روى أبن القيم في كتاب روضة المحبين ونزهة
المشتاقين ، أن عمر رضي الله عنه كان يتفقد أبا بكر بعد صلاة الفجر ، فكان يراه إذا صلّى الفجر يخرج من المسجد إلى
ضاحية من ضواحي المدينة كل يوم ، فيتساءل ماله يخرج؟
ثم تبعه مرة من المرات ، فأتى فإذ هو قد دخل خيمة منزوية ، فلما خرج أبو بكر دخل بعده عمر ، فإذا في الخيمة عجوز
حسيرة كسيرة عمياء معها طفلان لها ، فقال لها عمر: يا أمة الله من أنت ؟
قالت: أنا عجوز كسيرة عمياء في هذه الخيمة ، مات أبونا ، ومعي بنات لا عائل لنا إلا الله عز وجل ، قال عمر: ومن هذا
الشيخ الذي يأتينكم؟ (وهي لم تعرفه) قالت: هذا شيخ لا أعرفه ، يأتي كل يوم فيكنس بيتنا ، ويصنع لنا فطورنا ، ويحلب لنا
شياهنا ..
فبكى عمر رضي الله عنه وقال:
"أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر"