هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحكم العطائية

اذهب الى الأسفل 
+5
على سركيس
عمر الفاروق
مبارك عثمان
عثمان الحسين
بت امها
9 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1الجمعة 26 فبراير 2010 - 5:51

من هو بن عطاء ؟؟
هو الإمام الملقب بتاج الدين، أحمد بن محمد بن عبد الكريم..
ابن عطاء الله السكندري المالكي، المتوفى عام 709 من الهجرة.
فهو من أعيان القرن السابع الهجري. وقد بدأ فتفقه ودرس التفسير
والحديث واللغة والأدب على شيوخ له في مصر، ثم توج حياته
العلمية بالسلوك التربوي والسعي إلى تزكية النفس على يد عالمين
جليلين جمع كل منهما بين ضوابط العلوم الشرعية وأصول تزكية
النفس من أمراضها التي سماها الله «باطن الإثم» أما أحدهما
فهو الشيخ أبو العباس المرسي أحمد بن عمر الذي اشتهر إلى جانب
غزارة العلم بالصلاح والتقوى. وأمّا الآخر فهو الشيخ أبو الحسن
الشاذلي علي بن عبد

.لمع اسم ابن عطاء الله عالماً من أجلّ علماء
الشريعة، مصطبغاً بحقائقها ولبابها التي تُحَرِّرُ الإنسان من
حظوظ النفس والهوى، وترقى به إلى سدة الصدق مع الله، وتمام
الرضا عنه، وكمال الثقة به، والتوكل عليه. ودرّس علوم الشريعة
في الأزهر

وكان إذا جلس للنصح والوعظ والتوجيه، أخذ حديثه بمجامع القلوب، وسرى من كلامه
تأثير شديد إلى النفوس. شهد له بذلك أقرانه الذين كانوا في
عصره، والعلماء الذين جاؤوا من بعدهم، على اختلاف مذاهبهم
ومشاربهم.أما كتابه (الحكم) فلا أعلم كتيّباً صغيراً في حجمه
انتشر في الأوساط المختلفة كانتشاره، وتقبلته العقول والنفوس
كتقبلها له!..هو مجموعة مقاطع من الكلام البليغ الجامع لأوسع
المعاني بأقلّ العبارات.. كلها مستخلص من كتاب الله أو من سنة
رسول الله .وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أما القسم الأول منها
فيدور على محور التوحيد وحماية المسلم من أن يتسرب إليه شيء من
المعاني الخفية الكثيرة للشرك، وأما القسم الثاني فيدور على
محور الأخلاق وإلى تزكية النفس وأما القسم الثالث فيدور على
محور السلوك وأحكامه المختلفة.وقد تسابق كثير من العلماء في
عصور مختلفة إلى كتابة شروح لهذا الكتيّب الصغير في حجمه
والكبير في آثاره ونفعه


عدل سابقا من قبل بت امها في السبت 9 أكتوبر 2010 - 4:26 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم(1)   الحكم العطائية Icon_minitime1الجمعة 26 فبراير 2010 - 5:52



من علامة الاعتماد على العمل - نقصان الرجاء عند وجود الزلل .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عثمان الحسين

عثمان الحسين



الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1الجمعة 26 فبراير 2010 - 13:43

روى ابي هريرة رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ". قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَلَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ؛ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ )

جزاك الله خير بت أمها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1السبت 27 فبراير 2010 - 6:40

وجزاك يا اخ عثمان ..وهذا فعلا المعني المقصود من هذه الحكمة

من علامة الاعتماد على العمل - نقصان الرجاء عند وجود الزلل .

قد يوسوس الشيطان بأن الطاعات ليس لها إذن أي دور في

تفضل الله على العبد، فلا فرق إذن بين الطائع والعاصي

ولعلّ الشيطان يوسوس إليك بأن الطاعات والقربات ليس لها إذن أي

دور في تفضل الله على العبد، وإذن فلا فرق بين إقبال العبد

إليها وإعراضه عنها!..ولكن فلتعلم أن هذا الوسواس الشيطاني ليس

نتيجة لهذا الذي نشرحه من كلام ابن عطاء الله، ولا لكلام علماء

التوحيد في هذا الصدد.. لقد قال الله تعالى: { مَنْ ذا

الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً }

{ البقرة: 2/245 } أفقال بعد ذلك:
سأكتبها للناس جميعاً، أم قال:

{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُون }

{ الأعراف:7/156 } ..هما أمران لا ينفك واقع عبودية الإنسان لله عنهما:

أحدهما أن عليه أن يسلك مسالك الهدى والالتزام بأوامر الله

والابتعاد عن نواهيه، ثانيهما أن يعلم أنه برحمة الله وعفوه،

لا بجهوده وأعماله ينال المثوبة والأجر.وهذا هو المعنى الجامع

الذي يتضمنه قول الله تعالى: { ورحمتي وسعت كل شيء.. }

{الأعراف: 7/156 } أي الإيمان والعمل الصالح واجبان، والمثوبة

تأتي عن طريق المغفرة والصفح لا عن طريق الأجر والاستحقاق.إنني

بحكم عبوديتي لله أنفذ أوامره، تلك ضريبة العبودية لله في

عنقي. ثم أبسط كفّيَ إلى السماء قائلاً: يا رب، أنا عبدك وابن

عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك

أسألك رحمتك، لا تعاملني بما أنا له أهل، بل عاملني بما أنت له

أهل، إنك أنت القائل: { فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُون} { الأعراف: 7/156 }[/SIZE]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم(2)   الحكم العطائية Icon_minitime1السبت 27 فبراير 2010 - 6:46

]b]

إرادتك التجريد مع إقامة اللّه إياك في الأسباب من الشهوة

الخفية، وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التجريد

انحطاط عن الهمة العلية

[/b]


المثال الأول: مجموعة من الناس توجهوا حجاجاً إلى بيت الله

الحرام. أما البعض منهم فمتحررون من سائر القيود والتبعات

والمسؤوليات، متفرغون لأداء هذه الشعيرة، مقبلون إلى مزيد من

العبادات والقربات. وأما بعض منهم فأطباء أنيطت بهم مسؤولية

الرعاية الجسمية للحجيج ومعالجة من يتعرضون منهم للآلام أو

الأسقام، أو متعهدون أنيطت بهم مسؤولية توفير عوامل الراحة

والحاجات التي لا بدّ منها لهم.أما الطائفة الأولى فهي تمرّ

من الوضع الذي هي فيه بما سماه ابن عطاء الله حال التجرد أو

التجريد، فالمطلوب منها أن تقبل إلى ما قد فرغها الله له من

كثرة العبادات والقربات والأذكار والاستزادة من النوافل.وأما

الطائفة الثانية ، فهي تمرّ من الوضع الذي هي فيه بما سماه

ابن عطاء الله مرحلة الإقامة في الأسباب. فالمطلوب من أفراد

هذه الطائفة التعامل مع الأسباب التي أقامهم الله فيها وألزمهم

بها. فالطبيب منهم مكلف برعاية الكتلة التي كلف بالسهر على

صحتها ومعالجة المرضى وأولي الأسقام فيها. ومتعهدو الخدمات

الأخرى مكلفون بالقيام بما قد تعهدوا به على خير وجه.فلو أن

أحدهم تناسى المسؤولية التي أنيطت به، إذ أقامه الله سبباً

لإحدى الخدمات الكثيرة للحجيج، وأمضى أوقاته كلها أو جلّها في

البيت الحرام طائفاً ساعياً راكعاً ساجداً يتلو القرآن ويكرر

الأذكار والأوراد، مهملاً سببيته التي أقامه الله عليها في

خدمة المحتاجين وتطبيب المرضى،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مبارك عثمان

مبارك عثمان



الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1السبت 27 فبراير 2010 - 14:43

زادك الله علما ونفعنا به
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1الأحد 28 فبراير 2010 - 5:50

مبارك عثمان كتب:
زادك الله علما ونفعنا به

وإياك يا بن ابي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم(3)   الحكم العطائية Icon_minitime1الأحد 28 فبراير 2010 - 5:53



الحكمة الثالثة


سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار

ـ هذه الحكمة ذيل وتتمة للحكمة التي قبلها

هذه الحكمة ذيل وتتمة للحكمة التي قبلها

الهمم هي العزائم التي يمتع الله بها الناس في مجال

الإقبال على شؤونهم، من تجارة وصناعة ودراسة

ونحوها.. هذه الهمم أو العزائم، مهما اشتدت وقويت

في نفوس أصحابها، فإنها لا تستطيع أن تخترق أسوار الأقدار.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر الفاروق

عمر الفاروق



الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1الأحد 28 فبراير 2010 - 7:13

اللهم زدنا وزدها همما
اللهم أعطها بقدر ما أعطت

بارك الله فيك وجزأك عنا الف خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1الجمعة 5 مارس 2010 - 5:37

عمر الفاروق كتب:
اللهم زدنا وزدها همما
اللهم أعطها بقدر ما أعطت

بارك الله فيك وجزأك عنا الف خير

ولك مثل هذا الدعاء اضعاف اضعاف

وجزاك بقدر ما اعطي امة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
على سركيس

على سركيس



الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1الجمعة 5 مارس 2010 - 5:50

بت امها كتب:


الحكمة الثالثة


سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار

ـ هذه الحكمة ذيل وتتمة للحكمة التي قبلها

هذه الحكمة ذيل وتتمة للحكمة التي قبلها

الهمم هي العزائم التي يمتع الله بها الناس في مجال

الإقبال على شؤونهم، من تجارة وصناعة ودراسة

ونحوها.. هذه الهمم أو العزائم، مهما اشتدت وقويت

في نفوس أصحابها، فإنها لا تستطيع أن تخترق أسوار الأقدار.

والله حكمة يا بت امها وامنا وذادك الله علما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قرشي محمد

قرشي محمد



الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1الجمعة 5 مارس 2010 - 14:37

الأخت الغالية/ بت أمها وفقها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله عز وجل أن يمُن عليكِ بالحكمة.
وجزاك الله خيراً
كما قال تعالى: (ولقد ءاتينا لقمان الحكمة ) ومن أوتي الحكمة فقد أوتيه خيراً كثير
أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1الثلاثاء 9 مارس 2010 - 6:58

على سركيس كتب:




[/center][/b][/color]
والله حكمة يا بت امها وامنا وذادك الله علما
[/quote]

رينا ينعم عليك بالحكمة والموعظة الحسنة
ولك التحية علي المرور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1الثلاثاء 9 مارس 2010 - 6:59

قرشي محمد كتب:
الأخت الغالية/ بت أمها وفقها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله عز وجل أن يمُن عليكِ بالحكمة.
وجزاك الله خيراً
كما قال تعالى: (ولقد ءاتينا لقمان الحكمة ) ومن أوتي الحكمة فقد أوتيه خيراً كثير
أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكِ

وعليك السلام ورحمة الله تعالي وبركاته
يقيننا يا اخي ان ننتفع بالعلم وننفع به غيرنا .. ونجتهد في التطبيق ونثابر

ولك دعوة بظهر غيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم (4)   الحكم العطائية Icon_minitime1الثلاثاء 9 مارس 2010 - 7:02



الحكمة الرابعة


أرح نفسك من التدبير، فما قام به غيرك

عنك لا تقم به لنفسك


ـ بيان مفصل للفرق بين اتخاذ الأسباب، والتدبير الإلهي

الذي تجند له الأسباب

وبوسعك أن تتبين هذا النهج في حياة قدوتنا المصطفى

.. انظر إلى شأنه يوم هاجر إلى المدينة المنورة

مصطحباً معه صاحبه أبا بكر رضي الله عنه.. تعامل في

هجرته هذه مع الأسباب كلها، حتى لكأنه يوقن بأنها

الشرط الذي لا بدّ منه لنجاح هجرته. خرج متخفياً، ترك

علياً رضي الله عنه ينام في فراشه حتى يظن المشركون

أنه رسول الله فلا يتعقبونه ويبحثون عنه، ترك راعي أبي بكر

يسير بأغنامه وراءهما لتعفي الأغنام على آثار مشي رسول

الله وصاحبه، أقاماثلاثة أيام في غار ثور، ريثما ينقطع الطلب

في الطرقات عنهما، عهدا إلى رجل من المشركين

مأمون الجانب أن يلقاهما في ميقات معين عند غار ثور، وهو

(عبد الله بن أرقط) ليدلّهما على الطرق الخلفية إلى المدينة..

فهذا هو التعامل التام مع الأسباب.وفي أثناء اختفائهما

في الغار، وصل جمع من المشركين في أثناء بحثهم عن

رسول الله إلى الغار، وأصبحت فتحة الغار تحت أبصارهم،

واضطرب أبو بكر، وهمس في أذن رسول الله قائلاً له:

لو أن أحدهم نظر عند قدمه لرآنا، فقال له:

((ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ )).. ولما خرجا من الغار

وواصلا سيرهما متجهين إلى المدينة، أدركهما سراقة

على فرسه قاصداً بهما الشر، كما ورد في الصحيح، وأخذ

يتلفت أبو بكر إليه وقد داخله من ذلك الخوف على رسول

الله ، ورسول الله ماض في سيره لا يلتفت يسرة ولا يمنة،

يواصل قراءته، معتمداً على حماية الله وتدبيره..

وهذا هو إسقاط التدبير والاعتماد على تدبير

الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم(5)   الحكم العطائية Icon_minitime1الجمعة 12 مارس 2010 - 13:00



الحكمة الخامسة


اجتهادك فيما ضُمِنَ لك، وتقصيرك فيما طُلِبَ منك، دليل

على انطماس البصيرة منك



ونستلهم الله عز وجل ما ينبغي أن نقوله في شرحها.يقول الله عز

وجل: { أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ } { الأعراف: 7/54 }

ويقول عز وجل: { ..وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً }

{ مريم : 19/25 } تنطق هاتان الآيتان بما يلي:

أقام الله الإنسان على وظيفة يؤديها لذاته العلية، هي أن يمارس

عبوديته لله عز وجل بالسلوك الاختياري، كما قد خلق عبداً له

بالواقع الاضطراري.. وأقام الله عز وجل ذاته العلية على وظيفة

يؤديها تجاه الإنسان، يضمن له بها مقومات حياته ورغد عيشه.فما

الذي تقتضيه هذه القسمة من المسؤوليات؟مقتضى هذه القسمة أن

ينصرف الإنسان (المؤمن بالله طبعاً) إلى الوظيفة التي عهدت

إليه وكلف بها، مقابل التزام الله عز وجل بما قد تعهد له به،

من توفير مقومات عيشه وتسخير المكونات التي حوله لمصالحه

ورغائبه. ذلك لأن هنالك شيئاً طلبه الله منا، وشيئاً آخر ضمنه

الله لنا. ومن أوضح البدهيات أن علينا في هذه الحالة أن نصرف

الجهد ونرهق الفكر في أداء الوظيفة التي كلفنا بها، وأن نطمئن

بالاً إلى الضمانات التي ألزم الله ذاته العلية لنا بها. فلا

نشغل بذلك فكراً ولا نحمل أنفسنا منه عنتاً أو اضطراباً.ولكن

في الناس من يجتهدون ويجدون ويرهقون أنفسهم فيما قد ضمنه الله

لهم، ويعرضون عن الوظيفة التي طلبها الله في مقابل ذلك منهم.

وهذا دليل - كما قال ابن عطاء الله - على انطماس البصيرة من

هؤلاء الناس.وهو إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على عدم الثقة

بوعد الله وما قد ضمنه للإنسان كما يدلّ على الرعونة النفسية

التي تهيمن على كيانه وتفكيره.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خضر الجندى

خضر الجندى



الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1السبت 13 مارس 2010 - 7:23

جزاك الله خير قال الشاعر
ترجو النجاة ولا تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجرى على اليبس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1الإثنين 29 مارس 2010 - 12:54

خضر الجندى كتب:
جزاك الله خير قال الشاعر
ترجو النجاة ولا تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجرى على اليبس

وإياك يا خضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم (6)   الحكم العطائية Icon_minitime1الإثنين 29 مارس 2010 - 12:58

الحكمة السادسة

لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجباً

ليأسك، فهو ضمن لك الاستجابة فيما يختاره لك، لا فيما

تختاره لنفسك، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد



ـ من عادة الله عز وجل لدى استجابته لدعاء عبده، أن يحقق

له الهدف المطلوب بقطع النظر عن الوسيلة التي تعلق بها

فإذا تحققت الشروط، والآداب المطلوبة كلها، فإن الله سيستجيب

الدعاء ويحقق المطلوب. ولكن إياك أن تتصور بأن الاستجابة تعني

أن يحقق الله لك حرفية ما طلبته منه.. بل اعلم أن الاستجابة

التي وعد الله بها عباده أعم وأوسع من ذلك.إن استجابة الله لك

تعني أن يحقق لك هدفك، وليس من لوازم ذلك أن يحقق لك حرفية ما

قد طلبت، لظنك أنه هو السبيل الذي يوصلك إلى هدفك.طلبتُ من

الله تعالى شيئاً بمواصفات معينة، ظناً مني أنها الضمانة للهدف

أو الخير الذي أبتغيه. ولكن الله الذي يعلم غيب السموات

والأرض، ويعلم ما قد تأتي به التقلبات والأحداث، قد يعلم أن

هذا الشيء الذي طلبته وتعلقت به لظني أنه يتضمن الخير الذي

أبتغيه، لا ينطوي في الواقع على هذا الخير، بل ربما كان سبباً

لنقيضه. فيصرف الله عني حرفية ما طلبت، لطفاً منه ورحمة بي،

ويحقق لي الهدف البعيد الذي أبتغيه بوسيلة أخرى لم تكن تخطر

مني على بال.. وهذا هو معنى قول الله عز وجل:

{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْأَلُكَ

رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } { طه:

20/132 } وإلى هذا يشير ابن عطاء الله في هذه الحكمة السادسة،

إذ يقول: «فهو ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك، لا فيما تختاره

لنفسك».وكم في حياة كل منا نماذج تجسد هذه الحقيقة التي

أقولها. كم من إنسان تعلق قلبه بمهنة أو بوظيفة خيل إليه أنها

تحقق له أهدافه وأحلامه، وبات يدعو الله ويلحف في الدعاء أن

تتحقق له تلك الوظيفة، وانتظر وانتظر.. دون أن تتحقق له تلك

الوظيفة، حتى خيل إليه أن الله لن يستجيب دعاءه، وما هي إلا

أيام حتى خلق الله له أسباباً أخرى أوصلته إلى بغيته من حيث لم

يكن يحتسب، وتأمل في الأسباب التي اختارها الله له، وإذا هي

خير من الوظيفة التي كان قد تعلق بها، بأضعاف!.. فأخذ يحمد

الله أن صرفه عما كان متعلقاً به، وأكرمه بما لم يكن يخطر منه

على بال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عماد منصور حمدالنيل

عماد منصور حمدالنيل



الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1الأربعاء 31 مارس 2010 - 8:03

جزاك الله خير الاخت بنت امها وارجو ان تواصلي
في البحث في مثل هذه العلموم النافعة

(ابومنصور)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية Icon_minitime1الخميس 1 أبريل 2010 - 22:22

عماد منصور حمدالنيل كتب:
جزاك الله خير الاخت بنت امها وارجو ان تواصلي
في البحث في مثل هذه العلموم النافعة

(ابومنصور)
عماد
اجمل ما في الكون الابحار في الامور الدينية .. فهي غذاء الروح .. واتمني لي .. ولغيري من المسلمين ان نكون من ركاب السفينة

اللهم ينفعنا واياك
سلام .. ودعوة بظهر غيب لمنصور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم(7)   الحكم العطائية Icon_minitime1الأحد 4 أبريل 2010 - 5:42


الحكمة السابعة

إذا فتح لك وجهة من التعرف فلا تبال معها أن قلّ عملك.

فإنه ما فتحها لك إلا وهو يريد أن يتعرف إليك. ألم تعلم

أن التعرف هو مورده عليك والأعمال أنت مهديها إليه وأين

ما تهديه إليه مما هو مورده عليك!


ـ ابن عطاء الله يلفت النظر في هذه الحكمة إلى الهداية

التي قد يكرم الله بعض عباده عن طريق الاجتباء

فابن عطاء الله السكندري رحمه الله، يلفت النظر في هذه الحكمة،

إلى أحد هذين الطريقين، وهو طريق الاجتباء الذي يأتي نتيجة

اصطفاء من الله لبعض عباده، فينتشلهم في لحظة واحدة من أقصى

أودية الضياع والبعد عن الله، إلى أعلى قمم العرفان والقرب من

الله عز وجل. يقول: «إذا فتح لك» أي الله عز وجل «وجهة من

التعرف» أي نافذة يعرفك من خلالها على ذاته، وذلك بعامل من

عوامل الجذب والفتح، التي تطوي الأزمنة في لحظات أو دقائق

معدودة، يغنيك الله بها عن دراسة تستغرق أشهراً أو سنوات.

«فلا تبال معها أن قلّ عملك» أي فلا تعجب عجباً قد يزجك في

ريب، من أنك قد بلغت هذا الأوج من التوجه إلى الله والتعلق به،

دون أن تستعين على ذلك بكثير من العبادات والنوافل والأذكار

والقربات، كما هو الشأن في العادة. ذلك لأن طريق الفتح الإلهي

مختلف عن طريق السير الإنساني، وهو جلّ جلاله «ما فتحها» أي

تلك الوجهة «لك إلا وهو يريد أن يتعرف إليك» أي إلا وهو يريد

أن يعرفك على ذاته. وهذه الإرادة التي شرفك الله بها من شأنها

أن تملأ كيانك معرفة وحباً وتعظيماً له ومهابة منه، حتى وإن قل

أو فقد قبل ذلك عملك المقرب إلى الله. ثم إن ابن عطاء الله

يقارن بين الطريقين قائلاً: «ألم تعلم أن التعرف هو مورده

إليك، والأعمالَ أنت مهديها إليه، وأين ما تهديه إليه مما هو

مورده عليك» ؟.. أي تأمل، كم هو الفرق كبير بين سلّم الأعمال

التي ترقى بها إلى الله وجلّها لا يخلو من الشوائب والحظوظ،

وبين الألطاف التي تهبط وترد إليك من حضرة الله عز وجل!.. لا

شك أن قوة الجذب في هذه الألطاف الإلهية الهابطة إليك أجلّ

وأفعل، من قوة الطاعات الصاعدة منك إلى الله.هذا هو باختصار

الفرق ما بين ما ترسله إلى الله من قربات وأعمال، وما يرسله هو

إليك من تجليات وألطاف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم(8)   الحكم العطائية Icon_minitime1الثلاثاء 6 أبريل 2010 - 20:50

الحكمة الثامنة

لا يشككنّك في الوعد عدم وقوع الموعود وإن تعين زمنه،

لئلا يكون ذلك قدحاً في بصيرتك وإخماداً لنور سريرتك



ـ النتيجة هي أن الله لايخلف وعداً قطعه على ذاته لمن

أدوا شروط الوفاء به

والنتيجة التي ننتهي إليها من معرفة هذا الأساس، هي أن الله لا

يخلف عهداً أو وعداً قطعه على ذاته العلية لمن أدوا شروطه بصدق

وإخلاص.غير أن الذين يعرفون هذه الشروط ويقدرونها حق قدرها هم

الذين عرفوا الله حق معرفته وفاضت أفئدتهم حباً وتعظيماً له،

لا الذين يتعاملون مع الله على أساس من عقد الإسلام فقط كما

قال الشاطبي، ويحصون على الله حقوق أنفسهم دون أن يتذكروا حقاً

على أنفسهم له. إن هؤلاء لن يدركوا أي معنى لقوله تعالى:

{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيها

اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالآصالِ ، رِجالٌ

لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ

وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً

تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصارُ ، لِيَجْزِيَهُمُ

اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ

وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ } { النور:

24/36 - 38 } لقوله: { لا تلهيهم }

{ النور: 24/36 - 38 }
713 أخبرني أحد الجنود الذين كانوا في هزيمة حرب عام 67، أنه

كان عائداً إلى دمشق مع ثلة من زملائه الجنود، وفي الطريق حان

وقت الصلاة، فبحثوا عن مكان مناسب، ووقفوا يصلون.. وفي تلك

الأثناء مرّ بهم خبراء من العسكريين الأجانب، فوقفوا ينظرون

إليهم.. ولما أتموا صلاتهم قالوا لهم: إن الله لم ينصركم في

الحرب فلماذا تصلون له؟..قلت للجندي الذي أخبرني بهذه القصة:

كان عليكم أن تقولوا لهم: إننا نصلّي شكراً له أنه لم يعاقبنا

على آثامنا وإعراضنا عن أوامره، وارتكابنا للمنكرات الكثيرة

التي تفور بها معسكراتنا، بخسف ولا بمحق ولا بزلزال، ولا

بحجارة يمكن أن يرسلها علينا من السماء، إذ إننا نستحق أكثر من

هذا الذي أصابنا.إن أولئك الخبراء الذين طرحوا سؤالهم ذلك، لم

يكونوا جاهلين بحقوق الربوبية، بل كانوا جاهلين بالذات

الإلهية، ناسين وجوده من حيث هو!..وإني لأذكر أن أحد الصالحين

سئل - وكان مظنة ولاية وقرب من الله عز وجل -: ألا ترينا يا

سيدي بعضاً من كراماتك التي تزيدنا إيماناً وثقة بالله عز

وجل؟قال لهم: ألا ترون أعاجيب الخوارق والكرامات التي يكرمني

الله بها في كل لحظة؟قالوا له: لم نر شيئاً منها بعد..قال:

أفلا ترون أني أسير فوق الأرض دون أن تخسف بي، ودون أن تنهمر

عليّ النيازك والشهب؟.. أليس من الإكرام الإلهي - وأنا أستحق

الهلاك بسبب تقصيري الدائم وتفريطي في أوامره وحقوقه - أن

يحيطني بحمايته ورعايته فلا يهلكني كما قد أهلك الكثير ممن

كانوا قبلي؟!..إن هذا الذي قاله هذا الرجل الصالح كان صادراً

من صادق مشاعره، ولم يكن يقوله تصنعاً أو تكلفاً.. بل هو شأن

كل من فاض قلبه تعظيماً لله ومهابة له وخوفاً منه وإدراكاً

لآلائه ونعمه التي يتقلب في غمارها، لا سيما عندما يقف على مثل

قوله عز وجل: { لا تلهيهم } { النور: 24/36 - 38 } * * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم (9)   الحكم العطائية Icon_minitime1الثلاثاء 13 أبريل 2010 - 6:16

الحكمة التاسعة


تنوعت أجناس الأعمال بتنوع واردات الأحوال



ـ الأحوال التي يتعرض لها الإنسان تنقسم إلى أحوال نفسية،

وأحوال اجتماعية وبيان مفصل لكل منهما

الأحوال جمع حال، والحال هو الوضع الذي يمرّ بالإنسان ثم

يتجاوزه دون أن يستقرّ لديه.والأحوال تنقسم إلى قسمين: أحوال

نفسية، وأخرى اجتماعية. ونبدأ بالأول منهما:وإنما نعني

بالأحوال النفسية ما اصطلح عليه علماء السلوك أو المهتمون

بالتربية القلبية الموصلة إلى الله.. وهي عبارة عن مشاعر

داخلية تمرّ ولا تستقر، تأتي نتيجة وقوف وتأمل، عند بعض صفات

الله تعالى وأسمائه الحسنى، إذ تتأثر النفس بتلك الصفات، مما

يدفع صاحبها إلى الأعمال التي تتناسب وذلك التأثير الذي هيمن

على نفسه، كما تأتي نتيجة وضع مرّ به الإنسان شرد فيه عن أوامر

الله وانغمس في بعض المحرمات، ثم انجاب عنه ذلك الوضع فأورثه

مزيداً من الخوف من عقاب الله، وألماً من تذكر ماضيه في جنب

الله عز وجل.ففي الصالحين مثلاً من يغلب عليهم الوقوف عند صفات

الرحمة والكرم والإحسان والمغفرة وسعة العفو، وكلها صفات

منبثقة من بعض أسماء الله الحسنى، فيتصرف تصرفات دينية ذات

طابع جمالي قائمة على أساس راسخ من حسن الظن بالله، وإذا ذكّر

الناس بالله لم يذكّرهم إلا بالكثير من فضله وعطائه وآلائه

ومغفرته وعفوه، وإذا اتجهإلى الطاعات والعبادات فبدافع من هذا

الشعور يتجه، ويغلب على صاحب هذه الحال أن يكون اجتماعي النزعة

وأن ينعكس إليه طيف من هذه الصفات نفسها. فتكون أعماله منبثقة

عنها.وفي الصالحين من يغلب عليهم الوقوف عند صفات القهر

والعقاب والسلطة الإلهية الواسعة النافذة، والعقاب الذي توعد

به المسرفين والظالمين، فيتصرف تصرفات دينية ذات طابع جلالي

قائمة على أساس من تغلب الخوف، والشعور بالتقصير وسوء الحال.

لا سيما إن كان ممن له ماض يتصف بالشرود والابتعاد عن أوامر

الله والانغماس في الآثام والموبقات.فهذه الأوضاع النفسية تسمى

أحوالاً، إذ هي تعرض لصاحبها فتتلبث لديه ثم تمرّ وتمضي، ثم قد

تعاوده مرة أخرى. على أنه لا يوجد ميقات محدد لبقائها، فقد

يطول أمد بقائها وقد يقصر.

أما الأحوال الاجتماعية، فالمراد بها ما يتعرض له الإنسان من

الانتقال من حال العزوبة إلى الزواج، ومن حال الفراغ إلى

التقيد بالوظائف والأعمال، كما يراد بها تنوع المعارف

والاختصاصات العلمية والعملية والمهنية. وتفاوت الوظائف

الإدارية والسياسية.. فهذه كلها أحوال اجتماعية يتعرض كل منا

لتقلبات كثيرة فيها.إذا تبين هذا، فاعلم أن الفرائض التي أمر

الله بها تشكل الجامع المشترك بين أصحاب هذه الأحوال كلها، ذلك

لأنهم جميعاً مكلفون بتلك الأساسيات التي فرضها الله عز وجل

على عباده جميعاً. كأركان الإسلام الخمسة من صلاة وصيام وحج

وزكاة وشهادتَي توحيد الله ونبوة محمد عليه الصلاة

والسلام.ولكن ما وراء ذلك من القربات والعبادات تتنوع حسب تنوع

الأحوال الاجتماعية التي يتقلب المسلم في غمارها. والسر في هذا

الربط بين أنواع القربات وأنواع الوظائف والمسؤوليات

الاجتماعية، أن الخدمات الاجتماعية بحدّ ذاتها تعدّ من أهم

الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله، إن صفت النية وأريد بها

الحصول على مرضاة الله.

ولقد نوع الله قدرات عباده بما يهيئها للنهوض بأنواع الطاعات

والقربات كلها، فكان من مقتضى ذلك أن ينهض صاحب كل قدرة متميزة

بالأعمال المنسجمة مع قدرته.فمن مظاهر هذا التنوع ما قد تراه

من حال إنسان أقدره الله على استيعاب المعارف والعلوم

الإسلامية، فهو عاكف على دراستها ثم تدريسها ونشرها بالوسائل

الممكنة. تلك هي القدرة التي منحه الله إياها، إذن فذلك هو

العمل النوعي المنوط به، من قبل الله عز وجل، وما قد تراه من

حال إنسان آخر أقدره الله على السير بين المتخاصمين من الناس

بإصلاح ما بينهم، ووسع صدره للصبر على ذلك، دون أن تكون له باع

عريضة في العلم ومسائله، إذن تلك هي القدرة التي منحه الله

إياها، وإذن فذلك هو العمل النوعي المنوط به والذي يقرّبه إلى

الله عز وجل.. وما قد تراه من حال إنسان ثالث لا يد له بهذا

ولا بذاك، ولكنه ينشط بالسعي في خدمة الناس، وقضاء حوائجهم

وردّ الأذى عنهم، إذن فذلك هو العمل النوعي المنوط به من قبل

الله عز وجل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم(10)   الحكم العطائية Icon_minitime1الخميس 15 أبريل 2010 - 14:56



الحكمة العاشرة

ادفن وجودك في أرض الخمول فما نبت مما لم يدفن لا يتم

نتاجه


ـ الفرق بين الخمول والكسل

دعونا نوضح المعنى المراد بالخمول أولاً.كثيرون هم الذين

يتصورون أن الكلمة تعني الكسل والدعة.. يقولون: فلان خامل،

يقصدون أنه كسول لا ينهض بعمله ومسؤولياته.غير أن هذه الكلمة

تعني في اللغة الابتعاد عن الأضواء وعن أسباب الشهرة. وأن يكون

الإنسان مجهولاً لدى الآخرين لا يعرفه أكثر الناس.


ـ بيان أن كل شيء لايتكامل وجوده إلاّ بعد أن يبقى مدة في

ظلمات الخفاء

نعود الآن إلى هذا الذي يقوله ابن عطاء الله: «ادفن وجودك في

أرض الخمول» أي عندما تريد أن تنهض بمهامك التي تريد أن تنهض

بها دينية أو دنيوية (ومراد ابن عطاء الله بها هنا المهام الدينية)

عليك قبل أن تشتهر بين الناس وقبل أن يَرَوْكَ على

مسرح الأحداث ويشار إليك بالبنان، أن تدفن وجودك لمدة من الزمن

في أرض الخمول، أي بعيداً عن الشهرة، متوارياً عن أضوائها،

وليكن عملك خلال ذلك هو السعي إلى أن ترعى ذاتك وأن تنضج عقلك

وأن تربي نفسك، وأن تصفي سريرتك من الشوائب. ليكن همك محصوراً

في ذلك.وأنت لا تستطيع أن ترعى نفسك وكيانك هذه الرعاية، إلا

إن كنت مختلياً بنفسك بعيداً عن الضوضاء وعن الأضواء

الاجتماعية وتيارات الأنشطة العامة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحكم العطائية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» فى ذمة الله . الحكم عوض طلب
» من الحكم والامثال
» فى ذمة الله الحكم بشير خضر جندى
» النيل يخسر من المريخ ....
» قصه حقيقيه يجب ان نستفيد منها قبل الحكم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا الدينى-
انتقل الى: