الشعور بالسعادة معادلة لازال يتحير بها خبراء علم النفس والاجتماع، هل هي في الثراء أم النفوذ ؟ الزواج أم العزوبية؟ الأبيض أم الأسود ؟ كلاً منا يقيم السعادة بطريقة مختلفة ويراها بمنظور آخر ، ولكن في النهاية كلنا نبحث عنها وعن الطرق التي تمكنا في الوصول إليها ، فهل تحقيق أحلامنا يغمرنا بالسعادة أم إنها أوهام فى خيالنا فقط.
الطبيب الفرنسي الشهير - فرانسوا ليلورد - المتخصص في الأمراض النفسية ومؤلف كتاب "رحلة هيكتور" حاول البحث فى كتابه عن مفاتيح السعادة ، حيث تدور أحداث الكتاب حول طبيب يبحث عن سعادته الشخصية ويحاول إيجاد حلول لمرضاه ويتساءل : ما هو قدر التغيير الذي نحتاجه في حياتنا ؟ هل نغيرها كلها أم قليلا منها ؟ .. أم نتعلم أن نقدر ما بين أيدينا ونقلل من حجم أحلامنا اللاواقعية ومن تقديرنا المبالغ فيه فيما نحتاجه بالفعل لكي تتوازن حياتنا؟.
أختر الكارت الرابح
أجاب د.فرنسوا على كل هذه الأسئلة قائلاً: أن كلٌ علي حسب ظروفه الخاصة، والكروت التي يمتلكها كل منا والتي تساعده علي إحداث هذا التغيير، وملخص الأمر أن الحل الوسط هو الذي يقع ما بين الخضوع الكامل للواقع الأليم وماضي قلب حياتك رأسا علي عقب وفي كل الاتجاهات .
وفي نفس الوقت يتعجب د.فرنسوا علي مدي حاجة الناس للتغيير ، ورغبتهم الشديدة في تلك الحالة بالذات؟ ثم يجيب هو نفسه : ربما لم يطرح هذا الموضوع بهذه الدرجة من الإلحاح والاحتياج وعلي مر التاريخ إلي الآن، لسبب بسيط هو أن ظروف الحياة قد تغيرت بشكل كبير ، بحيث اتسعت وتفتحت مجالات كثيرة من الاختيارات ، حرية الاختيار تلك ، هي التي جعلتنا نرفض الخضوع والاستسلام للتعاسة وهي التي دفعتنا لنتساءل دوماً عن جدوى الحياة وقيمتها.
تري كيف يرفض الإنسان التعاسة ويبحث عن ما يسعده ويغير حياته ، كيف يشعر بالسعادة أمام الاختيارات الصعبة والضغوط التي فرضتها أزمات الحياة السريعة التى نعيشها ، هل مازال هناك سعداء وما هى أسرار السعادة بالنسبة لهم