بن مافى !
حضر رئيس محلية (الإيصال إنقطع) إلى مكتبه كالعاده فى العاشرة صباحاً .. قام بوضع عدد من صحف اليوم وجدها على سطح مكتبه وما أن بدأ فى تصفحها حتى ضغط على (الجرس) ليأتيه مدير مكتبه مهرولاً :
- شوف ليا الود بتاع (البوفيه) ده ما جاب ليا القهوة بتاعتى لى هسه ليه؟
- والله سعادتك أنا كلمتو مما إنت جيت لكن …
- لكن شنو؟
- لكن فى الحقيقة (البن) فى البوفيه كمل
- طيب ما عندكم (النثرية) بتاعت المكتب ما تديهو يشترى ليهو بن
- والله سعادتك النثرية ذاااتا كملت ليها كم يوم
- طيب ما مشيت (القسم المالى) شلت منهم قروش على بند (النثرية) ليه؟
- مشيت وقالو الخزنة فااضية وما فيها قروش !
- بتقول شنو؟ خزنة محلية (الإيصال إنقطع) ما فيها قروش .. والله ده كلام … كدى نادى ليا المدير المالى ده !
يغيب (عبدالقوى) مدير مكتب رئيس المحلية لدقائق بينما رئيس المحلية يقطع المكتب جيئة وذهاباً وهو يصفق بكلتا يديه فى إندهاش وغضب ، يدخل (عبدالقوى) ومعه ( الأمين) المدير المالى والذى تبدو عبيه علامات الإرتباك
- فى شنو سعادتك؟
- كمان بتسألنى فى شنو؟ بندخل لينا (سته مليار جنيه) إيرادات فى الشهر والليله بوم حداشر فى الشهر خزنتك تكون فاضية وما فيها (مليم أحمر)؟
- والله سعادتك بس الشهر ده كان علينا أعباء كتيرة وناس كتار كانو عاوزين مننا قروش … شركات الإتصالات عاوزة يدفعو ليها فواتير الموبايلات بتاعت الموظفين وكمان ما تنسى الإحتفال بتاع المحليه الأخدت فيهو (نجمة الإنجاز) لأنها حققت أكبر ربط بتاع (أيرادات) بدون ما تقدم خدمة واااحده .. أها شوف القروش الدفعناها فى إيجار الكراسى والصيوانات والساوند سيستم والمكرفونات والفنانين .. وكمان قروش الإضاءة واللمبات و كمان قروش الخمسميت (نفر) الأجرناهم عشان يهتفو لينا !
- معقوله بس ؟ الحاجات دى تكون بى كم مليار؟
- ليه ما معقول سعادتك ؟ (البارد) بتاع الإحتفال ده براهو بى ميه وعشرين مليون من شركة (الماء الزلال) ده غير (التلج) بس بى اربعه وعشرين !
- خلاص خلاص بعد شويه ح تقول ليا مناديل ورق بى عشرة مليون و(فول حاجات) بى خمسطاشر مليون
- لا ما بى خمسطاشر بى خمسة بس ! – مواصلاً- والله أنا شايف سعادتك الإيرادات دى ما كفاية ولازم المواطنين ديل يساعدونا شويه فى الحكايه دى !
- يساعدونا كيف يعنى تفتكر ؟
- الحكاية ما عاوزه ليها (إفتكارات) سعادتك .. بس تنادى سعادة المستشار بتاع المحلية لإبتكار (الجبايات) وتكلمو يشوف ليهو طريقت إيرادات جديده وهو ح يجيهك تمااام !
- طيب وراجى شنو ما تمشى تناديهو ليا
عبدالمنتقم يقترح :
يدخل (عبدالمنتقم) مستشار المحلية لإبتكار الجبايات إلى مكتب رئيس المحلية بعد أن تم إستدعائه وما أن يراه الأخير حتى يهب واقفاً وهو يصيح :
- ألحقنا يا دكتور .. مصيبه .. إبتلاء .. مصيبه .. إبتلاء
- الله لا جاب المصائب والإبتلاءآت يا ريس مالكم فى شنو .
- الخزنة يا دكتور الخزنة ؟
- مالا فى واحد من الموظفين (لحسا) ذى السنة الفاتت ؟
- لا .. لا .. تصور إنو الليله يوم حداشر فى الشهر وفاضية وما فيها ولا (فرطاقه) ؟
- كيف يعنى؟ مال قروش (الجبايات) والرسوم الأنا كل يوم ببتكر ليكم فيها دى بتمشى وين ؟
- ما كفاية يا دكتور …. ما كفاية !
- شنو سعادتك الما كفاية ؟ محلية (الإيصال إنقطع) دى بتحقق أعلى نسبة إيرادات بين المحليات وما تنسى قبل كم يوم شلنا (نجمة الإنجاز) فى تحقيق نسبة أعلى إيرادات
- آآى لكن إنت ناسى إنو منصرفاتنا كتيرة ؟ لازم تشوف ليك طريقه نزيد بيها الإيرادات دى !
- والله يا سعادتك ما عارف أقول ليك شنو ؟ نحنا المواطنين ديل ما خلينا ليهم حاجه واااحده (مجانا) .. كلو عليهو رسوم أنا براى السنة الفاتت دى (إبتكرت) ليكم 453 جباية !
- 453 جباية 496 أنا عاوزك بى سرعه تشوف لينا جباية جبايتين تلحقنا ليهم عشان شوية الإيرادات بتاعتنا دى تكفينا
- والله ما أظن تانى فضلت حاجه ندفعهم عليها قروش ، البيوقف عربيتو فى الشارع بنشيل منو (ألف جنيه) رسوم (وقوف) والعاوز يعمل (حفلة) فى بيتو بنشيل منو (خمسين ألف) رسوم إقامة مناسبة والنفايات (المردومة) قدام بيوتهم لمن (ريحتا فاحت) دى بندفعه عليها رسوم والـ
- (مفاطعا) : ده أنا كلو يا سعاده المستشار عااارفو … إنت بس فكر لينا فى حاجه سريعه نلم بيها لينا قرش قرشين بى سرعه نملأ بيهم الخزنة دى ! أنا عارف عندك أفكار خطييييره !
- خلاص سعادتك خلينى أمشى أقعد فى مكتبى شويه أشرب ليا (فنجان قهوة) وأفكر ليكم فى (جباية مبتكره) من اللى هيا !
عبدالمنتقم يفكر :
ما أن جلس عبدالمنتقم على مكتبه حتى ضغط على الجرس مستدعياً (عبدو) المراسلة
- بالله كلم بتاع (البوفيه) ده يجيب ليا فنجان قهوة مظبوط
- سعادتك (بن) فى البوفيه مافى
- طيب خلاص أمشى جيبو ليا من أى واحده من ستات الشاى القاعدين برة المحليه ديل !
تأخر (عبدو) فى إحضار (القهوة) ، بدأت علامات (الزهج) تبدو على وجه (عبدالمنتقم) الذى توقف عن الكتابة على الأوراق التى أمامه وأخذ يذرع المكتب جيئة وذهاباً ، ثم بعد وقت غير قصير يفتح باب المكتب ليدخل (عبدو) وهو يحمل (صينية) صغيرة بها (فنجان) قهوة و(سكرية) ومعلقة
- (فى زجر) : إنتا بتتأخر كده بتمشى وين؟
- ما مشيت حته يا سعادتك بس البت بتاعت (الشاى) دى الزباين بتاعنها كتار يجى خمسين واحد واقف ليها العاوز (شاى بى لبن) والعاوز (شاى ساده) والعاوز (قهوة) والعاوز (نعناع) !
هنا لمعت فى رأس (عبدالمنتقم) فكرة جهنمية خطيرة فقام بإرتشاف فنجان القهوة سريعا ثم إتجه نحو مكتب رئيس المحلية
تتكيفون :
- أها أكيد لقيت لينا مخرج ؟ أنا عارفك خترى
- شوف يا سعادتك نحنا ذى ما المرة الفاتت منعنا الأولاد (الشيالين) الفى السوق البسوقو (الدرداقات) وأممنا الشغلانية دى وعملناها (شركة) وقطعنا رزقهم كمان نقوم (نأمم) محلات الشاى ونخليها (شركة) تابعه للمحلية – مواصلاً – بس شوف محلية (الإيصال إنقطع) دى فيها كم (ست شاى) ؟ يعنى لو قلنا عندنا تلاته ألف (ست شاى) والواحده بتربح ليها فى اليوم (تلاتين الف) شوف (إبراداتنا) ح تكون كم ؟
- (مبتسماً متهللاً) : والله فكرة بت لذينا … لكن بس ناس (حقوق الإنسان) ومنظمات (المجتمع المدنى) و(الصحافة) والما بعرفو شنو داك ح يجو ناطين ويقولو ليك ده (قطع أرزاق) والناس ديل قاعدين يعولو أسر وأيه ما عارف
- بسيطه يا ريس .. الرد يكون جاااهز ونخلى (الإعلام بتاعنا ) يركز عليهو
- اللى هو شنو؟
- نورى إنو الأماكن بتاعت ستات الشاى ديل بقت مكان لتخطيط (الجريمة المنظمة) وإنو بيجمعو حواليهم المجرمين والعطالة وبقت أماكن لتوزيع الخمور والمخدرات وأصبحت تهدد أمن وسلامة المجتمع يشكلها العشوائى ده وإنو كان لازم الدولة ممثلة فى المحلية تتدخل لإقاف هذا العبث !
- ينصر دينك يا دكتور عبدالمنتفم !! والله عندك أفكار تودى فى داهية ! بالله أشرح للمستشار (القانونى) للمحليه الكلام ده وخليهو يبدأ فى تأسيس الشركة لحدت ما أنا أختف (كراعىا) أمشى (الصين) أتعاقد ليا على شحنة (كفتيرات) وكبابى ومعالق وكوانين للمشروع !
حملة إعلامية :
إنتظمت محلية (الإيصال إنقطع) أعمال تشييد وتركيب مبان جاهزة متشابهه فى الأماكن الإستراتيجية وأماكن التجمعات ما أن أصبحت جاهزة حتى تم تنفيذ (كشة) شاملة تم بموجبها منع جميع (ستات الشاى)من العمل على أن يتم إستيعابهن كعاملات فى (شركة تتكيفون) إن أردن ذلك !
وبدأ التعريف عن (الشركة) عبر الوسائط الإعلامية حيث تمت إستصافة السيد رئيس المحلية فى احد البرامج الإذاعية على الهواء مباشرة :
- سيداتى وسادتى .. أعزائى المستمعين يسرنى أن أستضيف فى هذه الحلقة من برنامج (مسئول وإعجاز) السيد رئيس محلية (الإيصال إنقطع) ليحدثنا عن مشروع (تتكيفون) .. مرحب بيك السيد رئيس المحلية
- بسم الله الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وبعد وأشكركم على هذه الإستضافة
- لو سمحت سعادتك بس تورينا الأسباب التى دعت لإنشاء هذا المشروع
- والله فى الحقيقه البداية أصلة المحلية كانت (مفلسة) أقصد (مطنشة) حكايت (التسيب) البحصل العاملنو (ستات الشاى) ديل لكن لما الحكاية كترت قلنا ننظم المسألة شوية !
- وهسه سعادتك (ستات الشاى) ديل يعنى خلاص رزقهم إنقطع ؟
- أعوذ بالله أعوذ بالله .. نحنا معقول نقطع لينا رزق زول .. أعوذ بالله العلى العظيم .. كل المسألة بس إنو نحنا عاوزين نقدم الخدمة دى للمواطن بشكل (حضارى) يتناسب و(المشروع) بتاعنا وكمان عاوزين ننظم (الشغلانية) ليهن ! والعاوزة تواصل شغل فى الشركة معانا مرحب بيها !
- طيب ما ممكن تنظموها بدون (الشركة) دى؟
- طبعن لا … لأنو الشركة ح تأمن ليهم مستقبلهم وح يكون عندهم (مكافأة) ما بعد الخدمة وكمان ح ندخلهم تحت (مظلة) التأمبن الصحى وكمان الواحده بدل ما يكون دخلها مجهجه وكده ح يكون عندها (مرتب) يعنى دخل ثابت !
- لا والله يا سعاده رئيس المحلية ما قصرتو تب
- نقصر كيف؟ الرعية دى ربنا بيسألنا عنها يوم الندامة أقصد القيامة !
كتعريف بالشركة ومنتجاتها من (الشاى الحليب) والقهوة (المظبوطه) والنعناع والكركدى فقد قام مستشار الشركة لشئون (الإعلام) بتصميم بعض الإعلانات الإذاعية و(الكلبات) التلفزيونية
إعلان (1) :
- إنت وين يا صلاح يا ولدى طلعت بدرى قبل ما تشرب الشاى؟
- أنا يا أمى فى المكتب عندى شغل مهم
- وما شربت ليك كباية شاى !
- كيف ؟ ما شربت ؟ أنا هسه قاعد مشغل (الفريون) وبتكلم معاك فى (التلفون) وقاعد أشرب فى كبايت شاى (مظبطه) من شركة (تتكيفون)
(صوت جهورى) .. الآن يمكنك أن تتصل على الرقم خمسة أصفار زيرو (خدمات توصيل الطلبات) لتصل إليك كبايت (الشاى) الساخنة أو فنجان القهوة (المظبوط) أو الكركدى أو الحليب (الدسم) فى مكانك .. – ثم صوت إنثوى مايع - ت ت ك ي ف و و و و ن ( أحلى شاى ) وأروع (قهوة) وأجمل ح ل ي ي ي ب !
إعلان (2) :
- والله يا (عاصم) المحاضرة الأخيرة دى ما قدرت أفهم فيها حاجه
- كانت صعبة مش كده ؟
- لا ما صعبة بس كان عندى صداع شديد
- خلاص يلاكا نشوف لينا (ست شاى) نشرب لينا كبايت شاى كاارب يفك ليكا الصداع ده
- إنت من زمن (ستات الشاى) !
- كيف ؟
- ما تقول ليا بقت شركت (هناى) ؟
- أيوااا .. بقت (تتكيفون) .. بدل ما تشرب الشاى فى الشمش تشربو تحت (الفريون) وبدل ما تقعد فى (بنابر قصيرة) جابو ليك مفاعد (وثيرة) !
- ودى وين كمان ؟
(نفس الصوت الجهورى) : فى كل مكان ح تلاقى فروعنا .. أكيد تتكيف من (مشروعنا) ! – الصوت الأنثوى- تتكيفون شااااهى وقهوووا ونعنااااع وكاكااااو (ولا أروع) !
ونتيجة لهذه الحملة الإعلانية وكذلك نتيجة لإحتكار الشركة لعملية بيع الشاى والقهوة للمواطنين فما أن بدأ العمل فى فروع ومنافذ بيع الشركة حتى إنهمرت الإيرادات على خزانة المحلية.
فى فرع الشركة بالسوق المحلى يتزاحم المواطنون على (علوية) التى تنهمك فى غلى (الشاى) على الكفتيرة وإنزال (الشرقرق) من (النار) بينما الزبائن يتصايحون :
- بالله قهوة سكر خفبف
- كبايت شاى باللبن
- إتنين نعناع السكر بتاعهم بره
(علوية) تتناول منهم (الماركات) وتفاجأ بأن أحدهم يعطيها ورقه نقدية فترفضها قائلة :
- أمشى جيب ليكا (ماركة) من الزول القاعد فى (الكاونتر) داااك حليل أيام بنمسك القروش فى إيدينا
بن مافى :
حضر رئيس المحلية إلى مكتبه كالعاده فى العاشرة صباحاً .. بدأ فى قراءة صحف اليوم ثم ما لبث ان ضغط على (الجرس) ليأتيه مدير مكتبه مهرولاً :
- شوف ليا الود بتاع (البوفيه) ده ما جاب ليا القهوة بتاعتى لى هسه ليه؟
- والله سعادتك أنا كلمتو مما إنت جيت لكن …
- لكن شنو؟
- لكن فى الحقيقة (البن) فى البوفيه كمل
- طيب ما عندكم (النثرية) بتاعت المكتب ما تديهو يشترى ليهو بن
- والله سعادتك النثرية ذاااتا كملت ليها كم يوم
- طيب ما مشيت (القسم المالى) شلت منهم قروش على بند (النثرية) ليه؟
- مشيت وقالو الخزنة فااضية وما فيها قروش !
- بتقول شنو؟ خزنة محلية (الإيصال إنقطع) ما فيها قروش .. والله ده كلام … كدى نادى ليا المدير المالى ده !
يغيب (عبدالقوى) مدير مكتب رئيس المحلية لدقائق ثم يعود ومعه ( الأمين) المدير المالى والذى تبدو عليه علامات الإرتباك
- فى شنو سعادتك؟
- كمان بتسألنى فى شنو؟ خليك كدى من أى حاجه .. من العوائد ومن الرخص ومن الجبايات ومن الرسوم ومن (شركة الدرداقات) وشركة (النفايات) ومن كل الشركات .. خليك من الحاجات دى كووولها .. الأيرادات بتاعت (تتكيفون) دى وينها !! المليارات بتاعت القهوة والشاى دى مشت وين !
- سعادتك براااحه برااحة أنا ح أفهمك !
- تفهمنى شنو ؟ نحنا ما لينا (سنتين) ما صرفنا على المواطن (مليم أحمر) .. القروش دى مشت وين !
- يا سعادتك أدينى فرصة أشرح ليك وأهو كل المستندات معاى
- طيب أقعد ورينا
أول حاجة سددنا (تلاته) مليار (قسط أول) لشركة (السقف المرفوع) القامت بإنشاء الفروع ونقاط البيع وتانى حاجه ده إيصال بى مليار وخمسميت مليون بتاع قيمة الإعلانات فى قناة (الغروب) ودى كمان الفواتير بتاعت (إفتتاح المشروع) شئ (مويه معدنية) من شركة (الماء الزلال) وشئ إيجار كراسى وشئ إيجار صيوانات وشئ إيجار مكرفونات من شركة (ورفهوا عن أنفسكم) وكمان ما تنسى (عدادات) الفنانين .. وكمان برضو ما تنسى سعادتك القروش القبضوها الناس القاعدين نأجرهم عشان يهتفو لينا بى إنجازاتنا !
- معقول الحاجات دى تكمل لينا القروش الجات كووولها !
- معقول سعادتك لأنو كمان فى المنصرفات الثابتة .. فواتير موبايلات .. بنزين .. سفريات خارجية .. إعاشة وإقامة … وأقساط عربات .. وده غير مخصصات مجلس الإدارة بتاع الشركة والمستشارين .. عندك مستشار الشركة (لشئون البن) السفرية بتاعتو (للبرازيل) دى براها كلفتنا (ميتين الف دولار) غير التذاكر ليهو والوفد المرافق !
- بس معقوله 64 شركة و296 جباية و1374 نوع من الرسوم والخزنة عدمانة (نفاخ النار) ؟ - بلهجة آمرة- يا أمشى يا (عبدالقوى) نادى ليا (عبدالمنتقم) خليهو يجينى هسه دى !
بعد دقائق يدخل عبدالمنتقم الذى يبادر رئيس المحلية قائلاً :
- شنو يا ريس إن شاء الله خير !
- خير شنو مع الإيرادات الما بتكفينا دى !
- كيف ما بتكفى يا ريس ومشروع (تتكيفون) ده بيدخل ليهو قريب المليار فى اليوم وشركة (الدرداقات) وشركة (النفايات) كمان بيدخلو الشئ الفلانى ده غير باقى الرسوم والجبايات والشركات التانية
- (فى حرقه) : ما نافع يا عبدالمنتقم …الكلام ده كلو ما نافع …لازم بى سرعه تشوف لينا دخل إضافى … لازم تفكر لينا فى مشروع سريع
- والله يا ريس بعد ما أحتكرنا (الدرداقات) وبيع (القهوة والشاى) إلا نحتكر (بيع الأكياس) !
- (مندهشاً) : أكياس !!؟
- أيوه أكياس .. البلد دى فيها كم مليون مواطن !
- كتير قول أربعين مليون !
- فيهم كم مليون بيمشو السوق كل يوم ؟ العاوز يشترى لحمة .. العاوز يشترى خضار العاوز يشترى فواكه .. العاوز يشترى شنو ما بعرف داك
- وبعدين؟
- لا بعدين ولا قبلين الناس دى كووولها لازم تشترى أكياس تخت فيها الحاجه الإشترتا .. يعنى ببساطة فى (كم مليون) كيس بيتباعو كل يوم …
- أها وبعدين !
- بعدين ذى ما عملنا للأولاد بتاعين (الدرداقات) وذى ما عملنا لى (ستات الشاى) نقوم نعمل نفس الحاجه مع الأولاد البيبيعو الأكياس ديل … ونعملا شركة نشغل فيها الأولاد ديل بعد ما نستورد الأكياس من (المنبع) بتاعا بتراب الفلوس !
- ونستوردا ليه إنت ناسى مصانع الأكياس (بتاعتى) !
فى سرعة (إنجازية) الغرض منها خدمة (توفير الأكياس) للمواطنين تم تنفيذ المشروع فبعد مطاردات وزجر وتهديد توقف (بائعو) الأكياس عن ممارسة مهنتهم بالأسواق وإنخرطوا للعمل فى شركة (أكياس الطيبات) التابعة للمحلية مكتفين بما يتم منحه لهم من مبالغ لا تكفى لسد الرمق وكشئ طبيعى إنهالت الإيرادات اليومية على خزينة محلية (الإيصال إنقطع) .
بعد شهر :
حضر رئيس محلية (الإيصال إنقطع) إلى مكتبه كالعاده فى العاشرة صباحاً .. قام بوضع عدد من صحف اليوم وجدها على سطح مكتبه وما أن بدأ فى تصفحها حتى ضغط على (الجرس) ليأتيه مدير مكتبه مهرولاً :
- شوف ليا الود بتاع (البوفيه) ده ما جاب ليا القهوة بتاعتى لى هسه ليه؟
- والله سعادتك أنا كلمتو مما إنت جيت لكن …
- لكن شنو؟
- فى الحقيقة يا سعادتك (بن) مافى !!