[img]
[/img]
الصحفية رشا اوشان
يتلذذون بتلك اللحظات المأساوية..!!
09-04-2012 12:45 AM
رشان أوشيلم يكن.. لقاءا اعتياديا ذلك الذي جمعني بإحدى صديقاتي التي مكثت قرابة الشهرين في معتقلات جهاز الأمن جراء مشاركتها في الاحتجاجات الأخيرة.. فقد خلف ذلك اللقاء حزنا وجرحا عميقا بوجداني شبيها بتلك الحالة التي يصفها أحد زملاءنا الصحفيين في عموده الراتب بإحدى الصحف اليومية (الغيبونة) ويفسرها بأنها حالة الدخول في غيبوبة من شدة الغبينة، انها تشابه إلى حد ما ما آلت إليه الاحوال المعيشية للشعب السوداني المغلوب على امره بسبب تلك الضائقة المعيشية التي تكاد تودي بالصحة الجسدية والنفسية لكثير من ارباب الأسر في البلاد، إذا اردتم التأكد من صحة ما أكتب فلن يتطلب الامر منكم جهدا مفرطا ، بل القليل من التركيز وان تستقلون المواصلات العامة اليومية ستجد الوجوه الساهمة التي تبدو على محياها كل هموم الدنيا بسبب الظلم المفرط الذي يمارسه نظام القهر الذي يعاني من حالة السادية ويستلذ بتعذيب رعاياه جسدا ونفسا.
فصديقيتي المعتقلة اكدت لي انها تعرضت للضرب المفرط في الايام الأولى من الـ60 يوم زمن الإعتقال، ولكنها تعرضت لتعذيب نفسي تعزوه لحالة الإضطراب التي يعيشها منسوبو تلك المؤسسة الأمنية جراء العزلة الإجتماعية التي فرضت عليه كنتاج لسلوكهم القذر والذي ابسط ما يمكن وصفه بأنه لا يشبه سلوك ابناء الشعب السوداني الذي يوصف بالرجولة الإجتماعية(تعني المواقف المناصرة للمرأة إيجابا)، فهي تؤكد إنها اضطرت خلال الشهرين وقد تزامنت مع العادة الشهرين لمرتين ان تضع غطاء رأسه(الطرحة) مكان نزول العادة لتقي ثيابها الخارجية شر تلطخها بدماء العادة وأفراد وضباط تلك المؤسسة يتلذذون بتلك اللحظات المأساوية والتي تجسد قمة الذل والقهر لأنثى.
فهي تشابه إلى حد كبير حالة الفصام الإجتماعي التي يعيشها منسوبو تلك المؤسسة عن الحياة العادية برغم بؤسها، فهم يعيشون في عالم آخر غير الذي نعيشه، رغم انهم من رحم هذا الشعب ولكنهم إختاروا بكامل قواهم العقلية أن يكونوا جلادوه، ولكن عليهم ان يعلموا ان التاريخ لايغفر لأي كان ما إغترفته يداه وهو بكامل قواه العقلية، فهي ليست جريمة فردية بل جريمة منظمة ترعاها دولة تدعي الحكم بقيم دين محدد وينفذ ذلك بشر بعيدين كل البعد عن قيم الإنسانية والعدالة، مغيبون حتى عن أعراف المجتمع التي لا تنفك بتاتا عن الحياة العامة.. وكل ذلك يولد المزيد من حالة(الغيبونة) التي ستؤدي بلا شك في يوم الأيام القريبة إلى إحدى مجاري المياه للحاكم يطارده مجموعة من الشباب الثوار ليقتصوا 23 عاما من الظلم المفرط.