> شخصيتك و جاذبيتك...طريقك لقلوب الناس
> بسم الله الرحمن الرحيم
>
> د. فارس قليل العنزي
> استشاري وأستاذ علم المناعة المشارك بجامعة الخرج
> شخصيتك و جاذبيتك...طريقك لقلوب الناس
>
> من سعادة العبد في الدنيا قدرته على كسب الناس واستجلاب محبتهم وعطفهم قال إبراهيم عليه السلام: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين). قال المفسرون في ذلك: هو الثناء الحسن وقال سبحانه وتعالى عن موسى عليه السلام: (وألقيت عليك محبة مني). إن كل ما تريده في هذه الحياة مجرد شيئين النجاح والسعادة. لقد أثبتت الدراسات العلمية و العملية انك لو تعلمت كيفيه التعامل مع الآخرين تكون بذلك قطعت (85%) من طريقك للنجاح في أي من الأعمال أو الوظائف و(95%) من طريق السعادة الشخصية. إن ما يهم هي الطريقة التي نساير بها الناس او نتعامل بها معهم والتي تجلب لنا رضاءنا الشخصي، ولا تصطدم في الوقت نفسه بذوات أولئك الذين نتعامل معهم، فالعلاقات الإنسانية هي علم التعامل مع الناس بطريقة لا يتم فيها المساس بذاتهم أو ذاتنا، وهذه هي الطريقة الوحيدة لمسايرة الناس التي تجلب على الدوام النجاح حقيقي أو السعادة حقيقية. إن أكبر مصلح في العالم رسول الهدى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام دائم في انشراح وارتياح، وانبساط واغتباط ، وفي هدوء وسكينه (ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك)، وفي الحديث الصحيح: ( البر حسن الخلق ..). أذن الحل لمن أراد تلك السعادة فليحسن خلقه ، وأن يتجنب الإساءة. فالتأثير في الناس فن وليس حيلة للممارسة. أن هدف هذا المقال الموجز هو أن يمنحك المعرفة المبينة على فهم الطبيعة الإنسانية، بأفكار ومفاتيح مبسطة عن الكيفية التي ينبغي أن تتعامل بها مع الناس و لعلي أن أوفق بنقل تجربتي البسيطة هذه بعد وصولك لخاتمة هذا المقال..
>
> من الوسائل النبوية في كسب قلوب الناس ما يلي:
>
> الوسيلة الأولى: الابتسامة والمصافحة بحرارة و نادهم بأحب الأسماء إليهم وكنِّهم
> أبتسم عند اللقاء و تذكر أن أسم الرجل هو أجمل وأحب الأسماء أليه، فلا أقل من الابتسامة والبشاشة فأبتسامتك بوجه من تلقاه من المسلمين لها أثر في كسب قلوبهم..
>
> الوسيلة الثانية : الرفق
> فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) بل الرفق مفضل على كثير من الأخلاق، لذا كان ما يعطيه الله لصاحبه من الثناء الحسن في الدنيا والأجر الجزيل في الآخرة أكثر مما يعطيه على غيره، لقوله عليه أفضل الصلاة والسلام: (إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه) ، ومن المواطن التي يتأكد فيها الرفق عند تقويم خطأ الجاهل..
>
> الوسيلة الثالثة: السماحة في المعاملة و الابتعاد عن الشكوى و التذمر إحسان الظن
> يوجز الرسول (صلى الله عليه وسلم) أصول المعاملة التي يدخل فيها المسلم إلى قلوب الناس ويكسب ودهم وحبهم فيقول: (رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى). فالسماحة في البيع: ألا يكون البائع شحيحاً بسلعته ، مغالياً في الربح ، فظاً في معاملة الناس، والسماحة في الشراء أن يكون المشتري سهلا مع البائع فلا يكثر من المساومة، بل يكون كريم النفس وبالأخص إذا كان المشتري غنيا والبائع فقيراً معدماً، والسماحة في الاقتضاء: أي عند طلب الرجل حقه أو دينه فانه يطلبه برفق ولين، وربما تجاوز عن المعسر أو أنظره، ومن السماحة في المعاملة: عدم التشديد في محاسبة من قصر بحقك..
>
>
> الوسيلة الرابعة: خدمة الناس و مساعدتهم وقضاء حوائجهم
> جبلت النفوس على حب من أحسن إليها ، والميل إلى من يسعى في قضاء حاجاتها ، وقد قيل شعرا:
>
> أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
> فطالما استعبد الإنسان إحسان
>
> وأولى الناس بالكسب هم أهلك وأقرباؤك و جيرانك، ومنا من لا يبالي بكسب قلوب أقرب الناس إليه كوالديه وزوجته وأقربائه، فتجد قلوبهم مثخنة بالكره أو بالضغينة عليه لتقصيره في حقهم، وانشغاله عن أداء واجباته تجاههم ومن أصناف الناس الذين نحتاج لكسبهم ولهم الأفضلية على غيرهم..
>
> الوسيلة الخامسة : إدخال السرور على الآخرين و المداعبة والملاطفة
> وهي من أهم الوسائل في تقوية الروابط وامتزاج القلوب وائتلافها، كما إن إدخال السرور على المسلم يعد من أفضل القربات وأعظم الطاعات التي تقرب العبد إلى رب الأرض والسموات، ولإدخال السرور إلى القلوب المسلمة طرق كثيرة و أبواب عديدة منها ما ورد في حديث ابن عمر: ( أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن !! ولكن كيف تدخله؟! قال : تكشف عنه كرباً أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف شهراً في المسجد ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء الله أن يمضيه أمضاه ملأ الله في قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام).
>
> الوسيلة السادسة : حسن الكلام و التفقد والسؤال الدائم
> لقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على طيب القول وحسن الكلام ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (الكلمة الطيبة صدقة) لما لها من أثر في تأليف القلوب وتطييب النفوس إنه ليس من المهم توصيل الحقيقة إلى الناس فقط، ولكن الأهم هو الوعاء الذي سيحمل تلك الحقيقة بها، وكم من كلمة سوء نابية ألقاها صاحبها ولم يبال بنتائجها وبتبعاتها فرقت بين القلوب ومزقت الصفوف وزرعت الحقد والبغضاء والكراهية والشحناء في النفوس..
>
> الوسيلة السابعة : التواضع ولين الجانب
> لقد كسب رسول الله صلى الله عليه وسلم بتواضعه ولين جانبه قلوب الناس من حوله وبهذا الأسلوب والتواضع ولين الجانب، دخل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قلوب الناس من حوله. أما الظهور بمظهر الأستاذية والنظر إلى المسلمين نظرة دونية فهي صفة شيطانية لا تورث إلا البغض والقطيعة..
>
> الوسيلة الثامنة : المداراة و إياك والإستهزاء و لا تجادل و لا تكن ثرثاراً
> المداراة وليست المداهنة والمداراة هي لين الكلام والبشاشة وحسن العشرة لأناس عندهم شيء من الفجور والفسق لمصلحة شرعية، والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا، وهي مباحة وربما استحبت والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا والعياذ بالله..
>
> الوسيلة التاسعة : الجود والكرم
> هذا السخاء وذلك الجود يأسر القلوب ويطيب النفوس، ومن الجود الهدية وقد قال صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا) فالهدية باب من أبواب كسب القلوب وتنمية التآلف بينها..
>
> الوسيلة العاشرة: احترام المسلمين وتقديرهم والتأدب معهم وتبجيلهم وإجلالهم
> فقد كان صلى الله عليه وسلم يجل من يدخل عليه ويكرمه وربما بسط له ثوبه ويؤثره بالوسادة التي تحته ويعزم عليه في الجلوس عليها إن أبى وينزل الناس منازلهم ويعرف فضل أولي الفضل وقال عليه الصلاة والسلام يوم الفتح: (من دخل دار أبى سفيان فهو آمن) وقال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه). كما ينبغي احترام من خالفك في الرأي مما فيه مجال للاختلاف ومتسع للنظر وعدم انتقاصه ورميه بالجهل وقلة الفقه وسوء الظن به ، واحترام المتحدث وعدم مقاطعته. قال ابن كثير رحمه الله: كان صلى الله عليه وسلم: إذا حدثه أحد التفت إليه بوجهه وجسمه وأصغى إليه تمام الإصغاء ولا يقطع الحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه..
>
> الوسيلة الحادي عشرة: الحلم وكظم الغيظ و الصفح والإعتذار قبول الاعذار
> يخطئ بعض الناس- أحياناً – في حقك يوعد فيخلف أو يتأخر أو يجرحك بلسانه، فلا بد لكسبه من حلم وكظم للغيظ لأنك صاحب هدف وغاية تريد أن تصل إليها..
>
> مفتاحك إلى النجاح والسعادة:
> قامت مؤسسة (كارنيجي للتكنولوجيا) بتحليل السجلات الخاصة بعشرة آلاف شخص لتصل إلى نتيجة أن (51%) من النجاح إنما يرجع إلى التدريب التكنولوجي ، والى العقول والمهارة في الأداء الوظيفي ، وان (90 %) من النجاح يعود إلى عوامل الشخصية ذاتها والى المقدرة على التعامل مع الناس بنجاح، وعندما قام مكتب الإرشاد المهني (بجامعة هارفارد) بإجراء الدراسة على ألاف من الرجال والنساء الذين تم الاستغناء عن أعمالهم ، وجد انه مقابل كل شخص فقد وظيفته بسبب فشله بالقيام بعمله, هناك شخصان تم فقدهما لوظائفهم بسبب فشلهم في التعامل مع الناس بنجاح، بل أن نسبة قد ارتفعت عن ذلك في الدراسة التي قدمها (د.البرت ادوارد) التي حملت عنوان " دعنا نسبر اغوار عقلك " والتي ذكر فيها انه من بين أربعة ألاف شخص ممن فقدوا وظائفهم في عام واحد نجد أن (10 %) منهم فقط أو(400) شخص منهم فقط هم فقدوها بسبب عدم قدرتهم على إنجاز أعمالهم ، وان(90 %) من العاملين المطرودين ، أو (3600) شخص قد فقدوا أعمالهم لأنهم لم يقومون بتطوير شخصياتهم كي تستطيع أن تتعامل بنجاح مع الآخرين..
>
> يظن الناس على مر العصور أن للثناء والمدح نوعا من القوة التي تعد عمل (المعجزة) ، وكتب (شارلز فيلمور) إن كلمات الثناء والامتنان والتعبير عن الشكر تقوم بكل الطرق بالإشعاع (بالطاقة) وإطلاقها إن بوسعك أن تمد جسداً ضعيفا ليتحول إلى قوة وأن تمدح قلبا يملؤه الخوف ليتحول مملوء على السكينة والثقة والأعصاب المحطمة إلى ثبات وقوة والمشروع الفاشل إلى نجم وازدهار والنقص والحاجة إلى الكفاية والرضا، حتى مدربي الحيوانات يقومون بتدليل ومكافأة الحيوانات التي يرعونها بتقديم الحليب وما تحبه إعترافا وثناء على طاعتها لهم، والأطفال يتألفون بالمرح والفرح عندما يثني عليهم. أن الارتياح أو رفع المعنويات التي تحصل عليها من الإطراء أو الثناء ليس بأكذوبة أو وهم وليس أيضا من نتاج خيالك. انه وبطريقة ما – وان كانت مجهولة للعلم – فهناك طاقة جسمانية حقيقية يتم إطلاقها والسماح لها بالانطلاق. ولقد استخدم الدكتور (هنري جودارد) عندما كان يعمل بمدرسة فاينلاند للتدريب بنيوجرسي جهازا أطلق عليه (ارجو جراف) لقياس الأعياء والتعب وعندما كان الأطفال ، موضع الاختبار يتلقون كلمة ثناء أو إعجاب يظهر الجهاز ارتفاعا مفاجئا يعبر عن ورود طاقة إضافية ، وعندما كان الأطفال يتعرضون للنقد واللوم تندفع طاقتهم الجسمانية إلى الهبوط بصورة مفاجئة وعلى ذلك فرغم عجز العلم عن تفسيره قوة الثناء ألا انه استطاع أن يقوم بقياسها. جرب هذا الأمر مع زوجتك أو زوجك ومع طفلك او رئيسك وعميلك ومن يعمل لديك، وسوف تلاحظ على الفور نهوض روح الطرف الأخر وارتفاع معنوياته وستلاحظ أيضا انه قد أصبح اكثر ودا وتعاونا بصورة تلقائية.
>
> وقد ثبت أن الثناء يمكن الطلبة بالفعل من الحصول على درجات أفضل في دراساتهم فان قلنا للطلبة قبل الامتحان مباشرة لن يصادفكم سوى متاعب تافهه في الاختبار، ثم انه لن يتجاوز مقدرتكم وذكاؤكم، فإنهم سيحصلون على درجات أفضل مما لو عمدنا إلى التهوين من شأن مقدرتهم وذكائهم قبل الامتحان ويبدوا أن الثناء على مقدرتهم يعمل على زيادة هذه المقدرة وتنميتها لاحقا. وقد أثبتت الصناعة الأمريكية أيضا أن الثناء الصادق وان التعبير عن الامتنان حين ينبغي أن يعبر عنه لا يعمل فقط على دفع العمال الى الشعور بارتياح اكبر فحسب ، بل ينتج عنه أيضا المزيد من العمل والإنتاج وبالفعل أن نظام المكافآت التي ينحصر تقديمها في تسليمها كهدية من الرئيس إلى الموظفين قد اثبت فشله بصورة مطلقة أما إذا كانت هذه المكافآت او كان تقاسم الأرباح مبنيا على الاستحقاق والجدارة واعتبار وسيلة للاعتراف بقيمة المرء لدى الشركة ، ستجد أن إنتاج الشركة قد تصاعد وتزايد، هل تذكر قصة عمال (لينكولن الكتريك) في كليفلاند أوهايو الذين ينتجون (12) ضعف إنتاج العمال في المصانع المماثلة ؟ يقول جيمس لينكولن أن احد الأسباب الرئيسية وراء ذلك هو الاعتراف بقدرات العمال والامتنان لأدائهم .
>
> كن كريما في عباراتك الرقيقة:
> لا تنتظر الى أن يقوم احدهم بعمل غير عادي او مهول حتى تقوم بمدحه والثناء عليه ، كن كريما في المديح وان تمتعت بفنجان قهوة طيب في الصباح عبر لزوجتك عن ذلك انك بذلك لن ترفع من روحها فحسب بل أن الاحتمال الأكبر هو أنها ستعمل على أن تزيد من التجويد عند إعدادها لك في الصباح التالي، وان قامت سكرتير القسم بأنهاء كتابة خطابتك بصورة أسرع مما توقعت، فعليك أن تعرفه بذلك وتخبره بأنه بذل جهدا اكبر معك من اجل المزيد من إرضائك كما أرضيته، وان أدى احد إليك صنيعا صغيرا عبر عن تقديرك للأمر وعبر عن امتنانك لقيامه بأدائه لك بقولك " شكرا لك ". ابحث عن الأشياء التي تستطيع أن تشكر الناس عليها ففي كل مرة تقول فيها (شكرا لك) وتعنيها فعلا فإنك تمنح الطرف الآخر إحساسك بالامتنان له وبالثناء عليه لأنه قام بأداء ما نال عليه التقدير منك. عليك بترديد مثل هذه الكلمات وعرف الناس بما تحسه تجاههم لا تعتبر أنه من المسلم به انهم يعرفون بتقديرك لهم ، بل اخبرهم بأنك تقدر فعلا ما قاموا به من أجلك ، فان ذلك يدفعهم الى الرغبة في أداء المزيد لك لاحقا..
>
> القواعد الست لقول : (شكرا لك):
> يمكن لهذه الكلمات البسيطة " شكرا لك " أن تكون من الكلمات السحرية في العلاقات الإنسانية أن تم توظيفها بطريقة صحيحة ، عليك بحفظ القواعد الست التالية التي تم اختبارها وثبت صحتها :
>
> 1- ينبغي للشكر أن يكون صادقا: انطلق بالشكر كما لو انك تعنيه فعلا ، ضع بعض الأحاسيس وبعض الحياة فيه ، لا تدعه يبدو في قالب روتيني..
>
> 2- عبر عنه بوضوح لا تتمتم به: ليخرج الشكر منك واضحا وجليا ولا تتصرف مخجل.
>
> 3- أشكر الناس مع تحديد الأسماء وذكرها: اكسب شكرك الطابع الشخصي وذلك بذكر اسم الشخص الذي تشكره فان كان عليك أن توجه الشكر إلى عدد من الإفراد ضمن مجموعة فلا تقل " شكرا لكل واحد فيهم " بل قم بذكر الأسماء وتحديدها .
>
> 4- أنظر إلى من تقوم بتوجيه الشكر إليه : أن كان الشخص جديرا بأن تشكره فانه جدير أيضا بالنظر اليه.
>
> 5- أعمل على تقديم الشكر للناس : عليك أن تعمل عن عمد وقصد في البحث عن الاشياء التي يمكن أن تشكر الناس عليها ولا تنظر إلى حين أن تأتي إليك هذه الاشياء بنفسها، عليك أن تعمل ذلك بطريقه متعمده حتى يصبح الأمر معك مثل ايه عادة تمارسها، لكن يبدو أن العرفان بالجميل ليس سمة طبيعية في الطبيعة الإنسانية.
>
> 6- وجه الشكر الى الناس عندما يكونون في أدنى درجات توقعهم له : تصبح كلمات " شكرا لك " أكثر قوة عندما لا يكون الطرف الأخر متوقعا لها، أو عندما يشعر بالضرورة أن يتحقها، فكر في مرة حدث لك فيها أن تلقيت الشكر اللطيف من احدهم في الوقت الذي لم يخطر ببالك أبدا أن تتلقاه بالمرة , فكر في هذه المرة وستدرك ما أعني .
>
> قاعدتان لإبداء الثناء:
>
> 1- ينبغي للثناء أن يكون صادقا: من السهل انكشاف أمر المداهنه وعليك أن تتذكر أن هناك بالفعل ما هو طيب ويستحق الثناء عليه ذلك لو قمت بالبحث عنه ومن الأفضل لك أن تقوم بالإطراء على شيء بسيط وتقصده بالفعل من القيام بالثناء الكبير دون أن تكون صادقا في ثنائك ، مثلا : من الأفضل أن نقول لأحد الجراحين " انك تتمتع بأمهر يدين" ..
>
> 2- لينصب مدحك على الشيء وليس على الشخص: قم بالثناء على الشخص بسبب ما يعمله وليس لشخصه وليكن إطراؤك لما لديه وليس له شخصيا ، واليك بعض الأمثلة:
> صواب : مقالتك الأخيرة رائعة بالفعل يا أحمد
> خطأ : انك مجتهد في عملك يا أحمد
> صواب: طبعا أن مظهرك رائع
> خطا : أنت إنسان رائع
>
>
> امدح احدهم بسبب عمله وسوف تراه وقد عمد إلى المضاعفة في عمله. امدحه لسلوكه وسترى أن هذا السلوك قد تحسن أكثر وأكثر ، ولكن امدحه لشخصه فحسب وستجد أن ما زاد لديه مجرد إحساسه بذاته وإحساسه بالزهو و بالانانية وكم من أبن تم تدميره طول عمره بسبب ترديد أمه المستمر له: انك أعظم وأروع إنسان في العالم. والحقيقة أن هناك سببا واحدا يجعل معظمنا يبخل في تقديم المدح والثناء وهو خشيتنا من أن يؤدي ذلك إلى تورم رأس من نوجه الثناء إليه من فرط إحساسه بذاته ، وكفيل بأن يحوله إلى شخص مغرور ومتعال .
>
> الأسرار الثلاثة لاجتذاب الناس وكيفية استخدامها:
> ما سر الشخصية الجذابة ؟؟؟ قد ينجذب الناس الى ذلك الشخص دون غيره...مثل هذه التعبير دقيق ذلك أنك لا تستطيع إرغام الناس على حبك لكن تستطيع ان تجتذبهم إليك فقط ان قمت بأشباع ثلاثة أنواع من النهم (الجوع الإنساني)...وبنفس الطريقة فالصداقة لا تتم من تلقاء نفسها ، فنحن نقوم (بأختيار) أصدقائنا ، وسواء كنا راغبين (واعين) أو غير واعين ، يتم اختيارنا على أساس الحاجة لذلك النهم (الجوع الإنساني)، فقد يكون (مثلا عبدالكريم) ألطف الجميع وارقهم وأكثرهم تقديرا للآخرين عن كل من قابلتهم في حياتك، ومع ذلك فقد لا تختاره صديقا شخصيا لك لسبب بسيط ، هو انه لا يقدم لك أي طعام يغذي جوعك ، وقد لا تجد نفسك في الواقع شاعرا بالارتياح في وجوده معك إلا انك تتحاشاه وكأنه الطاعون نفسه..
>
> الوصفة الثلاثية لاجتذاب الناس:
> أعرض عليك هنا أنواع النهم (الجوع الإنساني)...الثلاثة التي يعاني منها كافة البشر ، ويمكن ان نطلق عليها أسلوب (الثلاثية) لكسب الأصدقاء ، والتي إن قمت باستخدامها ، مع إدراكك لما يكمن وراءها فستجد أن المزيد من الناس قد أقبلوا عليك -بأذن الله- وهي :
>
> 1 – التقبل
> تقبل الناس على ما هم عليه واسمح لهم بأن يكونو انفسهم بلا تكلف لا تصر ان يكون الشخص (كاملا) قبل ان تحبه ولا تفرض قيما صارمه على الآخرين للالتزام بها حتى يحظوا بتقبلك لهم ورضاءك عنهم، وليس عليك أن تساوم على هذا الرضا ولا تقل (سوف أتقبلك لو أنك كنت هذا الشخص أو ذاك) ، او لو انك قمت بتغيير طريقك حتى تتناسب معي). تقبل الآخرين للمرء هو (فيتامين) في حد ذاته. إننا جميعا نشعر بالجوع إلى تقبلنا على حالتنا. إننا نريد ذلك الشخص الذي يمكننا ان نسترخي في وجوده ذلك الذي نستطيع معه أن نترك شعرنا على ما هو عليه دون تمشيط وأن نتحرر من وجود أحذيتنا في اقدامنا. أما الشخص المنتقد الذي يتصيد الأخطاء والذي لا يرى في الآخرين سوى سقطاتهم ، والذي غالبا ما يقوم بتقديم الاقتراحات لا العلاج فله أن يهنأ لأنه لن يقع أبدا تحت أقدام الجموع المتزاحمة المندفعة في هرولة نحوه لكي يصبحوا أصدقاء حميمين، لقد عبر احد رؤساء الشركات الامريكية عن هذا الامر فقال عندما تتقبل الزوجة زوجها وتمنحه الشعور بأنها سعيدة معه على حالته يصبح الامر اشبه بحصول الزوج على جرعة ثقة اضافية في نفسه كل مره يعود فيها الى منزله وتراه يردد لنفسه ان كانت تحبني فربما كان ذلك يعني انني لست بالشخص السيء على أي حال فيخرج في صباح اليوم التالي ليقابل العالم بوجه يفيض بالثقة بالنفس وبشعوره انه مهما صادفه في طريقه فسيكون قادر على التعامل معه ومعالجته لكن عندما يرجع الرجل الى منزله ليجد في استقباله زوجه نكدية دائبة الشكوى والتعنيف يصبح الامر اشبه بمن تخاذلت قواه وانتزعت منه فسخطها المتواصل عليه يقطع عليه الطريق ويضيف اليه جرثومة الشك في في نفسه وقدراته..
>
> 2. القبول
> الوصفة السحرية الثانية في ( الثلاثية) هي جوع الجميع الى القبول والمدى الذي يصل اليه التقبل فالتقبل سلبي في معظمه عند المقارنه. اننا نتقبل الاخرين على علاتهم وأخطائهم وقصورهم ومع ذلك نمنحهم صداقتنا، أما القبول فيعني شيئا اكثر ايجابية انه يصل بمداه الى ما هو ابعد من مجرد التسامح عن اخطاء الاخرين انه يصل الى محاولتنا ايجاد اشياء ايجابية يمكن لنا ان نحبها فيهم، ابحث عن شيء يتوفر في الآخرين ويحظى بقبولك قد يكون ذلك الشيء بسيطا او بلا قيمه كبيرة لكن عرفه بانك تقبل فيه هذا الشيء وترضى عنه وتأكد بذلك ان عدد الأشياء التي سترضى عنها فيهم سوف يبدأ في النمو والأزدياد وعندما يشعر الطرف الآخر بقبولك العادل ورضاءك سوف يعمل على البدء في التغيير من سلوكه. أخبرني أحد الاطباء النفسيين منذ فتره قريبة انهم جاءوا اليه بأحد الاولاد ممن يطلقون عليهم لفظ (لا يرجى صلاحه)، وكان من المفترض ان يكون هذا الطفل من النوع الذي لا يمكن التحكم فيه او السيطرة عليه كان الطفل متقلب المزاج حتى انه في البدايه لم يرغب بالتحدث الى الطبيب بالمرة وبدا الأمر وكأنه لا توجد وسيله للامساك بطرف الخيط، غير ان الطبيب استطاع ان يلتقط الخيط في النهاية من اشارة جاءت ضمن ملاحظة أبداها الاب عندما قال: (هذا هو الطفل الوحيد الذي صادفته في حياتي ولا يتمتع بأي خصلة حميدة، وبدأ الطبيب النفسي في البحث عن شي واحد في الطفل يستطيع ان يوافق عليه ويقبله ووجد الكثير ولقد وجد ان الصبي يحب حفر الرسوم على الاخشاب ولقد قام بحفر بعض الرسومات على اثاث المنزل الامر الذي تلقى عليه العقاب من والديه وجاء الطبيب بعد حفر للصبي عباره عن مجموعه من السكاكين الخاصه بالحفر والتي معها بعض الاخشاب الناعمة كما قدم اليه بعض الاقتراحات عن كيفيه استخدامها ولم يمنع عنه قبوله للأمر كله وموافقته عليه وقال له : هل تعرف يا (ماجد) انني اعلم انك تستطيع ان تقوم بالحفر افضل من أي صبي عرفته في حياتي وحتى نختصر القصة نقول إن الطبيب سرعان ما وجد اشياء اخرى يتقبلها في الصبي ويوافق عليها وحدث في احد الايام أن فأجاء (ماجد) الجميع بقيامه بتنظيف غرفته دون أن يسأله احد..
>
> 3. التقدير
> أن تقدر الشخص يعني ان ترفع من قيمته والعكس هو (الحط من القيمة) ويجب ان يعرف الآخرون عنك انك تقدرهم وتقدر قيمتهم وتعاملهم على اساس ان لهم قدرا لديك، وتعامل مع الناس بطريقه متميزه وخاصه ومتفرده تختصهم بهم وحدهم...ونحن دائمي التطلع الى أولئك الذين يرفعون من قيمتنا وليس الى اولئك الذين يحطون منها...منذ وقت قريب ذكر لي أحد الزملاء أن النجاح الذي حققته شركاته للتأمين يرجع لهذا الشعار (اننا نقدر عملاءنا) وعندما سألته كيف تأتي لمثل هذا الشعار البسيط ان يصنع مثل هذه المعجزه (فقد وصفت إحدى مجلات التأمين الرئيسية نمو شركاته على انه إعجاز) وقال (إننا نقدر عملاءنا الى درجه كبيرة للغايه ونجعلهم يدركون أننا فعلا نقدرهم للغاية فنحن نعرف أن نجاح أي شركه إنما يعتمد على نجاح عملاءها. انهم مهمون لدينا إننا نراهم أفضل وأهم عنصر في دنيا الأعمال وعليه فإن كل تعامل لنا معهم يقوم على هذا الأساس. إنك عندما تقدر أحد الأشخاص فإن ما تقوم به بالفعل هو انك تجعله اكثر قيمة واكثر نجاحا..يكره الناس فعلا أن يتم تصنيفهم وحصرهم في اطار فئات عامة مثل (العملاء، الناس، الأطفال، المتزوجون، إن ما يريدونه هو أن يعترف بهم كفرادى: كعميل معين مفرد ، وكشخص بعينه أو كزوج). إننا نهوى الذهاب الى تلك المطاعم و الفنادق التي نلقى فيها معامله خاصه ننفرد بها ولا يتطلب الامر في ذلك شيئا كثيرا فقد يكفي ان ينادى كبير الخدم باسمك وهو يردد يا (سيد فهد مثلا) ، قد يسعدك أن تعلم ان لدينا شيش كباب هذه الليلة وقد يقول احدهم لنا (إننا عاده لا نفعل ذلك، ولكن بالنسبة لحالتك فسوف نقوم باستثنائها)...
>
> المنفرات
> لا شك أن مساوئ الأخلاق عموماً من أشد الأمور تنفيراً للناس، إذا اتصف بشيء منها، بيد أننا سأعدد بعض المنفرات لما لها من الأثر الكبير في تنفير الناس وانفضاضهم ومنها:
> 1. عدم مراعاة أحوال الناس وظروفهم.
> 2. التعلق بمتاع الدنيا وزخرفها.
> 3. الغلظة والفظاظة.
> 4. مخالفة القول العمل.
> 5. التعسير والتعقيد.
>
> الخاتمة
> فإن كسب قلوب الناس مهمة ليست باليسيرة إلا لمن يسرها الله له ولذا علينا أن نلح على الله بالدعاء ليفتح قلوبنا للحق...ومع هذا الدعاء لابد من الأخذ بالأسباب التي توصلنا بإذن الله إلى كسب القلوب ولعل العمل بما ذكرناه من وسائل واجتناب ما استعرضناه من منفرات. وهذه القواعد كالعقد في عنق التميز والمحبة ، فإنه بإرادتك وبعزيمتك تستطيع أن تقوِّم وأن تغيِّر من سلوكك الحالي إلى سلوك أكثر لطافة و جاذبية..
>
>
> المراجع:
>
> 1. "الرسالة الموجزة" للشيخ مازن الفريح.
> 2. "لا تحزن" للشيخ عائض القرني.
> 3. "فن التعامل مع الناس" لس هبلين.
> ...مع دعائي لكم بالتوفيق