هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحكم العطائية

اذهب الى الأسفل 
+5
على سركيس
عمر الفاروق
مبارك عثمان
عثمان الحسين
بت امها
9 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
بت امها





الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم(11)   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1الثلاثاء 11 مايو 2010 - 21:46

الحكمة الحادية عشرة


الأعمال صور قائمة، وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها

عرفنا أن الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله، ليست

محصورة في الفرائض الأساسية التي تمثل أركان الإسلام، بل هي

كثيرة ومتنوعة تشمل كل ما يدخل تحت قوله الله: { عملوا الصالحات }

{ العصر: 103/3} ولا بدّ لإدراك معنى هذه الحكمة،

والوقوف على الصلة الدقيقة

بينها وبين الحكمة السابقة من بيان ما يلي:

ـ كل القربات التي ينال بها المسلم مرضاة الله مؤلفة من

عمل وقصد

كل القربات التي ينال بها المسلم مرضاة الله تعالى، مؤلفة من

عمل وقصد.فلا قيمة للعمل مهما كان في مظهره مقبولاً ونافعاً إن

لم يكن القصد الدافع إليه مجرد الحصول على مرضاة الله ومثوبته.

ولا قيمة للقصد (في أكثر الأحيان) إن لم يتجلّ في العمل

المقصود.ولاحظ أنني أقرر أن وجود العمل مفصولاً عن القصد

السليم الذي يعبَّر عنه بالإخلاص لوجه الله، لا قيمة له في

ميزان الشرع وحكمه في كل الأحوال، ولا داعي إلى التذكير

بالنصوص الدالة على هذا من الكتاب والسنة، فهي معروفة، ولعلها

محفوظة. إذن فلا استثناء لهذا القرار أو الحكم العام.


ـ بيان ضرورة القصد وأهميته، وأنه من العمل الصالح

كالأساس الخفي من البناء

ولكني عندما قررت العكس، قيدت ذلك بـ (أكثر الأحيان) . ذلك

لأن النية السليمة قد تغني عن العمل في بعض الأحيان، وذلك

عندما يملك المسلم صفاء القصد وخلوص النية لله عز وجل في

الاتجاه إلى عمل ما، ولكنه لا يملك القدرة على تحقيق ذلك

العمل، كتوجه قصده إلى مدّ يد العون المادي إلى فقير محتاج، أو

العون المعنوي إلى ضعيف يحتاج إلى خدمة أو رعاية أو ردّ غائلة

عدوان، ولكنه ينظر، فلا يجد لديه القدرة على ذلك. مما لا ريب

فيه أن النية وحدها في هذه الحالة تكفي، وقد دلت على ذلك

أحاديث كثيرة ثابتة عن رسول الله .غير أن هذا الانفكاك لا

يتأتى في انفراد العمل عن القصد السليم المتمثل في الإخلاص لله

عز وجل، بل كلما كان العمل المنفَّذ مرتبطاً بقصد غير سليم،

فهو عمل لاغ وباطل في ميزان الله وحكمه. وقرار الله في ذلك

نافذ لا مردّ له: { وَقَدِمْنا إِلَى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ

فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً } { الفرقان: 25/23 }
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم(12)   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 يونيو 2010 - 5:33


الحكمة الثانية عشرة

ما نفع القلب مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة


والآن نبدأ بشرح هذه الحكمة وتحليلها.أولاً: كلمة القلب تأتي

بمعنى العقل، وتأتي بمعنى العضلة المعروفة وراء الأضلاع في

الجانب الأيسر من جسم الإنسان. وقد وردت في القرآن بالمعنيين:

وردت بمعنى العقل في قوله تعالى: { إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَذِكْرَى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ
وَهُوَ شَهِيدٌ } { ق:50/37 }

ومراد ابن عطاء الله بكلمة القلب

هنا القلب بمعناه الحقيقي وليس المعنى المجازي المتمثل في
العقل.


ـ المطلوب في هذا المجال التربوي عزلة جزئية لا العزلة

الكلية الدائمة

ثانياً: ينبغي أن نلاحظ أن ابن عطاء الله عبّر بكلمة (عزلة)

منكرة، ولم يعبر بكلمة (العزلة) معرّفة. وبين النكرة

والمعرفة فرق دقيق في المعنى.كلمة (عزلة) منكرة تدل على

التقليل بينما المعرّفة بـ «أل» تدل على التكثير.. فعندما

يقول: «ما نفع القلب مثل عزلة» يعني مثل شيء من العزلة، ولو

قال: ما نفع القلب مثل العزلة، لكان معناه: ما نفع القلب شيء

مثل العزلة الدائمة. وهو إنما يريد التنبيه إلى أن المشروع

والمطلوب إنما هو شيء من العزلة لا أن يتخذ الإنسان منها

منهجاً لحياته كلها، فيبتعد عن المجتمع ويقصي نفسه عن الدنيا في

كهف من الغربة والابتعاد عن الناس وشؤونهم.إن هذا الثاني

يتنافى مع الفطرة الإنسانية، إذ الإنسان اجتماعي بطبعه.فمن أجل

هذا ساق ابن عطاء الله الكلمة نكرة، ولم يأت بها معرّفة بـ

«أل» .إذن العزلة ليست مرادة لذاتها وإنما هي مطلوبة لتكون

مناخاً وظرفاً مناسباً، للتأمل والتفكير. أي فلو أن أحدنا أخذ

الشطر الأول من هذه الحكمة فألزم نفسه بمنهاج من العزلة، يخلو

فيها مع نفسه ساعة أو ساعتين كل يوم، يعانق هذه العزلة لذاتها

بعيداً عن أي عمل.. بعيداً عن القراءة.. بعيداً عن أي وظيفة

فكرية.. فهو سلوك جانح مختل، لا يأتي لصاحبه بأي خير، بل هو

بالأحرى سلوك ضارّ للنفس ومزهق للوقت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر الفاروق

عمر الفاروق



الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 يونيو 2010 - 9:25

جزأك الله الف خير عنا ‏
ونفعنا وأياك بالمعرفة ..
وأن شاء الله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1الأحد 11 يوليو 2010 - 5:47

عمر الفاروق كتب:
جزأك الله الف خير عنا ‏
ونفعنا وأياك بالمعرفة ..
وأن شاء الله في ميزان حسناتك

وجزاك ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1الأحد 11 يوليو 2010 - 6:04

الحكمة الثالثة عشرة



كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته،

أم كيف يرحل إلى الله وهو مكبل بشهواته،

أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله، وهو لم يتطهر من جنابة غفلاته،

أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته


ـ بيان معنى الشطر الأول من هذه الحكمة:
((كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته))

أن الإنسان ثنائي التركيب، إذا طرحنا منه قفصه الجسدي الذي

لا شأن ولا قيمة له، فهو مركب من ركنين أساسيين بهما تتكامل

إنسانية الإنسان: العقل والقلب.

قلبك مظلم بالران الذي تكاثف فوقه. فأنت محكوم لسلطان

هذا الران، لم يبق في قلبك متسع لحب يحدو بك إلى الاستجابة لأمر

الله، ولا لخوف يحجزك عن معاصي الله، ولا لتعظيم يقف بك عند حدود الله!..

والحب، والخوف، والتعظيم، كل ذلك مكانه القلب لا العقل.والقلب

مليء بظلل سوداء، من التعلق بالدنيا.. بالشهوات.. بمنافسة

الآخرين، بمشاعر الحسد والأحقاد عليهم.. منصرف إلى التقلب في

أحلام المتع التي اقتحمْتَ غمارها واستقرت في نفسك

أصداؤها.وإذا أقبل العقل يستأذن قلبك ليغرس فيه شتلاً أو نواة

لمحبة الله عز وجل، يبحث.. ثم يبحث.. فلا يجد فراغاً فيه لهذا

الغرس!..يتجه العقل إلى القلب، ليبلغ صاحبه رسالة الله التي

يقول له فيها: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ
تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ
الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ
قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } {
الحديد: 57/16 }

ورسالة العقل التي هي العلم، من الأهمية

بمكان، ولكن الحقائق العلمية لا بدّ لها من مغرس تنمو وتزدهر

فيه، ومغرسها في حياة الإنسان القلب. فإذا سدت منافذ القلب

وأظلم أرجاؤه للسبب الذي يذكره ابن عطاء الله، فإن مصير رسائل

العقل كلها الذبول والضياع.وكم يتجلى هذا الذي أقوله في العبرة

التي يسوقها لنا كتاب الله عز وجل، إذ يحدثنا عن ذاك الذي آتاه

الله آياته فانسلخ منها، فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين. وأصح

ما قيل في اسمه - على ما ذكره ابن كثير في تفسيره - أنه

بلعام بن باعوراء، أحد علماء بني إسرائيل. لقد آتاه الله آياته

علماً، كما قال عز وجل، ومستودع العلم هو العقل، ولكنه أخلد

إلى الأرض واتبع هواه. وسبيل ذلك إنما هو القلب، تعلق قلبه

بالدنيا التي كنى الله عنها بكلمة (الأرض)، فقاده قلبه بدلاً

من عقله واتبع هواه. فكانت سيرته كسيرة الكلب، يلهث وراء

الدنيا دون أن يشبع منها، كالكلب الذي يلهث بلسانه في كل

الظروف والأحوال. واسمع في هذا كلام الله عز وجل: { وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ
مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ ،
وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى
الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ
إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ
ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا
فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } { الأعراف:
7/175 - 176 }

الفقرة الثانية من هذه الحكمة، وهي قوله:

«أم كيف يرحل إلى الله وهو مكبّل بشهواته» ؟

أي لو لم يكن القلب مكبلاً بشهواته، لاتجه إلى الله عز وجل

وابتغى من الدنيا كلها رضاه، ولو تمّ له ذلك لأعرض عن الأكوان

واتجه إلى المكوّن، ولما انطبعت صور الأكوان في مرآته

«أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله، وهو لم

يتطهر من جنابة غفلاته؟»


.إذن المشكلة هي غفلتك عن الله الذي

بيده الخلق والأمر كله، بيده النعم التي ترنو إليها، والشهوات

التي تحلم دائماً بها، هو الذي يشعرك بلذاتها إن أقبلت إليك،

ويبتليك منها بالآلام والمنغصات إن أدبرت عنك.وإذا كانت

المشكلة هي هذه الغفلة، فالعلاج يكمن في أن تسعى سعيك الجاد

للتخلص منها.. إذا تخلصت من الغفلة اتجَهَ منك القلب إلى الإله

الذي شهواتك بيده، ونعمك من صنعه، وسعادتك من فضله، فتتعلق

آمالك به، ويصفو حبك له؛ وعندئذ تتحرر من أسر الشهوات التي

كبلتك، ومن ثم تغيب عن مرآة قلبك صور المكونات، لترتسم في

مكانها صفات المكوّن جلّ جلاله.

الفقرة الأخيرة التي يقول فيها:

«أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته؟»

.إذن فكثرة الهفوات هي السبب في الوقوع في الغفلات.. والاستغراق

في الغفلات هو السبب في الاستسلام لأسر الشهوات.. والاستسلام لأسر

الشهوات هو السبب في هيمنة صور الأكوان على القلب، وانتشار

(الران) عليه.ومن ثم فإن العلاج يبدأ بضرورة التغلب على المشكلة

الأولى، وهي مشكلة الاستسلام للهفوات والآثام.. يجب أن تتغلب على

هفواتك أي على معاصيك بالابتعاد عنها والتطهر منها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راشد محمد الجاك

راشد محمد الجاك



الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 14 يوليو 2010 - 6:12

بنت امها جزاك الله الف خير بهذه الحكم البالغة وكل المنى من المولى عز وجل ان يجعلنا ممن يعملون بها ... وزادك فى التبحر فى علوم الدين لاضاءة بصيرتك وبصيرتنا معك ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1الثلاثاء 14 سبتمبر 2010 - 20:06

راشد محمد الجاك كتب:
بنت امها جزاك الله الف خير بهذه الحكم البالغة وكل المنى من المولى عز وجل ان يجعلنا ممن يعملون بها ... وزادك فى التبحر فى علوم الدين لاضاءة بصيرتك وبصيرتنا معك ....
ولك مثل هذه الدعوة اخي راشد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم (14)   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 15 سبتمبر 2010 - 4:00



الحكمة الرابعة عشرة




الكون كله ظلمة وإنما أناره ظهور الحق فيه فمن رأى

الكون ولم يشهده فيه أو عنده أو قبله أو بعده فقد

أعوزه وجود الأنوار وحجبت عنه شموس المعارف

بسحب الآثار



هذه الحكمة حصيلة مكثفة لقول الله سبحانه وتعالى:

{ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ... }

{ النور: 24/35 } يقول ابن عطاء الله :

«الكون كله ظلمة وإنما أناره ظهور الحق فيه» أي هذه

المكونات التي تراها أعيننا وتدركها عقولنا، إنما تتآلف

وتتلاصق أجزاؤها الدقيقة، بواسطة نور داخلي يسري فيما بينها.

ومصدر هذا النور إنما هو الله عز وجل. ذلك لأن هذه المكونات

لم توجد بذاتها وإنما وجدت بإيجاد الله تعالى لها.

بل لا يستمر وجودها إلا باستمرار اتصال القدرة الإلهية بها، ومدّها

باستمرارية الوجود لحظة فلحظة.وإن من أهم آثار هذه الحقيقة أن

كل ما تقع عليه عيناك من هذه المكونات، فإن النور متغلغل في

داخله، ويكسوه حلية في ظاهره. فهي نور في الباطن الداخلي،

وهي منورة في الظاهر الخارجي.


ـ النور الذي هو عماد وجود المكونات نوران:

نور تراه العين، ونور يرصده العقل

إن الأشياء التي تراها عيناك إنما ترى فيها النور الذي اصطبغت

به، ولولاه لما رأت عيناك منه شيئاً. وهي إنما تتماسك بسرّ

النور الساري في أجزائها الدقيقة، ولولاه لتناثرت المادة

الكونية أنكاثاً متبددة.وهذا يعني أن النور الذي هو عماد وجود

المكونات نوران: نور تراه العين، ونور يرصده العقل.فأما الذي

تراه العين، فهو هذا الذي يسطع على ظواهر الأشياء التي تراها

عيناك. وهو مؤلف من نورين اثنين: أحدهما النور الساري إلى

الأشياء من أشعة الشمس ونحوها، ثانيهما النور الساري إليها من

بؤبؤ عينيك. ولولا التكافؤ الذي يتم بين نور عينيك ونور الشمس

الذي تنعكس أشعته إلى الأشياء، لما أتيح لك أن ترى شيئاً من

المكونات. فأنت إذن ترى النور، وبالنور (أي بنور عينيك) ترى

هذا النور.وأما النور الذي يرصده العقل، فهو ذاك الذي يسري

متغلغلاً داخل أصغر جزيئات المادة، بل هو تلك الإليكترونات

المؤلفة من إشعاعات متجمعة، تكون منها ما يسمونه المادة، وهي

في أصلها الذي تكونت منه ليست إلا طاقة. فأصل المادة ومآلها في

الوقت ذاته هو النور المخبوء الذي يرصده العقل وإن لم تره

العين.أرأيت إلى كتلة جمر متقد، إن وجوده ليس إلا من الشعلة

الكامنة فيه والسارية في أجزائه، وعندما تخبو هذه الشعلة

وتغيب، يغيب الجمر معها أيضاً، ويتحول إلى رماد يتناثر بعد ذلك

هباءً. إن قصة المادة الكونية أياً كانت، ليست إلا كقصة هذه

القطعة من الجمر المتقد. وعندما ينفصل النور الخفي عن دخائل

المادّة وجزيئاتها، فذلك لنيكون إلا إيذاناً بتناثر أجزاء

المادة وتحولها إلى حطام، وهكذا تعود المادة إلى ما يشبه

الرماد بالنسبة للجمر الذي خبت شعلته السارية في داخله.

ولم يشهده فيه أو عنده أو قبله أو بعده، فقد أعوزه وجود
الأنوار وحجبت عنه شموس المعارف بسحب الآثار»


.ولنبدأ ببيان معاني هذه العبارات، حتى لا يسري إلى وهمك منها

معنى غير صالح ولا مقصود:يقول: فمن رأى الكون ولم يشهد

أي بعين بصيرته،

الحق سبحانه وتعالى، مؤثراً فيه. ولم يشهده أيضاً عند نظره إلى

المكونات التي من حوله، بأن تذكره بالله عند رؤيته لها وتأمله

فيها؛ ولم يشهده أيضاً قبل تأمله في هذه المخلوقات، بواسطة

المنطق والأقيسة العقلية التي تنطق بوجود الله عز وجل؛ ولم

يشهده أيضاً بعد تجاوزه مرحلة النظر في المخلوقات وانحسار

غشاوة الأهواء وما تتطلع إليه الغرائز من المتع الآنية

والرعونات، إذن فهو ممن سلب الله عنه نور الهداية وكان ممن قال

عنهم: { وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ
مِنْ نُورٍ } { النور: 24/40 }

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة الخامسة عشرة   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1السبت 9 أكتوبر 2010 - 4:25



الحكمة الخامسة عشرة

«مما يدلك على وجود قهره سبحانه أن حجبك

عنه بما ليس موجوداً معه» .


كلنا يعلم أن كثيرين هم الذين حجبوا

عن شهود الله ومعرفته، على الرغم من أنه

لا يوجد ما يحجب العقل عن الله، لأن كل ما

هو موجود مستنير بنوره ومن ثم فهو

دال عليه.. تأمل في حال الملاحدة والمعاندين

والمستكبرين تجد أنهم محجوبون فعلاً عن شهود

الله. ولكن بأي شيء حجبوا عنه؟..

إنما حجبوا عنه بقهره وبطشه. وقاهرية الله لا

تحتاج إلى أداة يستعان بها للستر أو الحجب

وإنما يتوقف الأمر على القرار الإلهي فقط،

الدال عليه قول الله تعالى:

{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ }

{ الأنفال: 8/24 }
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر الفاروق

عمر الفاروق



الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1الإثنين 18 أكتوبر 2010 - 23:41

بت امها ‏،،‏ واصلي جزأك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1السبت 23 أكتوبر 2010 - 5:16

عمر الفاروق كتب:
بت امها ‏،،‏ واصلي جزأك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

وجزاك بخير النعم ... وابعد عنك الغم ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1السبت 23 أكتوبر 2010 - 5:44

الحكمة السادسة عشرة


أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر في كل شيء؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر لكل شيء؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أظهر من كل شيء؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الواحد الذي ليس معه شيء؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أقرب إليك من كل شيء ؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء ولولاه ما كان وجود كل شيء؟

يا عجباً كيف يظهر الوجود في العدم أم كيف يثبت الحادث مع

من له وصف القدم؟
..

شرح الفقرة الاخيرة:

يا عجباً كيف يظهر الوجود في العدم

فالعجب كل العجب ممن يتيه عن وجود الموجود ذي الوجود

الذاتي الحقيقي، ثم يضفي صفة الوجود الحقيقي على هذا

الذي هو في حكم المعدوم

((أم كيف يثبت الحادث مع من له وصف القدم)) ؟

الحادث هو الذي كان معدوماً ثم وجد، وإنما أوجده القديم الذي

لا أول له، وهو الله عز وجل، وهذا يعني أن الحادث موجود بالله

عز وجل، لا مع الله عز وجل، إذ المعية تستلزم النِدِّيَّة التي تعني

التلاقي والتساوي على صعيد واحد.أليس من العجيب إذن أن يكون

في العقلاء من ينظر إلى الحادث على أنه ذو وجود ذاتي مستقل

بنفسه، تماماً كوجود من قد ثبت له وصف القدم وهو الله عز وجل!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة رقم(17)   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 27 أكتوبر 2010 - 5:01

الحكمة السابعة عشرة

ما ترك من الجهل شيئاً من أراد أن يحدث في الوقت

غير ما أظهره الله فيه



ـ خاطب الله عباده بأوامره ووصاياه، ثم تركهم أحراراً

فيما يفضلونه من الوظائف والصناعات والتجارات والعلوم والمعارف

الوقت هو المجال الزمني الذي قضى الله تعالى أن تظهر فيه أنشطة

الناس وأعمالهم.وقد خاطب الله تعالى الناس جميعاً بأوامره

ووصاياه التي كلفهم بها مع النواهي عن المفاسد التي حذرهم من

الوقوع فيها. فذلك هو الجامع المشترك الذي يجب أن يلتقي عليه

الناس جميعاً في كل زمان وفي كل مكان.ثم إنه تركهم جميعاً

لاختياراتهم فيما يفضلونه من الوظائف والصناعات والتجارات

والعلوم والمعارف الكثيرة المتنوعة، ويسّر لكل منهم الأنشطة

والأعمال التي شاء الله أن يوجهه إليها وأن يلهمه إياها.إذن،

فذلك هو الجامع المشترك الذي أوصاهم به، وهذه هي سبل المعايش

المتنوعة التي حبب إلى كل منهم ماشاءه منها.ولله عز وجل في

توزيع هذه الأنشطة والوظائف على عباده، أو توزيعهم عليها، حكمة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بت امها





الحكم العطائية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم العطائية   الحكم العطائية - صفحة 2 Icon_minitime1الخميس 7 يوليو 2011 - 4:22

الحكمة الثامنة عشرة

إحالتك الأعمال على وجود الفراغ؛ من رعونات النفس

ما الذي يقال لهؤلاء المستعجلين في أمور معاشهم التي ضمنها

الله لهم، والمسوّفين لواجباتهم الربانية التي كلفهم الله

بها؟نقول ما قاله ابن عطاء الله: إنها رعونة من رعونات

النفس. نبدأ فنسأله قبل أن نواجهه بهذه الحقيقة: ما المهمة

التي خلقك الله من أجلها؟ لعله لا يعلم الجواب، ولعله لم يصغِ

في يوم من الأيام إلى حديث الله عن مهمة الإنسان ووظيفته التي

خلق من أجلها، إذن نضعه أمام قول الله تعالى: { وَما خَلَقْتُ

الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ ، ما أُرِيدُ

مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ } {الذاريات: 51/56-57 }

إذن فالمطلوب من الإنسان الذي قضى الله

أن يكون له نصيب من الحياة فوق هذه الأرض، أن يعرف

ربه من خلال معرفته لنفسه عبداً مملوكاً له، ثم أن يصغي

إلى الوصايا والأوامر والنواهي التي خاطبه الله بها، فينهض

بها وينفذها على الوجه المطلوب.ثم إن الله ضمن للإنسان في

مقابل ذلك حاجاته وأسباب طمأنينته ورغد عيشه وسخر لمصلحته

سائر المكونات التي حوله، كما قد قال له ممثَّلاً في شخص آدم

عليه السلام إذ خاطبه وهو في الجنة بما حكاه لنا في محكم كتابه:

{ إِنَّ لَكَ أَلاّ تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرَى ، وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيها وَلا تَضْحَى }

{ طه: 20/118-119 }

اذن لابدّ من مزج الوظائف الدينية مع الأنشطة والأعمال

الدنيوية حتى يحقق كل منهما الغاية المطلوبة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحكم العطائية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» فى ذمة الله . الحكم عوض طلب
» من الحكم والامثال
» فى ذمة الله الحكم بشير خضر جندى
» النيل يخسر من المريخ ....
» قصه حقيقيه يجب ان نستفيد منها قبل الحكم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا الدينى-
انتقل الى: