داخل مخبئـها البني كما بدأ لي ، ودخلنا بيت الشيخ إدريس وقد جاوزت الساعة الثامنة مساء بقليل ، ولحسن حظنا فقد وجدنا العناقريب تكابد هواء بدايات الشتاء الطلق مستعينة بالملايات المسدلة على جنباتـها ، فجلس ود الدسوقي في طرف أحد العناقريب في إنتظار الإبريق الذي وجدته فارغاً ، فصببت عليه كمية من الماء وسلمته له ، وإستدار صوب سور قضاء حوائج الناس ، ولم تمض لحظات حتى عاد وتوجه القبلة وتوضأ ثم نفض تبروقة السعف وراح وإستراح في صلواته ما فات منـها وما حضر ،،
وإلى اللقاء في الحلقة الأخيرة إن شاء الكريم
محمد نجيب عبدالمجيد
موضوع: رد =ولك ان تتصور كيفما تشاء الثلاثاء 27 أكتوبر 2009 - 10:30
روعه السرد تجعلك حقا تتصور كيف ماتشاء 00 منتهي الجمال ارجو ان تواصل لك كل الموده والتقدير 00000 27 -10
المحبوب أحمد الأمين
موضوع: رد: ولك أن تتصور كيفما تشاء!! الخميس 29 أكتوبر 2009 - 12:08
النجيب ، محمد نجيب عبد المجيد ،، ياخي تواجدنا بينكم يزيد البوست منعة ، فخلينا معاك والنـهاية أعتقد قربت ولا إنت بتفتكر شنو ،، ولك ولبقية الذين يتكبدون عناء المتابعة ،، التقدير والإجلال والتحية ،،
ويلا ،،،،، نواصـل
وتفرقت جموع المعزيين في اليوم الثالث ، وقد خلا حوش شيخ إدريس عطا المنان إلا من بعض اليعقوباب أصحاب الوجعة ، جلسوا على سباتة سعف ناشفة يزيد طولـها كثيرا عن عرضـها ، وجُبلت أطرافـها الطولية على الإلتفاف على نفسـها في كل الأحوال ، الشيخ علي ود الدقيل وحسن بابكر يتجاذبان أطراف حديث قديم بشأن الزراعة ، في حين إنشغلت مع مصطفى يوسف وفوزية بت الدقير في كشوفات حساب الدخل والمنصرف الخاصة بأيام العزاء أو البكاء ، وبعيداً عن الربح والخسارة ، فقد شكلت المبالغ التي دفعـها اليعقوباب رقماً لا يمكن تجاوزه في كشف الحساب ، في حين تراجعت المنصرفات وبما لايقاس إذا قارناها بما تم دفعه عن طيب خاطر ، الشي الذي أضاف رصيداً معتبراً ومحترمـاً في صندوق اليعقوباب الإجتماعي ، إذا تجاوزنا عن رصيدهم في كفة ميزان التكافل والتعاضد التي تميل بنائبات اليعقوباب ، وعثرات أهلـها وقاصديـهم ، وكذلك حاجاتـهم المتجددة ، وعلى كافة الأصعدة الخدمية " التعليمية والصحية ، والرياضية والتثقيفية".
تبسمت فوزية بت الدقير وهمت بمغادرة المكان بعد أن إطمأنت على الحساب ، وقالت " ياجماعة ودعتكم الله ، وليداتي براهم ، وقاقرين شغال بالليل وقال لي ما بقدر يجي علشان يلم باقي الحاجات " ، وقامت بتسليم مصطفي يوسف كمية من المفاتيح وقالت له " دي مفاتيح المخزن ، عدة التعاون غسلناها ولمعناها وجا التبيشة شالا بالكارو ودخلا المخزن من عصراً بدري ، عليك الله دخل معاك باقي الأباريق والسباتات والفرشات والمساند الراقدين فيـها دي ، وجيب لي معاك المفاتيح سمح آآآآآ عشاي " قالتـها وهي تعيد ترتيب التوب ــ البولستر الأخضر الليموني ــ على جسدها الفارع النحيف ، وغادرت المكان والسعادة الممزوجة بالحزن على وجـهها لا تخطئـها عين مراقب.
جلست على فرشة ودالقرشي ، وهي فرشة عجمية جعلـها ود القرشي المغترب وقفاً للمناسبات ، وكانت موضوعة بمحازاة سباتة يتكي عليـها الشيخ علي ود الدقيل وحسن بابكر ، وإنضم إلينا مصطفى يوسف وجلس بالقرب مني على مقربة من رأس ودالدقيل المسنود على عمامة التوتال السويسري غير الأصلي ، وقد أخذ منا التعب ما أخذ وإستبد بنا الإرهاق إيما إستبداد ، وفي هذا الأثناء إرتفعت سحب الغبار أعلى باب الحوش وما هي لحظات إلا وصوت أبواب عربة يطرق مسامعنا برفق ، وتأكدنا عندها بقدوم معزيين من خارج اليعقوباب ، أطفأت أنوار العربة وتم إيقاف محركها وترجل منـها شخصان ، دخلا على الفور من غير إستئذان " إعتقدنا حينـها بأن دخولـهما قد جاء وفق ما جرت العادة في مثل هــــــــذه الحالات " ووقفا في منتصف الحوش ، وقالا بصوت جهير الفاتحة ، فإنتفضنا وقوفاً على أرجلنا المتعبة ورددنا معهما " بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ،،،،،،،،،،، ولا الضالين آمين " صدق الله العظيم.
وجلس أحدهما بالقرب مني وكأنه يعرفني من قبل ، ولقلة الضوء حينـها ، ولشدة الإعياءتبينت وجهه المعروف لدي بصعوبة بالغة ، " .. كيف حالك يا فتح العليم ... الجماعة إن شاء الله كويسين ...." قلتـها لقطع حاجز الصمت الذي خيم قليلاً بعد تلاوتنا للفاتحة ، وفي حقيقة الأمر فقد بدأ لي سعادة السيد عبد الجبار كشخص آخر ، تبدلت أحواله ، وظهر لي بـهيئة مختلفة تماماً من هيئته عند آخر مرة رأيته فيـها على منبر الجامع العتيق ، وحتى لا أزيد من حدة التوتر ، فقد بادرته بالقول " قبل يومين جيتك في السرايا ولم أحظ بمقابلتك ................." وقبل إتمام حديثي رفع رأسه لأول مرة وقال " آآآي كلموني الجماعة " وواصل " أنا في الحقيقة كنت مشغول شوية بالتجهيز لمؤتمر التنسيق والمتابعة وانتو عارفين إجتماعات الجمعيات العمومية للشركات عادية وغير عادية " ، وقطع حديثه وتناول كباية الماء التي قدمـها له مصطفى يوسف ، ورشف منـها قليلاً ووضع الكباية على الأرض بعيداً عنه ، في حين أفرغ فتح العليم محتوى الكباية في بطنه ووضعـها فاغرة فاهـها بالقرب منه.
ولم يفتح الله لأي منا بكلمة واحد تعقيباً على موضوع مؤتمر التنسيق والمتابعة ، بإعتبار إنـها من العبارات المتداولة على كافة الأصعدة دون أن نعلم المتابعة لمن !! وعما إذا كان التنسيق بشأن مواقف أو أشخاص أو أشياء والله وحده يعلم !! ، فإعتدل سعادته في جلسته وسألني في حزم وشدة " وين المذكرة الجبتـها في السرايا ؟؟ ولماذا لم تسلمـها لمديرة مكتبي هناك ؟؟ " ، وسارعت بالإجابة " أنا لمن جيت في السرايا فعلاً كنت شايل مذكرة ، ولكن جاني خبر وفاة الأستاذ حمد النيل الدسوقي ، وما قدرت أنتظر ، وإعتذرت لمديرة مكتبك ونوهت عليـها بضرورة إبلاغك " ، وواصلت " وأعتقد بأن الوقت قد فات على تقديم المذكرة وربنا يجعل البركة فيكم " ، إلتفت بسرعة شديدة جداً ناحية فتح العليم الجالس بالقرب منه وقال له " قوم إنتظرني في العربية " ، وقبل أن يصل فتح العليم إلى العربة حاولت إمتصاص حدته وحداقته " سعادتك أحب أعرفك بالإخوة ، دا الشيخ علي ود الدقيل ، ودا أخونا حسن ود بابكر ، ودا كمان أخونا مصطفى ود يوسف ، وطبعاً هم من هنا من اليعقوباب " ، تبسم أصحابي دون أن يُحظى أي منـهم بكلمة " تشرفنا " ، وفي تبسـهم ما ينم عن إستغنائـهم عنـها إبتداءاً ، فـهم على علم تام بكل تفاصيل قصة الدسوقي من طقطقته على أبواب اليعقوباب إلى سلامه على الملكوت وتسليم روحه المفهورة إلى المنتقم الجبار ، الشي الذي لامس عصب سعادته الحي " كان وجد " مما جعله يتململ في جلسته في صمت مُريب.
وعلى الفور بادرته بما لا يود الخوض فيه ، " يا إبني أنا كلمتك من يوم الجمعة الفات بأن حمد النيل الدسوقي بيسأل منك ، وقال داير يقابلك ، وعندها فقد إنتحيت بي جانباً وقلت لي خليه يكتب كل ما يود قوله في رسالة ، وأشرت علي بمكان السرايا ، وحددت لي ساعة الحضور ، وذكرتني بأن يتم كل ذلك تحت غطاء مذكرة رسمية من رعية لراعي حسب كلامك ، وعلى العموم كتب الرجل ــ عليه رحمة الله ــ الرسالة ، وحملتـها لك في اليوم والساعة الذين قمت سعادتك بتحديدهما وتحت الغطاء الذي إرتايته ، ولكني تفاجأت بخبر وفات الدسوقي قبل توصيل الرسالة لسعادتك ، والسبب يعود لطبيعة التواصل داخل السرايا في حين إني كنت بداخلـها في ذلك الوقت ".
ولم تكن لدي أي رغبة في تذكيره بالحواجز والمتاريس التي يقيمـها " داخل السرايا " في طريق زواره وقاصديه ، لأنه من الصعب ــ بطبيعة الحال ــ تخطي حواجز الوهم والخرافة التي تسور عقله وتعزله عن نفسه وعالمه في وقت واحد ، ورغم ذلك فقد صممت على مناطحة صخر جموده ، ومحاولة بعث الحياة لحسه المدفون على أعتاب مباني السرايات الباذخة ومواقف السيارات الفارهة ، فلم أتردد ، ولو للحظة ، فسألته سؤال المتيقن العارف ببواطن الأمور " يا إبني أنا دايرك تورينا علاقتك شنو بحمد النيل الدسوقي رحمة الله عليه " ، تبسم في غير مقتض وأجابني دون خوف أو وجل " دي علاقة أسرية خاصة ، وليس لك أولغيرك الخوض في تفاصيلـها ، كل المطلوب منك ان تسلمني الرسالة وجزاك الله خير ".
وقد تجاهل سعادته بأنه هو شخصياً من جعل تلك العلاقة عرضة لخوض الخائضين من غير أن يقصد ، فقد نشرت إحدى الصحف المحلية نعياً تقدم به مجلس إدارة شركة تتدابرون للإستثمار والإنماء الزراعي ، بشأن خبر وفاة حمد النيل الدسوقي ، وقد ذكرت الصحيفة بأن المرحوم هو والد كل من سعادة السيد عبد الجبار حمد النيل الدسوقي رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات تتقاربون والمكاشفي حمد النيل الدسوقي المستشار الإقتصادي بإحدى سفارات البلاد في جزيرة سومطرة ، وقد علق حينـها حسن بابكر عندما طالع النعي ، "اللهم لا حول ولا قوة يعني الراجل كلامو صحيح ".
فقد ذكر الدسوقي قبل وفاته بأنه أب لولدين يعمل أحدهما بوظيفة كبيرة في إحدى السفارات بالخارج ، والثاني يدير مجموعة من الشركات العابرة لأقاليم البلاد طولاً وعرضا ، بالإضافة لعمله في التنسيق والمتابعة دون أن يفصل في ذلك كثيراً ، ليس ذلك فحسب فقد روى المرحوم قصة زواجه من أم عبد الجبار الحاجة رقية بنت الشيخ الطيب ود العباس ، وقد ذكر بأنه قد أنجب ولدين لم يزد عليـهما وماتت والدتـهما باكراً وأعانته في تربيتـهما عمتـهما التاية بنت الدسوقي ، وتخرج عبد الجبار من كلية الآداب تخصص لغة عربية في حين تخرج شقيقه المكاشفي من كلية علوم الإتصال ، وأضاف الدسوقي بأن صلته بأبنائه قد إنقطعت منذ تخرجهما ، وإلتحاقـهما بالعمل في العاصمة لدى جهات لا يعلم عنـها شيئاً ولم يفصح أي منـهما بطبيعتـها وكنـهها.
وقد ذكرني " الدسوقي " حينـها بأنه عندما قابلني في البص كانت وجهته السرايا على حسب وصف أحد زملاء إبنه عبد الجبار ، كما أوضح بأنه وافق على الحضور معي لليعقوباب للتواجد بالقرب من السرايا وبعيداً عنـها عملاً بتحذيرات عبد الجبار في التلفون رداً على رسالة اس ام اس أرسلـها الدسوقي لعبد الجبار بعد أن عجزت وفشلت محاولات الدسوقي المميته في الحصول على رد على مكالماته المتعاقبة.
ودعيسي
موضوع: رد: ولك أن تتصور كيفما تشاء!! الخميس 29 أكتوبر 2009 - 20:34
الحبيب المحبوب ما تطول الغيبة ويادوووووووووووب كدا حلتك بدت تداعب انوفنا بما يلذ ويطيب يارائئئئئئئئع روعة اتصالك الذي اثلج صدري
ودعيسي
موضوع: رد: ولك أن تتصور كيفما تشاء!! الجمعة 13 نوفمبر 2009 - 17:51
ياااااا المحبوب يا خي طولنا ما اتصورنا ممكن نعرف لية؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المحبوب أحمد الأمين
موضوع: رد: ولك أن تتصور كيفما تشاء!! السبت 21 نوفمبر 2009 - 18:31
دارت في راسي تسآؤلات كثيرة عن علاقات أفراد تلك الأسرة ، أسرة تحيط بـها الأسرار من كل حدب وصوب ، الوالد حمد النيل الدسوقي جاء لليقوباب بالصدفة ، في رحلة بحثه عن إبنه عبد الجبار ، وفق ما تراءى لنا حينـها ، وقد عاش حمد النيل الدسوقي بيننا بقلب قطعته آلام تنوء بحملـها الرواسي ، وقد مات وفلذة كبده المفطور ، على مرمى حجر ثقيل في يدين الدسوقي الراجفتين ، وما حيرني انني لم أكن أتصور على الإطلاق أن تتقارب أمكنة تواجدهما الحسي كثيفـها ولطيفـها ، وتتمد مساحات الجفا وقلة الإحسان لتصبح هِموماً يحملـها حمد النيل الدسوقي إلى عالمه الآخر في رحلته الأبدية.
والذي زاد من حيرتي حقيقة ، أن الإبن عبد الجبار قد قام بإستقبال وفود لمعزيين ضاقت بـهم السرايا على سعتـها أتوا إليه معزيين في وفاة والده حسبما روى لنا رواة عبروا السرايا حينذاك ، دون أن يكون لأي من هؤلاء المعزيين الحق في أن يسأل عن وقت الوفاة وسببـها كما درجنا عادة في مثل هذه المناسبات ، وبعد فراغه من المأتم الفخيم البازخ الذي أقامه ، أتى عبد الجبار إلى اليعقوباب وكأنه يطارد سراً جفل منه على حين غرة ، وإنطلق كنار في هشيم دواخله القاحلة ، وقد أعد لمطاردة سره الجهير المنفلت ما إستطاع إلى ذلك سبيلا ،، سيارة من ذوات الدفع الرباعي ،، قوية ، إستؤمن على قيادتـها فتح العليم متعدد الأغراض والإستعمالات.
والشهادة لله ، فقد أتى عبد الجبار دون أن يُكبد نفسه عناء إصطناع حزن !! أو إسالة دمعة من عينيه الزائغتين ، وقد زرف كثير من اليعقوباب دموعاً وهم يكيلون بوقار ورهبة التراب على قبر الدسوقي ، وفي مخيلتي الوقورين محمود ود سعد وعبد الله ود دفع الله وهما يرددان في ثنائيتهما الخاشعة المطمئنة ،، اللهم صلي وسلم على حبيب الله ، فقد كان عبد الجبار يحادثنا وكأنه يسامر معاونيه غير المخلصين ، ولم تكن لدي أدنى رغبة في التحاور مع هذا الإبن العاق ، فقد كان يكثر " دون خشوع " من العبارات والألفاظ ذات الدلالة الدينية ، وكأنه يطالع ما نستبطنه ونتمثله بالفعل لا قولاً "وبالوالدين إحسانا ".
وقد هالني حرصه على أن تكون هناك مساحة شاسعة بينه وبيننا ، مع اننا ليس من أنداده ، أو زواره الميامين ، ولم يتشرف يوماً بمقابلتنا إلا مرة واحدة ، عندما أتى متبرعاً على غير رغبة اليعقوباب ، فقد أتانا خطيباً مملاً وإماماً فقيراً لإحدى الصلوات ، أما الآن فقد بدأ لنا متمترساً خلف أسوار وقلاع وكأنه يترقب هجوماً بربرياً وشيكا ، فالرجل ومع عنجهيته المقززة ، وغروره الزائف المهين ، فقد كان متوجساً وخائفاً حد الرعب ، دون أن يكون لذلك سبباً ظاهراً.
ونواصل ،،
كمال الجمل
موضوع: رد: ولك أن تتصور كيفما تشاء!! السبت 21 نوفمبر 2009 - 21:32
الاستاذ/ المحبوب طبعا انا جيت متاخر وبالله وين كان الابداع دا والله سرد في غاية الروعةوفي الانتظار ولكل كل الود
المحبوب أحمد الأمين
موضوع: رد: ولك أن تتصور كيفما تشاء!! الأحد 22 نوفمبر 2009 - 4:46
يا ود عيسى بس عايزين تتصوروا ساكت !!
المرة دي العيد على الأبواب وحق الخروف بقى أمرو ضيق بلحيل !!
يا كافي البلا زول يخت ليهو بياض ساكت مافي ؟؟
المرة دي سامحناكم والجاية كان ما شِفنا البياض تنصور كو .
وعاين كمان حسن الجمل ؟؟
طبعاً خالف رجل في رجل وشايل سجارتك ، إن شاء ما تصيبك عيون لا تنجرح ولا يوم تـهون ،، وما تخاف أي بياض مقبول بس ورينا العيد دا منظرو كيفنو ؟
المحبوب أحمد الأمين
موضوع: رد: ولك أن تتصور كيفما تشاء!! الإثنين 21 ديسمبر 2009 - 13:06
إنتهينا فيما سبق إلى أنه لم يتشرف يوماً بمقابلتنا إلا مرة واحدة ، عندما أتى متبرعاً على غير رغبة اليعقوباب ، فقد أتانا خطيباً مملاً وإماماً فقيراً لإحدى الصلوات ، أما الآن فقد بدأ لنا متمترساً خلف أسوار وقلاع وكأنه يترقب هجوماً بربرياً وشيكا ، فالرجل ومع عنجهيته المقززة ، وغروره الزائف المهين ، فقد كان متوجساً وخائفاً حد الرعب ، دون أن يكون لذلك سبباً ظاهراً.
إنتفض عبد الجبار حمد النيل الدسوقي فجأة وكأن ثعباناً غرس أنيابه في جسمه الناعم الطري ، شوف يا خونا ،، خاطبني بغلظة لم تحرك سكوني ،، في حين إرتفعت جفوني بفعل الدهشة والإستغراب ،، أنا بقول ليك لي آخر مرة جيب الرسالة وقدامك 24 ساعة فقط وإلا قسماً عظماً تاني اليعقوباب بتاعتكم دي إلا تحلم بيـها ،، ولم أحمل تـهديده محمل جد ،، وتيقنت حينـها بأن صلف هذا المخلوق يجب أن يقف عند هذا الحد ،، ورددت في سري ،، فما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ،،
إنتصبت واقفاً وقررت أن أرد له صاعه بصاعقة تلجم لسانه وتحيل ليله نـهارا ،، إنت يا ولدي ما عندك أدب ،، والمحيرني إنك خائف لكن مش من ربك ،، لذلك فإنني أنصحك بعدم أخذ الناس ــ مطلق ناس فاهم ــ بـهذه الشدة لأنك ما بتعرف شيئاً عنا ،، رسالة أبوك حا تجيك في محلك مش بفعل الخوف زي ما إنت ممكن تعتقد ،، ولكن لحاجتك إنت لـهذه الرسالة اليوم قبل بكرة ،، إنت يا إبني محتاج تعرف شنو يعني أب ، في تمام وقت إحتياجك لمعرفة أشياء كثيرة غابت عنك أو في الحقيقة تم تغيبـها عنك لأغراض يطول الحديث عنـها في هذا الوقت ، على العموم يا ولدي دوام الحال محال ، ولو بتسمع نصيحتي وجيت لليعقوباب مرة أخرى فأرجو أن تأتي إليها بقلب سليم مع إنك فارقت السلامة يوم وضحوة.
ولكن أن تأتي إلينا بذوات الدفع الرباعي والحرس على يمينك ويسارك ، بنظاراتـهم السوداء الداكنة وعضلاتـهم المنتصبة فراغاً ، كل ذلك لن يستر عورة جسدك المتبرج المتلي سحتاً ، لن يعصمك الزخم من أن تنال منك سهام وعينا المصوب نحوك ، وعندها ستموت على غير ما ترغب نفسك الأمارة بالسوء ، موت المعرفة الذي إختص به النبي عليه السلام ثاني الخلفاء الراشدين عندما قال " من سره أن يرى ميتاً يمشي بين الناس فلينظر إلى أبوبكر ".
لن نسمح لك بأن تخاطبنا من على أي منبر أو حتى بمبر ، لأنك تجهل على ما أظن بفرائض الوضوء وموجبات الطهارة ، طهارة اليد والسان على حد السواء ، فأنت فراغ عريض يمشي وسط زفة طبول في غير مقتض ، فتنزل من علياءك الوهم فإنك تحتاجنا في تمام حاجتنا لك ، حاجتنا للتمييز بين الأشياء ، ولا تضحك على نفسك كثيراً ، وفي حضرتنا يجب أن تتحلى بالصبر ، نعم فإنك هلوعا جزوعا ، هرعت في حب المال والسلطة والجاه وتنقصك المواعين ، إمتلكت السرايا وسكنك خارجـها ، أقمت الحدائق لتتنفس طيب أزاهرها وتكتم أنفاسك رائحة البارود وأدخنة النيران التي تتلبس دواخلك ،،،،،،،
ونواصل ،،
المحبوب أحمد الأمين
موضوع: رد: ولك أن تتصور كيفما تشاء!! الخميس 24 ديسمبر 2009 - 18:46
لم ينبث ود حمد النيل الدسوقي ببنت شفه ، وغادر المكان دون إستئذان ، يجرجر رجليه الخائرتين ، وقبل أن يصل لموقع العربة الفارهة التي تنظره بالخارج ، أدار فتح العليم محركـها ، وأضاء مصابيحـها شديدة الإضاءة ، ولحظات ودخل ود الدسوقي في العربة وإنطلقا بسرعة جنونية ، وكان نصيبنا غبار كثيف إكتنف المكان ، يقل كثيراً عن الغبرة التي رانت على قلب و ما تبقى من عقل ود الدسوقي.
قاربت الساعة الحادية عشرة ليلاً ، وسرت إلينا رياح الشتاء الليلي الباردة ، ويزيد الظلام الذي يلف المكان من البرودة ، وقد سادت حينـها حالة من الهدوء خففت من وطأتـها حركة أشجار النيم الكثيفة حينما تداعبـها الرياح ، وأصوات الكلاب المتقطعة التي تأتي من هنا وهناك ، واليعقوباب كعادة أهلـها تغط في نوم عميق على ما بدأ لنا في ذلك الوقت.
وأسرعنا في لملمة الفرشات والسباتات إيذاناً بمغادرة حوش الشيخ إدريس وقد أخذ منا التعب ما أخذ ، وتثاءب الشيخ علي ود الدقيل وإلتفت لجهة حسن بابكر ومصطفى يوسف وقال "والله الولد مغرور وملقلق بلحيل ، وفوق دا كلو عامل خطيب ، والله أنا ما قادر أتصور ، كيف يا خوانا البني آدم يترك مثل هذه الهوة العميقة بين فكره وقوله وعمله ؟؟
أجابه حسن بابكر " إت يا يا شيخ ود الدقيل بصحك ؟ هو وينو البني آدم الدايرو يطابق قوله مع فكره !! وعمله مع قوله ؟؟ وواصل " ياخي دا مثال حي لخطباء هذا الزمن !! وقد إستبد بي الشوق لمعانقة أحلامي فقطعت عليـهم حوارهم وقلت لهم" يا جماعة ودعتكم الله ،، ونتقابل بكرة إن شاء الله " ، ولم يتركني مصطفى يوسف بلسانه المنفلت في حالي ،، وقال لي " بكرة شيل المذكرة أجدعـها ليه في وشو عشان ما يعملا لينا زي مسمار جحا ،، يا خوي نحن ما فاضيين ليهو ،، أها ذكرتوني ،، والله أنا ماسك لي موية في القمح ،، وبكرة صباح العميا على الترع أم مويتن ساقطة" وإنطلق الجميع كل تجاه بيته ،،،،
والصباح رباح ،،، وحا نواصل إن بقى في العمر مدد ،،،