لا يمكن توقّع الساعة التي سيطرق فيها الحب بابنا. ينشأ هذا الشعور غالباً بين شخصين مختلفين تماماً. يميل البعض إلى استغلال الفرصة منذ اللقاء الأول والبدء بالتخطيط للمستقبل المشترك، في حين يستلزم الأمر سنوات عدة بالنسبة إلى البعض الآخر ليتأكد من أنه وجد الشريك المنتظر. هل مقابلة توأم الروح أمر واقع؟ وكيف يمكن التوصّل إلى إيجاده؟
عمد بعض علماء النفس إلى تحضير أطروحات حول اللقاء العاطفي الأول وطرح أسئلة وجيهة ونظريات عدة: «لماذا هو؟ لماذا هي؟ ليس اختيار الشريك عملية عفوية بالكامل، بل نخضع غالباً لعوامل مؤثرة عدّة. لكن كيف يحصل ذلك؟ ما المعايير التي توجّه خياراتنا العاطفية؟». بناءً على نتائج هذه الدراسات النفسية، تبيّن أنّ الحب ليس شعوراً غير منطقي بقدر ما يظنّ معظم الناس، بل ثمة مجموعة قوانين خفيّة تحكم نشوء العلاقة وتقلّباتها ومدى استمراريتها. من بين تلك القوانين، نذكر عامل الصعوبة، أي كلما واجهت العلاقة عدداً أكبر من العوائق، يشعر طرفا العلاقة بحوافز أكبر لإنجاحها. يؤدي هذا الوضع إلى حالة من التوهّم العاطفي، ما يقودنا إلى الاعتقاد بأننا مغرومين، أو إلى علاقة متناقضة ترتكز على زيادة مشاعر الحب تزامناً مع تراجع القدرة على التفاهم.
في الواقع، يقابل المرء توأم روحه يومياً لكنه لا يراه. يعود ذلك إلى أنه يحدد شروطاً مسبقة للحبيب المنشود: المواصفات الجسدية، الحالة المادية، الوضع الاجتماعي، المستوى الفكري، المعتقدات الدينية... في غالبية الحالات، تكمن المشكلة في السعي إلى وضع الآخر في إطار معين قبل تحديد الرغبات والدوافع الخاصة. قبل كل شيء، لا بدّ من التعرف إلى الذات. بعد ذلك، يحين الوقت لوضع استراتيجية فاعلة للقاء توأم الروح.