رساله من الاستاذ محمد الحبيب (مقدم جوائز حسن موزون) للمنتدى

الاخوه أعضاء المنتدى سلمنى الاستاذ محمد الحبيب النص التالى

تلك الحروف التى تعنى التمييز والعبقريه وسأحاول أن أجمع من فضات الماضى البعيد شتات الذكريات علها ولعلى نكشف القليل من سمات تلك القامه السابقه
التقينا فى رحاب الجامعه فى عقد الثمانيات وكان السودان يئن تحت وطأة الحكم العسكرى البغيض ولكن مما يحسب له رغم سوئه ان كان للناس فى الجامعات متسع من التنفس لذلك كان النشاط الطلابى فى أوج عظمته وكانت الاحزاب تلغى بثقلها على كاهل الطلاب والمنفذ ان هذا ما كان يمييز الجامعات السودانيه ويساهم الى حد كبير فى بناء وعى الطلاب لم تكن الاحزاب تملك الرؤيه النيره لبناء الوطن؛ الافراد ما زالو يحبسون أنفسهم فى الرؤى الضيقه فأفرزت تلك المرحله مايسمى بالمستقلين وكان حسن موزون واحد منها
وكان نسيج وحده أذكرأن كل الاحزاب كانت تمارس نشاطها فى كلية الدراسات الاسلاميه الا حسن موزون فقد اختار شجره تقع ما بين الاداب والمكتبه سميت فيما بعد شجرة حسن موزون حيث كان يقيم ركنه الذى أسماه الجو الرطب كان يعلق على كل الاحداث بفكر ثاقب ورؤيا نافذه يقلفها بروح الدعابه والمرح لذا كان ركنه من أميز وأمتع الاركان بالجامعه وأكثرها حضورا الى جانب هذا الوعى السياسى والفكرى الكبير كان حسن موزون أديبا بارعا يصوغ كلامه بشكل أدبى رصين وبلاغه آثره وكان يحفظ كثير من الشعر بشكل مميز ومدهش
اذا ذات مره أن أقيم فى رحاب كلية الاداب ندوه شعريه عن المديح فى الشعر العربى القديم وكان المتحدث فيها بروفسير عبدالله الطيب وكان يأمها جمع عدد غفير ضاق المكان بهم عن رحابته أذكر ان البروف كان بصدد الاستشهاد بقصيده ما فأستعصى عليه بيت من الابيات فاذا بشاب واثق الصوت يهب من وسط الجمع الغفير ليكمل دون وجلا ما أستعصى على البروف الفذ فصفق له الحضور اعجابا واطراء فاذا بذلك الشاب هو أمير الجو الرطب حسن موزون
الا رحم الله ابن السودان ابن الجزيره ابن الحصاحيصا العامره العبقرى الودود سمح الخصال والسمات والشكر لمنتدى الحصاحيصا لهذه اللفته البارعه تكريم من يستحقون التكريم لاولئك الذين أثروا الحياة بفكرهم ومواقفهم الحياتيه الرائعه ولو أن السودان كان يسير السير المعتدل فى الطريق المعتدل لكان لحسن موزون شأن آخر ولكن العطر يضيع فى متاهات المدى المفتوح قصدا وعمدا

up