موضوع: ما هو دا المشروع زاتو...00000.......00000 الخميس 29 أكتوبر 2009 - 7:33
ماهو دا المشروع زاتو
(الطاهر) يعمل موظفاً بأحد بلدان الخليج ، قضى فى الإغتراب سنين عدداً قبل أن يعلن (كفيله) أفلاس الشركة ويقرر الإستغناء عن العاملين فيها بما فيهم (الطاهر) الذى قام بجمع مدخراته التى جمعها خلال هذه السنوات الطوال وحزم حقائبه عائداً إلى البلاد .
ما أن وصل (الطاهر) عائداً حتى تقاطرت صوب منزله جموع المهنئين بسلامة العودة ، ولأن (الطاهر) قد غاب عن السودان طويلا فقد كان جل همه هو كيفية إستثمار المبلغ الذى أحضره معه والذى يمثل بالنسبة له (تحويشة) العمر :
- هسه يا جماعة الزول لو عاوز يستثمر القريشات الجابا معاهو دى يستثمرا فى شنو ؟
قام الطاهر بطرح هذا السؤال على كل قادم جاء إليه يهنئه بسلامة العوده وقد تفاوتت وتباينت الردود فمنهم من اشار عليه بشراء حافلة ( روزا) 30 راكب ليقوم بتشغيلها (الكلاكلة السوق الشعبى ) غير أن البعض الآخر إنتقد هذه الفكرة واشار عليه بشراء عدد من (الركشات) بدلاً عن الحافلة معللاً ذلك بأن (إسبيرات) الركشات (رخيصة) وكذلك (تعمير مكناتا) لا يتطلب جهدا ومالا كثيرا
- والله عاوز نصيحتى يا الطاهر ؟ تبعد من الحديد ده !!
قالها له (سليمان الترزى) جاره فى الحى والذى جاء لزيارته مهنئا بسلامة العوده :
- وأعمل شنو يا أسطى سليمان يعنى عندك ليا مشاريع؟
- شوف يا أستاذ سيبك من المشاريع القالوها ليك دى ... الناس دى بقت ذى (القرود) تعمل أى حاجه يعملو ذيك ! تجيب ركشة (يجيبو ركشات) تفتح إتصالات (يفتحو إتصالات) تعمل كافتيريا (يعملو كافتيريات) !
- أها طيب الواحد يعمل شنو ؟
- والله عندى ليكا مشروع إبن ستين كلب !
- هسه يكون فى زول عملو
- لا لا والله ده مشروع الشيطان ذاتو ما فكر فيهو – مواصلاً- والله المشروع ده يخليك ملياردير فى أقل من شهر
ويستمع (الطاهر) لجاره (سليمان الترزى) والذى يعرض عليه فكرته والتى تقول بان يقوم (الطاهر) بإستيراد عدد أربعين مليون (إبرة خياطة) على أن يقوم بعد إدخالها ببيعها وتوزيعها للبقالات والمحلات فى الأسواق !
- شوف يا معلم لو بعت الإبرة الواحده بس بى خمسميت جنيه البسيطه دى شوف ح يعملو كم ؟ بعدين هم ذاااتم ما بقروش هسه تلاقيهم فى الهند وإلا الصين الميه بى جنيه واحد !
- والله فكرة !
- وكمان فى حاجه تانى .. إنتا ما تدخلهم عديل عشان ناس الجمارك يجمركوهم ليكا بالشئ الفلانى
- طيب أعمل شنو يعنى
- يعنى ممكن تشترى ليكا كم (كمبروسور) بتاعين بنشر وتروح فاتح كل (كمبريسور) وحاشيهو (إبر) ولاحمو تانى وتديهو بوهيه !!
- لكن باقى ليكا (الإبر) دى بتتباع يا أسطى (سليمان)؟
- إنتا بس حكاية البيع دى سيبا ليا أنا
الطاهر يفكر :
قضى (الطاهر) ليله كله يفكر فى مشروع الأسطى (سليمان) من كافة الجوانب حاملا فى يده ورقة وقلم (لزوم التضريب) حتى لاحظن زوجته نعمات ذلك
- إنتا الليله الحاميك النوم شنو؟
- والله بس مشروع كده !
- مشروع شنو إنت (عصام) أخوى ده ما قال ليك عندو ليكا مشروع ختير
- والله مشروع الأسطى (سليمان) ده ده مشروع (خترى) ويقول لى مشروع أخوك عصام العاوز يقترحو ده إنتا شنو؟
- ومشروعو ده حافلة وإلا ركشة وإلا إتصالات
- إبر !
- شنو ؟ كمان عاوز تتاجر فى (الحقن) !
- حقن شنو يا وليه ؟ إبر البخيطو بيها دى
ما لبث (الطاهر) أن (صنقر) فوق السرير وأخذ يشرح لزوجته (نعمات) فكرة الأسطى (سليمان) والتى ما أن إستمعت لها حتى صاحت فى وجهه :
- عليك الله ده مشروع شنو؟ هو هسه منو القالو ليكا قاعد يخيط ليهو حاجه؟ ما كلو جاااهز والله تتابع ليا مشاريع (الترزيه) ديل واطاتك أصبحت - مواصلة فى تهكم – قال شنو أربعين مليون إبره !!
- طيب الحل شنو؟
- الحل تشوف المشروع القال عصام عاوز يقولو ليكا ده وأكيد ح يكون ناجح عشان عصام ده زول تفتيحه ولفا العالم ده كلو ما ذيك !
مشروع عصام :
كان عصام يتمتع بقدر من (الذكاء) لكن (حظه العاثر) لم يساعده كثيرا فعلى الرغم من سفره إلى عدد من الدول الأوربية بغرض الدراسة إلى أنه قد عاد بخفى حنين ومنذ أن إستقر بالبلاد لم تعرف له مهنة محددة فمرة يعمل فى مجال (السمسرة) وأخرى فى مجال (تبديل العملة) يساعده فى ذلك مظهره الذى يعتنى به كثيرا وبعذ اللغات التى يتحدثها نتيجه لوجوده فى الخارج بالسنين.
فى حوش المنزل جلس (الطاهر) مستقبلا عصام شقيق نعمات والذى بدأ فى غاية الهندام وهو يهز بين أصابعه بمفاتيح العربة الكورية التى تعود على إستئجارها من الشركة التى يمتلكها أحد أصدقائه :
- أنا بفنر إنو أى زول عاوز يستثمر يشوف ظروف البلد دى كيف؟ وبشوف الشئ الناقص الناس شنو؟
- وإنتا تفتكر الناقص الناس شنو؟
- ناقصاهم وظائف؟ ناقصهم شغل الناس دى كووولها طائرة وما لاقيا ليها شغل
- قلت ليك المشروع الأنا بقترحوا ليك هو إنو تعمل ليك مكتب توظيف؟
- والوظائف نلاقيها وين ؟ إنت مش قلتا إنو البلد دى كووولها طايرة وما لاقيه شغل
- قصت الوظائف دى بس سيبا ليا أنا .. إنتا نسيت إنى كنت قاعد فى (جزر المالديف) كم سنة !
- ويعنى شنو؟ شنو علاقة التوظيف بى قعادك فى المالديف؟
- كييييييف ... أنا علاقتى مع الناس ديل هناك كويسة وما تنسى إنو الجزر دى (البترول) طلع فيها وعاوزين عمالة فى مختلف التخصصات !
- يعنى ممكن براااحة براااحه تورينى فكرة المشروع ده !
- أيوااا أقول ليكا ... نحنا نأجر لينا مكتب فى أى حته محترمة ونمشى نسجل الشركة دى فى مسجل الشركات ونعمل لينا يافطة كبيرة (شركة جزر المالديف للتوظيف) وكمان شوية إعلانات فى الجرائد !
- أها وبعد داك
- بعداك الباقى تسيبو ليا !
- إنت يا عصام متأكد إنو الفكرة دى ح تنجح
- كيف ما تنجح؟ إنت ما شايف عدد العطاله والما لاقيبن شغل فى البلد دى قدر شنو؟
إستلم عصام تحويشة (الطاهر) وقام بتحويلها إلى (سودانى) من أحدى الصرافات حيث قام بعدها بالذهاب إلى أحد مكاتب تأجير العقارات :
- والله يا جماعة بفتش ليا فى مكتب
- عاوزو وين جوه السوق
- لا لا عاوزو فى حى يكون راقى كده !
- المكاتب ازى دى لكن إيجارا غالى
- ما مشكلة وكمان أقول ليك حاجه؟ أنا عاوزو يكون فى (بيت) يعنى يكون فيهو حوش
- إنتا عاوزو لى شركة يعنى
- أيوااا عليك نور
بعد أن قام السمسار (بتفريج ) عصام على عدد من العقارات بالمواصفات التى طلبها رسى الأمر على أحدهن وقام بدفع مقدم 3 أشهر والتوقيع على العقد وبالطبع دفع أتعاب المكتب .
بعد أن قام (عصام) بتأثيث المكتب كانت الخطوة التالية هى تسجيله لدى مسجل الشركات بإسم شركة (المالديف للتوظيف) وتبقت مسألة الإعلانات ! التى غزت (الإذاعات) والتلفزيونات و الصحف التى إمتلأت بالإعلانات التى تؤكد حصول أى عاطل عن العمل على وظيفة إذ توجد وظائف فى كافة التخصصات ولكل حملة التخصصات والشهادات ..ثانوية .. دلوم .. ماجستير .. دكتوراة ..
إعلان (1) :
- ما قلتى ليا عريس بتك شغال وين؟
- مغترب يا بت أمى
- فى الخليج ؟
- برى برى خليج شنو الفيهو الناس عايشة بى بطنها ده ؟
- طيب مغترب وين؟
- ده مغترب يا بتى فى (جزر المالدليف)
- جزر منو؟
- الماالدييييف !
(صوت جهورى) : وإنت كمان لازالت الفرصة أمامك لتحقق أحلامك .. إتصل (الآن) وخذ (العنوان) شركة الماندليف للتوظيف ... وظائف فى كل التخصصات ..فقط إتصل بنا على الرقم صفر صفر زيرو إتنين صفر زيرو !!
إعلان (2) :
- مالك يا حسام عندك إكتئاب ؟
- الما بجيب ليا الإكتئاب شنو؟ خمسة سنين مما إتخرجنا وعاطلين لا شغل ولا مشغلة
- طيب أيه رأئك أنا عندى ليكا وظيفه وبالدولار كمان؟
- لا أكيد إنتا بتبالغ يا طلال !
- أبالغ شنو؟ إنتا ما سمعتا بالمالديف للتوظيف؟
- لا ما سمعتا
- ديل عندهم وظايف فى كل النخصصات .. تكون مهندس .. تكون طبيب .. تكون شيف
(صوت جهورى) : قدم (ورقك) للمالديف وخليك حريف !!
إعلان (3) :
- شنو يا (نهلة) مدبرسة جنس الدبرسة دى
- شنو الما بخلينى أدبرس ؟ لا وظيفه ولا عريس ؟
- خلاص أنا لقيت ليكى
- عريييييييس
- عريس شنو العرس يطير لقيت ليك توظيف
- بى صحك ؟وين؟
- فى المالديف !! بس من دربك ده أمشى المالديف التنوظيف
وبدأ العمل :
فى أحدى الأحياء الراقية وعلى واجهه إحدى العمارات وضعت لافتة كتب عليها بخط واضح جميل (شركة جزر المالدليف للتوظيف) ، جلس ( عصام) على مكتبه الفاخر أمامه شاشة بلازما يشاهد فيها إحدى القنوات الفضائية وهو يمسك بسماعة التلفون يطلب من سكرتيرته الحضور :
- شنو الدوشه البره دى ؟ معقولة الزحمة دى من اول يوم نفتح التقديم ؟
- والله يا أستاذ الأعمى شايل المكسر !
- مش وريتوهم يعملو شنو؟
- عملنا ليهم لافتات إرشاديه بره .. بس لكن
- لكن بس شنو؟
- بس كولهم عاوزين يعرفو جزر(المالدليف) دى وين ؟
- وما وريتوهم الأطلس أقصد الخرطة ؟
- وريناها ليهم لكن قالو أول مرة يشوفوها ! - يعنى شنو؟ أنا ذاتى ما أول مرة أشوفا
لم تمر عدة أيام حتى دق باب منزل (الطاهر) ليجد عصام الذى بادره التحية ودلف إلى داخل الصالون يحمل فى يده كيسا ورقيا كبيرا ..
- دى (خمسة مليون) أرباحك بتاعت الكم يوم ديل !
- معقول بالسرعة دى ! أوع تكون فى أى ممارسات (غلط) فى المسألة دى !
- غلط شنو يا أستاذ نحنا ناس بنخاف على سمعتنا !
- طيب والشغل ماشى كيف ؟
- تمام ميه المية ... البلد دى أى زول عاوز يخارج نفسو
- طيب مطلوب منى أى حاجه؟
- إنت يا أستاذ ما مطلوب منك غير تمسك القروش البجيبا ليك دى !
ما أن خرج عصام حتى دلفت (نعمات) زوجة (الطاهر) إلى الصالون فى اللحظة التى كان الطاهر يمسك فيها برزم (القروش) محاولا عدها
- (مبتسمة) : أها (نسبتى) وينها ؟
- كدى خليكى هسه من (نسبتك) والله أنا قلبى ده مياكلنى ؟
- ياكلك من شنو؟ المشروع ونجح !
- معقوله خمسة مليون فى أقل من شهر !
- ومالو ما قروشك وربحك حلال بلال أصلك سارقا ؟
- لا أنا بس خايف
- خايف من شنو؟ عصام أخوى ده (ذكى) وبتاع حركات لكن ما بعمل ليهو حاجه غلط
- غايتو الله يكضب الشينة
كان إقبال المواطنين على التقديم للوظائف التى تعلن عنها شركة (المالدليف) يتضاعف يوماً بعد يوم بعد أن قام (عصام) بتكثيف (الإعلانات) على كافة أجهزة الإعلام ، تدفق الجميع يمنون أنفسهم بتغيير الحال البائس الذى يعيشونه وبين أسبوع وآخر كان عصام يقوم بالذهاب إلى (الطاهر) فى منزله لتسليمه (الأرباح) التى أخذت فى الإزدياد مرة بعد أخرى.
سر المالديف :
كان يمكن للأمر أن يسير بصورته الطبيعية لولا أن أحد الصحف قد أفردت مقالأ بعنوان (سر المالديف) تحدث فيه كاتبه عن تلك الشركة (التى قام بتسميتها) والتى تبيع الوهم للمواطنين (كما قال) طالباً من السلطات التدخل لمنع ما تقوم به الشركة من نشاط مشبوه معللا ذلك بأن الشركة لم تقم حتى تلك اللحظة بتسفير شخص واحد وإيجاد عقد عمل له .
- قريتى المقال ده يا نعمات؟
- ياتو مقال
- المقال الكاتبنو عن شركتنا
- وشركتنا مالا ؟ ما قاعدة توظف فى الناس الحكومة ما قدرت توظفهم !
- لكن قالو مافى زول واحد الشركة شافت ليهو عقد عمل وإشتغل مشى المالدليف !
- ما خلاص حظ ما عندهم
فى هذه الأثناء يرن جرس الباب فتفتح نعمات ليدخل (عصام) حاملا (الظرف) فى يده فيناوله (الطاهر) الصحيفة :
- أقرأ المقال ده !
- كدى قبل ما أقرا المقال خلينى اسلمك قريشاتك دى
- شوف يا عصام أنا ما ح أستلم منك أى قروش ألا تجاوب ليا على الأسئلة الح أقولا ليك دى
- إتفضل يا سيدى !
- أول حاجه إنتو بتشيلو من الزول العاوز يقدم للوظائف دى كم؟
- ما قاعدين نشيل منو ولا مليم ! لحدت ما يستلم شغلو والعقد يجيهو
- طيب والقروش البتجيب ليا دى قروش شنو ؟
- دى قروشنا
- (فى زهج) : ياخى ما تجننى قروشنا كيف؟
- بسيطة ... عندك (عشرة مكنات تصوير مستندات) بتصور ليها فى اليوم حوالى خمسة تالاف ورقه ... و(وحداشر) مكنة تصوير فوتوغرافى سريع بتصور ليها ذى تلاتالاف (صورة)
غير (البوفيه) ببيع ليهو ذى (ألف طلب) ده غير الشاى .. والسجائر .. والحاجه البارده والموية و(العصائر) !! – مواصلاً – ما ده المشروع ذاااتو !!
Badr Abbas
موضوع: ما هو ده المشروع زاتو الخميس 29 أكتوبر 2009 - 7:53
رهيبة يا كريم شوف لينا واحد ذى عصام ده
ياسرسرالختم
موضوع: رد: ما هو دا المشروع زاتو...00000.......00000 الخميس 29 أكتوبر 2009 - 11:46
موضوع: ما هو دا المشروع زاتو...00000.......00000 
الخميس 29 أكتوبر 2009 - 7:33
