يقينى ان البعد الاقتصادى لمشروع الجزيرة مهما كانت عثراتة لا يمكن اغفاله فى بناء البنية الاقتصادية للسودان واعتماد البلاد علية طوال هذه السنين.. و اظن ان الاخوة الاقتصاديين ادرى واعرف بكل تفاصيل هذا الموضوع ..وارجو مطالعة مقالات الاستاذ صديق عبد الهادى عن الابعاد الاقتصادية لمشروع الجزيرة فى مكان اخر فى (com. alhasahisa (او (com.sudaneseeconomist(
البعد الذى اود تناوله هنا بعد اخر لم يكلف ميزانية الحكومات مليما احمرا كما يقول العامه ذلك هو البعد الاجتماعى الذى لعبة ويلعبة المشروع فى خلق نسيج اجتماعى وثقافى وروحى انصهرت فيه شعوب وقبائل وبطون وسحنات ولغات وهويات من مختلف اصقاع السودان.. خلق ارضية سمحة للتزاوج والتعايش والانصهار..كل هذا تم دون ان نصرف علية من الميزانية العامه.. انظروا الان الى المبالغ المصروفة لاعادة التوطين.. مجالس ومؤتمرات الصلح بين القبائل.. مشاكل قبائل الالتماس .. والادارت المشتركة لادارة الصراعات بين هذا وذاك..
لا اظن مخططى السياسات فى السودان غافلين عن هذة الحقيقة؟؟ ام تراهم يودوا ان يرثوا الارض و من عليها.. معلوم فى كل بقاع العالم هنالك مسائل قومية لايمكن ان يفتى بها بقرار جمهورى او بمصادقة من مجلس برلمانى معروف التوجة.. بل بالرجوع الى المواطن او بما يعرف بالاستفتاء العام ( .(Referendum
تخيلوا افتراضا ان هذا المشروع التهديمى قد تم.. وتم التمليك والتخصيص وما الى ذلك.. و بعد كم سنة كدة اكيد سيكون هنالك بيع لهذة الاصول المملكة لمجابهة الالتزامات الحياتية الانية الشائكة والقائمة اصلا بخلاف مشاكل يفرضها الواقع الحتمى مثل التعليم..المرض والعلاج لا قدر الله.. السفر.. ولك ان تعدد ما شئت.. واتى ملاك جدد برؤى تتنوع بتنوع المزاج والقدرة والسطوة... هل سألنا انفسنا اين سيذهب هؤلاء المساكين الذين لم يعرفوا طوال حياتهم غير مشروع الجزيرة .. موطنا .. مصدرا للرزق .. اهلا .. امنا .. استقرارا .. عنوان وهوية ... هؤلاء ال 128 الف مزارع وبحساب الاسرة يصل عددهم الى مليون نسمة هذا بدون العمالة الموسمية التى تصل بدورها الى اكثر من مليون شخص هذا بخلاف العاملين و الموظفين و المسترزقين من هذا المشروع . علما ان 80% من ساكنى الجزيرة والبالغ عددهم 6 مليون يتاثرون بصورة او باخرى بالمشروع. راجع كتابات د. سلمان محمد احمد سلمان فى مقالات الاستاذ صديق عبدالهادى فى جريدة اجراس الحرية.
هل سألنا انفسنا اين سيذهب هؤلاء .. الى الخرطوم طبعا .. حيث التعليم .. والعلاج .. والسفر .. والعمل .. وما يصيب الا القليل ما تمنى وتبقى البقية مشاريع انفجارات تسخن الجراح المستمر..
قالوا نجفف المدارس القومية...حنتوب..وادى سيدنا..خور طقت..بالرغم من ان هذة المدارس قد ارست دعامات قوية لبنيان النسيج الاجتماعى فتزامل طلاب من الجنوب مع طلاب من الغرب والشرق والشمال والاواسط فتكونت صداقات قوية الى يومنا هذا... قبلنا هذا التجفيف على مضض املين ان يوفر ذلك موارد لميزانية هالكة..
قالوا نجفف الداخليات قلنا .. كويس بسيطة..
قالوا السكة حديد يجب ان توزع جغرافيا .. قلنا سمعا و طاعة..
اها هسع جونا بمشروع الجزيرة بجلالة قدرة... نقول شنو... نقول .....لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا
متى ..متى ... تستفيقوا.... اليس بينكم رجل سديد...
بكرى