الحصاحيصا .. لماذا تراوح مكانها ؟

يكاد الكل يجمع بان مدينة الحصاحيصا من المدن المميزة من نواحي كثيرة حيث أن بها ترابط و لحمة إجتماعية فريدة من نوعها كما أن بها جميع مميزات القرية و الكثير من ميزات المدينة .. و لكن لماذا تراوح مدينة الحصاحيصا مكانها بل تتاخر في بعض الأحيان ؟ .. و لماذا أصبح أبناء الحصاحيصا يضطرون للإرتحال عنها بحثا عن فرص دراسية و عملية أفضل حتى داخل السودان و ليس خارجه .. و لماذا قررت الكثير من الأسر الإنتقال إلى العاصمة تحديدا بحثا عن فرص و خدمات افضل. لماذا لم يقود النمو الطبيعي لمدينة الحصاحيصا لتوفر مناخ مناسب لأبنائها يقيهم شر الترحال و التغرب ؟ و ليس خافيا أن جل المغتربين من أبناء الحصاحيصا يؤسسون لحياتهم المستقبلية بعد الغربة بعيدا عن المدينة .. إذا ما هو سبب بطء النمو الحضري للمدينة برغم توافر ميزات مثل الموقع و النسبة العالية للتعليم ؟
لعل بعض أسباب ذلك يمكن إيجازها فيما يلي:
1- الطبيعة الجغرافية لمدينة الحصاحيصا و وقوعها في مساحة عرضية ضيقة نسبيا بين النيل الأزرق و مشروع الجزيرة مما قلل من فرص التطور العمراني شرقا و غربا و ذلك بدوره ادى لعدم وجود فرصة لخلق مركز مدينة كبير. و ذلك أدى بدوره لتقييد مساحة السوق و الأحياء السكنية القديمة بوسط المدينة.
2- القلة النسبية لعدد السكان مما يقلل فرص التنمية و يزيد الإعتماد على السكان خارج المدينة في كثير من النواحي الإقتصادية.
3- الإرتباط بين مدينة الحصاحيصا و مشروع الجزيرة حيث أن المدينة تتبع الخط البياني للمشروع بصورة كبيرة و ما حال الحصاحيصا الآن إلا إنعكاس من إنعكاسات تدهور مشروع الجزيرة.
4- النزيف المتواصل للموارد البشرية و هجرة رؤوس الأموال من المدينة .. و هذا مثل قصة البيضة و الدجاجة فإن قلة الفرص بالمدينة تؤدي لخروج الموارد البشرية و رؤوس الأموال بحثا عن فرص أفضل .. و خروج هذه الموارد يؤدي لضعف التطور و تقليص النمو.
5- عدم وجود رؤية واضحة و إستراتجية للإدارات المتعاقبة على المدينة و ما تخبط مشاريع مثل السوق الشعبي عن ذلك ببعيد.
6- نزوع معظم منظمات المجتمع المدني للإعتبارات الجهوية و المصالح الضيقة مما أقعدهم عن الإشتغال بتطوير و تنمية المدينة .. و في ذلك نذكر قول المصطفى (ص) دعوها فإنها منتنة.
7- عزوف الكثير من أبناء المدينة عن العمل بها خصوصا إذا كان عملا عاما .. متناسين أن منطق سد الباب البجيب الريح ربما سد الطريق أمام كل شيء جميل و عمل بناء.
ربما كانت هذه بعض الأسباب و لكن سيزال السؤال المهم شاخصا أبدا .. و ما هو الحل ؟؟؟

نواصل بمشيئة الله