هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نزوة .. ولكنها تساوي كثيرا ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اسامه بندي

اسامه بندي



نزوة .. ولكنها تساوي كثيرا .. Empty
مُساهمةموضوع: نزوة .. ولكنها تساوي كثيرا ..   نزوة .. ولكنها تساوي كثيرا .. Icon_minitime1الخميس 24 ديسمبر 2009 - 9:50



كانت النبرة الحزينة .. والملامح المنكسرة .. هما السمتان الغالبتان حينما تحدث ذلك الرجل ليروي واقعاً عاشه وتجرع مرارته أعواما طويلة فقال :

خمسـة عشر عاماً مضت ولازلت أدفـع ثمن جريمتي ...
وسأظـل أدفع مابقي من عمري ثمناً لها ، والألم يفتت كبدي والندم يعتصرني ..
لن يـُخلصني شيء ... سوى أن يشملني الله تعالى برحمته ومغفرته ..
حين ارتكبت الجريـمة التي غيرت مـجرى حياتي .. لم يراني أحـد ..
ولم يُقم علىَّ الجزاء الرادع من الـحد الشرعي حتى هذا اليوم !!....
ولكن كان عقابي ربانياً مضاعفاً ...
ارتكبت جريـمتي قبل خـمسة عشر عاماً تقريباً .. كنت وقتها قد تزوجت ورزقني الله طفلة ملأت حياتي فرحاً وسعادة ..
كنت أقتات وأسرتي من خلال جلب الماء الى الـمنازل بسيارتي ....
بلغت ابنتي الثالثة من العمر ، وكنت أسعد إنسان عندما أرى زهرة حياتي تتفتح أمام عيني ..
وفي أحد الأيام ذهبت إلى أحد المنازل لتفريغ الماء كعادتي ، وبينما كنت منهمكاً في عملي ، إذ خرجت إليّ صاحبة الدار وكانت امرأة جـميلة !!... بل غايةً في الجمال ، وكانت ترتدي ملابسا تزيدها جـمالاً وفتنة ، وطلبت مني إحضار الماء مُـجدداً .. وفعلاً كررت زياراتي لمنزلها بـحجة إحضار الماء ، وأنا كالـمسحور الذي يمشي بغير هدى ...
عدت إليها وقد حدثتني نفسي الأمّارة بالسوء حديثاً أخذ يـجذبني بقوة إلى ارتكاب الرذيلةِ والفاحشة معها، والأسوأ أنها هي الأخرى بدأتْ تجاذبني حديثاً تعمدت فيه اللين والخضوع بالقول .. فطمع قلبي الذي فيه مرض …
فانطلق لساني ونطق .. ولو لم أراودها عن نفسها لكانت هي التي فعلت !!..
وكانت الجريمة .. بل النزوة التي خرجت بعدها ساخطاً على نفسي .. مـحتقراً لها .. مثقلاً بالندم .. وأخذ ضميـري الذي قد صحا متأخراً يؤنبني وأنا في طريقي لـمنزلي ، وما إن وصلت الى منزلـي حتى بادرتني زوجتي صارخة وهي تبكي : أين كنت يارجل ؟!! لقد أدخلت ابنتك يدها في مفرمة اللحم وحـملها الجيران إلى المستشفى ..!!
فاسودت الدنيا في وجهي .. وأخذت أجري حاملا وزري كمن به مس من الجنون .. واختلطت علي الأفكار : ذنبي .. وندمي .. وألـمي ..
وعندما وصلت إلى المستشفى وجدت ابنتي وزهرة حياتي وقد بُترت لها أصابع يدها اليمنى عدا الأبهام ...!!
واليوم بلغت ابنتي ثـمانية عشر عاماً .. عشتها معها يوماً يوماً .. وكلما نظرت إلى .. أو رفعت إلي يدها أو أشارت إلي بأبهامها تذكرتُ جريـمتي ..
لقد بقي ذلك الإبهام ناقوساً يدق ليذكرني بـخطيئة الماضي والتي عمرها عمر ابنتي .. وثـمنها باهظ ...
لقد بكيت كثيـراً حتى نفذت أدمعي ... وندمت كثيراً ولكن لامناص من العقاب !! فمازلت أجلد بسياط من نار ...
أحـمل سر جريـمتي وعقابي في وقت واحد .....
وسأظــل أدفــع الثمـن مـابقيـت ....
هذه القصة للعبرة .. فكثير من المسلمين يقعون في المعاصي .. وكثير من المسلمين يلهثون وراء الشهوات ..
فهناك من يسافر للفحش والزنا وشرب الخمر وينسون بل ويتناسون أن الله مطلع عليهم .. وأن إمهاله لهم ليس نسيانا .. فليحذروا الله وعقابه ..

والحمد لله أن الرجل رجع الى الله وتاب من معصيته .. والحمد لله أن المصيبة كانت في يد ابنته ولم تكن في شيء آخر ..
الدنيا سموم قاتلة .. والنفوس عن مكائدها غافلة ..
كم من نظرة تحلو في العاجلة ..ومرارتها لا تطاق في العاقبة الآجلة ..
يا ابن آدم عينك مطلوقة .. ولسانك يجني الآثام .. وجسدك يتعب في كسب الحطام ..!!
كم من نظرة مُحتقرة زلت بها الأقدام ..
وقد قال الحسن : من أطلق بصره .. كثر ألمه .!! أليس كذلك ؟!! ..
اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا .. وإنه لا يغفر الذنوب الا أنت .. فاغفر لنا مغفرة من عندك .. وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نزوة .. ولكنها تساوي كثيرا ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا تحب الحصاحيصا ابنها دكتور كمال الشين كثيرا كثيرا ؟
» القصيدة التي تساوي وزنها ذهبا
»  اسف وانا اكتب بهذه الطريقة ولكنها الحقيقة
»  أ ماكن رائعه ولكنها مؤلمه
» أحبابي ،، ناس الحصاحيصا دوت كوم ،، وداعا قليلا ،،

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: