بقدرة قادر أحد ، ترا الله نجانا من الحيوانات المفترسة التي أرهبت الخلوق ، وجهجهت الناس وحمتن الغمدة أو حتى الرقدة في العنقريب ، ولأن الشقي ما بسعد ، فقد جاتنا مصيبة تانية ، بتك في الجامعة مرقت منك شديدة ولضيضة ، وفي المواعيد بتاعة جيتا تتأخر ، تمرق برة الشارع تتلفت وتحسب الناس البتتحتحت من الحافلات ، الأمجادات ، بصات الوالي الغاليات ، الركشات ، حتى بتاعين الطبقات ولا حس ولا خبر ، بعد شوية تلحقك أم العيال جارة توبا.
" عاد يابتي دي قبال دا ما سويتيـها "
" كدي إتصلي تاني إمكن فتحت التلفون "
" وب علييييييا تاني أداني مغلق "
يمر بجوارنا عبد السلام الطريفي عائداً لبيته بعد آدائه لصلاة العشاء في مسجد حاجة كتيرة المجاور لي بيتنا.
" نعل مافي عوجة يجماعة مالكون واقفين في الضلام دا ؟ "
" أبداً والله ياحاج منتظرين لينا ضيوف جايينا راح عليـهم البيت ، أها قلنا ليهم بنقيف ليكم برة لحدي ما تجو "
حاج عبد السلام الطريفي بتاع شمارات مشهور ما بتنبل في خشمو فولة ، طوالي قعد يتحكحك ويبرم في دقينتو ، لكن ما اديناهو ريق حلو ، جرجر حالو وفات.
وظللنا نحاول في تلفونا مغلق ، تلفون سلوى صاحبتا مغلق ، وتلفون خالد ود عمتا معاها في الكلية مغلق برضو ، و تلفون الجامعة الثابت ما في حد برفع السماعة.
"ياراجل ما نتصل بالشرطة إمكن حصل ليـها حادث حركة .. أريت يومي زي السجم والرماد"
"كدي أديني التلفون دا النتصل بالشرطة"
" شرطة شنو ولية .. أقول ليهم شنو ..بتي مشت الجامعة ولي حسي وما جات "
"دي مصيبة دي .. كدي خشي الشفع ديل ما يكشحوا اللبن نبقى في مشكلة تاني " .
عدلت توبا عشان ترجع للبيت ، توقفت وقالت لي
"كدي أقيف النشوف العربية الجاية ديك "
وصدق حدسـها ومرت اللحظات ببط رهيب ، والعربية تقتقرب منا شيئاً فشيئا ، وتوقفت أمامنا في هدوء تام ، وتسمرنا في مكاننا دون حراك ، وأطلت نور العين من الباب الخلفي ، وأغلقت الباب وإتجهت نحو الباب الأمامي ، وبعبارات مخنوقة ودعت السائق وشكرته.
دخلنا البيت ، ومجرد إغلاق الباب سألتـها "الحكاية شنو ؟؟ "
"دي حكاية طويلة أدوني موية ريقي نِشف "
وبدأت في سرد الحكاية
" طلعنا من الجامعة معاي سلوى إدريس .. .. وقفنا للمواصلات .. الموقف فاضي مافي أي زول .. سلوى قالت لي دقيقة أجيب إسكراتش وأجي .. فعلاً في واحد بتاع طبلية قريب للموقف مشت ليهو .. وقبل ما تجي راجعة وقف قدامنا بوكس دبل قبينة ونزل منو عسكري من ناس شرطة أمن المجتمع والتاني الكان سايق ما نزل..."
وبدون مقدمات قال لي " يلا يا حلوة أركبي معانا "
" معاكم وين يا بو الشباب"
"ابو الشباب في عينك خلوة غير شرعية ... وكمان معاها قلة أدب"
" نعم نعم ؟؟".
" نعامة تزوزي بيك "
جات سلوى .. وقالت " في شنو يجماعة ؟ "
قام سألا
" إت معاها ؟ "
"أي كنت واقفة معاها .. ومشيت أجيب لي إسكراتش وريني في شنو .. خير إن شاء الله"
" أها إتي ذاتك بنرفعك معاها .. أركبوا بالزوق أنا ما داير إستعمل القوة".
"البتعمل فيهو دا عنف ما عندو علاقة بالقوة .. بعدين دي قوة شنو المع النسوان دي ؟؟ "
" أحسن تركبوا ساي بلاش لماضة "
"ما بنركب إلا تورينا عملنا شنو ".
"دي ياروح أمك خلوة غير شرعية ..أقل حاجة تمانين جلدة .. وإتي بتغازلي ليك في أولاد بالموبايل في الشارع العام ..كمان دي أربعين جلدة وشهرين سجن ، وإن شاء الله تنستري ".
"ما تنستر إنت وتقول كلام كويس شنو ياروح امك ... والحركات ال...ماياها دي .. بعدين تعال هنا اسي إتا شايف ليك ولد جنبنا عشان نغازلو ولا حتى نختلي بيهو "
"المهم ركبنا معاهم وودونا القسم الشمالي .. وهناك دخلونا في مكتب ضابط ما كان موجود ، شالوا مننا الموبايلات وفتشوها صفحة صفحة .. وشالوا منـها البطاريات ... وبعد شوية بدو يجدعو ليهم في كلام كدا شي فهمناهمو وشي ما فهمناهو ... وتفاجأوا بدخول واحد من الضباط يبدو انهم ما كانوا متوقعين جيتو ... سألنا بعض الأسئلة وقال ليهم فكوهن بالضمان وبكرة ودوهن لمولانا يجلدن ولا يخليهن على كيفو ... ولمن طلعوا مشوا مكتب البلاغات الضابط مرق برا المكتب يتكلم بالموبايل .. قامت سلوى كلمت أبوها من التلفون الأرضي جا ضمنا .. ووصلوني لحدي هنا ".