رحيق السنابل
وداعا بنطون رفاعة
§
اكتمل الآن الجسر الذي يربط بين الحصاحيصا في الشط الغربي للنيل الازرق ورفاعة علي ناحيته الشرقية والذي من المقرر افتتاحه يوم غد الاربعاء. سوف يقوم الاهالي في تلكم البقاع بالاصطفاف علي الجانبين مودعين بنطون رفاعة الناقل النهري العملاق ، مستودع اسرار حقبة من الزمان في تأريخ علاقة تقاسمتها ضفتي ذلك الازرق الهادرالرقراق.
§
في غدوه ورواحه كان هذا( المتحرك) العملاق يمخر (عبابه) بين الشطين ، يبني في صمت وصبر امتن واقوي جسور العلاقات الانسانية. علي مدي تاريخه الطويل، كان شاهدا علي فصول من الاحداث والمواقف هي في الواقع معلما بارزا في تاريخ السودان والمنطقة .
صاغ العديد من المشاهد الحية في بانوراما العقد النهرية التي كان يقطعها بين الضفتين مضيفا بعدا اخر تعكسه صفحات مسيرة التنمية الاقتصادية الاجتماعية والحراك الديموغرافي, متمردا علي كافة اشكال الكوابح والموانع التي تحول دون تزايد معدلات التراكم الكمي والنوعي للتلاقح الثقافي ونشر تراث وموروثات شعوب وقبائل المنطقة من خلال حركة الاحتكاك اليومي في دوامة سبل كسب العيش وتحصيل العلم والتزود بالمعرفة ومداوات الروح بالعشق الشفيف والغزل الرفيع مودة ورحمة لتنبت من تلكم الانفس الانيقة شجرة عائلة وارفة بظلال المصاهرة والتزاوج وكل ما يتنافس فيه المتنافسون.
§ قيض الله للنيل الازرق ان يجري في مسار الروح والبشارة في تلكم البقعة والتي هي كالقلب في جسد مليون ميل مفدع بالمساحات البكر , وحتي ينفخ روحه فيها كان عليه ان يتخذ له مرقدا يسكن اليه , نصفه في شرق الله البارد والنصف الاخر في احضان الغروب مفجرا لينابيع الخير والمحبة والفردوس الموعود.§ علاقة الشطين شرقا وغربا لم تكن مجرد اتجاهات بوصلية او اخدودا احفوريا في تضاريس جغرافيا المكان بقدر ما هي علاقة جدلية محورها ارتباط النصف بالنصف الاخر من خلال ازلية حركة جزيئات التواصل وما علق بها, محكمة بقانون صراع الاضاد في اتجاه وحدة التنوع شرقا وغربا عند نقط تلاشي الحدود التي ذوبتها المراسي وسيطويها النسيان عندما ( يتمقي ) ذلك الكبري ويجسر المسافة بين الشرق الغرب في جغرافيا السودان في انتظار ان يبدأ الاستعداد الحقيقي لوضع الاستراتيجيات والخطط التي من شأنها استيعاب تأثيروافرازات الحدث القادم بقيام الكبري ودوره في البعث الحضاري المنتظر.§ قيام الكبري له دور في بعث حضارة ظلت حبيسة المسادير وفي ادب الهنباتة والقنيص والكلب الجمجوم ولبن البل وسوق تنبول ودرب الهوي والصباغ وداخل بئر ودالفضل في ريرة وفي غناء السراري وكنوز امام شهداء الصوفية العارف بالله محمود ود محمد طه وشيخ لطفي منارة العلم والعلماء وعربان الشكرية والبطاحين وما خرج من بطونهم. §
[b]وداعا ايها البنطون.. مرحبا بك كبري رفاعة!![/b]
فور قراءته لهذا العامود صباح اليوم بعث الي الصديق ابن الدفعة الذي تقاسمنا معه ومع الاخرين احلي سنوات العمر في الحصاحبصا /
الاستاذ / خالد الزين الحبيب
والذي بعث الي بهذه القطعة الادبية التي اثارت فيه بعض اللواعج:
كيف حالك
From: Khalid El-Zein (zeinkhalid@hotmail.com)
You may not know this sender.Mark as safe|Mark as junk
Sent
: Tue 5/19/09 8:45 AM
To: hasanwaraga@hotmail.com
الأخ حسن وراق
التحايا أجملها والود المقيم
كيف حالك وأحوالك والأهل والأصدقاء
رحيق سنابلك يزداد نضوجا وتعتقا كل عدد ، لقد فقدت هاتفى النقال وكذلك كل الأرقام التى به منذ عام تقريبا ورغم أننى متابع للميدان عندما يسمح لها العسس بالصدور الا أننى لم انتبه الى عنوان بريدك الألكترونى فى ( وداعا بنطون رفاعة) وقد كان بحق قطعة أدبية سلسة ولا يعرف قراءة مابين السطور فيها الا من خبر عبور النيل الأزرق مابين رفاعة والحصاحيصا مرار ا وعرف عم ابراهيم وعم سيد أحمد وعم طلب وعم فضل السيد ( المحصل) وذلك العقد الفريد من البشر الذين امتهنوا مهمة تسهيل عبور البشر مابين الضفتين رحم الله من رحل منهم ومتع الله بالعافية من لم يزل على ظهر هذه الفانية ،، تحياتى للأستاذ فاروق وراق وأسرته ولكل الأهل والأصدقاء بالحصاحيصا والرجاء ارسال رقم هاتفك ( رقم هاتفى : 0915092505) ولك خالص الود والتحية .