المكان يستفز الحاسة الصحفية عند كل صحافي.. شجرة اللالوب الظليلة تزامنت فروعها. لتهب الحضور الظل.. والكراسي تراصت بطريقة تنم عن فعل مقصود.. والشاي الصاموتي والقهوة برائحة البن الحبشي، جعلت الناس على مختلف اشكالهم يتواجدون في المكان.. الذي بفضح عفوية اهل السودان وفطراتهم المحبولة على الاماكن المفتوحة لقلوبهم تماماً..
المكان يقع بالقرب من موقف مواصلات ابو عشر بالحصاحيصا كان في السابق سوقاً للبصل بالمدينة وكانت شجرة صغيرة تعهدتها حاجة جَردة وهي امرأة من جبال النوبة ابتدرت بيع الشاي في سوق البصل يومذاك.. وكان عبارة عن رواكيب صغيرة، تحاصرها الجوالات المحملة باللالوب والنبق.
احد الباعة قال ان هذا المكان اول من بنى فيه راكوبة وظل ساكناً فيها.. الرجل من قبيلة الفور اسمه آدم ويلقب بقفة.. وظل فيه منذ 93- 1997حيث ارتحل الى شارع المستشفى..
في المكان ذاته تتخذ حسنه عبد الله مكاناً لبيع الشاي بعد وفاة والدتها.. حتى تستطيع ان تعول اخوتها الذين توزعوا بين مريض.. ودارس في المدارس وادخل لها مهمة توفير المصروف اليومي لمقابلة نفقات الحياة اليومية.
منى تدفع للمحلية 24جنيه شهرياً مقابل أن يقوم عامل بنظافة المكان.
أحد زوار المكان قال نأتي هنا لمقابلة الأصدقاء وأخذ قسط من الراحة والترويح قليلاً من عناء العمل.. خاصة والمكان ملتقى لمؤسسات واماكن عمل ومواصلات للذاهبين لمدينة أبو عشر..
احد رجال الشرطة الامنية.. يبدو اصابه «الشك» حول طبيعة الاسئلة لستات الشاي ولرواد المكان.. فطلب منا مقابلة مدير الشرطة الامنية بالمحلية.. وبعد ذلك قابلنا مدير الشرطة بالمحلية الذي تفهم ما نقوم به وكان اعتقالاً تحفظياً سخياً.. اكد لنا ان الشرطة تنظر للأمور «بعين مفتوحة» وقال العقيد عبد العظيم بشير «نحن في خدمتكم وحمايتكم».
الحصاحيصا: خالد البلولة
الرأي العام