هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
على نورالدين





مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها Empty
مُساهمةموضوع: مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها   مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها Icon_minitime1الخميس 9 أبريل 2009 - 9:06

هذه بعض المقالات التحليلية و التى اعتبرها ذكية لم تجد من الفحص و التحليل و التعقيب ما يكفكيها هلا القيت عليها نظرة.

الفلوجة والبصرة وغزة والخرطوم.. ما وراء صوت المعركة
كان مفارقا شكر الرئيس السوداني لمدعي عام المحكمة الدولية، لأنه بنجاحه في استصدار مذكرة اعتقال ضد الرئيس ساعده على أن يعرف مدى حب شعبه إليه. كم يبدو استثنائيا هذا الحدث، وكم تبدو استثنائية فكرة أن فرصة إظهار الشعب لحبه لا تتجلى إلا بعد توجيه اتهام للرئيس حوّله إلى هارب من العدالة، فطوال سني حكمه لم يكن الزعيم مهتما بتقصي مدى حب شعبه له. هذا الحب أصبح ضروريا كما أن إعلانه صار لازما، لحظة دخل الرئيس أزمته الشخصية، قبل ذلك لم يكن مهما أو ضروريا أو ذا معنى. ما أشبه اليوم بالبارحة وكم ينبغي أن تعيد هذه الكوميديا الفجة نفسها حتى نشعر بالملل ونبحث عن قصة جديدة ، وكم مرة سنلعب نفس اللعبة ويكذب بعضنا ذات الكذبة ويروج لها نفس المروجين، وكم مرة علينا أن نحول زعماء العصابات إلى أبطال ونرسل لهم وفود «الممانعين» لإعلان التضامن الذي يتخفى خلف كل رومانسيات العدالة والتحدي والتصدي والمقاومة، لكن يغمض عينيه عن مئات الآلاف من المساكين والفقراء والضعفاء، الذين استبيحت دماؤهم وكرامتهم وشرفهم من قبل رجال أو أصدقاء الزعيم.

نفس القصة القديمة عن صوت المعركة الذي لا يعلو عليه صوت، عن قدسية المقاومة حتى لو أكلت أجساد وحيوات أبنائها، عن الانتقائية الفجة في تعريف الحقوق ونسج الخطاب الذي ينتقد الآخر على ازدواجيته وهو غارق في ازدواجية أعمق. صوت المعركة بات الوسيلة المثلى في مستنقع ثقافتنا السياسية لتسطيح الأمور ولإخفاء كل صوت معارض، لأن نداء المعركة يستدعي معه كل مفاهيم الطوارئ والحذر والتحسب من الأعداء وعملائهم وطوابيرهم الخامسة، وبذلك يتم إسكات كل من يريد القول إن للوطن وجهة أخرى ليسلكها وأن للكرامة وجها آخر يصونها وللوطنية معنى آخر نسعى إليه. الفرق بين المجتمع الحر وذلك المستعبد، إن الأول يختار بإرادته تقييد حركته في حالات الطوارئ وإعادة ترتيب الأولويات عند مواجهة خطر يهدد المجتمع والوطن فتغيب معه السياسات الضيقة والمصالح الصغرى لصالح مصلحة المجتمع العليا، ولنتذكر هنا بريطانيا الحرب العالمية الثانية التي حتى مع جسامة التحدي النازي وإعادة ترتيبها لأولويات مواجهته لم تنصب المشانق لـ«الأعداء الداخليين» ولم تعطل النظام السياسي ولم تقمع حرية الصحافة، ولم تكن هناك حاجة لأي من ذلك لأن الجميع كان مؤمنا أنها معركته وأن الهزيمة فيها تطال حياة وكرامة الجميع. أما في المجتمع المستعبد، فإن المعارك تصطنع وتغدو الوسيلة التي من خلالها يتم التضييق على المجتمع وتتوقف الحياة الطبيعية وتنصب المشانق لـ«أعداء الداخل» ويزج بالمعارضين إلى السجون ويتم إنتاج معنى للكرامة والنصر لا علاقة له بالمواطن الفقير الجائع الذي تغدو حياته كلها خالية من القيمة أمام «عظمة المعركة» و«هدير الجماهير»، فالجماهير عندنا ليست مجموع أفرادها بل هي تابو آخر، مفهوم مصطنع لإخافة الجماهير الحقيقية التي تبحث عن لقمة خبز وكسوة وسقف يحميها من غضب الطبيعة، وغضب أبنائها.

لا يوجد مكان انتهك فيه مفهوم الجماهير مثل عالمنا العربي والإسلامي في السنوات الأخيرة، ليس فقط من حيث إنه استغل لإلغاء أي استقلالية للفرد ، بل وأيضا من حيث إنه جرى اصطناعه من القوى السياسية المهيمنة ليعكس إرادتها ومصالحها وإسقاطه فرضا على الشعب المغلوب على أمره وتطبيقه بمنطق «المظاهرات المليونية» طالما لا يسمح لمنطق صندوق الاقتراع بتجسيد الحقيقة. الزعيم يختار للشعب معركته ويعرف له كرامته ويقوده إلى حتفه، وتقول لنا كاميرات التلفزيون المتجولة وسط جموع الشعب الغاضب على «الاستعمار، قديمه وجديده» إن الشعب مع الزعيم وويل للخونة والمشككين. تحت نفس اليافطة جاع العراقيون لـ13 عاما مقيتا من العقوبات الاقتصادية لكي «لا يفرطوا بكرامتهم» وظلت «الحشود المليونية» تجدد العهد كل يوم. وتحت نفس اليافطة سيق أبناء غزة لحرب لم تنته إلا بجعل حياتهم أكثر بؤسا وفقرا ولكنهم، بحسب ما تقول الكاميرات «المحايدة» مصممون على متابعة الطريق، قبل ذلك كانت ذات الكاميرات وذات الأقلام وذات الحناجر تعلن للعالم أن أهل الفلوجة اختاروا بمحض إرادتهم المقاومة وهم بمواجهة جيش الاحتلال وحكومة علاوي أثناء المعركة العسكرية عام 2004، وبعدها عندما اصطحب المالكي قواته واتجه للبصرة، قال البعض إنها معركة تستهدف المقاومة هناك وإن الشعب يقف إلى جانب تلك المقاومة. ولكن أين تبخرت الحشود المليونية التي هتفت باسم القائد طوال 13 عاما من البؤس والفقر والجوع، ولماذا كانت الفلوجة من بين كل مدن العراق الأكثر تصويتا لعلاوي الذي ارتبط تاريخه بمعركة الفلوجة، ولماذا حصد المالكي أعلى نسبة أصوات في البصرة ومدينة الصدر التي اتهمه «المقاومون» بمهاجمتهما تنفيذا لأجندة الاحتلال، ولماذا لا تبدو المقاومة في غزة متعاطفة مع فكرة الانتخابات المبكرة هناك رغم «أن الشعب معها»، ولماذا لا يسعى البشير وقد اكتشف حب الشعب له إلى منح هذا الشعب حرية حقيقية في اختيار رئيسه (وهو ضامن للفوز على ما يبدو)..

هناك لهذه الأسئلة جوابان، الأول جواب «المقاومين» وكتابهم وإعلامهم الذي يتراوح بين عدم إمكانية إجراء تصويت حر بإشراف محايد لأن المجتمع الدولي والعالم بأسره متآمر عليهم، وينتهي بغياب الوعي لدى «بعض الجماهير» بسبب دعاية الأعداء، وقد يصل كما في موقف بعض الكتاب العرب من عراق ما بعد 2003 إلى حد تخوين الشعب! الجواب الآخر هو جواب العقل الذي قرأ التجربة وأدرك حقيقة هذا الخطاب وما بين سطوره والذي يقر بأن المعركة في الأصل زائفة ولا معنى لها، وليس لها صلة بكرامة وحياة الناس إلا عبر استغلال معاناتهم كوسيلة لكسب الحرب الدعائية. هناك صوت يجب أن يعلو على صوت المعركة، إنه صوت العقل..
جابر محمد حبيب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
على نورالدين





مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها   مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها Icon_minitime1الخميس 9 أبريل 2009 - 9:08

يسألونك عن السودان و.. «إنقاذه»
عندما يسأل المراقب العربي مثل حالنا وهو يتأمل المشهد السوداني المضحك المبكي: ماذا سيفعل الأشقاء العرب بالنسبة إلى الرئيس عمر حسن البشير وهل سيتركونه يواجه عاصفة المحكمة الجنائية وحيداً، يأتي الجواب: سامح الله عمر. لقد قيل له أكثر من مرة ومنذ أن باتت مسألة المحكمة في ضوء المعلومات المؤكدة أمرا محسوماً غير قابل للتراجع، لكن الأخ عمر لسبب لا يدري المرء طبيعته لم يأخذ بالرأي ولا هو تجاوب مع النصيحة.

وعندما يبحث المراقب عن المزيد من التوضيح وهل أن الضغط العربي ليس في استطاعته تعديل مسار عملية المحكمة، يأتي الجواب: أي ضغط هذا يمكن أن يحدث. ما هو ممكن من جانب أي دولة عربية لا يتجاوز بعض الاتصالات المرفقة بالتمنيات بأن يتم تأجيل القرار لمدة سنة، وخلالها ربما يستطيع بعض القادة إقناع الرئيس البشير باعتماد شيء من المرونة.

وعندما يسأل المراقب نفسه عما إذا كانت المرونة تعني أن يستدير الرئيس مائة وثمانين درجة وكيف سيكون وضعه في نظر الناس خصوصاً أن حزبه وجماعة «الإنقاذ» يخططون من أجل ولاية رئاسية جديدة له، يأتي الجواب: عندما يكون الوطن عرضة للتهديد فإن التضحية تصبح واجباً لا بد لرجل الدولة صاحب القرار من أدائه. وفي اعتقادنا أن الرئيس البشير كان في استطاعته أن ينعطف بدل أن يستدير، أو بالأحرى تحاشياً من جانبه للنقد الخشن من جانب خصومه في حال استدار. وما نعنيه بالانعطافة هو التأمل في واقع الحال وفي ما يمكن أن يحدث ثم يتم استخلاص الخيار الأقل ضرراً.

وعندما يسأل المراقب نفسه عما إذا كان المقصود بالانعطافة هي تسليم الثنائي أحمد هارون وعلي كوشيب واعتبارهما فحيمة والمقرحي (رمزا التضحية الليبية) بطبعة سودانية، يأتي الجواب: ربما بذلك تتحقق معجزة النجاة وتستتبعها خيارات تُمكّن الرئيس البشير من نيْل الولاية الرئاسية الجديدة وأيضاً من إقناع الشريك الجنوبي بأن أسلوب التذبذب يجب أن يوضع له حد وعلى قاعدة الشريك أحق من الحليف، تماماً مثلما أن الجار القريب أولى من الصديق البعيد على نحو المثل الشعبي السائر. واستكمالا لهذه النقطة بالذات يمكن القول إن الرئيس البشير كان في استطاعته إخضاع الكبشيْن الجنجويديْن إلى محاكمة متجردة وإصدار الأحكام النزيهة في حقهما. وبدل أن يرفض ذلك متباهياً بالحرص عليهما وعدم تسليمهما واستنباط مفردات وعبارات لتأكيد هذا الرفض وصل إلى حد أنه أقسم بالطلاق، فإنه بهذه المحاكمة والأحكام التي تصدر عنها يجد أشقاء عرباً وأجانب يساندون محنته وفي الوقت نفسه يتعالى على جراح التجاوب الاضطراري مع مسألة دولية وقانونية. كما أنه لو صدرت الأحكام من المحكمة السودانية ووافق على إرسال الكبشيْن مخفوريْن إلى سجن «كوبر» مع التوصية بإقامة مريحة لهما ثم يحين ذات يوم الأوان ويتم الإفراج عنهما فإنه كان سيومئ بإصبعيْ النصر على المخطط والمخططين ويُبقي السودان تحت خط السلامة.

ويسأل المراقب مثل حالنا نفسه أيضاً: الآن باتت خطوة الانعطافة متأخرة وباتت تبعاً لتلك الفأس في طريقها إلى الرأس، فما العمل؟ وهل هنالك ما يمكن إنقاذ «الإنقاذ» وإنقاذ السودان من غدر دولي مباغت ليس بالضرورة أن يكون مثل غدر الثنائي بوش الابن وطوني بلير بالعراق؟

ويأتي الجواب بأن ما أصاب العراق كان في بعض جوانبه نتيجة تقديرات غير دقيقة وغير موضوعية من جانب الرئيس صدَّام حسين للموقف الدولي، حيث إنه تعامل بمنطق التحدي والرفض والتظاهرات مع أن بعض الكياسة من جانبه كانت ستنقذ العراق من شر الحصار وكان الشعب العراقي سيبدي امتنانه لرئيسه لأنه ارتأى التراجع عن التحدي واعتبر أن عنفوان الحاكم ليس أهم من طمأنينة الناس. وعلى ضوء ذلك فإن الرئيس البشير بدل استنساخ الأسلوب الصدَّامي الصِدامي وأسلوب الرئيس محمود أحمدي نجاد التهويلي وكذلك بدل الإغراق في خضم الاستخارات والغيبيات اعتمد الموقف الحكيم، فإن الأشقاء العرب كانوا سيصطفون حوله مقدمة لانتشاله من براثن المحكمة الجنائية أو بالأحرى المحكمة المتجنية وكان لن يكتب بنفسه في تاريخ بلده إنه إذا كانت المحكمة متجنية فإنه هو الآخر تجنَّى على بلد يتوق أهله إلى الاستقرار النسبي نتيجة اتفاق السلام والتشارك مع سودان الجنوب الذي تحقق على عهده، أي عهد البشير، بعدما اكتوت الأبدان السودانية بالتداعيات الناشئة عن حروب ونزاعات وصراعات مقيتة على السلطة ودفاعات مستميتة من أجل الاستفراد بهذه السلطة وعدم إتاحة المجال أمام المشاركة. ونقول ذلك على أساس أن الأمور ما زالت في البداية وأن الحصار الجوي والغذائي ربما يحدث. وإذا كانت ليبيا في زمن الحصار داوت الأمر بالقدرات المالية المتوفرة ومع ذلك لم يجد العقيد القذافي مفراً من الاستدارة أو الانعطافة، فكيف هي الحال بالنسبة إلى السودان الذي بالكاد يتفادى الشعب فيه الضائقات على أنواعها بالصبر.. الذي له حدود. ثم ألا يتذكر الرئيس البشير كيف أنه لولا النجدات السودانية من اللحوم للعراق لكانت أكثرية العراقيين في زمن الحصار اشتهت قطعة اللحم وكانت قبل الحصار تملأ الثلاجات بما يزيد على حاجة أفراد الأسرة لالتهام اللحوم.

وعندما يسأل المراقب مثل حالنا نفسه ما الذي يراه الرئيس البشير خطأ إن هو اختار افتداء السودان بالكبشيْن هارون وكوشيب بدل القول إنه لن يسلِّم ولو قطة إلى أوكامبو الذي شمله القصاص البشيري الحذائي، يأتي الجواب: إذا كان الرئيس البشير رمى في السجن عدة مرات صاحب «نظرية الإنقاذ» الشيخ حسن الترابي وشتَّت شمل رفاقه الترابيين وبذلك خالف صفة أنه «أخو إخوان»، وعلى نحو ما سبق وفعل الرئيس الراحل حافظ الأسد بصاحب «نظرية البعث» المرحوم الأستاذ ميشال عفلق حيث طارده وحكم عليه وشتت شمل العفالقة، ثم ما فعله الرئيس السوري الراحل بشقيقه رفعت وذلك بهدف ألاَّ تهتز دعائم الاستقرار الذي حققه لسورية.. إنه إذا كان الرئيس البشير فعل بالترابي والترابيين ما فعله فما الذي يضيره لو استنسخ أسلوب الأسد الأب على خشونته وقال للكبشيْن هارون وكوشيب: ادخلا «كوبر» فأنتما السجناء من أجل ألاَّ يتأذى السودان الشعب والنظام والكيان؟ وجوابنا إنه لو فعل ذلك لكان اختار الصيغة الإنقاذية، لكنه لم يفعل مع الأسف.

وخلاصة القول إن الرئيس عمر حسن البشير تصرَّف مع المجتمع الدولي كتصرُّف جنرال مع أفراد فرقة عسكرية يقودها وليس كرجل دولة. ومن البدهيات بالنسبة إلى رجل الدولة والأكثر سلامة له هو أن يلقي الخطاب مكتوباً ولا يتفاعل مع ضوضاء الجماهير، وألاّ يقول إن أخصامه بدءاً بالمحكمة وقضاتها ومدعيها العام تحت جزمته، كما لا يعلن على الملأ أنه سيطرد سفراء دول أجنبية وجمعيات تابعة للأمم المتحدة ولا يهدد وهو في محنة بالويل والثبور وعظائم الأمور وإنما يتذكر ماذا فعلت عبارات التحدي وبالذات ما يتعلق بالشرب من البحر بكبير الرؤساء الثوريين جمال عبد الناصر الذي رحل مقهوراً وبثاني الرؤساء الثوريين العرب شأناً صدَّام حسين الذي رحل قاهراً ثم مقهوراً فمشنوقاً. وإذا كانت غابت عن الذاكرة البشيرية وقائع قديمة فإن عبارة صديقه العقيد معمر القذافي «طز في أميركا» لم ينشف حبرها بعد وكلفت رجل ليبيا القوي ما لا يتمنى الإقدام عليه.

خلاصة القول أيضاً: إذا كان رئيس السلطة الأُولى في البلد لم يأخذ كخطوة أُولى ومن قبل تفاقُم الأزمة بصيغة حكومة الاتحاد الوطني مع الكثير من التنازل عن «ثوابت إنقاذه» فكيف سيلتف الرأي العام معه بما يجعله في منأى عن انكسار المهابة؟ ثم أين هم المستشارون وما أكثرهم وأحذقهم إلاَّ إذا كانت تنطبق على حالة هؤلاء روحية قول الإمام علي بن أبي طالب «ما أكثر العِبَر وأقلّ الاعتبار».. ونعني بذلك ما أكثر المستشارين وأقلَّ الإصغاء إليهم بدل الأخذ بتحريضات المساعدين وقول كُبرائهم بأنهم جاهزون للمنازلة وتقطيع الأوصال وتحطيم المحكمة الجنائية التي هي في نظرهم «فأر ميت» يا لغرابة هذا القول بالذات لسعادة الأخ عبد المحمود عبد الحليم الذي قاد «المواجهة» في نيويورك بدل إطفاء النار الآتية من الخرطوم. وهذا التساؤل في حد ذاته يجعلنا نفترض أن «الإنقاذ» الذي يؤكد رئيسه البشير أنه سيجنِّن المجتمع الدولي وكأنما هذا المجتمع عاقل في الأساس، قد لا يستطيع بغير الاستدارة إنقاذ السودان لأن مباركة زعيم «حماس» خالد مشعل وأدعية إخواننا الإيرانيين وتحفظات الرفاق الصينيين ليست الرادع الكافي لاتقاء شرور الطامعين بالسودان الذين يمتطون خيول أشرار الجنائيين.. المتجنين.


فؤاد مطر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
على نورالدين





مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها   مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها Icon_minitime1الخميس 9 أبريل 2009 - 9:09

و اخر المقالات اليوم:
من «المستشار الثالث عشر» إلى الرئيس عمر البشير
الآن وقد حقق الرئيس عمر حسن أحمد البشير اختراقات نوعية مستبقاً حصاراً قد يتعرض له السودان، ويشمل النفط والغذاء والأجواء على نحو ما أصاب العراق الصدَّامي والصِدامي، بات لا بد من نظرة معدَّلة للخطاب البشيري، يأخذ في الاعتبار أنه إذا كان «الإنقاذ» كحزب مستأثر منذ العام 1989 بالحكم مهماً، فإن سلامة السودان والسودانيين أكثر أهمية. وهنا نكاد نخشى أن يصيب أهل هذا البلد ما لا نتمناه لهم.

كانت الاختراقات تعكس حالة الغضب في نفس الرئيس البشير على إخلال بوعود أميركية ناشئة عن طيبة قلب البشير من جهة وتزويقات بعض المستشارين وسماسرة ترميم العلاقات من عرب وأجانب من جهة أخرى. كما أن حالة الغضب تلك ناشئة عن شغف في الوقت نفسه من جانبه بالتحدي ومحاولة دؤوبة لإزالة تهمة ألصقَتْها بشخصه بعض أطياف المجتمع الدولي، ووجدت داخل السودان من يتلطى وراءها لغاية في النفس يحاول المتلطون من خلالها إضعاف هيبة البشير، فيتم الانقضاض على زعامته التي هزت بدعة المحكمة الجنائية بعض الشيء أساساتها، وحملت صاحبها على أن يمارس كل أساليب الشجاعة كي لا يحقق المدعي العام أوكامبو مأربه.

اختار الرئيس البشير أن يكون في منازلته ضد المحكمة مهاجِماً خلافاً لما هو متعارَف عليه في دنيا القضاء والمحاكمات، وهو أن يكون المتهم مدافعاً عن التهمة الملصَقة به وليس لاعب كرة قدم تشهد الملاعب له بجسارة الهجوم، وذلك لأن رئيس المحكمة في هذه الحال سيطلب منه السكوت وترْك الأمر إلى المحامي يدافع عنه. ولكن الرئيس البشير اعتمد الهجوم لأنه يرفض اعتباره متهماً، فضلاَ عن أنه لم يجد حوله من الجيران والأصدقاء من يساند بغير التمني على المحكمة والذين وراءها أن تعلِّق القرار الاتهامي لمدة سنة، وخلالها لا تصدر أحكام رسمية تستتبعها إجراءات قضائية تشرِّع طبيعتها الأمم المتحدة. وفي نظر الرئيس البشير، كان هذا التمني بمثابة سهم أصاب وجدانه لأن معنى ذلك أن التهمة صحيحة والمحكمة الجنائية معترَف بها وأن الرئيس البشير سيكون طوال سنة متهماً مع وقْف تنفيذ الإجراءات في حقه.

هل أفادت الرئيس البشير المنازلة غير المتكافئة؟ وهل أبعدت صرخاته واتهاماته وبينهما رقصاته وقفْشاته وتلويحات عصاه وحشَ المحكمة الفاغر فمه؟

من حيث المبدأ حققت المنازلة تعبئة خففت بعض الشيء من قلب الرئيس، فبات يشعر أنه محروس برأي عام. وهو انتشى بعد الاختراق الحدودي الأول متمثلا بالهبوط جواً في أريتريا التي كان رئيسها أسياس أفورقي في سنوات مضت يشكل الحاضنة للمعارضة السودانية، مقترفاً في هذا التدخل وزراً أشد قسوة على المعنويات من الذي فعله أوكامبو، حيث إنه أجاز لرموز المعارضة تحويل مقر السفارة السودانية في أسمرة إلى غرفة عمليات سياسية وعسكرية لهم لإسقاط «حُكْم الإنقاذ»، واستمرت التحرشات الأفورقية إلى أن ارتضى الاثنان البشير وأفورقي التعايش وفْق صفقة تقضي بأن لا يستعمل كل منهما ورقة المعارضة لإضعاف شأن الآخر وهز أساسات حكمه. ثم تعززت المعنويات بالاختراق الحدودي الثاني متمثلا بزيارة القاهرة التي امتزج فيها التعاطف المصري مع نصيحة من الرئيس حسني مبارك بأن يتروى الرئيس البشير وبأن يختصر الاختراقات لأن الجدوى ليست في كثرتها، وبأن يتفادى ما أمكنه التعرض لبعض المقامات الدولية بالهجوم على أمل إبقاء الأزمة المتعلقة بالمحكمة الجنائية قابلة للأخذ والرد. لكن يبدو أن الرئيس البشير ارتأى المضي في اعتماد أسلوب التحدي النجادي مع اقتباسات لأسلوب هيوغو تشافيز، وهو ما لاحظناه في إطلالات كلامية له سبقت الاختراق الثالث الذي كان أيضا حدودياً ويتمثل في زيارة ليبيا أتبعها وسط تساؤلات وتقديرات وتمنيات واعتصامات وفتاوى تدور في معظمها حول المشاركة أو عدمها في القمة العربية، بالاختراق الأول عبر الحدود ويتمثل بالتوجه إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية الدورية التي كانت الفرصة المناسبة له كي يستبدل فيها التحدي ببعض المرونة وبذلك لا يُحرج القادة المشاركين الذين لا رغبة لهم بالوقوف معه على نحو ما يريد وأن أعلى الممكن هو تضمين «إعلان الدوحة» الفقرة الآتية «نؤكد على تضامننا مع السودان ورفْضنا لقرار الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية بشأن فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير ودعمنا للسودان الشقيق في مواجهة كل ما يستهدف النيْل من سيادته وأمْنه واستقراره ووحدة أراضيه». وهذه وُقيْفة وليست وقْفة ولن تكون في أي حال موقفاً. والدليل على أنها ليست أكثر من وُقيْفة، أنه كان هنالك إجماع عليها في حين أنه لو كان المأمول اتخاذ موقف لكان حدث انقسام في هذا الشأن ولكان الرئيس البشير سينسحب غاضباً ولكنه ارتضى ما تم التوافق عليه لأنه بالإجماع مع ملاحظة أنه ليس لـ«الرفض» آلية تجعله قادراً على مقاومة «الفرْض» من جانب المحكمة الجنائية.

إلى ذلك إن في غض الطرْف على الاختراق البشيري الأول خارج الحدود بعد الاختراقين الحدوديْين يعود إلى أن المجتمع الدولي لا يريد إحراج أهل القمة العربية، تاركاً لحكمة القادة المشاركين اتخاذ ما يرونه مناسباً من دون أن يعني أن «الرفض» سيطوي صفحة المحكمة، لكنه سيساعد على فُسحة من التهدئة ما دام القادة العرب مجتمعين لم يطلبوا «الإلغاء» مكتفين بـ«الرفْض».

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
على نورالدين





مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها   مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها Icon_minitime1الخميس 9 أبريل 2009 - 9:10

مع ذلك بدا الرئيس المتجنَّى عليه من المحكمة الجنائية حامداً شاكراً العلي القدير، ومِن أجل ذلك كان اختراقه الرابع، وهذه المرة إلى مدينة جدة الثغر البحري المحادِدْ لتوأمه الأحمر بورسودان. ومِنْ جدة إلى بيت الله الحرام لتأدية العمرة وعلى نحو تأدية الرئيس صدَّام لها بعد خروجه من الحرب مع إيران الخميني مثخناً كما الشقيق الإيراني بالجراح المعنوية والعسكرية والمالية، مثقلا بتداعيات الحرب وما تسبَّبت به للمجتمع والتي أوقفها الإمام الخميني على مضض بعد ثماني سنوات، وكَمَن يتجرع السم على حد قوله. ولم يشمل برنامج الهبوط في الأرض السعودية لقاءات رسمية، عدا استقبال محافظ جدة له في المطار، ما دام الرئيس البشير التقى في الدوحة بالملك عبد الله بن عبد العزيز، وما دام الذين رافقوه التقوا بمسؤولين سعوديين آخرين كانوا صحبة خادم الحرمين الشريفين.

العودة إلى الخرطوم كانت عودة الرئيس المكلَّل بـ«الرفْض العربي» المعنوي لقرار الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية وبنجاح الاختراقات الجوية الحدودية والأبعد قليلا مع ملاحظة أن الدوحة شكَّلت أرضاً سودانية رمزية للتوفيق بين «حُكْم الإنقاذ» والدارفوريين الخارجين على طاعة هذا الحكم. ولولا عبارات لافتة صدرت عن الرئيس نتيجة جرعة الإنعاش العربي له، أوردها خلال لقاء مع سودانيي قطر على هامش مشاركته في القمة، لكان جاز القول إن البشير عمل بنصيحة الرئيس مبارك تفادي مقارعة بعض المقامات الدولية، ولكان أيضاً استوقفه استنتاج لافت للرئيس علي عبد الله صالح خلاصته أن من جملة دوافع الرئيس بوش الابن لغزو العراق أن الرئيس صدَّام حسين وضع على مدخل «فندق الرشيد» رسْماً بالموزاييك لوالده (الرئيس جورج بوش) انتقاماً منه لأنه استعاد الكويت التي غزاها (أي صدَّام) منه وفرَضَ عليه من العقوبات ما جعل العراق يسرع الخطى ربع قرن إلى الوراء. لكن العنفوان البشيري المنتعش بـ«الرفض العربي» وبالإجماع جعله يخرج خلال لقائه بأبناء الجالية في قطر على لفْت الانتباه من جانب مبارك له، ويقول أمامهم على نحو ما رواه زميلنا إسماعيل آدم «إن العدالة الدولية كان يجب أن تقتاد جورج بوش على خلفية تدمير العراق وأفغانستان ودعم إسرائيل لقتْل الأطفال.. لكن اللي إختشوا ماتوا».

ماذا بعد الآن في ضوء ذلك؟

هل سيواصل الرئيس البشير التحدي إلى أن يتم من جديد استنساخ عقوبات «الحظْر الجوي»، و«النفط مقابل الغذاء»، و«محاصرة السودان بحراً وجواً» وغيرها من العقوبات كثير، أم يكتفي بالاختراقات التي حققها وتشكل تعويضاً له مستبعداً الاختراق الإيراني الذي سيجعل أسراب الدبابير الدولية تلسع وجوه السودانيين. وأهمية هذا التعويض تكمن في أن قمة الدوحة بعد الاختراقات المشار إليها، كانت تعويماً لحالة ميئوس منها ولوضْع مرشح للاهتزازات من مقياس بالغ الخطوة.

للإجابة أُجيزُ لنفسي تقمُّص شخصية «المستشار الثالث عشر» لأقول من منطلق إلمام ومتابعة بأحوال السودان لم تنقطع على مدى أربعة عقود كان خلالها معظم مستشاري الرئيس البشير الحاليين الاثني عشر على مقاعد الدراسة، وكذلك بدافع الحرص والتعلق على هذا البلد كياناً وشعباً يشهد بذلك كبار القوم السودانيين من عسكريين جنرالات ورُوَّاد ومن سياسيين مدنيين بأجنحتهم الثلاثة اليمينية واليسارية والإسلامية... إنني من هذا المنطلق أُجيز لنفسي أن أتقمص متبرعاً واستناداً إلى محاولات طلب مني في سنوات مضت وخلال أزمات عاصفة، بعض الأقطاب الرأي والمسعى، وأقول في هذا الشأن للرئيس البشير: لقد صمدتَ وسعيتَ وقلتَ من كثير الكلام ما يمكن لبعضه أن يعبئ الصف ولبعضه الآخر أن يكيد الأعداء والمتجنين وأوصلت الأزمة إلى أشقائك العرب فناصروك معنوياً من دون أن يكون في المقدور من ذلك ومن الإكرام تفادياً لإحراجات تصيب المهابة ومن قبل استحقاق الانتخابات العامة عام 2010 بأمل تتويجك رئيساً للدولة، الاستئناس بحنكة الزعيم الأفريقي القنوع نلسون مانديلا وابن بلدك ومؤسستكما العسكرية الكبير زهداً عبد الرحمن سوار الذهب فتقرر الانصراف طوعاً، وبعد أن ترعى في البرلمان مؤتمراً وطنياً تشارك فيه جميع رموز القوى لا فضْل لسوداني على آخر ولا تمييز لواحد دون آخر، في صيغة قيادة للسودان الموحَّد، وقطعاً للمكيدة الكبرى واستباقاً لما قد يكون شراً مستطيراً يبعثر الخطوة الكبرى على طريق إنجاز السلام مع الجنوبيين كأن يرتأى إخواننا هؤلاء ومَن وراءهم انتهاز لحظة هلهلة في الشريك الشمالي فيعلنون قيام دولتهم المستقلة، مِن معالمها افتتاح مصنع للبيرة قبل أيام. كيف ذلك في الدولة الموحدة؟ وكيف سيتحمل السودان الذي أنت رئيسه منذ العام 1989 ذلك؟ وعلى نحو المثل الجزائري الشعبي مع بعض التعديل «عشرون سنة.. بركات».

وتكراراً أنها وجهة نظر «المستشار الثالث عشر» لأن الاثني عشر الآخرين لا يقولون ذلك على الأرجح بمن فيهم صاحب الزلَّة اللسانية الكبرى في شأن «السودانيين الشحَّاتين» صدرت عنه وهو في الرياض التي طالما يردد ناسها كما الشعب السعودي عامة المثل الشعبي العميق المعنى «يا زينك ساكت»، وكأنما لا يتذكر الدكتور المستشار مصطفى عثمان إسماعيل ما تسبَّبت به الزلَّة البشَّارية «أشباه الرجال» والزلاَّت البوشية التي كانت أشبه بالشتائم. نأمل أن يغفر لك الشعب السوداني هذه الزلَّة كما غفر الملك عبد الله بن عبد العزيز للرئيس بشَّار زلَّته، وكما لا بد سيغفر الرئيس مبارك الزلَّة البشَّارية. أما الزلاَّت البوشية فلن تغفرها شعوبنا وبالذات الشعب في السودان والعراق وفلسطين.. لأن الشتيمة كما التجني جرائم لا تُغتفر.


فؤاد مطر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
على نورالدين





مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها   مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها Icon_minitime1الإثنين 20 أبريل 2009 - 11:16

وهذا مقال اخر
بعد الدوحة (وقبلها)... من يغسل عار دارفور؟
نسيم ضاهر الحياة - 14/04/09//
حضر الرئيس السوداني عمر البشير الى مؤتمر القمّة في الدوحة مُحاطاً بمظاهر التشريف. سبقت زيارات خاطفة في محيط السودان الجغرافي، رحلته السعيدة الى الديار القطرية، لم تحمل مضامين فاقعة على نحو مشاركته وسط مجموعة رؤساء الدول العربية، وتحدِّيـه مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. بذلك، تجاهل البشير مشورة علماء السودان بمحاذرة مكر الحاقدين ودرء مؤامرتهم الخبيثة، واجتاز المجال الجوِِّي الدولي غير عابىء بالمخاطر والتبعات، ليقدم مطالعة في كيفية التصدِّي لأعداد السودان والأمة، معطوفة على حملة شعواء شنَّها الزعيم الليبي معمّر القذافي، ونالت شفاعة الرئيس السوري بشار الأسد داخل قاعة الاجتماعات.
على مسمع بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، تكرّرت إدانة سياسة الكيل بمكيالين، والمطالبة بتنزيه العدالة الدولية عن الغرضية بغية الإيفاء بمتطلباتها، الى توكيد لازمة سيادة السودان وعدم جواز انتهاك أرضه وتعريض وحدته للخطر. فالسودان (ودارفور تحديداً) بألف خير حسب زعم قائده والمحيطين به في الخرطوم والفاشر، وقد تردّدت أصداء هذه المقولة خلال التظاهرات الحاشدة "العفوية" التي استفزَّها تدبير جائر أقدم عليه أوكامبو الخسيس، مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية. وحيث لم يرشح ما قيل في جلسات القمة المغلقة لجهة التروِّي في الأحكام، وربما النصح بالاعتدال في اللهجة حيال الأسرة الدولية والتمعّن في عاقبة مصادمتها، خرجت القمة بقرار رفض مذكرة التوقيف في الظاهر، سلّم بصعوبة ايجاد مخارج من الأزمة القائمة، دون التطرّق الى مبادرات وبدائل.
اختارت القمة العربية ما كان متوقّعاً من زاوية التضامن والمجاملات والمرجح أن قرارها بشأن السودان لن يغضب المجتمع الدولي في شكل قاطع، لأن الرفض حمّال أوجه، تفسيره مختلف عن الإدانة ، بل انه يستبطن، في طياته، اعترافاً ضمنياً بصلاحية المحكمة، صيغ مثابة الاعتراض على قرار غيابي قابل للاستئناف. ولئن ساق البشير اتهامات بالجملة ضد المنظمات الإنسانية العاملة في السودان قبل طردها، وقذفها بتهم ظالمة من مثل تقديم تقارير كاذبة الى المحكمة الجنائية، والضلوع معها، وتلفيق أخبار تمسّ بكرامة الحكومة السودانية وقيمها نظير تصويرها اغتصاب النساء، المُؤيّد بالوقائع، بالعملية المدمّرة لتغيير الجينات الأفريقية الى جينات عربية، أحجم معظم القادة العرب عن مجاراته، فيما دعا بان كي مون، من على منصة المؤتمر، الى رجوع السودان عن قرار الطرد والسماح للمنظمات غير الحكومية بإكمال رسالتها الإنسانية الصرفة.
إنّ قضية البشير فرع من أصل عنوانه مأساة جارية أوقعت ما يزيد على ثلاثماية ألف ضحية وشرّدت مليوني بشري وفق أضعف التقديرات. لا يفيد في أمر المعالجة إنكار لهول الجريمة المتمادية، وصرف الأنظار عن الماثل المشهود كل طالع نهار في مخيّمات البؤس والشقاء. قد تحتج القيادة السودانية على المهانة وتدلي بما تراه من دفاع عن أدائها والظروف المعقدة التي تواجهها، كما سواها، في دارفور وسائر المناطق المنكوبة في السودان، لكن ليس في مقدورها التنصّل من المسؤولية الخاصة بالسلطات الحاكمة إزاء سلامة شعبها وتعريض الملايين لخطر دائم مُحدق باتت معالمه بحجم كارثة إنسانية كبرى مخيفة في معانيها المنافية لأبسط الأعراف. الحال أن مشاريع البشير، أيّاً كانت دوافعها وكيفما تسربلت بالعروبة والمقدّسات، إنما أنجبت نزاعات متناسلة لا تنتهي فصولاً في غرب السودان وجنوبه وبعض من شرقه، وهي، في المدى المرئي، تهدّد حقيقة وحدة السودان، ناهيك عن استنقاع مواطنية في بؤر الفقر والظلامة والاقتتال. هنا بيت القصيد، ومكمن العجز الأساس، أين منه الانتفاض في وجه التدخل الأجنبي، ساتر الاستقالة الفعلية، ومؤشّر تواطؤ يعيد الى إشكالية المفاهيم القومية بامتياز. فالعار اللاحق بالسودان جرّاء ممارسات همجية هيّأت لها السلطة، تشترك فيها أطراف محلية بلا جدال، لن تغسله توليفات كلامية وطعن بقرار طال رأس الهرم بادئاً لا يبرىء بالضرورة ساحة سواه. في هذا الصدد، تستدعي الأمانة التنويه بالحكمة التي أبدتها دول عربية وازنة بغاية إبعاد الكأس المُرّة عن السودان، غير ان محاولاتها جاءت متأخرة، معدومة الحواصل، كأنما بنيت على رمال. وفي المطلق، لم يُسجّل عربياً لغاية اليوم ما يقارب جوهر المسألة ويقبض عليها من جذورها الإثنية والدينية والاقتصادية، كما يتفهّم حق الاختلاف في المعتقد والرؤى والهوية واقتسام الثروات.
يبقى السؤال قائماً عمّا بعد الدوحة، وإلى أين يسير السودان. وفي قمرة القيادة طاقم اجتمع على حصر الخلاصية ببقائه في السلطة، وأشبع دعواته الدينية المتزمتة بمقادير قومية متعصِّبَة استحضرت غلافاً للعزلة وتسويقاً لنهج مؤدّاه مزيد تمزّق وقهقرة وخراب. فقد بلغ الوضع السوداني حافة الخطر الشديد، الكياني والمجتمعي في آن، فبدا منزلاً ومخزناً لعوارض الأمّتين العربية والإسلامية بسواء.
سايرت القمة العربية رئيساً لاذَ بعضوية دولته في الجامعة العربية، طلباً لإيقاف تنفيذ قرار قضائي دولي، وهي عازمة على تأجيله ما أمكن في واقع الأمر، ريثما يُصار الى ترتيبات وتسويات على الصعيد الأممي، تمرّ حُكماً بملامسة بنية السلطة داخل السودان. إن كسب الوقت سعي مشكور يحفظ كرامة المجموعة العربية، ويدلّ على نية صادقة في بلورة معطيات جديدة عبر المناصحة والحثّ على الامتثال بأناقة وطواعية لاحقاً، على قاعدة صيانة شرف دولة مأزومة، ومراعاة القانون الدولي في الغايات مع امتعاض معلن من الشكليات. لا بأس في تجاوز قطوع مُؤذٍ واستنفاد المهل المعقولة، فهذا من شِيَم قمم التصالح وتفويت الفرصة على حملة سيوف الممانعة والصحوة الحربجية، لكن جراح دارفور ما زالت نازفة تلحق وصمة العار بالمؤسسة العربية، لا بالنظام العربي وحسب. إلامَ التسويف، ومتى يستيقظ الضمير، أقله خدمة للحق الإنساني ووجوب إغاثة أبناء الحياة؟
ويا لها من مبادىء سامية وغنائيات، تلك التي تعنى بالمقامات والحصانات، ولا تجرؤ الالتفات، ولو بكلمة، إلى الضحايا الأبرياء. هنيئاً لمضيف القمة بثلاثي العازفين على وتر العِزّة، ومُمتهني المؤثرات الصوتية، والشكر لمن استوعب هيجاءهم ومواعظهم، على أمل انصرافه إلى المفيد والمعين على إنقاذ المعذّبين في أرض قاحلة اسمها الصحراء.
* كاتب لبناني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقالات مؤلمة و موجعة لكنى اتفق معها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حتى لا... ننسى ... مقالات سياسية
»  خواطر فيل (اليوم 24 ) (سلسلة مقالات)
» الدعارة الجامعية في الخرطوم ( توجد حقائق مؤلمة )
» الذين يتعرضون لتجارب مؤلمة في الطفولة يموتون مبكراً
» المبعوث الامريكى الانتخابات السودانيه مزوره سنتعامل معها لانفصال الجنوب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: