هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هاشم كرار ...في حديث الغفلة والقفلة ومأساة القرن العشرين !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المحبوب أحمد الأمين

المحبوب أحمد الأمين



هاشم كرار ...في حديث الغفلة والقفلة ومأساة القرن العشرين !! Empty
مُساهمةموضوع: هاشم كرار ...في حديث الغفلة والقفلة ومأساة القرن العشرين !!   هاشم كرار ...في حديث الغفلة والقفلة ومأساة القرن العشرين !! Icon_minitime1الثلاثاء 16 فبراير 2010 - 12:14



لمن فاتـهم متابعة السجال الذي دار بين الصحفيين محمد لطيف وهاشم كرار ، فليسمح لنا السيد الكاتب كمال علي الزين بنقل وقائع السجال الذي أورده بسودانيزاونلاين لنرى كيفية تصدي هاشم كرار للإتـهامات الغلاظ التي وجـهها له محمد لطيف " التزويير والإنصرافية وإدعاء البطولات ........





(( بقلم : محمد لطيفالحلقة الأولى بتاريخ 27 يناير 2010 :
إغتيال
الأستاذ.. القصة الكاملة (1)
كرار حول أكبر مآسي القرن العشرين إلى ملهاة تحتفي بها أجراس الحرية

هل تعلم أجراس الحرية أن ( هذا أو الطوفان ) كان أول دعوة
للسودان الجديد ؟ وأن ( الطوفان ) يحدق الآن بالسودان؟
بغض النظر عن تزوير
وقائع ما يزال معاصروها أحياء وبتجاوز إدعاء البطولة فى أمر ما كان له به صلة وبالتقاضي عن تزييف الحقائق فإن السيد هاشم كرار قد حول اكبر مأساة شهدها السودان في القرن العشرين إلى ملهاة يتسلى بها السذج ويحتفي بها الأغرار .. ومعذورون الإخوة فى أجراس الحرية فـ ( هم لا يعلمون) ... !
يوم إغتيال الأستاذ محمود محمد طه
جسد إغتيال الرأى وقدم أسوأ صورة لاستغلال الدين فى تصفية الخصومة السياسية ... فكان مناسبة يحتفى بها العالم العربى كله للتعبير عن التضامن مع ضحايا الرأى ولدعم حرية التعبير والضمير فاختارته المنظمة العربية لحقوق الإنسان يوما عربيا لحقوق الإنسان .. ولكن عند هاشم كرار وأجراس الحرية لم يعدو الأمر غير ملهاة تسود الصفحات وتلهى القراء عن القضية الأساسية بعبارات إنصرافية من نوع ( ليلى الطويلة ) و ( زهيرة القصيرة ) ... قضية رجل قدم نفسه رخيصة فى سبيل المبدأ .. وبغض النظر عن ما كان يعتنق محمود .. وبغض النظر عن ما قال محمود فيكفيه فخرا وشرفا أنه قال كلمته ومضى... فى وقت إبتلع فيه الكثيرين ألسنتهم ...ولهذا .. لهذا فقط .. كان حريا بهاشم ورهطه أن يحتفوا بذكرى الرجل بما يستحق أو ليصمتوا.
كان حريا بهاشم كرار أن
يتحرى الحقيقة عند من عايشوها لا أن (ينجر) كيفما اتفق ... وكان حريا بأجراس الحرية فى (عام الرمادة ) هذا أن تنتبه للفكرة الأساسية فى بيان الأستاذ ذاك .. هذا أو الطوفان ... فلئن كانت أجراس الحرية تطرح نفسها كحاملة للواء السودان الجديد .. فبيان ( هذا أو الطوفان ) كان سباقا حين تحدث عن تصنيف الناس على أساس دينى وعن خطورة ذلك على البلاد والعباد و عن الفتنة الدينية ... ولو تعلم أجراس الحرية فالبلاد والعباد الآن فى انتظار الطوفان الذي حذر منه الأستاذ فى بيانه ذاك الذي دفع ثمنا له أغلى ما عنده ... إنه عام الاستفتاء .. ونحسب ( محسنين الظن ) فى دعاة السودان الجديد أن السودان الجديد إنما يعنى السودان الموحد على أسس عادلة تقوم فيها الحقوق على المواطنة لا على أساس من الدين والعرق ..وهذا ما كان قد نادي به ( هذا أو الطوفان ) لا دولتان منفصلتان تطحن واحدة الحروب القبلية ويطحن الثانية الاستعلاء الديني والعرقي ... ولكن راعية السودان الجديد ( ما فاضيه ).. فكان ميسورا على هاشم كرار أن يجرها إلى كوميديا سوداء من نسج خياله نصب نفسه فيها بطلا.
ولو شئنا أو (شاء الآخرون ) لسودنا الصحائف فى كشف نماذج تشويه التاريخ وتزوير
الحقائق .. وإن أرادوا فعلنا ... ولكن الأولوية الآن لتمليك الرأي العام الحقيقة ... والوقائع كما جرت لا كما تخيلها هاشم كرار وصدقتها ( أجراس الحرية ) ولفائدة القارىء فالذى أنا بصدد نشره الآن ليس جديدا .. بل هو رصد دقيق قد نشر بعد ثلاث سنوات فقط من إغتيال الأستاذ محمود محمد طه وجل من وردت أسماؤهم أحياء وقد تم نشر هذا الرصد فى صحيفة الأيام فى الذكرى الثالثة لعملية الإغتيال وتحديدا في العشرين من يناير 1988 وأصدق القارئ القول أنني لم أكن متحمسا للكتابة لا لعدم أهميتها ولكن لإنشغالى بأعباء سكرتارية تحرير الأيام ثم لأن الصحيفة كانت قد كلفت مجموعة من الزملاء لإعداد ملف في ذكرى اغتيال الأستاذ والذي حدث أن الملف لم ينجز بالشكل المطلوب وكان الأستاذ محجوب عثمان ملما بطرف من قصتي فألح على أن أكتب .. ففعلت وأحسب أنني مدين له بشكر وتقدير كبيرين.
ولنا عودة من بعد ذلك لتصحيح الوقائع
التى تعمد تشويهها هاشم كرار . كربطه لخروج الراحل حسن ساتى ( رحمه الله ) من الأيام بموقفه من عملية إعدام محمود محمد طه فهذه فرية لم نسمع بها إلا عند هاشم كرار.
في الذكرى الثالثة لاستشهاد محمود محمد طهيوماً.. بعد يوم مع محاكمة
العصر..صحفي عاش أحداث تلك الأسابيع المشئومة يرويها ساعة بساعةبدأ السيناريو في 25 ديسمبر وانتهي في 18 يناير
بقلم: محمد لطيف

(
أنا أعلنت رأيي مراراً في
قوانين سبتمبر 1983م من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام.. أكثر من ذلك فإنها شوهت الشريعة وشوهت الإسلام ونفرت عنه، يضاف إلى ذلك أنها وضعت واستغلت لإرهاب الشعب وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله.. ثم أنها هددت وحدة البلاد.. هذا من حيث التنظير أما من حيث التطبيق فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنياً، وضعفوا أخلاقياً، عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستغلهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب وتشويه الإسلام وإهانة الفكر والمفكرين وإذلال المعارضين السياسيين.. ومن أجل ذلك فإني غير مستعد للتعاون مع أية محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر, والتنكيل بالمعارضين السياسيين.
سمعت هذه العبارات من محمود محمد
طه وهو يقف أمامي شامخاً كالطود في قاعة من قاعات محكمة أم درمان.. لم أره من قبل.. ولم استمع إليه.. بل كنت أرى أن الجمهوريين إنما يسلكون مسلكاً سياسياً يتعارض ومصالح الشعب بموالاتهم لنظام النميري..
حتى وأنا في طريقي لتغطية وقائع
المحكمة مندوباً عن (الأيام الحكومية) لم يتجاوز منطقي أن الجمهوريين إنما يدفعون ثمن استكانتهم لنظام لا قيم له ولا مواثيق.. ولكن وأنا استمع لمحمود في خطبته أعلاه شعرت أني أمام نمط فريد من الناس.. وجدت أمامي رجلاً يقول على الملأ ما يردده الكثيرون ليلاً وفي السر. وجدت نفسي أمام رجل تجلله صلابة في الموقف وقناعة لا تتزعزع فيما يعتقد.. تراجعت الصورة التي دخلت بها المحكمة وتقدمت صورة أخرى مختلفة تماماً.. لا انفي أنها الصورة التي تحاصرني وتدفعني وأنا اكتب الآن.. وبدأت قصتي مع محمود.
محمد لطيف 18 يناير 1988
..
كان لها ما قبلهاالمهزلة التي بدأت في 5
يناير 1985م انتهت في 18 يناير من نفس الشهر، وهي كل الفترة التي استغرقتها عمليات اعتقال الأستاذ محمود محمد طه بصدور قرار (محكمة الموضوع) وتأييد (محكمة الاستئناف) وتأييد (رئيس الجمهورية) وتنفيذ حكم الإعدام. هذه المهزلة لم تكن مفاجئة، بل كان لها ما قبلها. ففي العام 1983م عارض الأستاذ محمود لجنة نميري لتعديل القوانين لتتمشى مع الشريعة الإسلامية، منطقه في ذلك أنها محاولة لتزييف الإسلام وأن الإسلام لا يقوم بمجرد سن القوانين.. وعارض من قبل تجربة البنوك الإسلامية، منطقه في ذلك أنها تدعي شرعية زائفة.. وعارض قانون الطمأنينة، منطقه في ذلك أنه يشكل خرقاً واضحاً للدستور ويجهض الحرية الفردية ويسلب القضاء حقه في مباشرة الفصل في القضايا. وفي يونيو 1983م اعتقل الأستاذ محمود ونحو خمسين من الجمهوريين والجمهوريات لأن كتاباً قد صدر منهم بعنوان (الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة) هاجموا فيه سلوك الفقيه المصري محمد نجيب المطيعي الذي أتاح له عمر محمد الطيب ليخطب في منبر المسجد الذي بني في كوبر.. وفي مطلع مارس 84م أصدر الأستاذ محمود من داخل المعتقل كتاب (الموقف السياسي الراهن) عارض فيه قوانين سبتمبر 1983م وفي أغسطس 84 أصدر منشوراً من داخل المعتقل تناول فيه أوجه تعارض تلك القوانين مع الشريعة.
خطوة
مفاجئة لها ما بعدهارغم ما أسلفنا إلا أن النظام اتخذ خطوة مفاجئة بل تعد نتيجة مغايرة لتصرفات الأستاذ محمود في المعتقل، ففي السابع عشر من ديسمبر 84 أطلق سراح الأستاذ محمود ومن معه من الجمهوريين وأعيدت لهم كتبهم ومعدات الطباعة التي صودرت منهم، ليس هذا فحسب بل إن عمر الطيب رئيس جهاز الأمن حمل اثنين من الجمهوريين المعتقلين وكان على صلة سابقة بهما رسالة خاصة للأستاذ محمود راجياً منه قبول إطلاق السراح، وكان الأستاذ محمود وقتها معتقلاً بمنزل حكومي كان يقيم فيه بونا ملوال سابقاً، إلا أن هذه الخطوة المفاجئة كان لها ما بعدها. ولعلنا لسنا في حاجة لتأكيد تبييت النية، ولكنا نحاول فقط أن نقدم توثيقاً مجرداً دون أي تدخل بل مجرد- إثبات الوقائع كما تمت وبمتابعة تسارع الإيقاع سيتضح جلياً أن الخطوة المفاجئة كان لها بالفعل ما بعدها.
هذا أو الطوفان كانت أول خطوة بعد مغادرته المعتقل أن قال
لتلاميذه (إننا لم نخرج من المعتقل لنرتاح بل لنواصل معارضة هذا النظام الذي أذل الشعب ونكل بالمعارضين السياسيين مشوهاً الإسلام)، وكلف لجنة من جماعته بكتابة منشور يحمل هذا المعنى فكان منشور (هذا أو الطوفان) في 25 ديسمبر 1984م وكانت خلاصة المنشور:1/ إلغاء قوانين سبتمبر 83 لتشويهها الإسلام ولإذلالها الشعب ولتهديدها الوحدة الوطنية.2/ حقن الدماء في الجنوب واللجوء إلى الحل السياسي السلمي بدل الحل العسكري.
و

بدأت المهزلة الكبرى في نفس يوم 25 ديسمبر بدأت اعتقالات واسعة
في أوساط الجمهوريين فقد قبض على 6 منهم يوزعون المنشور.. أما في الخامس من يناير 1985م فقد صدر قرار من وزير الدولة بديوان النائب العام محمد آدم عيسى باعتقال محمود محمد طه.
التاريخ: النيل والفرصة التاريخية في الثامن والعشرين من ديسمبر
خرجت من النيل أبو قرون المستشار القضائي لرئاسة الجمهورية رسالة موجهة لنميري هذا نصها:الأخ الرئيس القائد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المنشور المرفق وزعه الجمهوريون وقد قبض على ستة منهم وتم التحقيق معهم، وسوف يقدمون للمحاكمة، وبهذا قد أتاحوا لنا فرصة تاريخية لمحاكمتهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. لا شك أنها بداية لمسيرة ظافرة بإذن الله يتساقط دون هدفها كل مندس باسم الدين وكل خوان كفور. ولله الأمر من قبل ومن بعد.. وفقكم الله لقيادة المسيرة الظافرة واقام نهج الله على آثار المصطفى (ص) وأصحابه ومن سار بسيرهم ومنهجهم إنه سميع مجيب الدعاء) النيل عبد القادر أبو قرون 6 ربيع ثان 1405م.. وقد علق عليها نميري بخطه: (الحمد لله والشكر لله والله أكبر على المنافقين 6 ربيع ثان 1405 نميري).ودارت الأيام دورتها لتصبح الرسالة التي تحدث فيها النيل عن الفرصة التاريخية وثيقة تاريخية تجلل بالعار راسلها والمرسلة إليه وغيرهما كثر.. وكانت هذه الكلمات المفضوحة التي تنضح بالقصد الجنائي هي البداية الحقيقية لتنفيذ أكبر جريمة يشهدها التاريخ السياسي المعاصر لبلادنا.
محكمة (1) صباح الاثنين السابع من يناير 1985م بدأ الفصل
الأول.. المهلاوي كان يتخذ من بناية اتحاد الفنانين القديمة مقراً لمحكمة اسمها المحكمة الجنائية رقم (4) بأم درمان وأمامه تقرر أن يتحاكم محمود وتلاميذه. وتوافد الناس إلى هناك.. انتظار.. وفجأة وبصورة درامية يتقرر نقل المحكمة إلى مبنى آخر بحجة إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن لمتابعة وقائع القضية.. ويهرول الجميع راكبين وراجلين إلى مجمع المحاكم القديم (بناية مجلس أم درمان). تملكتني حيرة حقيقية حيث إن الحجة التي بها تحولت المحكمة ظلت قائمة فقد حشر الناس في قاعة ضيقة!.. و...كان آخر عهدي بالمهلاوي شاباً خجولاً سكوتاً يسرع الخطى في ردهات الجامعة الإسلامية وقد غطته جبة متعددة الألوان– أما في ذلك اليوم فقد كان طالعنا المهلاوي (بحلة إفرنجية كاملة) كسرت تناسقها عمامة علت رأسه.سيد بابكر السيد– ملازم ثان– 23 سنة– ممثل الاتهام– يقدم قضيته..
المتهم الأول أرشدنا إلى المتهم الثاني.. المتهم الثاني
أرشدنا إلى المتهم الثالث.. المتهم الثالث أرشدنا إلى المتهم الرابع، وينقطع التسلسل المنطقي المتهم الخامس اعتقل بتوجيه من....

الشاكي غائب.. وتواصل
المحكمة
المتهمون الخمسة في قفص الاتهام– وقوفاً– عبارة واحدة رددها أربعتهم
وكأنما اتفاق قد سبق– مؤداها أن لا اعتراف ولا تعاون مع المحكمة.))).





بقلم : محمد لطيفإغتيال الأستاذ .. القصة الكاملة (2)
كرار حول أكبر
مآسي القرن العشرين إلى ملهاة تحتفي بها أجراس الحرية
[
حذفت المقدمة التي كتبت
في الحلقة الأولى والتي تبدأ بـ "بغض النظر عن تزوير وقائع" وتنتهي بـ "فهذه فرية لم نسمع بها إلا عند هاشم كرار."]
انتهينا بالأمس إلى حيث انعقدت محكمة الموضوع
ورفض المتهمين جميعهم الاعتراف بالمحكمة والتعاون معها ونواصل سرد الوقائع كما جرت أمامي.
محمد لطيف

محكمة (2
)
الثلاثاء 8 يناير أصدر المهلاوي حكمه
بتوقيع الإعدام على جميع المتهمين (حتى يكونوا عظة لغيرهم) وهكذا لم تستغرق العملية مع المهلاوي أكثر من 19 ساعة فقط.. ومن القاعة الضيقة المكتظة بالرواد ارتفعت أحداث وتداخلت..
أحاط تلاميذ الأستاذ وتلميذاته بقفص الاتهام وهم ينشدون إنشاداً
منظماً.. وفي المقابل كانت جملة أصوات تهتف في انفعال بالغ وفي نشوة ظاهرة (الله أكبر.. جاء الحق وزهق الباطل)!
الاستئناف والاستهداف

تحولت أوراق القضية
إلى محكمة الاستئناف برئاسة المكاشفي طه الكباشي وعضوية احمد محجوب حاج نور ومحمد سر الختم ماجد في التاسع من يناير؛ وفي ذات
اليوم التقيت المكاشفي وسألته عن
سير الإجراءات؛ وبعد ان اجاب على سؤالي استرسل في حديثه دون مناسبة: إن ما يعيشه البعض من عدم جواز إعدام محمود كلام فارغ - لأنه لا نص لا يعفي 76 سنة من الإعدام، وقال ليإن ما فعله الجمهوريون أمام محكمة الموضوع تمثيلية، فها هي ذي والدة متهم قد تقدمت باسترحام ترجو تخفيف العقوبة عن ولدها.. وهذا دليل على ان هناك إجماعاً من الرأي العام بإعدام محمود!!
في منتصف نهار الاثنين 14 يناير وصل المكاشفي إلى
مكتبه في محكمة الاستئناف.. كنا ثلاثة نرابط أمام مكتبه؛ أنا وزميل من الصحافة، وفتاة حملت سفاحاً؛ قضت محاكم الطوارئ برجمها وجاءت لمحكمة الاستئناف للحصول على إمهال حتى تضع حملها.
وفي تمام الثالثة والنصف (مد السماط وتناول المكاشفي
ومعاونه غداء عمل عاجل مكون من لحوم وفراخ وحساء، ولم يغادر المكاشفي مكتبه قط فقد حمل إليه الساعي طشتاً و إبريقاً ليتطهر من بقايا الطعام.
في تمام السادسة
استدعينا لمكتب المكاشفي، قال المكاشفي اكتبوا.. فكتبنا.. محمود محمد طه الإعدام شنقاً حتى الموت حداً وتعزيزاً على ان لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، وتصبح أمواله فيئاً للمسلمين. بقية المتهمين يعدمون ايضاً بعد ان يستتابوا لشهر كامل وينتدب لهم جماعة من العلماء الخ).
وبعد ان انتهت قراراته قلت للمكاشفي
: لماذا لا يستتاب محمود؟
قال حاج نور: إن محموداً قد استتيب سبعة عشر عاماً ولم
يزده ذلك إلا ضلالاً وكفراً ونشراً لكفره.
الحق يقال: إنني كنت أعتمد على مساحة
من العلاقة الطيبة بحاج نور؛ فقلت.. هذا يعني أن محكمتكم قد اعتمدت على حيثيات قضية مختلفة امام محكمة مختلفة في إصدار الحكم.
كانت الإجابة (إن محموداً سبق ان
استدعي أمام المحاكم كثيراً ولم يستجب.. حتى المحكمة التي رفع فيها القضية هو لم يحضر لها).
قلت: ولكن.. وهنا دوى المكتب بخبطة قال بعدها المكاشفي انتم هنا
لتستمعوا وتكتبوا لا لتسألوا) ولملمنا أطرافنا وخرجنا.
موقف الصحافة

مهما
كان الرأي في أداء الصحافة في مايو إلا أن الحقيقة التالية لا بد ان تسجل رفض حسن ساتي رئيس تحرير الأيام وفضل الله محمد رئيس تحرير الصحافة نشر قرارات المكاشفي، واتفقنا.. ولا أدري أيهم كان المبادر على تصدير الصحف بمقالات تتحدث عن ضرورة الحوار وأهمية ترسيخ مبدأ العفو لدعم الوحدة الوطنية.. ولكن الحقيقة التي يجب ان تقال أيضاً ان هذا التصرف من الصحف لم يكن له أي أثر على النظام، لسبب واحد هو ان النظام لم يتعود ان يسمع من الصحف رأياً معارضاً حتى ولو تلميحاً.. وهكذا صنف موقف الصحف باعتباره جزءاً من التمثيلية.
في القصر تناقض وتضارب

في الفترة من 14
إلى 17 يناير شهدت دهاليز قصر الشعب وقائع كثيرة أحدد منها:
يوم 15 سألت
الثالوث: عوض الجيد - النّيّل - بدرية، إن كانت محكمة الاستئناف قد أصدرت قراراً ما في مسألة محمود؟ قال عوض الجيد: إن عباس مدني أبلغه أن المحكمة لم تصدر أي قرار حتى الآن، وفي حديث جانبي سألته إن كان يجوز إصدار عقوبة إعدام حداً وتعزيزاً وكانت إجابة عوض الجيد في الساعة 12 ظهراً (لا عقوبة إعدام حداً وتعزيزاً قط). في الفترة من منتصف النهار وحتى الثانية والنصف استدعى النميري نائبه الأول لمدة ساعة والنّيّل لمدة نصف الساعة وعوض الجيد لمدة ربع الساعة، وفي الساعة الثانية والنصف سألت النيل ذات السؤال فكانت إجابته" إنه يجوز حكم الإعدام حداً وتعزيراً حداً للإسلام وتعزيزاً للدولة" وكان هذا يعني أن قرار المكاشفي قد وصل إلى القصر .
القصر يوزع منشورات
.
سألت الثالوث: إن كان قد اطلع على المذكرة التي رفعتها
13 نقابة مطالبة بإيقاف مهزلة المحاكمة؟ نفوا نفياً قاطعاً علمهم بالمذكرة، ثم عاد النيل ليقول: إن هذه المذكرة مزورة فقد كتبها شيوعي وطبعت في مطبعة الحزب الشيوعي ووقعها شخص انتحل أسماء هذه النقابات - اندهشت لحديثه هذا رغم نفيه وجود مذكرة أصلاً، فقلت له: لكن معلوماتي أن هذه المذكرة قد اجتمعت لها 13 نقابة في اليوم الأول في جامعة الخرطوم، واجتمعت في اليوم الثاني لتوافق على الصياغة النهائية، وسلمها 4 يمثلون هذه النقابات لاستقبال القصر في الخامسة من مساء 15 يناير. ولكن النيل تمسك بتفسيره هو؛ واستدرك أن المذكرة لم تصل للقصر أبداً.. وكانت مفارقة طريفة أن يخرج عوض الجيد وريقة مطبوعة لأساتذة وطلاب الجامعة رداً على المذكرة التي نتحدث عنها، وهي ذات المذكرة التي أنكروا علمهم بها وقال:" إن هذه المذكرة سلمها للقصر مواطن صالح لتوزيعها، وكانت تلك أول مرة أعرف فيها أن من مهام القصر توزيع المنشورات!
صمت دهراً ونطق كفراً

طوال هذه الفترة كان البوم ينعق في دهاليز
الاتحاد الاشتراكي وكأن الأمر لا يعني (التنظيم الحاكم الفرد):
فقط في مساء
الخميس 17 يناير تنادوا لاجتماع في مقرهم بالخرطوم، ولعله واحد من أطرف الاجتماعات التي عقدها، كان الهلع يعلو الوجوه وتركوا لألسنتهم العنان في الحديث كانت مجموعة من نسوة الاتحاد الاشتراكي يتحدثن فيما يشبه الولولة. (الشارع اتوحد لاسقاط النظام) (نحنا قاعدين هنا وما عارفين الحاصل شنو) ( التنظيم في وادي والشارع في وادي) وانفلتت امرأة تاركة قاعة الاجتماع كأنها تهرب بجلدها، وبعد جدل لا موضوع فيه كانت خلاصة الاجتماع (ان يعود كل عضو إلى منطقته السكنية ويطمئن المواطنين ان الثورة باقية وماضية في طريقها)!
في كوبر

في الثامن من يناير 1985م نقل الأستاذ
محمود وتلاميذه إلى سجن كوبر في انتظار قرار محكمة الاستئناف التي حولت القضية من قضية جنائية إلى قضية ردة، وتحولت المحكمة نفسها من محكمة استئناف تنظر في الحكم الصادر إلى محكمة أخرى تبحث في حيثيات جديدة...وفي انتظار قرار رئيس الجمهورية الذي تحول من سلطة لها حق الرفض والتأييد إلى سلطة قضائية تبت في الحيثيات (ويعتكف ثلاثة أيام يطالع حتى هداه الله سواء السبيل) وهذا لعمري إشارة لعدم ثقة في قضاته ليس إلا. في الفترة من 8 إلى 18 يناير جرت عدة محاولات للخروج بالأزمة من عنق الزجاجة.
*
حاول مدير السجن اقناع الأستاذ محمود بتقديم استئناف او استرحام ولكن موقف
الرفض ظل ثابتاً.
*
قام الدكتور مالك حسين بزيارته في كوبر لعله كان يلتمس مرونة
في موقف محمود؛ وكان بصحبته البروفيسور عصام عبدالرحمن (جمهوري) الذي أخبره أن الأستاذ محمود لن يتنازل عن موقفه.
قال مالك:" إنه موفد من عزالدين السيد
والرشيد الطاهر وآخرين، وأنهم مشفقون ويبحثون عن معالجة لهذه القضية وكان قول محمود (قال لهم اتركوا لي قضيتي لأواجهها وعليكم أن تواجهوا قضيتكم الشخصية في علاقاتكم مع النظام ومع نميري بأن تنفضوا أيديكم منه وتبرئوا ذمتكم).
وحمل د. مالك رسالة
أخرى لأحد أقربائه" شيخ طريقة بالهلالية" وكان في الخرطوم يسعى لمقابلة محمود، وكان رد الأستاذ محمود على رسالة قريبه الشيخ (قل للشيخ الطيب لا تزرني ولكن اذهب إلى نميري وانقض بيعتك له وقل له إنك كذبت على الله وزيفت الشريعة، وهكذا انتهى فصل الوساطة.
18
يناير

كان صباح الخرطوم ساكناً سكون الموت.. عشرات الآلاف
امتلأت بهم الساحة الشمالية بسجن كوبر (ساحة العدالة) وعبر سياج حديدي وحائط من الرجال المدججين بالسلاح دلفنا إلى جوار المشنقة، جنوب المشنقة وضعت مقاعد وثيرة لكومبارس النظام ليشهدوا الفصل الأخير، ومن الزنازين المجاورة كان السجناء السياسيون يحلمون و لكن بصوت مرتفع.. ويرددون في إيقاع منتظم (لن ترتاح يا سفاح) وجيء بتلاميذه الأربعة مقيدين بالأصفاد وأوقفوهم على حائط خلف المشنقة، وجوههم كانت تعانق الشمس وجاء محمود .. حاولوا عبثاً أن يحرموه شرف ان يسجل التاريخ أنه سار نحو المقصلة بخطى ثابته مرفوع الرأس لذا جاءوا به مخفوراً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وعلى وجهه خرقة؛ يقول ما تبقى من لونها.. إنها كانت حمراء.. ولكن التاريخ لا يستطيع احد ان يحذف من صفحاته أن محموداً قال كلمة.. ووقف يستظل بها حتى فارق الحياة.
*
اعتلى درج المشنقة.. وفوقها وقف؛ أزيح الغطاء.. رفع رأسه.. يقولون
إنه تبسم.. وأقول.. كان في عينيه سؤال.
*
نصبت منصة على عجل شمال المشنقة
اعتلاها المكاشفي وقال كلاماً خلاصته إنهم إنما جاءوا ليقيموا عدل الله في الأرض.. أي عدل يعني؟ لا أدري؟
وخيم الصمت لم يفتح الله على أحد بكلمة
.
انطلق أحدهم
من وسط الصفوف صائحاً..
وفي غمضة عين وانتباهتها كان بعضهم قد اقتاده إلى سجن
كوبر ولكن هذه المرة من الباب الخلفي.
وانتهي كل شيء.. سمعت من يصيح خلفي الله
أكبر سقط هبل.. والتفت فإذا بعمار.
آخر ما قال محمود

في ليلة اعتقاله أي
أمسية الرابع من يناير جمع محمود حوارييه من الجمهوريين والجمهوريات، وودعهم بكلمات قليلات وكأنه كان يقرأها في الأفق (الصوفية سلفنا ونحن خلفهم وورثتهم كانوا بيفدوا الناس.. الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير - الصوفي الكبير؛ وينتهي الوباء دي صورة غيركم انتوا ما بعقلها كثير..) انتهى حديث محمود، وبقي أن نقول:
بل هناك سؤال
ما زال يفرض نفسه بإلحاح.. لماذا تأخرت الانتفاضة 76 يوماً كاملة!؟ وإذا كان الأمين العام لمنظمة حقوق الإنسان العربي قد قال (لقد أعطاهم طه بكل سنة من عمره يوماً. يعني النظام المباد، فإن الوجه الآخر قاتم حقاً كيف امتد الصبر والصمت 76 يوماً؟، بل لعل السؤال المفزع حقاً، والواقع المهول فعلاً، هو إن قوانين سبتمبر التي قال محمود قوله فيها ومضى.. ما زالت باقية.
إنه محمود وما يزال
.
نواصل
...))).



الحلقة الثالثة :
إغتيال الأستاذ.. القصة الكاملة (3)
كرار حول أكبر
مآسي القرن العشرين إلى ملهاة تحتفي بها أجراس الحرية

وقفت عند جملة من
الملاحظات على ما خطه قلم الأستاذ هاشم كرار بأجراس الحرية مؤخراً حول قصة اغتيال الأستاذ محمود محمد طه .. ومن حق كرار أن يكتب بالطريقة التي يشاء، ومن حق الصحيفة أن تفرد له المساحات التي ترى فهذا شأنها على كل حال .. ولكن يبدو أن تقادم السنين قد غبش (خانة) المعلومات المتعلقة بتلك الفترة في ذاكرة هاشم كرار، فخلط في أمور لا تحتمل الخلط، ثم حاول إعادة صياغة التاريخ من زاوية لا يراها غيره أو ربما تمنى أن تكون كذلك ... !

الأربعة العظام
:
حاول هاشم منذ بداية حلقاته الروائية
وليس التوثيقية الإيحاء بأن ثمة أربعة عظام كانوا هم من يديرون الأيام الصحيفة الحكومية فعلاً، والمملوكة للاتحاد الاشتراكي (العظيم) اسماً ... وحاول هاشم أن يصور كذلك أنه كان من ضمن الدائرة الضيقة التى تدير أمر الأيام .. ولعمرى فلم أرَ مسوغاً للتباهي بالانتماء لمجموعة تدير الصحيفة فى ذلك الزمان حتى لمن كان كذلك، ناهيك عن الادعاء بذلك ... وفي كل من ذكرهم كرار سأقف عند واحد فقط لتفنيد مزاعم الرجل... فحين التحقت بالأيام فى 14 سبتمبر 1984 محرراً بإدارة الأخبار، لاحظت أن ثمة رجل سمته الوقار والرزانة، تميزه بسطة في الجسم يغدو ويروح فى ردهات الصحيفة دون ضجيج ودون أن يكون له دور واضح فى تحرير الصحيفة ولا إدارتها ..سألت عنه فقيل لي ( هذا عبد القادر حافظ) ثم قالوا (حسن ساتي مهمشو لأنو نميري كان زعلان منّو فى مشكلة بتاعت جريدة كردفان ) إذن .. كان هذا وضع الراحل المقيم الصديق (عبد القادر حافظ ) منذ دخولنا الأيام وحتى سقوط النظام المايوي، حين وصل الأستاذ محجوب محمد صالح لرئاسة تحرير الأيام فى عام الانتقال، فاختار حافظ دون غيره مديراً لإدارة الأخبار فأدهشنا بقدراته فى الأخبار إدارة وصياغة ...! وغني عن القول إن الفترة الممتدة من سبتمبر 84 وحتى أبريل 85 هي ذات الفترة التى شهدت الوقائع الأساسية لاغتيال الأستاذ محمود محمد طه ..أي هي الفترة التى لم يكن فيها لحافظ أي دور في الأيام ناهيك عن أن يكون فى الحلقة الضيقة لرئيس التحرير.
هاشم كرار مخبراً
:
أورد هاشم كرار فى إحدى حلقاته واقعة غريبة مؤداها أنه كمسؤول عن متابعة أخبار
وزارة المالية والقصرالجمهوري ذهب إلى القصر فأبلغته بدرية سليمان صديقته - على حد قوله - ما معناه أن صاحبكم انتهى ..!!
وأريد الآن أن أستنجد بكل من مر بمرحلة
المخبر الصحفي في صحافتنا ... الشمولية منها والحرة .. هل سمعتم بمحرر كان مسؤولاً عن المالية والقصر فى وقت واحد ؟.. ألم أقل لكم إن كراراً يكتب رواية ولا يوثق ؟ فخيال الروائى لا الوقائع هي التي أوحت لكرار أنه طالما كان فقط محض شارع هو الذى يفصل بين القصر والمالية فلا ضير من أن يزعم أنه كان يغطي أخبار القصر والمالية معاً فقادته خطاه يوماً إلى القصر ...ولكن وبغض النظر عن نفى بدرية سليمان لى شخصياً معرفتها بهاشم كرار ناهيك عن أن تكون صديقته، فالحقيقة التى يعرفها ناس (أيام) زمان أن صديقنا عوض أبو طالب كان هو المسؤول في تلك الفترة عن تغطية أخبار وزارة المالية .. ثم كان الزميل عابدين سمساعة هو المحرر الرئيسى المكلف بتغطية أخبار القصر على مستوى الرئيس .. ثم كنت أنا مكلفاً بتغطية أخبار النائب الأول والمستشارين بمن فيهم (الثالوث) هذا بالطبع بجانب عدة وزارات خدمية أخرى . أما هاشم كرار فقد كان فى ذلك الوقت صحافياً كبيراً يعمل فى التحقيقات حين يكون متواجداً بالعاصمة ... فهاشم كان يقضى ثمانية من أيام الأسبوع في الحصاحيصا !
معقول تنسى
ود البلال؟
لا أتصور أن أحداً عمل في الأيام في تلك الفترة أو حتى مر بشارعها
لا يعلم أن الآمر الناهي فيها كان هو الأستاذ احمد البلال الطيب، الذي كان يشغل منصب مدير إدارة الأخبار فى ذلك الوقت .. وحين يأتي كرار الآن ويورد أسماء ليس من بينها ود البلال كما يسميه هو ليقول إنها كانت صاحبة القرار فى الصحيفة، يصبح الأمر مضحكاً فعلاً ... ولكن الأسوأ أن هذا وحده يجعلني أجزم مطمئناً أن كل ما يكتبه هاشم كرار لا أساس له من الصحة ..!
حكاية ليلى وتلفون جعفر
:
يبدو أن مطلوبات
الحبكة الروائية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحبوب أحمد الأمين

المحبوب أحمد الأمين



هاشم كرار ...في حديث الغفلة والقفلة ومأساة القرن العشرين !! Empty
مُساهمةموضوع: رد هاشم كرار   هاشم كرار ...في حديث الغفلة والقفلة ومأساة القرن العشرين !! Icon_minitime1الثلاثاء 16 فبراير 2010 - 12:22

كمال علي الزين عضو بسودانيزاونلاين ذكر :



(((علاه ماخطه الأستاذ/ محمد لطيف رئيس تحرير صحيفة الأخبار السودانية
تعليقاً على الحلقات التي كتبها الأستاذ/ هاشم كرار (رئيس قسم الخارجيات ) بصحيفة الوطن القطرية
حول أمر إعدام الشهيد الأستاذ/ محمود محمد طه وكانت (سودانيز أونلاين) أولى وسائل إطلاع القراء عليها
منذ خمس سنوات وأعادت صحيفة أجراس الحرية نشرها هذا العام ..))).







هاشم كرار يرد على اتهامات محمد لطيف (1)


صاحب (الأخبار) من الغفلة إلى،،، القفلة!
اغتيال الأستاذ محمود ليس أكبر مآسي القرن العشرين،، فافهم!
القصة الكاملة للاغتيال لن يملكها أي صحفي في الدنيا!
ماكان لحسن ساتي أن يدعو صحفيا يحبو لاجتماع (ليلة الريمستار)!


المصداقية، هي شرف الصحفي.. ولا يسلم هذا الشرف الصحفي الرفيع،، من الأذى - إذا ما تأذَى- حتى يراق على جوانبه الحبرُ.. ومن الحبر ما هو في لون ورائحة وطعم الدم الداشر!
مناسبة هذا المدخل لكتابة قد تطول، هو طعن رئيس تحرير صحيفة «الأخبار» الأستاذ محمد لطيف، في مصداقيتي الصحفية - أعز ما أملكه على المستوى المهني- حين اتهمني بـ «تزوير وقائع» و«تشويه حقائق» و«ادعاء بطولة» في أمر، ظن أنني «ليس لي به صلة»!
طعن محمد لطيف، جاء في مقالات ثلاث، في صحيفة الأخبار، ردا على حلقات حملت عنوان «اغتيال الأستاذ.. كلام زول مجمع ونص ...» في هذه الصحيفة الرصينة الشجاعة: أجراس الحرية، وهي حلقات، كانت قد نشرت قبل خمس سنوات، في «سودانيز اون لاين» وتخطفتها أسفيرياً، عيون «الأسفيريين» هنا في السودان وفي فجاج الدنيا، وما أكثرهم.
محمد لطيف زاملني في «الأيام» وزاملته، وزملته بصدقي وخبرتي ومودتي، لأكثر من ثلاث سنوات، منذ أن جاء إلى (الأيام)، صحفيا ناشئا في سبتمبر 84- أي قبل أربعة أشهر- فقط- من اغتيال الأستاذ محمود محمد طه.. وحين أعيدت «الأيام» إلى أصحابها - اسما فقط - في الديمقراطية الثالثة، فرقتنا الأيام!
إنني أعرفه، إذن..
وهو يعرفني،
ما يعرفه عني - من بين ما يعرفه - أن بين أصبعين في يميني، صمصاما،، وأن دواتي لا تنضب، وأنني لا خوار، ولا فرار في يوم نزال، خاصة إذا ما كانت المنازلة، دفاعا عن شرف تأذى!
هو يعرف ذلك،
.
ويعرف - جنبا إلى ذلك - أن بين جنبيَّ نشوة شاعر، ولعل هذه المعرفة الأخيرة، هي التي حرضته «إلى جانب آخرين أعرفهم من ريحة قلمه» لأن يغلظ في الاتهام، ظنا منه أنني ،،، أنني لن أغلظ في الرد!
لا،لا..لن أخيب ظنه،
لست من طينة الرجال، الذين يخيبون ظن الناس، فيهم!
لن أغلظ على «لطيف»، لكنني سأقول له في نفسه، قولا بليغا. مثل هذا القول أمرنا أن نقوله للناس، في أنفسهم، أصدق القائلين.
القول البليغ هو القول النافع... ولعل أنفع ما ينتفع به محمد لطيف، في هذه الدنيا، من قول بليغ، هو أن يعرف قدر الرجال..والأهم من ذلك أن يعرف قدر نفسه، ذلك لأن من عرف قدر نفسه، يُرحم بدعاء.. وذلك لأن من عرف قدر نفسه، عرف مقامِه.. ومن عرف مقامه، عرف مقام الرجال، ومن عرف هذين المقامين، عرف - وهذا هو الأهم - مقام ربه، ومن عرف مقام ربه، نهى النفس عن الهوى!
صحفيا، محمد لطيف يريد «الكنز» في قضية محمود محمد طه، فبحث عنه هنا وهناك، وعثر على «حاجات» فظنها أنها «الكنز» فكتب تلك«الحاجات» تحت عنوان «اغتيال الأستاذ محمود.. القصة الكاملة» - كما قال - في الذكرى الثالثة للاغتيال.
ما كتبه محمد لطيف، ليس جديدا،، ماكتبه يعرفه «حتى ناس قريعتي راحت» ذلك لأن ماكتبه،هو مجرد معلومات،، مجرد معلومات، معلومة بالضرورة، من الصحف، ومن الإسفير، و(الأرشيف) ومما يتناقله الناس، عن منشور(هذا أو الطوفان)، وما جرى في محكمة المهلاوي، ونقل الأستاذ إلى سجن كوبر، و،، و،، إلى جانب «حاجات» أخرى «مضحكة» و«ساذجة» أوردها لطيف!
لكل إنسان كنزه،،
ذلك، ربما يعرفه، محمد لطيف،
لكن، مالا يعرفه صاحب الأخبار، أن كنز أي إنسان، ليس هو (كنز الكنوز)
كنز كنوز الدنيا!
ما أعرفه أنا- أيضا- إنني مثل لطيف، عثرت على كنزي الصحفي، في القضية، ولقد خدمني في العثور على «كنزي» معرفتي الشخصية، لشخصيات، كان يهمها جدا الحدث، أو كانت في قلبه، أو كانت قريبة منه،،،
هذا من جانب، ومن جانب آخر، خدمتني أكثر من فرصة، تاريخية !
ماكتبته، في (الأجراس) هو كنزي،
ولو كنت أردت أن أضيف إلى ماكتبت، كنزا آخر من المعلومات التي كنت أعرفها بحكم عملي،،، معلومات ملكتها «الأيام» لقرائها لكنت قد فعلت.. لكني لم أرد.. ذلك لأنها معلومات معروفة، يمتلئ بها «الأرشيف» الورقي.. ويمتلئ بها «الأرشيف» الأسفيري!
...
كتبت كنزي،
أتعبت(روحي) وأنا أكتبه، أتعبتها تعب الموت،،،، وكانت (بركة) تعبي أن تخطف الناس،أولا، ما كتبت «أسفيريا» ، في الذكرى العشرين للاغتيال، وكانت بركته أن تخطفوه «ورقيا» في الذكرى «25»،و(أجراس الحرية)تعيد تشر الكتابات المتعبة!
و،،،،(بهت) محمد لطيف،
(
بهت) أولا، من الكتابة التي يتخطفها الناس.. ثم، ثم لم يلبث أن راح،، راح
يبحث فيها لنفسه عن دور ، عن موقف، وحين لم يجد، دورا ولا موقفا، اتبع هواه، وأصبح أمره فرطا، حين أعاد كتابة ما اسماه «القصة الكاملة» .. واتهمني بتزوير وقائع، وتشويه حقائق، وادعاء بطولة في أمر ليست لي به صلة، وطرح عدة تساؤلات من شاكلة «وين ود البلال».. ولم يطرح - وكان أولى به «ووين تيتاوي»، وهو يشير إلى الاجتماع السري في يوم «يوم الريمستار».!
الآن، أقول لمحمد لطيف، إن الأستاذين، أحمد البلال، وتيتاوي، كانا موجودين في «الأيام» (بلحيل) لكن ما كان للأستاذ ساتي، أن يدعو أيا منهما للاجتماع السري، ذلك لأن أيا منهما، كان موقفه معروف تماما- ولا يزال- من أفكار الأستاذ محمود.. وهو موقف يتصالح فيه أي منهما مع نفسه، على أية حال.
الآن، دعني أجيبك، على السؤال الذي لم تسألنيه-مباشرة-غير أنه لا يمكن اطلاقا أن يفوت، على من هو مثلي،،، السؤال الذي شممته شما من كتاباتك..سؤال(ووييين أنا؟!)
يا ،،، يالطيف، أطمئنك أنت أيضا، انك كنت موجودا في «الأيام»
كنت موجودا،غير أنك كنت صحفيا ناشئا، لم يتعدى عمره الأربعة أشهر فقط.. من هنا، ما كان إطلاقا لساتي، أن يلتفت إليك، وماكان له أن يدعوك.. لمثل (اجتماع الريمستار) ،،،بل وماكان ليمكن اطلاقا، حتى للرشيد بائع الجبنة التافهة، المعتِّتة، لو كان رئيسا للتحرير، أن يدعو صحفيا «لايزال اسمه مكتوبا في (الأيام) بقلم رصاص» لاجتماع مثل اجتماع «يوم الريمستار»!
مهما يكن، «ما راح شي» حتى الآن، وإذا ما كان الأستاذين تيتاوي والبلال، يريان مثل ما ترى أنت،بأنه قد كان لهما دورفي يوم الريمستار ذاك، وأغمضته أنا «تشويها للحقائق وتزويرا لوقائع» فليكتبا معا، إذن، أو ليكتب أي منهما، إن كان موجودا في الاجتماع السري، الذي خرج برأي (الأيام)، الرأى الذي يشتم منه «بأنف كلب بوليسي» أنه ضد تنفيذ حكم الإعدام على الأستاذ محمود!
الاثنان.. تيتاوي والبلال- أمد الله في أيامهما -لايزالان يتنفسان في هذه الدنيا، ولا يزال، في يد أي منهما قلم سيال، ويمكن أن يسيل!
،،،،،
مقالات لطيف الثلاث، جاءت، تحت عنوان «اغتيال الأستاذ محمود .. القصة الكاملة!».
لننظر إلى هذا العنوان، مرة أخرى،،
أبسط ما يقال عن هذا العنوان، أنه عنوان لا يمكن، اطلاقا، لأي صحفي يحترم نفسه، ويحترم مهنته، ويحترم قراءه، أن يكتبه .. ذلك لأنه في الأساس، عنوان مضلل .. عنوان فيه ادعاء، وفيه وهم، وفيه محاولة ايهام!
محمد لطيف، بعنوانه هذا، يوهم نفسه بأنه يمتلك القصة «الكاملة»، ويحاول أن يوهم قراءه بهذا الوهم: وهم أن ما يكتبه هو القصة «الكاملة»!
لا أعرف من رب الناس، إلا خيرا بالناس .. ومن خير رب الناس، على قراء محمد لطيف، أنه فتح عيونهم من عنوان(عنوان وبس) على ادعائه، ووهمه وتضليله،،،، فتح عيونهم حتى لا ينساقوا وراء زول موهوم، وضليل، ومضلل، زول بالبلدي «دعاية»!
قال: القصة «الكاملة»، قال!
أي ادعاء، هذا، ،
وأي وهم؟!
وأي .. أي محاولة «استكرات»؟!
القصة «الكاملة» عن اغتيال الأستاذ محمود، يا ابن الحلال، قصة معقدة جدا، ومتشعبة،،، قصة تورطت في نسج فصولها الدرامية، شخصيات وجهات: شخصيات وجهات كثيرة، لا تزال في الظلام، ولكن الله، متم نوره ولو كره الكافرون!
القصة «الكاملة»، بكل ما فيها من تعقيد، وغموض، هي قصة لن يكتبها «كاملة» بأية حال من الأحوال محمد لطيف .. ولن أكتبها أنا- وأنا أصلا ما ادعيت ولا توهمت ولا حاولت أن أوهم- ولن يكتبها أي صحفي آخر، إلى يوم الدين!
أيضا، القصة «الكاملة» لا يملكها «كاملة» مولانا النيل أبو قرون، ولا يملكها الأستاذ عوض الجيد محمد أحمد، ولا تملكها الأستاذة بدرية سليمان عباس .. ولا يملكها المهلاوي ولا المكاشفي، ولا حاج نور، ولا حاج محمد سرالختم ماجد .. لا، لا، ولا يملكها «كاملة» النميري .. لا، لا ولا حتى الجمهوريون .. الجمهوريون جُملة وتفصيلا!
القصة «الكاملة» يا هذا، يمتلكها «كاملة» فقط «مالك الملك» الذي «يعلم السر وأخفى» الذي«يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور» .. يعلمها الله «والله خير الماكرين» .. ومكر الله، غاب عن كل أولئك الذين مكروا، فاغتالوا الأستاذ .. ومكر الله يغيب عن كل مكّار، مدعٍ، أثيم!
،،،،
،،،،
محمد لطيف، كتب في الحلقة الأولى: «هاشم كرار حول اغتيال الأستاذ محمود وهو أكبر مآسي القرن العشرين، إلى ملهاة، يحتفي بها السذج ويتسلى بها الأغرار في صحيفة أجراس الحرية!».
تلك جملة، لرئيس تحرير.
جملة، كما ترون، في أولها ووسطها «غفلة»، وفي ختامها «قفلة» .. «قفلة» مخ، وقفلة شعور!
كيف بالله لصحفي، فيه «فتحة» واحدة في مخه، أن يستعدي عليه قراء صحيفة أخرى، في سوق تتقاتل فيه على القراء، أكثر من «30» صحيفة يومية. تتقتل تقاتل الحيتان في البحار، على ما يبقيها على قيد التنفس تحت الماء؟!
كيف لصحفي فيه مثل هذه «الفتحة» في المخ، ويسعى للانفتاح على قراء أكثر، أن يصف قراء صحيفة أخرى، مهما كان موقفه منها، بأنهم «سذج وأغرار» .. ويصف زملاء له، في صحيفة ، مهما كانت درجة اختلافه معهم، بأنهم «لا يعلمون» في اشارة منه، انه هو وحده العالم، وهو وحده العليم؟!
تلك «قفلة»،
«
قفلة عينة» .. عينة من قفلة مخ قلم، رئيس تحرير.
محمد لطيف، ليس «مقفول» فقط،
انه غافل، و«والغافل من ظن الأشياء، هي الأشياء»، كما يقول الشاعر العتيد محمد الفيتوري.
هو غافل، حين ظن ان ما ماأكتبه «ملهاة» .. وهو غافل مرة أخرى، حين ظن أن اغتيال الأستاذ محمود «أكبر مأساة في القرن العشرين»!
لا، لا ،ياصاح!
اغتيال الأستاذ «مأساة»، غير أنه ليس (أكبر مأساة في القرن العشرين)!
أكبر مأساة في القرن العشرين ـ يا لطيف ـ هي «الغفلة» .. الغفلة عن الهوس الديني، وهو الهوس الذي ظل الأستاذ الواعي ـ عمره كله ـ ينبه الناس، إلى مخاطره .. وكانت قمة التنبيه، في تلك الوقفة الشجاعة، النبيلة، والحبل يلتف على عنقه، في الجمعة الجامعة!
تلك لم تكن النهاية .. نهاية تحذير الأستاذ محمود للناس، من خطر الهوس الديني ــ كانت تلك الوقفة الشجاعة النبيلة، البداية ، لتحذير جديد، تحذير هومن شاكلة التحذير الأول، وليس على شاكلته، تحذير ليس بالكتاب والمنشور والمحاضرة، وإنما هو التحذير بالروح والدم، من (الغفلة)عن مخاطر الهوس الديني على الارواح، وما أكثر الأرواح التي أزهقت، والدم الذي أريق، في العالم كله، بسبب تلك «الغفلة» من ذلك الهوس!
الغفلة التي كان يحذر منها الناس الأستاذ، غفلة «عالمية» وليست فقط غفلة الناس في السودان .. والغفلة الأخيرة، ظنها محمد لطيف، من فرط غفلته انما هي الغفلة، وذلك حين ظن أن «الطوفان» الذي، حذر منه الأستاذ في المنشور الشهير «هذا أو الطوفان»، إنما هو الطوفان «الذي ينتظر السودان» بنص عبارته، في إشارة منه إلى انفصال الجنوب!
لا، لا يا سيدي،
لا لا يا أيها «المحلل السياسي الهُمام»،
لا،
مثل هذا الظن، هو ظن من لا يملك عينين «يشوف» بهما، أبعد من حلفا في الشمال، ونمولي في الجنوب .. وما كان الأستاذ «يشوف» بمثل هاتين العينين، وما كان ينبغي له أن يشوف إلا ماغفل عنه الغافلون، وأنت فيهم، وهو ذو البصر الحديد!
الطوفان الذي حذر منه الأستاذ، ليس هو الطوفان «الذي ينتظر السودان» كما قلت أنت، وإنما هو الطوفان، الذي ظل يغرق فيه السودان، منذ جمعة الوقفة الشجاعة النبيلة، (جمعة18يناير) .. وهو الطوفان الذي ظل يغرق فيه العالم كله منذ هوس (11 سبتمبر) .. سبتمبر الشيخ طويل الوجه «بن لادن» .. سبتمبر قصيرالنظر جورج دبليو بوش!
«
هذا أو الطوفان».
ذلك هو المنشور .. أشهر منشور في التاريخ.
وحين ظل الناس، في السودان، في غفلتهم غافلين،،، غافلين عن مخاطر الهوس الديني، كان - أولا- تشويه الدين، وتهديد وحدة البلاد، من يوم المنشور ذاك إلى يوم الناس هذا، وكان التنكيل بالمعارضين، وكان إذلال المفكرين، وكان إعدام الأستاذ، وكان، وكان، وكان،،، وحين ظل الناس في العالم، في غفلتهم،كان تقسيم العالم إلى عالمين: عالم الأخيار والأشرار، بتعبير بوش .. وتقسيمه الى «فسطاطين» بتعبير صاحب الوجه الطويل، والسبابة «الشيخ أسامة بن لادن» .. وكانت نتيجة كل هذ،ا هو على سلام العالم .. السلام ))).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحبوب أحمد الأمين

المحبوب أحمد الأمين



هاشم كرار ...في حديث الغفلة والقفلة ومأساة القرن العشرين !! Empty
مُساهمةموضوع: رد هاشم كرار 2   هاشم كرار ...في حديث الغفلة والقفلة ومأساة القرن العشرين !! Icon_minitime1الثلاثاء 16 فبراير 2010 - 12:24

هاشم كرار يرد على محمد لطيف 2-3

صاحب (الأخبار) من الظن الفاسد إلى ما هو أخطر!

في الحلقة الأولى، قلت عن «صاحب الأخبار» الأستاذ محمد لطيف، إنه (غافل).. غافل مرتين: مرة حين ظن ان اغتيال الأستاذ محمود، هو أكبر مآسي القرن العشرين، ومرة حين ظن أنني حولت هذه المأساة (الأكبر) إلى (ملهاة يحتفي بها السذج ويتسلى بها الأغرار في صحيفة أجراس الحرية)! أبنتُ، في الحلقة الأولى، فساد ظنه الأول، وهأنذا هنا، أبين فساد ظنه الثاني..
محمد لطيف، صاحب الظنين الفاسدين، ماظن الظنين، إلا ليحاول أن يبدو جمهوريا أكثر من الجمهوريين (غيرة) على الأستاذ، من جانب، وليحاول من هذا الجانب، أن (يتفّه) ما كتبتُ من جانب، ويتهمني - في ذات الوقت - بتزوير حقائق، وتشويه وقائع، وادعاء بطولة!
هو هكذا، في المحاولتين،،
وهو (الغافل) مرتين، يظن من فرط غفلته، أن غيره سيغفل، ولو لمرة واحدة، عن الهدف (الشرير)، من وراء ظنيه الفاسدين!
صاحب الأخبار، يريد بالظنين أن (يُغتغت) على ما هو خطير جدا في كتابته، وما هو خطير جدا، هو الايحاء بأن (إغتيال الأستاذ) ليست (مؤامرة)، مؤامرة مع الترصد وسبق الإصرار!
هذا الإيحاء، سعى اليه لطيف عبر محاولته، نسف واقعتين مهمتين، وذات دلالتين، تحدثت عنهما أنا:
1-
الجملة التي (فكتها) لي الأستاذة بدرية سليمان،، جملة (صاحبك إنتهى)
2-
واقعة أن المكاشفي، حمل بنفسه خبر تأييد حكم الإعدام، على الأستاذ محمود إلى (الأيام)
لطيف في محاولته، نسف الواقعة الثانية لم يحاول إلا بجملة (لا أتصور أن المكاشفي كان في حاجة إلى ذلك)
وهو في محاولته نسف جملة بدرية، حاول أن ينفي أنني كنت مسؤولا عن أخبار المالية والقصر، وأورد أسماء الزميلين عوض أبو طالب وعابدين سمساعة. الاثنان بالطبع كانا ذات تاريخ مسؤولين عن تغطية أخبار المالية والقصر، غير أن ذلك التاريخ، ليس هو التاريخ الذي كنت فيه أنا مسؤولا عن تغطية هذين المرفقين، وهو التاريخ الذي فكت لي فيه بدرية جملتها الغريبة، قبل وقت طويل من منشور (هذا أو الطوفان)، وهو التاريخ الذي كان فيه بدر الدين سليمان وزيرا للمالية، وهو التاريخ الذي ذكرته أنا، وهو التاريخ الذي يظهر من جملة بدرية (لا، لا ما صاحبك دا – وأشارت بأصبعها لوزارة المالية- صاحبك التاني)!
الإطار الزمني، الذي تحدث فيه لطيف عن تغطية الزميلين أبو طالب وسمساعة، لأخبار القصر والمالية، كان بعد (شيلة) بدر الدين سليمان، حيث جيء أولاً بعثمان النذير الذي كان يشغل وزير دولة بالمالية خلفا لبدر الدين، وخلف النذير سريعا دكتور عبد الوهاب عثما ن (المشلخ). في ذلك الوقت كان أبو طالب مسؤولا عن تغطية أخبار المالية، وسمساعة مسؤولا عن القصر وأخبار ديوان الزكاة، بعد تقسيم الضرائب الى ديوانين وكان شيخ (بابكر) مسؤولا عن ديوان الزكاة.
لطيف، في محاولته أيضا، نسف جملة بدرية، كتب: (بدرية نفت إلي شخصيا معرفتها بهاشم كرار، ناهيك أن تكون صديقته) ،
أولا، ماذا كان يتوقع لطيف، من بدرية سليمان أن تقول، في هذا الوقت.. بل في أي وقت، من أوقات الهوس الديني - غير الانكار.. انكار حتى معرفتها بي، مجرد معرفة؟
ثانيا، لطيف لم يكن أمينا، وهو ينقل عني ما قلته عن بدرية. إنني إطلاقا، لم أقل إنها (صديقتي). لقد كتبت بالحرف الواحد: (كنت أعرفها منذ أن كانت مستشارة قانونية، في مكتب السباعي التربيزة قُصاد التربيزة)!
تلك أمانة رئيس تحرير، اسمه محمد لطيف،
وتلك دقته، في النقل عني،
فأنظروا،،،
أنظروا- إذن - لكم هو ظلوم جهول، إذ هو يحمل أمانة القلم، وأمانة تمليك الحقائق لقرائه!
أترك عدم أمانته، وعدم دقته، إلى ما كان يمكن أن يفعله لو كان صحفيا أمينا، لا تأتيه شبهة الغرض، من سنة قلمه، أو من بين أصبعيه.

لو كان أمينا، لكان عليه –إذن- أن يسعى- كما سعى لبدرية –إلى اّخرين ليتأكد مما إذا كانت بدرية تعرفني، حقيقة، كما أعرفها أم لا.. ومن بين هؤلاء كان يمكن أن يسعى لطيف، الى الرجل الخلوق (السباعي) الذي كان كبير المستشارين القانونيين في رئاسة الجمهورية، والذي ترفع الى وزير دولة برئاسة الجمهورية، حين تمت ترقية بدرية إلى كبير المستشارين وجيئ إلى مكتبها بالأستاذ عوض الجيد محمد أحمد، مستشارا قانونيا.
من هنا، أدعو لطيف أن يقابل السباعي، وان كان لا يدرك له مكتبا، فمنزله بين الرياض وامتداد ناصر، شارع أوماك. ليذهب لطيف،،، سيجده - كما وجدته أنا في ذات أمسية، من أمسيات العام (1992) في عراقي وسروال بلدي، وسيكرمه ب(ليمون بالخلاط) كما أتصور، مثلما أكرمني بذلك الليمون في تلك الأمسية، وسيحدثه عني وعن بدرية: عن معرفتنا،، بل وسيحدثه عن اشارات أخرى، عن المؤامرة، التي نسجت خيوطها قبل (هذا أو الطوفان)!
إنني على يقين، لو أن لطيف عاد وكتب – إذا ما كتب- أن السباعي أكد معرفة بدرية لهاشم كرار تماما.. لشبت اليه بدرية، في اليوم التالي تقول له (شخصيا) إنني لا أعرف زولا يسمى السباعي.. ولكتب لطيف: بدرية قالت لي شخصيا إنها لا تعرف السباعي، ناهيك أن تكون ( في مكتبه التربيزة قصاد التربيزة)!
عموما، لست آسفا على انكار معرفة الأستاذة بدرية لمعرفتي لها، ومعرفتها لي،، ولست مستغربا -على الإطلاق- هذا الانكار، في يوم قيامة هذه الدنيا،هذا،،، وهو اليوم الذي هو أشبه بيوم القيامة: اليوم الذي يُنكر فيه كل خل خله، ويفر فيه المرء من أخيه.. وأمه وأبيه.. وصاحبته التي تأويه!
لطيف - كما قلت- اتهمني بالتزوير وتشويه وقائع.. وهنا يقفز سؤال منطقي، لم يحاول هو أن يجيب عليه (وهو العالم العليم).. سؤال: ما هو الغرض –غرضي- من هذا التزوير، ومن هذا التشويه للوقائع؟
لو كنت جمهوريا (كان الواحد يقول معليش). وكذا لو كنت شيوعيا.. غير أنني، لا هذا ولا ذاك.. بل انني لست اتحاديا ولا انصاريا، ولا بعثيا، ولا ناصريا، ولا قذافيا، ولا مايويا، ولست من جماعة عبدالواحد، ولا قردة، ولا خليل (خليل قبضو ولا ما قبضوا). ولست حركة شعبية، ولست من مؤتمر البجة، ولست من حزب البهجة، ولست جبهجيا جناح القصر أو المنشية! و"لا نسيب الحكومة" ،،، !!.
قد تكون تلك محمدة، وقد تكون لا.. لكن، لا هذه، ولا تلك، تعنيني،،، ما يعنيني إنني سوداني (سوداني أنا)، وما يعنيني أنني صحفي،،، صحفي معنيٌ –في الأساس- بالحقيقة، والبحث عنها، وتمليكها للقراء،و،،، وما أتعب البحث عن الحقيقة، وما أتعب الصحافة!
نفيتُ - كما ترون - جمهوريتي.. نفيتها، وان كنت لأترجى، أن أكون جمهوريا.. وما ترجيت ما أترجى.. إلا لأنني (رأيت) الأستاذ.. رأيته في (حاله)، ورأيته من (مقاله)، وما رأيته فيه من صدق، في الحالتين، مع ربه ومع ذاته، ومع الآخر، علمني.. علمني أن أصدق - ما استطعت - مع ربي، ومع ذاتي، ومع الآخرين.. ومن بين هؤلاء الآخرين، قرائي. ولو كان محمد لطيف، الذي حاول أن يبدي تعظيما للأستاذ، بوصفه لاغتياله بأنه أكبر مآسي القرن العشرين، قد رأى الأستاذ، مثلما رأيته أنا-لا بالعين التي سيأكلها الدود- لما كان إطلاقا، ليتورط فيما تورط فيه، من كذب، وشُبهة، وظن فاسد، وهو يتهمني بتزوير حقائق، وتشويه وقائع، وادعاء بطولة، ولما كان قد تورط مع قرائه، بكتابة ما توهم انها (القصة الكاملة) لاغتيال الأستاذ.. ولما كان قد تورط في محاولة نفي وقائع، لم يعشها هو.. ولما كان قد أورد «تواريخ» مغلوطة، يمكن فضحها بكل سهولة من (الأرشيف) وسنفضحها في الحلقة القادمة!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحبوب أحمد الأمين

المحبوب أحمد الأمين



هاشم كرار ...في حديث الغفلة والقفلة ومأساة القرن العشرين !! Empty
مُساهمةموضوع: رد هاشم كرار 3   هاشم كرار ...في حديث الغفلة والقفلة ومأساة القرن العشرين !! Icon_minitime1الثلاثاء 16 فبراير 2010 - 12:25

هاشم كرار يرد على محمد لطيف(3(

صاحب (الأخبار) من نسيب الحكومة إلى نسيب المعارضة بزواج المتعة
!


الصحافة، هي مهنة البحث عن الحقيقة، ومن بين فنون هذا البحث، في هذه المهنة المتعبة، الشريفة، فن التحقيق الصحفي.
صاحب (الاخبار) ألقى – جزافاً- تهم التزوير، وتشويه الحقائق، ولو كان مهنياً- كما ينبغي- لكان اذن، قد بحث عن الحقيقة، بمهنية،، والمهنية لئن كانت مطلوبة في الصحفي- أي صحفي- فانها تصبح مطلوبة أكثر، من رئيس التحرير، أي رئيس تحرير!
لطيف، وهو يتشكك في الإجتماع السري، الذي دعا إليه الأستاذ حسن ساتي، في (ليلة الريمستار) كان عليه ليضرب شكه باليقين، ان يعود لـ(لارشيف) الايام، ليتبين ما اذا كان (رأي الأيام) في عدد الثلاثاء 15 يناير مكتوباً بخط الرميستار، أم لا،، وكان عليه أن يبحث، بين طبيعي (الأيام) عن الطبيع محمد، الذي جاء به ساتي، من بحري، بماكينة الريمستار، الى مكتب الخرطوم، ليلة الإثنين، وكل ذلك في إطار سرية الإجتماع، وسرية الكلمة التي سيخرج بها، كلمة (فلتبقى رايات التسامح والحوار مرفوعة الى الأبد)!
أيضاً، كان على رئيس تحرير(الأخبار) مثلاً، أن يتحقق من حقيقة الإجتماع السري، من الأحياء الذين شاركوا فيه. كان عليه هنا أن يسأل الزميلين نجيب نور الدين ومرتضى الغالي، عن حقيقة الإجتماع، وحقيقة اتصال ساتي هاتفياً بالاستاذ فضل الله محمد، ليكتب أيضاً في (الصحافة)
(
بالمناسبة ساتي كتب بنفسه عن هذا الإتصال في (سيناريو) بصحيفة الرأي العام). كان على لطيف أن يسأل الإثنين- أيضاً- عن حقيقة ما دار بين ساتي والأستاذ الفاضل علي شمو، حول نشر خبر تأييد محكمة المكاشفي، لإعدام الأستاذ محمود!
المهنية، كانت تفرض على لطيف ذلك، وكذا المصداقية، والأمانة الصحفية، غير أن لطيف تجاوز كل ذلك، بل تجاوز الأحياء، الى الأموات: هنا تخير زميلنا الراحل عبد القادر حافظ - والذي كان احد الاربعة الذين دعاهم ساتي للإجتماع السري- تخيره لا ليقول عنه شيئاً، وإنما لينجر لطيف من (عندياتو): (لم يكن عبدالقادر حافظ في ذلك الوقت رئيساً للأخبار ولم يكن في الأيام)!
ذلك افتراء، بل كذب صرح،،،
لو قيض الله، للراحل العزيز عبد القادر حافظ، أن يقوم من قبره، لكان قد كذب صاحب(الأخبار) ولكان قد قال له، بمثل ما قال لي هاتفياً، بعد قراءته لـ(كلام زول مجمع ونص) في (سودانيز اون لاين) : (والله دا احسن شغل، بوري القراء، جانب من الشغل الصحفي، في لحظات تاريخية معينة). كانت مهاتفة حافظ هذي، قبل وقت طويل، من رحيله الفاجع في فبراير 2007.
أترك الآن، لا مهنية صاحب (الأخبار) وهو يلقي التهم جزافاً، الى الحديث عن عدم فطنته، وهو يكتب ما اسماه (اغتيال الأستاذ محمود... القصة الكاملة) وهي الكتابة التي لا روح فيها، ولا حرارة، ولا يقين.
انظروا، محمد لطيف كتبيوم 15 يناير، سألت الثالوث عوض الجيد، النيل، بدرية ان كانت محكمة الإستئناف قد اصدرت قراراً في مسألة محمود، قال عوض الجيد ان عباس مدني أبلغه ان المحكمة لم تصدر أي قرار حتى الآن)!
هذا ما كتبه لطيف. وما كتبه يثير الضحك، ويثير في الوقت ذاته الرثاء، ذلك لأنه يكشف أن لطيف يفتقر الى الحد الأدنى، من متابعة الأحداث، بل انه ليكشف انه لايتابع الأحداث حتى من قراءته للصحيفة التى كان يعمل فيها، في ذلك الوقت، صحفياً ناشئاً (لا يزال اسمه مكتوباً فيها بقلم الرصاص) لو كان متابعاً، لكان قد قرأ في صحيفته في ذات يوم 15 يناير الذي سأل فيه الثالوث، خبر تأييد محكمة المكاشفي لإعدام محمود، في مكان لا يثير انتباه القراء، وهو الخبر الذي كان قد صدر من المحكمة بتاريخ 12 يناير، ولم تنشره الأيام يومي الأحد والأثنين، فيما كانت قد نشرته الأحد(الصحافة) والقوات المسلحة، وأذاعته الإذاعة، وبثه التلفزيون!
في ظني، ان عوض الجيد، لم يقل ما قاله للطيف، إلا ليتهكم من صحفي(داقس)، صحفي لا يقرأ حتى صحيفته الصادرة في ذات يوم سؤاله الذكي جداً، وفي ظني ان التهكم، بلغ ذروته عند الاستاذ عوض الجيد، حين قال(ان عباس مدني أبلغه ان المحكمه لم تصدر أي قرار حتى الآن)!

هنا،، أذكر القراء ان عباس مدني، الذي ذكره لطيف(حافياً)هو عباس مدني الذي كان يقود الشرطة في ذلك الوقت، وان عوض الجيد هو المستشار القانوني برئاسة الجمهورية، وهو من هنا من المعنيين الكبار بقضية محمود،،، فكيف يسأل هو عن تأييد لحكم، يسأله عنه- اذا ما سأل قائد الشرطة، وليس العكس يا،،، يا لطيف!
(
كلام زول)،،،، ليس ملهاة،،
ذلك ظن صاحب "الأخبار" فيما كتبت، وهو في يقيني ظن فاسد.ما كتبته (دراما سوداء) وهذا توصيف من كتاب كبار: كتاب مسرح، ورواية، وقصة، وسيما.
شخصيا، تخيرت هذا الطريقة للكتابة، لان قصة الاغتيال- من بدايتها الى نهايتها- هي دراما سوداء.. ولئن كانت(المأساة) تتجسد في إعدام مفكر عظيم، أثبت القضا، النزيه- لاحقا- ان اعدامه كان خطأ وخطيئة واغتيالا، فان الملهاة تتجسد في إلهاء النظام للناس - بهذا الاغتيال- عما يجري في الوطن، وما كان يجري في الوطن- في ذلك الوقت- كان كارثيا:نظام انخبل، حرب مدمرة في الجنوب، مجاعة في الغرب، هجم فيها الجياع حتى على بيوت النمل،، وضياع وحيرة وبؤس في الشرق والشمال!
كتبت ما كتبت، بتلك الطريقة- لأنني لست مكي شبيكة، ولست (بروف) ابو سليم، ولا أي مؤرخ آخر،، المؤرخون، كتاباتهم لا حرارة فيها، ذلك لان التاريخ نفسه، أصبح بارداً، ولأنهم محايدون،،، هم مثل الأطباء، أمام مرضاهم، حتى وأرواح أولئك حين تبلغ الحلقوم!
كتبت ما كتبت، بتلك الطريقة، لانني كنت جزءاً من القصة، ولأن الأجزاء التي عشتها، كانت تدور في (مسرح)، بكل ما تعنيه كلمة مسرح من اضاءة واظلام، وبكل ما تعنيه من ديكور، وشخوص،، شخوص لأي منهم رائحته، ولغته، ونبرة صوته، وتقاطيعه، وطريقة ضحكته، وابتسامته، و(تكشيرته)، ولأي منهم موقفه الذي يعبرعنه بطريقة أو بأخرى!
تلك الأجزاء من القصة، كتبتها بكل تفاصيلها، لأنني عشت هذه التفاصيل: عشتها بمخي، ولحمي، وعظمي، وأعصابي، ودمي،، تفاصيل شفتها بعينىّ هاتين، وسمعتها بأذنيّ الإثنتين،،، تفاصيل كانت ازاءها عيناي الاثنتان، في دقة وصفاء عدسة(كوداك) وكانت ازاءها ذاكرتي بإتساع(1000 قيقا)، وكانت فيها (أضاني دي وأضاني دي) الإثنتان معاً، في خفة يد نشال، في (سندة) سنار التقاطع!
لانني كنت معنياً بالتفاصيل، كتبت عن ليلى الطويلة، وزهيره المليانة، وعن ضحكة البلال، ولغة شتلي، وعن،، عن تزرير لطيف للزرارة الفوق يوم المكاشفي جا، وعن نفشة صدره وتطييره للزرارة التي كان قد زررها، اذ هو يقرأ صباح الثلاثاء، في أفضل ما كتبته (الريمستار) في تاريخ (الأيام)!
صدر لطيف اتنفش، لأن ماكان مكتوباً ينفش الصدر، ولأنه كان يتمنى – في تلك اللحظة - أن يكون هو الذي كتبه، أو من المشاركين في كتابته، وهو لن يكون اطلاقاً لا هذا، ولا من بين أولئك، ليس لأنه كان صحفياً ناشئاًفحسب- وإنما لأنه كان صاحب بالين، وصاحب البالين كضاب، ولأنه كان راكب سرجين، وراكب السرجين وقاع، ولأنه كان يريد- كما هوالآن- أن يكون (نسيب الحكومة) بورقة مأذون القصر، ويكون في الوقت ذاته نسيب المعارضة بورقة المأذون(الكيري) مأذون زواج المتعة!
لا.. ليس في الأمر إدعاء بطولة!
أنفي هكذا بالفم المليان، ذلك لأنني على يقين تام بأن ما كتبته ليس فيه أي إدعاء للبطولة – كما اتهمني لطيف- وإنما هو فقط سرد لتفاصيل،،، تفاصيل لجزء من حدث ضخم، هز السودان وهز العالم كله.
لا بطولة، في السودان منذ تلك الوقفة النبيلة على حبل المشنقة: وقفة الأستاذ،، وليست من بطولة في السودان منذ تلك الإبتسامة الغامضة والحبل يلتف على العنق!
لا...
ولو كنت أريد أن أتحدث عن بطولة، لم أدعيها، ولن، لكنت قد تحدثت -إذن- عن خروجي من (الأيام) منذ 28 مارس 1985 وأنا أملأ حلقومي بهتاف (سقطت سقطت سلطة مايو) مع مئات المتظاهرين الذين كانوا يمرون أمام مبنى (الأيام) ويشهد على ذلك كل الزملاء والزميلات، ويشهد على ذلك فتية من (سونا) كانوا يملأون حلاقيمهم أيضا بالهتافات.
كان يحدث ذلك فيما كان صاحب (الأخبار) محمد لطيف (يربع يديه) ويبتسم إذ نحن نهتف وكان في حلقومه سراً في تلك اللحظة، ما كان جهراً في حلقوم الإذاعة، وما كان في حلقوم الإذاعة في تلك الأيام هو (تحسبو لعب،، شليل ترتار وغيلة،، جري ونطيت بطان فوق الدميرة)!
كانت الحلاقيم مجرحة بالهتاف، حتى،،، حتى حلاقيم ربات الخدور، اللاتي كن يخرجن إلى الشوارع في تظاهرات ليلية حتى ليلة الخامس من أبريل، وهي الليلة التي كان فيها محمد لطيف محرراً للسهرة، في المطبعة في بحري، ولم يكن في "الأيام" التي ستصدر غداً في السادس من أبريل، خبراً واحداً، عن ثورة الحلاقيم، والنظام الذي أصبح على مرمى هتاف أخير، ليسقط،، وسقط، وسقط معه (تحسبو لعب،، تحسبو لعب) حين ملأ صوت العطبراوي آذان الدنيا والعالمين (أنا سوداني،، سوداني أنا) و،،، سقط أيضاً الكثيرون!

،،،،

،،،،

،،،،

القلم يمكن أن يسيل أكثر، وفي محبرتي حبر لا ينضب ، لكن هذه الحلقات طالت، و،،، و قبل أن أكفكفها، ثمة كلمات بليغة لابد أن تقال ـ لوجه الله ـ لمحمد لطيف، لعله ينتفع بها: (جود شغلك، جضم الشغلانية، أحسن الظن بقرائك، وقراء الآخرين، ولا تقل ما ليس لك به علم، وأعرف قدر الرجال، وأعرف قدر نفسك،،، يرحمك الله!)


*
تصويب: ورد في الحلقة الأخيرة من حلقات اغتيال الاستاذ،، ان الشاويش الذي كان يرافق الاستاذ داخل غرفة التنفيذ " مشلخ تي)،،
والصحيح انه مشلخ سلم،، ( H).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هاشم كرار ...في حديث الغفلة والقفلة ومأساة القرن العشرين !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الوظيفة عبودية القرن العشرين
» مأساتنا في سودان القرن الحادي و العشرين!
» مبرووك هاشم كرار وأماني قوليب
» في انتظار القيامة .. بقلم: هاشم كرار
» مقبرة الإحتفاء بالجسد في تورا بورا ــ هاشم كرار ( أنموذجاً)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: