إنهُ الزوج
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
بعض المواقف تجعلك تصاب بحيرة ودهشة! ولعلي اذكر ما جرى لامرأة داعية داخل الحرام المكي.
تقول: دلفت إلى الحرم قبل صلاة العصر واستقريت في مكان هاديء وبارد وقدر الله أن تأتي امرأة بجواري، وبلا سابق معرفة ولا مقدمات التفتت إلي وهي ترفع صوتها لتسمعني: زوجي تزوج عليَّ بامرأة أخرى، ثم أتى بي إلى هنا واسكنني في شقة صغيرة ضيقة لا منفس فيها ولا ضوء، حشرنا فيها كأننا حيوانات!
قالت لها المرأة الداعية: اتقي الله في زوجك فقد أحسن إليك وأتى بك على هنا لأداء العمرة، ترك عمله وصرف من جيبه وأتى بك إلى أشرف البقاع وأطهرها ثم أنت تقولين ذلك!
ولا يخفى عليك وأنت تعرفين أن منازل مكة صغيرة ضيقة ليست في سعة بيتك، وأتيت هنا للطواف والصلاة في الحرم وليس للإقامة في الشقة الضيقة كما تقولين!
قالت الداعية: ما اسرع كفرانها للعشيرة نسيانها للمعروف أحسن إليها فأسات إليه، وأكرمها فآذته، أراد لها الخير من أوسع أبوابه فإذا بها تلوك في عرضه! اخذ إجازة من علمه وتحمل وعثاء السفر بالسيارة وسار بها مئات الكيلو مترات حتى وصلت إلى هنا، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان!؟ وصدق النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه العظيم عن النساء!
فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أشد تحذير وبيَّن ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن كفران العشيرة وكفران الإحسان سبب من أسباب دخول النار، فلما خسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصلى صلى الله عليه وسلم صلاة الخسوف قال بعد صلاته: ((إني رأيت الجنة ـ أو أريت الجنة ـ فتناولت منها عنقوداً ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار فلم أر كاليوم منظراً قط، ورأيت أكثر أهلها النساء)) قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: ((بكفرهن)) قيل يكفرن بالله؟ قال: ((يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط))[رواه البخاري].
وهذا الفعل من المرأة كبيرة نص على ذلك الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ .
ولكل امرأة مسلمة ما رواه معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا))[ رواه الترمذي].وللمسلمة حديث الحصين بن محصن أن عمه له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (( أذات زوج أنت؟)) قالت: نعم قال: (0كيف أنت له؟)) قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه قال: ((فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك)) [رواه مسلم]
.
موضوع: يا امرأة أمسكي في راجلك قوي 
الأربعاء 3 فبراير 2010 - 17:42
