فاروق وراق .. وداعا ايها الضاحك المبتسم ( منقول من صحيفة الميدان )

نجوي بحاري والمرحوم فاروق وهنداوي

محمد بدوي صديق الراحل

وداعاً أيها الضاحك المبتسم

هاشم ميرغني عثمان/ود مدني
سنوات العمر هي حصاد لمواقف ومعارك ومساهمات لحياة توهب للإنسان مرة واحده وكانت حياتك القصيرة الطويلة للتعليم والتعلم تلقي فيها العلم علي طلابك بالمدرسة الأولية بمدينة الحصاحيصا التي أدمنت حبها تنهض من نومها ..صداح وضاح يا ملك الكنار ويا أمير البلبل وتتواصل الأناشيد تحت أشجار النيم الظليلة ويردد التلاميذ بأصواتهم الحية (صه ياكنار وضع يمينك في يدي…وبذلت ياسودان ما ملكت يدي…وهل ملكت في دنياك سوى محبه السودان وأهلة في سنوات العتمة والظلمة وعهود قطاع الطرق من كل شاكلة ولون.
سأل مختص الأمن الراحل فاروق وراق عن مسرحيه عنوانها فرعون وقله عقله كان قد صاغها من منهج المرحلة الأولية وقد وجدها أمن نظام نميرى في إثناء تفتيش منزلة بالحصاحيصا. وعلى ذكر المنهج الحافل بالقصص الشيقة(فرعون وقله عقلة ، الرجال البلهاء ، الثعلب المكار، علي بابا والأربعين حرامي) فهل كانت تتنبأ تلك الكتب الدراسية بما سيأتي فنسميها نبؤءة المنهج القديم!!
سأل المحقق الأمني:من هو المقصود بفرعون ؟وتحضرني هنا قصيدة التقدمي المصري عبد الرحمن الشرقاوي في قصيدته الشهيرة(رسالة إلي الرئيس ترومان) قال ودارت رؤوسهم من ذكاء وبعض ذكاء يثير الرثاء..ويبدو أن المحقق من جيل(العتبة قزاز والسلم والنايلون هذا قبل القبول الخاص بطريقة دولار ريال شيك سياحي و مراكمات النظم الفاسدة على التعليم وقضاياه وخلق أجيال مبتورة المعرفة.
أجاب الراحل على سؤال المحقق الأمني أنها قصة في كتاب المطالعة الأولية قبل منهج السلم التعليمي علة يدرك أوجه الشبه بين العاري المداري سوءته بيده واللابس العاري والمشترك بينهما(ضل ضحي)، غمست أعماقك في وجدك القديم حب الشعب وحب الحزب والثبات عند المحن والشدائد وكنت الأكثر قرباً من قضايا الناس.التقينا في بيت حي العمدة بالحصاحيصا لأول مرة عام 1974 ونحن نناقش دورة يناير 74 بمحاورها الثلاثة البديل، الإدارة ،القيادة، وتلمس الطريقة للإعداد للمعارك القادمة مع نظام نميري وتوابعه ومرة أخرى نلتقي عام 79 بسجن ود مدني حيث أصاب النظام الهلع من تزايد المد الجماهيري ونجاح أضراب المزارعين بالجزيرة فأعتقل قيادات حزبية ومهنية منهم الراحل محمد حمدنا الله، الراحل محمد الأمين سر الختم.الراحل داؤود سليمان ومحمد عبد الله الهجيج (متعه الله بالصحة والعافي) وغيرهم مما لا يسمع المجال بذكرهم…تفتح بوابه السجن الشمالية ذات مساء فيدخل الراحل فاروق وراق يحمل الضحك والابتسام والسخرية هازئاً راسماً بالكلمات أفلام كرتون لشخوص ماثله وأن تغيرت الأدوار والأزمنة ،ابتذلت البرجوازية الصغيرة والرأسمالية الطفيلية صله الرحم وأواصر القربى كان فاروق جملة صغيرة في زمن ركاكة اللغة وروح مقاومة للكآبة والانكسار وأن يكون السجن مسرحاً و منتدى أثرى وجدان المعتقلين في ذلك الزمان البعيد وكما قاوم العسكر قاوم على مدى أعوام أيها الساخر الضاحك المبتسم حين يبدأ الكلام وعند المنتهى وعلى الراحلين السلام والسلام على من أقاموا .

فاروق وراق .. وداعا ايها الضاحك المبتسم ( منقول من صحيفة الميدان ) 51936676

الا رحم الله استاذنا ووالدنا الاستاذ فاروق وراق بقدر ماقدم ووالله اني اشهد له بحسن الخلق والانسانية والطيبة التي عرفتها فيه وانا طالب مع ابنه صفوان وانا جاره في السوق وصديق ابنه والتي لاتتسني لكل الناس عرفته دائما باسما وضاحكا مع الصغير قبل الكبير مع العربي والعجمي ولايسعنا الا ان نقول ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا والله لفراقك يااستاذنا لمحزونون ونسال الله ان يلهمك حجتك ونسال الله ان يصبرنا بعدك الا رحم الله والدنا واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا انه نعم المولي ونعم النصير

له الرحمة والمغفرة ... اللهم يا سميع الدعاء انقله من ضيق اللحود ومراتع الدود الي جناتك جنات الخلود ... آمين

له الرحمة والمغفرة

إنا لله وإنا اليه راجعون

ربنا يجعله من أصحاب الجنه

» وداعا النقابي الجسور وسيم الروح فاروق احمد "جدو"
» عدد اليوم الثلاثاء المصادر من صحيفة الميدان
» السلطات الامنية تمنع توزيع العدد الخامس علي التوالي من صحيفة الميدان
» أهداء الى الأستاذ فاروق وراق
» السلطات تصادر صحيفة الميدان للمرة الثالثة خلال الاسبوع ( يوجد العدد الاخير المصادر )