الدم عمره ما يصير ماء
ذهب يوسف إلى إحدى المصالح الحكومية لاستخراج أوراق ثبوتيه وتم إرشاده إلى إحدى الموظفات لإتمام الاجراءت وعندما تقابلت عيونه بعيون الموظفة تسمرت أرجله وأصبح ينظر إليها بحالة من الذهول والتو هان وكانت خفقات قلبه في ازدياد شديد وكانت الموظفة أيضا في حالة ذهول تام المهم بعد إن سألته عن طلبه أعطته اورنيك وطلبت منه تدوين الأشياء المطلوبة فيه والحضور في الغد ولكن يوسف لم ينم تلك الليلة وأيقن بان الله بعث إليه بشريك حياته أخيرا بتلك المصادفة وفى الصباح الباكر كان أول من دخل إلى المصلحة ودلف إليها في مكتبها فرحبت به بوداد ولهفة وطلبت منه الجلوس حتى تكمل له الإجراء وأحضرت له كوب شاي وسألته بخجل هل نحن تقابلنا قبل ألان فرد والله إنا من أمس عاوز أسالك نفس السوال لأنو حاسى انك لست غريبة على المهم اتفقوا بأنه لم يتقابلوا بالمرة برغم الإحساس الداخلي بذلك وصاروا يقابلوا بعضهم كثيرا ووصلوا إلى مرحلة انه لازم يجئ إلى أهلها ويطلب يديها من أهلها وطلبت منه الحضور في البداية لتناول الشاي والتعرف إلى والدتها وتم ذلك جلست معه والدتها وراحت تسأله عن أسرته ومكان إقامته وكانت بنتها في ذلك الحين تعد في الشاي واخبرها باسمه كاملا وانه وأسرته يقيمون يكسلا وسألته عن اسم والدته فاخبرها بان اسم والدته عواطف الجاك وفجأة إصابتها دهشة شديدة وصرخت في تعالى تعالى بسرعة يا مريم وأصاب الذهول مريم واستغربت صياح والدتها واتت مسرعة وسالت عن سبب صراخ أمها التي قالت يا مريم أنتي قلتي لي انك معجبة بيوسف وانه كذلك وأنكم اصبتوا بشي غريب عندما تقابلوا لأول مرة أجابت مريم نعم يا أمي والله أصبحت صورته لا تفارق مخيلتي منذ تلك اللحظة وهو كذلك قال لي فضحكت والدتها وقالت غصبن عنكم لازم تحبوا بعض لا يوسف يا مريم أخوك بالرضاعة وكنا في يوم من الأيام متجاورين في السكن وكنت أنتي عمرك شهرين وهو عام وكان كثير البكاء وكانت والدته تمده لي عبر الحائط وكنت ارضعه معك حتى أسكته من حالة البكاء وذلك لمدة شهرين قبل إن نرحل من كسلا ونستقر في الخرطوم وعند ذلك دخل يوسف ومريم في حالة من البكاء الشديد وحمدوا الله كثير على لقيأهم بعد هذا الفراق الطويل وصاروا إخوة لبعضهما البعض وفرحوا وعرفوا انو فعلا الدم لا يصبح ماء