هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اغاني غرب السودان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يحي الدينG.T

يحي الدينG.T



اغاني غرب السودان Empty
مُساهمةموضوع: اغاني غرب السودان   اغاني غرب السودان Icon_minitime1الثلاثاء 17 نوفمبر 2009 - 14:35

بسم الله الرحمن الرحيم
أسهل وسيلة لدراسة شاملة وافية لإقليم ما في أي بلد في الدنيا هي دراسة أشعاره وأغانيه، حيث نتعرَّف من هذا الفن على نوع البيئة وحيوانها ونباتها والنشاط البشري السائد ونوع المنازل ثابتة كانت أم متحركة، إضافة إلى تاريخ وجغرافية وتراث واقتصاد ذلك الإقليم، ودون عسر شديد يمكنك أن تستخلص ما لم يذكر مما ذكر وفي هذا منفعة لو تعلمون عظيمة.


سوف أسوق أمثلة من بعض أشعار وأغاني القبائل العربية في غرب السودان، وكان بودي أن أضاهي أو أقارن بينها وبين تلك التي لقبائل غير عربية إلا أنني أجهل لغات تلك القبائل، كما إنها غير مترجمة.
حفظاً للحقوق الأدبية أقول إن من أحسن ما قرأت في الدراسات الخاصة بهذا المقال هو كتاب الشعر القومي في السودان للدكتور إسماعيل عز الدين وكتاب الشعر الشعبي للأستاذ محمد نور سيد أحمد وبعض مؤلفات الدكتور عبد المجيد عابدين زائداً مجموعة من السودان في رسائل ومدونات كتبها أجانب رحالة زاروا السودان في عهود مختلفة.


الجراري:



هو شكل من أشكال الغناء المصحوب بالرقص، وقد أخذ هذا الاسم لانتسابه إلى قبيلة بني جرار في كردفان حيث يحمحم الرجال وينشدون، وترقص النساء ولا يُؤدى هذا الضرب من الفن إلا في المناسبات السعيدة مثل الزفاف والأعياد. انتشر هذا النوع من الغناء في معظم دارفور وبالذات منطقة غرب دارفور حيث تجمع عرب الزيادية.
من أمثلة ذلك تذكر إحدى الفتيات بأن حبيبها غائب منذ فترة ولم تقف له على خبر مما سبب لها جروحاً حقنت صديداً ودماً:
اسمك لي محدد * خبرك ليش ما اتجدد
جراحك فوقي اتشدد * حقن القيح ما اتقدد



الهزيز:



وهو أيضاً عند الزيادية وقد أخذ اسمه هذا من حركة الجسد وغالباً ما ينفع في حالة اللوم أو التذمّر، فهذه فتاة قُتل أخوها في نزاع قبلي في فترة الحكم الثنائي حيث كان حاكم الإقليم اسمه «مور» وبما أن الحكومة فشلت في معرفة الجاني لعام كامل فهي تقترح على الحاكم «مور» أن يقتل مائة شخص من القبيلة المعادية وذلك كتعويض لأخيها الفارس وعقاباً للحكومة على التلكؤ في معرفة الجناة:
نجرى عليه القول * متارسه تمَّن حول
كان ندي الحق يا «مور» * في تاره مية زول
وسط ذات القبيلة تنتشر أيضاً رقصة جميلة اسمها «الشقلاب» وفيها ترقص الفتاة مسرعة حول الدارة وتلفت رأسها يمنة ويسرة في صحة وفتوة شديدتين تجعل الرجال لا يمسون الأرض إلا ليفارقوها مرة أخرى، شغل نضيف.
كذلك نلاحظ أن الزينة في المرأة وفي معظم بلاد السودان أشبه بالرسن والخطام الذي يوضع على رأس الجمل كي يسهل قياده. أنظر إلى سلسل الذهب الذي يربط بين الزمام في الأنف و«الفدو» في الأذنين زائداً حبل الحرير المتدلي من الرقبة كي يمسك به العريس.. وبالمناسبة ظهر الزمام مرة أخرى في العاصمة القومية ما لاحظتوا؟



البوشان:



وهو رقص وغناء واسع الإنتشار في غرب السودان خاصة عند قبيلة الرزيقات وهو مشابه جداً للشعر الشعبي في جنوب مصر ويبدو أنه سلك درب الأربعين الذي يربط بين الفاشر وأسيوط ولا ندري هل زحف البوشان من الجنوب للشمال أم العكس. إليكم نموذج بسيط من البوشان عند قبيلة التعايشة التي تتمركز في رهيد البردي جنوب غرب دارفور وفي هذا البوشان يصف الشاعر محبوبته التومة بقوله:
مساير التومة مسرحات
الريحة فوقن مسكت تاني ما انفكفكت
أذن التومة للفدو مخرمات
وعيون التومة كهارب مولعات
إيدين التومة مطارق سارحات
أصابع التومة سجاير «روثمان» عديلات
أكتاف التومة موزونات
حلاتي أنا الصورة تمت
وهكذا وصف الشاعر التومة عضواً عضواً ولم يستثن إلا ما استوجبه الذوق العام.



الشتيل :



لدى الجوامعة والبديرية وسط كردفان غناء يسمى «الشتيل» وينشد فيه المغني عازفاً على طنبوره قائلاً:
أما البنية أما البنية
كان قريبة نادوها ليَّه
كان بعيدة لازماها جيَّه
جلد البنية حرير الطية
ريق البنية حلاوة ريا
خشم البنية الحلاوة السكرية


إضافة إلى ذلك نجد نوعاً من الجلالات العسكرية اسمه «تر اللوم» أي أبعد عني اللوم ويقوله الرجال الذاهبون للدواس، يا ساتر.
كذلك نجد أن أقوى أنواع المدح اسمه «الهجين» وهو الذي تعدد فيه الحكامة مآثر أحد الرجال وأشهر هجين سمعته هو ما قالته الحكامة عائشة هبيلة ديدان من دار حلنقو في منطقة الحوازمة في الفارس جمعة ود الوكيل.
لاحظت كذلك في معظم أشعار القبائل داخل السودان وخارجه أن الناس متفقة على كراهية الجبن والبخل والكذب والسرقة والفقر والغباء وهزال الشخصية وحب كل الصفات معكوسة ما ذُكر.
كما لاحظت أيضاً إن السودانيين غير ميالين للهجاء لكنهم يقولونه إن اضطروا إلى ذلك، ومثال:
من غير عنية مدت لي إيداً يابسة
وبقت نفسي لي صرر المقاييس حابسة
خازوق ليَّ سلامك يا ام كدوبتن عابسة
توب العيب لقيتك منه شارطة ولابسه
هذا شاعر فاحش فظيع وهو من وسط السودان وتظهر لك بشاعته إن علمت أن الكدوب هو الدرن المتراكم في أعطاف الجسد أما العبس فهو ما علق بأذناب الإبل من البعر والبول، حولا!
طبيعة عمل الشاعر تساعده كثيراً في الوصف إما يوسف حسب الله الترزي فقد قال:
خلف التاج فريد عصره البدوره وزايره
يتخنتل مثل زرع الذرة الفي جزايره
قال للناس تراهو الموت يجيهو الدايره
كل نفس مجبولة على ما نشأت عليه من فن وكل قبيلة يستهويها فنها الذي ربما لا يحرِّك شعرة في شخص من خارجها وأجمل مثال على ذلك شهدته قبل عامين عندما أرسل أحد أصدقائي لأهله بالشمالية لحضور زفافه بالخرطوم فحضر إليه نحوٌ من عشرين امرأة وخمسة عشر رجلاً، في يوم زفافه بإحدى الأندية العاصمية.. حضر الفنان ومعه لواء من العازفين وأصحاب الدفوف وحين بدأ الغناء انفعل كل الحضور بالوقوف والرقص إلا هؤلاء الذين قدموا من البلد حيث أبدوا تبرماً وامتعاضاً شديدين لدرجة أن أحد أصدقاء العريس قال له ليه حريمكن ديل كئيبات كده؟ وبعد نهاية الحفل قالت إحداهن للعريس والله كان عارفنك حتعمل كده من بلدنا ما كان جينا. هزت هذه الكلمات العريس وتحرَّك ضميره فدعى في اليوم الثاني فرقة من نادي الطنبور ومع أول نقرة سلك قفزت هذه النسوة وتشتتن رقصاً في فناء المنزل كأنما لفظهن بركان، فسأل صديق الأمس العريس: ديل من وين؟ رد العريس: ديل الكئيبات بتاعات أمبارح. إني أخاف أن يضيع هذا التراث الذي لم يجد من يدونه ويحلله خاصة وأنه بدأ يتقهقر أمام لكمات الفضائيات المتتالية وذلك في كل ربوع السودان. ثانياً: أعتقد أنه من الأجدى أن ترعى وزارة السياحة مهرجانات سنوية لهذه القبائل في كل أنحاء البلاد وتدعو لها فعاليات وكوادر من الخارج عن طريق سفاراتنا المنتشرة في العالم فذلك يسهم في تمتين العلاقات وانعاش السياحة وجلب أموال جسيمة تساعد في دعم الاقتصاد الذي يصاب بإمساك شديد في بعض المناطق واسهال مائي في مناطق اخري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اغاني غرب السودان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جنوب السودان ، الوداع على أمل اللقاء بكم في رحاب السودان موطن الإنسان من حيث هو إنسان
» حكومة السودان جنت وجدعت هِدِما "تأشيرات لفلاحين باكستانيين مع أسرهم" إلى السودان
» اغاني واغاني 2010
» اغاني العملاق وردي
» الشيعة في السودان حتى لا يقال : كان السودان بلداً سُنّياً

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا الثقافى-
انتقل الى: