كرمات الأولياء :-
إن كرامات الأولياء لا ينكرها إلا جاهل أو مكابر فقد اجمع العلماء إن أي معجزة للأنبياء جائزة أن تكون كرامة للأولياء وكتب السنة مليئة بما لا يحصي من الأحاديث. ولا ننكر إن هنالك بعض خوارق العادات التي يقوم بها غير الأولياء ولكن القاعدة عند الصوفية انه إذا رأيت من يطر في الهواء أو يمشي علي الماء لا تعتقد بولايته حتى تنظر في مدي التزامه بالشريعة وتطبيق السنة.ويقول الشيخ محمد عثمان عبده ألبرهاني رضي الله تعالي عنه (الاستقامة خير من ألف كرامة )
مراتب الدين :-
اعلم وهبني الله وإياك الرشد والسداد وزادني الله وإياك علما إن مراتب الدين ثلاثة وهي الإسلام والإيمان والإحسان وفي المصطلح العام كما هو وارد في أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم وفي المصطلح ألمصحفي هي مراتب علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين وهي العلوم الثلاثة التي ذكر رسول الله صلي الله عليه وسلم إن المولي تبارك وتعالي قد علمه إياها عند عروجه صلي الله عليه وسلم فد ورد عنه صلي الله عليه وسلم انه قال ما معناه وهو يذكر قصة المعراج ((علمني ربي علما أمرني بتبليغه وهو الإسلام وعلما خيرني فيه وهو الإيمان وعلما أمرني بكتمانه وهو الإحسان )) .ويؤيد ذلك الحديث الشريف المروي عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي جاء فيه ما معناه : (انه جاء رجل نظيف شديد بياض الثياب إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم في محفل من الصحابة رضي الله تعالي عنهم وجلس قريبا منه حتى لاصقت ركبتاه ركبتي النبي صلي الله عليه وسلم ثم قال له : يا رسول الله اخبرني عن الإسلام فقال صلي الله عليه وسلم:بني الإسلام علي خمس شهادة إن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة واتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا ) فقال الرجل صدقت . ثم قال :يا رسول الله اخبرني عن الإيمان فقال صلي الله عليه وسلم
إن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الأخر والقضاء خيره وشره حلوه ومره) فقال الرجل صدقت .ثم قال يا رسول الله اخبرني عن الإحسان فقال صلي الله عليه وسلم
إن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه وانه يراك)فقال الرجل صدقت .وهكذا كان الرجل يسأل والرسول صلي الله عليه وسلم يجبه والي هنا فهذا الجزء الذي يهمنا من الحديث فيما يختص بمراتب الدين .وبعد أن مضي الرجل كان الصحابة رضي الله عنهم في حيرة من أمرهم ، فهو يسأل الرسول صلي الله عليه وسلم ويصدقه وهم لا يعرفونه .ولتأدبهم العالي في حضرة الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام فهم لا يسألونه عن شي حتى يحدث لهم منه ذكرا فظلوا صامتين حتى سألهم الرسول صلي الله عليه وسلم قائلا( أتدرون من الرجل؟) قالوا الله ورسوله اعلم ،ثم قال سيدنا عمر رضي الله عنه
انه ليس من أهل البلد لأننا لا نعرفه ولا تبدو عليه الغربة لأنه ليس عليه وعثاء السفر ).
فقال صلي الله عليه وسلم( هذا جبريل أتى ليعلمكم امور دينكم ) . ومن هنا يتضح لنا جليا إن الدين هو مجموع هذه المراتب الثلاثة .فمن عمل بمرتبة الإسلام دون مرتبتي الإيمان والإحسان فهو يعمل بثلث الدين .كما إن من يعمل بمرتبتي الإسلام والإحسان فهو يعمل بثلثي الدين .ويشار لهذه المراتب الثلاثة أيضا بعلوم الشريعة والطريقة والحقيقة.
ويؤيد القرآن الكريم ما ذهبنا إليه من إن هذه المراتب الثلاثة هي كل الدين فقد قال تعالي في سورة الحجرات قالت الإعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا وحتى يدخل الايمن في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم
أقوال الصالحين:-
وبناءا علي ما سبق عن مراتب الدين ، فان العمل بالدين لا بد إن يقاس بميزان هذه المراتب الثلاثة كما إن أي آية قرآنية أو حديثا شريفا أو أي كلام من رؤساء الصحابة ورؤساء الأولياء ينبغي إن يقاس بميزان هذه المراتب أيضا فللقران ظاهر وباطن ومطلع وحد ، ولا يستطيع الخوض في علوم الباطن إلا السادة الصوفية رضوان الله عليهم أجمعين فالدين عندهم تخلق وليس تعلقا ومن ثم فأنهم الماهرون بعلومه ومن أراد أن يبرئ ذمته فليسألهم عن امور الدين ومراتبه عملا بقوله تعالي (فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )وكلمة الذكر هنا يمكن إطلاقها في علوم الدنيا والدين فصاحب أي مهنة أو صنعة ماهر في صنعته سواء إن كانت جليلة أو حقيرة فمثلا امهر المهندسين لا يستطيع أن يعرف عدد الأرغفة التي ينتجها كيس الدقيق .
وقد وقع في كلام بعض المتصوفة في حديثهم عن التجليات الإلهية ما حمل بعض الجهلاء على اتهامهم بمذهب الحلول وسمَّاهم البعض بالحلولية. الحلول هو اتَّحاد الجسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر، كحلول ماء الورد في الورد ومنه مذهب الحلول يعتقد أصحابه أن الله يحلُّ في الشيء متحدَّاً به حتى يصحَّ أن يطلق عليه أنه الله {تعالى الله عزّ وجلّ عمَّا يقولون علوا كبيرا .يقول الإمام فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده ألبرهاني
فأما عن حلول واتحادا به يرموننا جهلا عيانا
تنزه ذو الجمال وذو الجلال ونزهنا وتطهر مبتدانا
فلو -إنا معاذ الله - قلنا بما قالوه لانفصمت عرانا
ولـكنا - بفضل الله - قـوم علي التوحيد نشهده عيانا
لقد غمت علي قوما علوم شهدنها يقينا في استوانا
يظن البعض بل ظنوا جميعا وان الظن ليس به غنانا
وهذا المذهب في حقيقة الأمر هو مذهب النصارى، قال الإمام الرازي رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: {لا تَغْلوا في دينكم} وفي قوله {ولا تقولوا على الله إلا الحق} أي لا تصفوا الله بالحلول والاتحاد في بدن الإنسان أو روحه ونزِّهوه عن هذه الأحوال وقال في تفسير قوله تعالى {ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم} قال: '' المعنى ولا تقولوا أن الله سبحانه وتعالى واحد بالجوهر ثلاثة بالأقانيم••• والذي يتحصل منه أنهم أثبتوا ذاتاً موصوفة بصفات ثلاثة، إلا أنهم سمَّوها صفات فهي في الحقيقة ذوات بدليل أنهم يجيزون عليها الحلول في عيسى ومريم بأنفسهما، وإلا لما جوَّزوا عليها أن تحلَّ في الغير وأن تفارق ذلك الغير مرة أخرى، هم وإن كانوا يسمونها صفات إلا أنهم في الحقيقة يثبتونها ذوات متعددة قائمة بأنفسها وذلك محض الكفر -
(التفسير الكبير) سورة النساء 171- 172
وقال الإمام القرطبي رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: (وروح منه): (هذا الذي أوقع النصارى في الضلال فقالوا عيسى جزء منه فجهلوا وضلوا•••) قال أبي بن كعب '' خلق الله أرواح بني آدم لما أخذ عليهم الميثاق ثم ردها إلى صلب آدم وأمسك عنده روح عيسى عليه السلام، ولما أراد خلقه أرسل ذلك إلى مريم فكان منه عيسى عليه السلام فلذا قال'' وروح منه
(الجامع لأحكام القرآن)•
ومن ردِّ الشيخ محي الدين رضي الله عنه على هذا الافتراء: (نور الشمس إذا تجلى في البدر يعطي من الحكم ما لا يعطي بغير البدر، لا شك في ذلك - كذلك الاقتدار الإلهي إذا تجلَّى في العبد• وكما يعلم عقلا أن القمر في نفسه ليس فيه من نور الشمس شيءٌ وأن الشمس ما انتقلت إليه بذاتها، وإنما كان لها مجلي وكذلك العبد ليس فيه من خالقه شيء ولا حلَّ فيه ) وقال في موضع آخر (••• ومن هنا يعلم حقيقة قوله '' كنت سمعه وبصره ويده ورجله ؛ ولما لاح من هذا المشهد لبعض الضعفاء لائح صاح ''أنا الحقُّ'' فسكر وصاح ولم يتحقق لغيبته عن حقيقته) وأنكر القول بالاتحاد فقال: (إذا كان الاتحاد مصير الذاتيين ذاتا واحدة فهذا محال لأنه إن كانت عين كل واحدة منهما موجودة في حال الاتحاد فهما ذاتان وإن عدمت العين الواحدة وبقيت الأخرى فليس إلا واحدة، ولا اتحاد البتة لا من طريق المعنى ولا من طريق الصورة ) (ملخصة عن روح المعاني للآلوسي•(
وقال الشيخ عبد الغني النابلسي رضي الله عنه:
ولا تقل أنت هو ما أنت هو أبداً لا شيء كيف يساوي الشيء وا عجبي
ولا تصر كافراً إن قلت إنك هـو فأنت بالنفس عـنه دائـم الحجـب
الله أكبر هذا عقد كــل ولـي لا شــك فيه لنا بل عـقد كـل نبي
فهذا قول لم يقل به الأنبياء صلوات الله عليهم فضلا عن الأولياء ويقول الإمام البصيري في قول النصارى واليهود والقائلين بإلوهية عيسى ومريم وعزيرعليهم السلام•
خبِّرونا أهلَ الكتابين من أيـن أتـاكم تثليــكم والبداء
ما أتـى بالعقيدتيـن كتـابٌ وإدعاءٌ لا نـصَّ فيه افتـراء
ليت شعري ذكر الثلاثة والوا حد نقصٌ في عدكم أم نمـاء
أتراهـم لحاجـةٍ واضطـرارٍ خلطوها وما بغى الخلطـاء
أهو الراكب الحمار فيا عجزَ إلــهٍ يمسّــَه الإعياء
أم جميعٌ على الحمار لقد جلَّ حمــارٌ بجمعهم مشـاء
وإنما حمل بعض الناس على اتهام المتصوفة بالقول بمذهب الحلول كلامهم عن تجلي الأسماء الإلهية لقلب العبد ولا يعلم حقيقته إلا أهل المشاهدة الذين خصَّهم الله والذين لا يضيعون الوقت إلا في ذكر المذكور أو شكر على نعمة أو صبر في محنة أو رضي على شدة قد جعلوا الله نصب أعينهم لا ينظرون إلا إليه ولا يعكفون إلا على عبادته فأعطاهم من الحياة الطيبة بغير حساب وكشف لهم الحجب رضوان الله عليهم
وكما قال سيدي ابن الفارض رضي الله عنه:
يا أختَ سعدٍ من حبيبي جِئْتنِـي برسالـةٍ أدَّيتــها بتلطُّـفِ
فنظرتُ ما لم تنظري وسمعتُ ما لم تـسمعي فعرفتُ ما لم تعرفي•
ومن هذا يتضح إن قول الصالحين يحتاج إلي تأويل ولا يؤخذ علي ظاهره فهو إما أن يكون صاحبه قد غلبه التجلي فأصبح حكمه كحكم السكران ويقول قائلهم :
ولا تلم السكران في حال سكره فقد رفع التكليف في سكرنا عنا
أو تكلم صاحبه بالرمز والإشارة ومثل ذلك القول حديث للشيخ الجليل والولي الشهير محي الدين بن عربي عندما قال للناس(( معبدوكم تحت قدمي)) يقصد الكنز الذي كان واقفا عليه والذي ظهر بعد تنفيذ حكم الإعدام فيه وقد أشار للناس انه عندما يدخل ((السين)) في(( الشين)) يظهر كلام محي الدين ،فكان إن دخل فيما بعد السلطان سليم الشام وفتحها أشارة إليهم أن يحفروا المكان الذي كان يقف فيه وعندما وجدوا الكنز ظلوا يحفرون حتى أضاعوا صلاة الظهر وصلاة العصر فهل يا تري من كانوا يعبدون ؟
وكذلك عدم الفهم الصحيح للغة وضروب البلاغة من التورية وخلافها وذلك مثل قول الشيخ الحلاج رضي الله عنه ، وكان قد سأله احد الناس عن التصوف وهو في طريقه إلي المشنقة بعد أن حكم عليه بالإعدام في قصته المشهورة ومقولته (ما في الجبة إلا الله ) فانشده قائلا :
كفرت بدين الله والكفر واجبا لدي وعند المسلمين قبيح
ومعني الكفر هنا – كما يقصد الشيخ الحلاج عليه رضوان الله تعالي - التغطية كما في الكفار بمعني الزراع لتغطيتهم الحب ، وكما في الكفارات وهي التي تمحي الخفايا وتكفر الذنوب ، وقد استعملت كلمة الكفر مجازا لمن ينكرون البعث والنشور ويغطون الحقائق . ويقصد الشيخ الحلاج رضوان الله تعالي عليه انه يعلم كثيرا من الأسرار مما لا يجوز البوح بها إذ هي من العلم الذي أمر صلي الله عليه وسلم بكتمه في مرتبة الإحسان ،وفي هذا المعني يقول الإمام سيدنا علي زين العابدين بن مولانا الإمام أبي عبد الله الحسين رضي الله تعالي عنهما :
إني لأكتم من علمي جواهره كيلا يمر بذي جهل فيفتتنا
إذا إننا إذا سمعنا حديثا من احد الصالحين أو نقل عنه لا نفتي بكفره ما دام يشهد( أن لا اله إلا الله وان محمد ا رسول الله) ويقول الشيخ محمد عثمان عبده ألبرهاني رضي الله تعالي عنه:
إذا ما ضـل أبناء النـبـي تري من للهداية بعد كان؟
فهــل أبناء طـه غير قـوم يطهرنا الذي كان اصطفانا
ليذهب كل رجس أي رجس فهـل تكفيرنـا يرضي أبانا بنا أوصى وقال الحوض حوضي وفي القران يرضيه رضانا
حمينـا بـل كفيـنا بـل وإنا - وان كرهوا-اصطفينا لا عدانا
هدينـا بـل حبينا بـل وإنا بمـا جاء النبـي غدا هوانـا
لا تدركه الأبصار:-
إن الاعتماد علي الآية الكريمة(لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) علي عدم روية الأولياء للحق تعالي انه اعتماد خاطئ صدر عن فهم خاطئ .فهم يرون إن الآية قد نفت رؤية المولي تبارك وتعالي في حين إن صريح معني الآية قد حجر الرؤية علي الأبصار دون البصائر . والمعتمد عند السادة الصوفية رضوان الله عليهم أجمعين –وهو الصحيح –إن البصائر تدرك المغيبات والتجليات الإلهية.
ولا يمكن لعاقل إن ينكر الرؤيا ولا يخفي علي احد إن سيدنا موسي عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام طلبها .وان سيدنا يونس عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة و السلام يقول: ( أن لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ).فالخطاب بأنت لا بد أن يكون للمخاطب المشاهد . ورؤية النبي صلي لله عليه وسلم للحق تعالي في قصة الإسراء والمعراج هي اكبر دليل .
وقد سئل سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه إن كان قد رأي ربه فقال : العجز عن درك الإدراك إدراك وقال سيدنا عمر رضي الله عنه ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله وقال سيدنا عثمان رضي الله تعالي عنه: ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله عنده .وقال سيدنا علي كرم الله وجهه إن غبت بدا وان بدا غيبني.
روية النبي:-
أما عن روية أرباب الأحوال للنبي صلي الله عليه وسلم في اليقظة ،وان طائفة من أهل العصر ممن لا قدم لهم في العلم بالغوا في إنكار ذلك والتعجب منه ،وادعوا انه مستحيل ،
وقد ورد في ذلك الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، ولا يتمثل الشيطان بي )
واخرج الطبراني مثله من حديث مالك بن عبد الله الخثعمي ، ومن حديث أبي بكرة.
واخرج الدارمي مثله من حديث أبي قتادة(الأنصاري)
قال العلماء : اختلفوا في معني قوله (( فسيراني في اليقظة )) فقيل :معناه فسيراني في القيامة . وتعقب بأنه لا فائدة في هذا التخصيص ، لان كل أمته يرونه يوم القيامة من رآه منهم ومن لم يره ،وقيل :المراد من آمن به في حياته ولم يره لكونه حينئذ غائبا عنه فيكون مبشرا له انه لابد أن يراه في اليقظة قبل موته ،وقال قوم :هو علي ظاهره فمن رآه في النوم فلا بد إن يراه في اليقظة- يعني بعيني رأسه – وقيل :بعيني قلبه،حكاهما القاضي أبو بكر العربي ، وقال الإمام أبو محمد بن أبي جمرة في تعليقه علي الأحاديث التي انتقاها من البخاري : هذا الحديث يدل علي انه من رآه صلي الله علي وسلم في النوم فسيراه في اليقظة ، وهل هذا علي عمومه يدل في حياته وبعد مماته او هذا كان في حياته ؟ وهل ذلك كله من راه مطلقا ،او خاص لمن فيه الأهلية والإتباع لسنته عليه السلام ؟ اللفظ يعطي العموم ومن يدعي الخصوصية فيه بغير مخصص منه صلي الله عليه وسلم فمتعسف،وقال: وقد وقع من بعض الناس عدم التصديق بعمومه ،وقال علي ما أعطاه عقله : وكيف يكون من مات يراه الحي في عالم الشهادة ؟ قال : وفي هذا القول من المحظور وجهان خطران ، احدهما عدم التصديق لقول الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى ، والثاني الجهل بقدر القادر وتعجيزها كأنه لم يسمع في سورة البقرة قصة البقرة وكيف قال الله تعالي : ( اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ) وقصة إبراهيم عليه السلام في الأربعة من الطير ،وقصة عزيز ، فالذي جعل ضرب الميت ببعض البقرة سببا في حياته ،وجعل دعاء إبراهيم لإحياء الطيور،وجعل تعجب عزيز سببا لموته وموت حماره ، ثم لا حيائهما بعد مئة سنة ،قادر أن يجعل رؤيته صلي الله عليه وسلم في النوم سببا لرؤيته في اليقظة ، وقد ذكر عن بعض الصحابة أظنه ابن عباس رضي الله عنهما – انه ري النبي صلي الله عليه وسلم في النوم ، فتذكر هذا الحديث ، وبقي يفكر فيه ، ثم دخل علي بعض أزواج النبي - أظنها ميمونة – فقص عليها قصته ، فقامت وأخرجت له مرآته صلي الله عليه وسلم ، قال رضي الله عنه :فظرت في المرآة فرأيت صورة النبي صلي الله عليه وسلم ولم اري لنفسي صورة.
خطورة التصوف في السرية والكتمان!!!
إن دروس السادة الصوفية ومحاضراتهم تقام في ساحات الموالد وعلي منابر المساجد وعلي أجهزة الإعلام وان قلوبهم ودورهم مفتوحة لمن أراد أن يتعلم كيف يذكر الله علي يد خبير(الرحمن فسأل به خبيرا) ويبحث عن الحقيقة .
هل سيدنا موسي عليه السلام كان دمية؟؟؟
السؤال موجه إليك الأخ قرشي فلقد ذكرت انه إذا طلب منك شخص أن تتبعه ولا تسأله عن ما يفعل فانه يصير كالدمية وحشا أن يكون سيدنا موسي عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام أن يكون دمية ولكنه أدب لمن أراد أن يتعلم (قال له موسي هل اتبعك علي ان تعلمني مما علمت رشدا* قال فان اتبعتني لا تسالني عن شئ حتي احدث لك منه ذكرا)،إذا إن مشايخ الطرق الصوفية لم يأتوا ببدعة عندما يطلبوا ذلك
اعتقاد الصوفية في إبليس لعنة الله عليه:-
إن حديثك عن اعتقاد الصوفية في إبليس كأنك تتحدث عن قوم من كوكب آخر وليس الصوفية الذين هم أجدادك وآباءك وأعمامك الذين نشأت وترعرعت بينهم وتعلم ما هي عقيدتهم فيما ذكرت من ادعاءات.
نظرة المجتمع للتصوف:-
أما قولك كيف تكون حالة المجتمع لو ترك هذه الجماعة بدون رادع، فان المجتمع والحمد لله لازال وسيظل يحفظ للطرق الصوفية فضلها في دخول الإسلام لهذا البلد وما زالت الطرق الصوفية تقوم بنشر الدين في كل أرجاء المعمورة بدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة . ويقول الأمام فخر الدين رضي الله تعالي عنه:
يهدي إلي الله الهداة بعلمنا لا بالعواء وقطعت أسباب
ملحوظة:-
إن رسولنا الكريم هو رحمة للعالمين وكان يحب الخير و الهداية لجميع الخلق ومن سنته أن نحب الخير والهداية للجميع فكان يا أخي أحرى بك أن تدعوا لنا بالهداية بدلا أن تدعو علينا بان نحشر في النار.