اين تنهب هذا المساء ؟؟

رحيق السنابل

اين تنهب هذا المساء؟؟

· الجزيرة كلها تعرف شيخ الجزارين احمد ود الامين الشهير بالجراد من قرية الصداقة محلية الحصاحيصا .امتاز هذا الشيخ بالحكمة و حلحلة للشبك باسلوب فريد ، شهم وكريم . عند ازمة السكر الشهيرة في بدايه الانقاذ جاءه ضيوف من برامكة الضعين يقصدونه في ايجاد حل لمديونية احد تجار المواشي في دائرة شياخته . كم هو يدرك طقوس البرامكة وشغفهم بشرب الشاي ، طلب من ام العيال ان تجهز الشاي للضيوف وتعذرت الحاجة( بت العوض ) بعدم وجود السكر وهو يعلم ان شراب الشاي بالبلح ( البانجقلي ) يعد عيبا عنده وعند ضيوفه .اصر شيخ الجراد علي بت العوض ان تجهز الشاي بدون سكر وقامت بملئ الكبابي وامر ابنه ان يحمل صينية الشاي ( المسيخ ) لضيوفه الستة .وقف شيخ الجراد امام ضيوفه قائلا،(( ياجماعة الله يقطع السكر قطع في الكباية السادسة والبتقع من نصيبو علي الحرام ما يفتح خشمو ويقول وقعت من نصيبي!!)) وهكذا تخارج الجراد من ( نكبة ) البرامكة.

· البلاد تمر بالعديد من الازمات المستفحلة وكل ازمة تخلف من وراءها ( عصبة) من الاثرياء الذين يتطاولون في البنيان والتراكم الدولاري ولا يبذلون اي جهد في استثمار ما استولوا عليه لتذهب كميات كبيرة من السيولة النقدية خارج دورة النقود المعروفة ولا تنكر الحكومة ووزارة المالية ، الفشل في جذب المال المنهوب والمكتسب بالطرق الغير مشروعة، الي الانتاج واعادة الانتاج فاصبح المخزون النقدي لدي ( العصبة ) واحد من اشكالات تسارع معدلات الازمة المالية العالمية التي طوقت اقتصادنا المنهار والذي لم يعد يقوي علي تحقيق معدل نمو ايجابي لصادراتنا الغير بترولية بعد توقف الانتاج بشقيه الصناعي والزراعي .

· التراكم النقدي الذي لايدخل في دورة النقود او راس المال المنتج مصدره السياسات الاقتصادية للحكومة نفسها والتي عمدت منذ قيام الانقاذ الي استغلال آليات الدولة في افقار البيوت الرأسمالية غير الموالية وفتح الطريق امام الشركات الوهمية والجماعات المتمكنة ان تعس في الارض فسادا عبر الاحتكار والتحكم في اسعار السلع المختلفة والخدمات لاستنزاف الموارد المالية للدولة وما لدي الافراد. ومن ابرز مصادر التراكم النقدي ما يحدث في قطاع السلع الاستهلاكية المختلفة ومواد البناء من سيخ واسمنت ومواد بترولية ففي كل قطاع تقف (عصبة ) تتحكم في حركة هذه السلع واسعارها وكذلك الحال بالنسبة للبنيات الاساسية وخاصة في قطاع سفلتت الطرق والتي اصبحت من ابرز وسائل التراكم النقدي المشبوه والعطاءات الحكومية والمناقصات وما يحدث في الاسكان بكافة اشكاله الشعبي والفاخر وما حوادث الانهيارات وتصدع المباني الا خير برهان واذا جاء الحديث عن قطاع الخدمات فالقائمة تطول ويكفي فقط كثرة ادارات المراسم بالوحدات الحكوميةوالخدمات الفندقية في الاجتماعات والمؤتمرات وسفر الوفود والانتشار الملفت للنظر لمحال الاثاثات الفاخرة وغيرها .

· بعد ان تأكد ، ان المجاعة لا محالة قادمة بدات ( عصبة ) النقد تراكم اموالها في النشاط الاحتكاري فارتفعت اسعار الذرة (قوت غالب اهل السودان) ليصل السعر الي 150جنية/الجوال (في تزايد مستمر) وبدأ الوسطاء والسماسرة ينتشرون في بقاع السودان يخزنون في الذرة في مطامير الانتاج وفي مخازن المدن وانخفضت تبعا لذلك اسعار المواشي والتي يتوعدها الجفاف بمجاعة تنتظرانقضاء موسم عيد الاضحية فقط .الازمة التي تشهدها سلعة السكر هذه الايام تاثرت بها جميع القطاعات الاستهلاكية والانتاجية وقد اوضحت الغرفة التجارية الحقيقة كاملة ، بان هنالك 30 تاجر يتحكمون في سكر البلاد وان تكلفة الانتاج للجوال لا تتعد 55جنيه وتبيعه الحكومة للتجار ب 104 جنيه لتصل اسعاره الي 200 جنيه/ الجوال . نطالب الحكومة بنشر اسماء الثلاثين تاجرا والكميات التي تسلموها من هذه السلعة وكيف تم التصرف فيها ، حتي لا تستعير الحكومة طريقة ( شيخ الجراد ) و يشرب المواطن السوداني الشاي ماسخا مرة اخري .

المصيبه كل المسؤلين عارفين وبعضهم له حصه من الغنيمه

» دعاية لـ "بنك الخرطوم" !! فطور رمضان إياهو فطورنا ذاتو لكن الشمش الفي كبد المساء دي وين ؟؟
» الراحل عثمان حسين.. غرد مع الفجر متسائلاً عن مقعده في الليل!!؟؟
» الحصاحيصا هذا المساء
» ادعية المساء
» قصيدة إيقاع المساء