الدعوة إلى الله تعالى
لا تقوم على الفضول، ولا يقوى عليها المتهالك الكسول، ولا تناسب طيش المتهور العجول.
الدعوة إلى الله علم وحلم، وحكمة وفهم، تتطلب من الوقت أغلاه، ومن المال أزكاها، ومن الجهد أمضاء، ومن التفكير أنقاه، ومن الهم أقواه، ومن المظهر أرقاه، ومن الباطن أتقاه.
(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)
ومن مثلك أيها الداعية!
فرغت نفسك للأحرار تغرسهم ** وهم غيرك غرس النخل والشجر
يا جميل المظهر، لا تسود بالذنب وجهك.
ياحسن الذكر، لا تسقط بالعيب جاهك.
يا بديع الفكر، أين اتجاهك؟!
لمن ولاؤك؟!
بيد من لواؤك؟!
متى تكون (نعمك)؟! ومتى تكون (آلاؤك)؟!
تسأل: ما بال الأمة المسلمة في ذيل القافلة ذليلة؟
أقول: لا تسأل عن حال الأمة وما أصابها من غُمَّةٍ.
تقول: ما بها، وأنت من أسبابها!
أنا بدوري أسألك: هل بذلت؟ وهل دعوت؟ هل أنفقت؟ وهل أعطيت؟ هل كفلت؟ هل نصحت؟ وهل أوليت؟ هل وضعت بيراعك شيئاً في المنتدى الديني؟
هل.... و... هل؟
ستبهت ـ حتما ـ وتقول: ها... ها...
أقول: ألا تخشى خاتمة لا دريت، ولا تليت؟!
أفنيت يا مسكين عمرك ** بالتـأوه والحــزن
وقعدت مكتوف اليدين ** تقول حاربني الزمـن
ما لم تقم بالعبٍّء أنت ** فمن يقـومُ بـه إذن؟